اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة إن “وحشية حماس” لا يمكنها تبرير “العقاب الجماعي” للفلسطينيين، وذلك خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي للبحث في وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، أكدت الولايات المتحدة رفضها له.

ووجّه غوتيريش الأربعاء رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر”، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.

وقال غوتيريش الجمعة “أدين بلا تحفظ هجمات حماس في 7 من تشرين الأول/أكتوبر. لقد روعتني التقارير عن العنف الجنسي”، معتبرا أنه “لا يوجد أي مبرر لقتل نحو 1200 شخص عمدا، بينهم 33 طفلاً، وإصابة آلاف آخرين، واحتجاز مئات الرهائن”.

لكنه أضاف “في الوقت عينه، فإن الوحشية التي مارستها حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

وأشار الى أنه “في حين أن إطلاق حماس الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة من دون تمييز، واستخدام المدنيين “كدروع بشرية” هي انتهاكات لقانون الحرب، لا يعفي هذا التصرف الاحتلال من انتهاكاتها”.

وبدأالاحتلال قصفا مدمرا على قطاع غزة ردا على هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر أوقع 1200 قتيلا. وبدأت الدولة العبرية اعتبارا من 27 تشرين الأول/أكتوبر هجوما بريا واسع النطاق في القطاع الفقير والمحاصر تماما.

وقتل أكثر من 17 ألف شخص، نحو 70% منهم من النساء والأطفال دون 18 عاما، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة.

ويعاني القطاع من نقص المواد الغذائية والماء والوقود والأدوية في وقت نزح 1,9 مليون شخص أي 85% من سكانه وسط دمار وأضرار طالت نصف مساكنه.

ودعا غوتيريش الى الإطلاق “الفوري وغير المشروط” لأكثر من 130 رهينة لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، إضافة الى “معاملتهم بشكل انساني والسماح بزيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لحين إطلاق سراحهم”.

وأبلغت واشنطن الداعمة للاحتلال، مجلس الأمن معارضتها لوقف فوري لإطلاق النار.

وقال نائب المندوبة الأميركية روبرت وود “في حين تدعم الولايات المتحدة بشدة السلام المستدام الذي يتيح للإسرائيليين والفلسطينيين العيش بأمن وسلام، لا ندعم الدعوات الى وقف فوري لإطلاق النار”، معتبرا أن ذلك “سيؤدي فقط الى زرع بذار الحرب المقبلة، لأن لا رغبة لحماس برؤية سلام مستدام أو حل الدولتين”.

مطالبة عربية بوقف النار

دعا وزراء الخارجية العرب مجلس الأمن الدولي الى اتخاذ قرار ينهي بشكل “فوري” الحرب بين الاحتلال وحماس.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان باسم المجموعة العربية “نعتقد بأنه من الضروري وضع حد للمعارك بشكل فوري”، داعيا مجلس الأمن الى الموافقة على مشروع قرار بوقف إنساني لإطلاق النار في غزة.

على إثر رسالة غوتيريش غير المسبوقة، أعدت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار يطرح للتصويت الجمعة، على ما أفادت الرئاسة الإكوادورية للمجلس.

ويطالب مشروع القرار في نسخته الأخيرة التي اطلعت عليها فرانس برس بـ”وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في غزة، محذرا من “الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة”.

كما يدعو النص المقتضب إلى “حماية المدنيين” و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن” و”ضمان وصول المساعدات الإنسانية”.

ورأى نائب المندوبة الإماراتية محمد عيسى أبو شهاب أن “المجلس سيصوت اليوم. وستتاح له فرصة الاستجابة للدعوات المدوية في جميع انحاء العالم لوضع حد لهذا العنف”.

وأكد السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور “حان الوقت لإبداء الشجاعة (..) يجب التحرك الآن”.

ولكن تم تأجيل التصويت الذي كان مقررا صباح الجمعة الى نهاية اليوم.

وعلّق السفير الفرنسي نيكولا دي ريفيير “آخر ما يحتاجه المجلس اليوم هو مواجهة جديدة وفشل جديد”، في إشارة إلى استمرار المفاوضات خلال عطلة نهاية الأسبوع للسماح بتجنب “اعتراض عضو دائم أو آخر”.

ونتيجة التصويت غير مضمونة بعدما رفض مجلس الأمن في الأسابيع التي تلت اندلاع الحرب اربعة مشاريع قرارات.

وخرج المجلس عن صمته أخيرا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر باعتماده قرارا دعا إلى “هدنات وممرات إنسانية” في قطاع غزة، وليس إلى “وقف إطلاق نار”.

اعتبرت منظمة أطباء بلا حدود أن عدم تحرك مجلس الأمن حيال الحرب يجعله “شريكا في المجزرة” المرتكبة في قطاع غزة. وقالت في بيان الجمعة “الى اليوم، عدم تحرك مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة واستخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الدول (الدائمة العضوية) لاسيما الولايات المتحدة، يجعلها شريكا في المجزرة الجارية”.

وتعتبر الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، أن إصدار قرار جديد لمجلس الأمن “لن يكون مفيدا في المرحلة الراهنة”، وذلك بعدما عارضت أحد مشاريع القرارات السابقة ورفضت باستمرار فكرة وقف إطلاق نار.

من جهتها علقت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنياس كالامار في بيان أن “القانون الدولي يرتب على الولايات المتحدة وكل الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن الدولي واجبا واضحا بمنع وقوع الفظاعات”.

وتابعت “لا يمكن أن يكون هناك أي تبرير لمواصلة عرقلة عمل ذي مغزى في المجلس يهدف إلى وقف إراقة دماء المدنيين والانهيار الكامل للنظام الإنساني وفظاعات أسوأ من ذلك ستنجم عن تفكك النظام العام وحركات النزوح الجماعي”.

المصدر أ ف ب الوسومالأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي فلسطين الولایات المتحدة الأمن الدولی لإطلاق النار فی قطاع غزة مجلس الأمن

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: ممارسات جيش "إسرائيل" بغزة من أخطر الجرائم الدولية

نيويورك - صفا

قالت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جويس مسويا "إن النازحين الفلسطينيين بقطاع غزة شهدوا قتلاً وحرقاً ودفناً لأفراد عائلاتهم، مشيرة إلى أن ممارسات الجيش الإسرائيلي "تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية".

جاء ذلك في إحاطة قدمتها بجلسة لمجلس الأمن الدولي عقدت أمس الثلاثاء، لمناقشة التحذيرات الصادرة بشأن المجاعة وانعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة.

وأبلغت المسؤولة الأممية الدول الأعضاء خلال الجلسة بإبلاغ مجلس الأمن بشأن انعدام الأمن الغذائي في غزة 16 مرة على الأقل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأشارت إلى أن الأمم المتحدة أدانت بشدة القتل والدمار والمعاملة اللاإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأردفت "رأينا المدنيين الذين نزحوا من منازلهم في غزة محرومين من كرامتهم، رأينا أنهم شهدوا أفراد أسرهم يُقتلون ويُحرقون ويدفنون أحياء".

وأضافت مسويا أنها شاهدت عبارة: "طفل جريح، عائلته ليست على قيد الحياة" مكتوبة على أذرع الأطفال المصابين، موضحة أن معظم قطاع غزة أصبح الآن مدمرا وأكواما من الأنقاض.

كما قالت: "إذا تضررت أو دمرت 70 بالمئة من منازل المدنيين، فما هو الفرق وما هي الاحتياطات التي تم اتخاذها؟ إننا نشهد أعمالاً في غزة تذكرنا بأخطر الجرائم الدولية".

وشددت في إحاطتها على أن الهجوم الأخير الذي شنته إسرائيل على شمال قطاع غزة الشهر الماضي كان "نسخة أكثر خطورة وتطرفا وتسارعا من رعب العام الماضي".

وأوضحت أن العديد من الأسر لا تزال تحت الأنقاض، وأن إسرائيل منعت نقل الوقود ومعدات الحفر وفرق الإسعافات الأولية لسكان غزة، مضيفة "يبدو أنه لا يوجد حد للقسوة اليومية التي نراها في غزة".

وبينت أن "إسرائيل تحاصر بيت حانون شمال قطاع غزة منذ أكثر من شهر، وأن الإمدادات الغذائية والمياه وصلت لكن باليوم التالي هجر الجنود الإسرائيليون الناس قسرا من نفس المناطق".

ونوهت إلى أن الأشخاص المحاصرين أفادوا بأنهم يخشون استهدافهم إذا تلقوا المساعدة، موضحة أن إسرائيل منعت دخول المساعدات الإنسانية إلى شمال قطاع غزة، وأن إمدادات المياه والغذاء لنحو 75 ألف شخص قد انخفضت.

وتطرقت مسويا لظروف الشتاء بالقول: "إن الظروف المعيشية في غزة ليست مناسبة للإنسانية، الغذاء غير كاف، ومواد الإيواء المطلوبة قبل فصل الشتاء محدودة للغاية".

وذكرت أن توزيع الغذاء اليومي انخفض بنسبة 25 بالمئة تقريبا في أكتوبر/تشرين الأول مقارنة بشهر سبتمبر/أيلول، وأن القرار بشأن منع عمل وكالة الأونروا ساهم بهذا التراجع.

كما أعربت عن قلق الأمم المتحدة بشأن تدهور وضع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وأن القوات الإسرائيلية تواصل استخدام الأساليب القاتلة، و"يتم تجاهل الاحتياجات الأساسية للإنسانية".

وشددت على أنه يجب على الدول الأعضاء ممارسة نفوذها من خلال الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية ومكافحة نقل الأسلحة والإفلات من العقاب من أجل منع ووقف انتهاكات القانون الإنساني الدولي.

وختمت بالقول: "حان الوقت الآن لكي يستخدم مجلس الأمن سلطته، وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، لضمان الامتثال للقانون الدولي والتنفيذ الكامل لقراراته".

مقالات مشابهة

  • “جريمة حرب”.. “هيومن رايتس ووتش” تتهم إسرائيل بالتهجير الجماعي لسكان غزة
  • غوتيريش يبحث مع البرهان تمديد فتح معبر أدري وتيسير توزيع الإغاثة في السودان
  • الولايات المتحدة “تأسف” لعدم تعزيز عقوبات مجلس الأمن على الحوثيين
  • الأمم المتحدة: ممارسات جيش "إسرائيل" بغزة من أخطر الجرائم الدولية
  • مجلس الأمن يناقش المجاعة في شمال غزة
  • غوتيريش يحذر قادة العالم!
  • بطلب من 4 دول.. مجلس الأمن يناقش اليوم المجاعة شمال قطاع غزة
  • “قمة الرياض” تطالب مجلس الأمن بقرار ملزم لوقف إطلاق النار بغزة
  • بطلب من الجزائر.. مجلس الأمن يعقد غدا اجتماعا لمناقشة المجاعة بشمال قطاع غزة
  • الأسهم الأوروبية تنهي التعاملات على ارتفاع بدعم قطاع العقارات