أجبرت جماعة الحوثي قرابة ألف سجين في العاصمة المختطفة صنعاء وريفها على ذمة قضايا متنوعة على المشاركة في عرض شعبي مسلح أقامته أخيراً في ميدان السبعين تحت لافتة تخرج ما أسمتها الدفعة الأولى من الدورات العسكرية المفتوحة، حيث تزعم الجماعة أنها ستنضم للمشاركة في القتال دفاعاً عن غزة وتحرير فلسطين، على حد زعمها.

ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»، عن مصادر مطلعة في صنعاء بان الجماعة دفعت بنحو ألف معتقل بعد عمليات مساومة من السجون في مدينة صنعاء وريفها للمشاركة بالعرض المسلح، تمهيداً للزج بهم وسجناء آخرين إلى مختلف الجبهات.

سبق هذا التحرك تنفيذ قادة حوثيين يتصدرهم المنتحل لصفة النائب العام محمد الديلمي قبل أيام زيارة إلى السجن المركزي في ريف صنعاء وإصدار تعليماته بالإفراج عن المحتجزين ممن التقى بهم مقابل الموافقة على الانضمام لصفوف الجماعة والخضوع لتلقي دورات فكرية والمشاركة بالعروض العسكرية وجبهات القتال.

ويؤكد عبد الله وهو اسم مستعار ومن أقارب معتقل أفرج عنه من ريف صنعاء وجود صفقات أبرمتها قيادات حوثية مع أسر سجناء ومعتقلين كثر، بينها أسرته لإطلاق أقاربهم مقابل التحاقهم في صفوفها.

وأفاد عبد الله، وينحدر من منطقة بني مطر غرب صنعاء، بأن أسرته وافقت تحت الضغط والابتزاز على الإفراج عن ابنها (35 عاماً) المعتقل منذ أشهر بتهمة انتقاده جرائم وانتهاكات وفساد قيادات حوثية تعمل في قطاع الأمن.

واتهم عبد الله، الجماعة الحوثية باستغلالها الأحداث الأليمة الجارية في قطاع غزة وتجيير ذلك لمصلحتها من خلال مساومة مئات المحتجزين تعسفياً وآخرين على ذمة جرائم قتل وتشكيل عصابات، بإطلاق سراحهم شريطة الانضمام إلى تشكيلاتها العسكرية.

مقايضة 900 محتجز

لم تقتصر المقايضة الحوثية على المحتجزين في ريف صنعاء، بل امتد ذلك ليطول خلال الأسبوعين الماضيين ما يزيد على 900 سجين ومعتقل في السجن المركزي في مدينة صنعاء وفي السجن الحربي وسجون الأمن والمخابرات الحوثية وفي مراكز الحجز والتوقيف الشرطية في العاصمة المختطفة.

ووفق المصادر، فإن استهداف المحتجزين لتجنيدهم جاء وفق توجيهات صادرة من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، وشرع في تنفيذها والإشراف المباشر عليها القيادي الحوثي الديلمي المعين بمنصب النائب العام.

وأرجع ناشط حقوقي في صنعاء ، أسباب رضوخ السجناء لعملية المقايضة الحوثية المتمثلة بالإفراج عنهم مقابل الالتحاق بميادين القتال بأنه ناتج عما يتعرضون له بشكل يومي من انتهاكات وتعسفات بعضها نفسية وجسدية على أيدي الجماعة بجميع السجون.

ونقل الناشط عن محتجز مفرج عنه أجبر قبل أيام على المشاركة في العرض الحوثي المسلح بصنعاء، قوله: «إنه فضّل ومعه كثير من السجناء الموافقة على شروط الجماعة بالإفراج عنهم مقابل الالتحاق للقتال بجبهاتها»، وأنه لا يفضل المكوث فيما تبقى من سنوات احتجازه عرضة للأمراض والأوبئة والمعاناة والحرمان والقمع والإذلال والتعذيب على يد مسلحي الجماعة في السجن.

وتقول مصادر يمنية حقوقية إن القيادي الحوثي الديلمي يواصل زياراته السرية والعلنية إلى السجون والمعتقلات والأقبية بغية عقد اجتماعات ولقاءات بقيادات أمنية ومحلية ومشرفين ومسؤولي سجون من أجل إبرام اتفاقات مع سجناء بالإفراج عنهم مقابل الدفع بهم إلى جبهات القتال.

وسبق للجماعة وضمن مساعيها لتعويض النقص العددي في مقاتليها، أن أطلقت حملات تجنيد واسعة بحق مئات السجناء والمعتقلين بمناطق عدة تحت سيطرتها والعفو عنهم وحل قضاياهم شريطة مشاركتهم في القتال معها.

وكان من بين تلك الصفقات إبرام إدارة سجن مركزي في مدينة إب صفقتين مع نحو 85 سجيناً بعضهم محتجز على ذمة قضايا قتل وسرقات وجرائم أخرى؛ حيث أُفرج عنهم مقابل الالتحاق بجبهات القتال.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: بالإفراج عن عنهم مقابل

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الداخلية السابق: الشعب انخدع بالجماعة المحظورة في 2011

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

قال اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية السابق، إن الشعب المصري في 2011 انخدع بالجماعة الإرهابية المحظورة، مشيرًا إلى أن هذه الجماعة وعدت الشعب المصري بالنهضة وإحداث تحول في الدولة المصرية خلال 100 يوم فقط، ولكن هذا لم يحدث على الإطلاق، وخرج الشعب المصري في الكثير من الوقفات الاحتجاجية، فأصدرت جماعة الإخوان الإرهابية الإعلان الدستوري الذي جعل محمد مرسي رئيسًا فوق الدستور.

وأضاف "الشرقاوي"، خلال حواره مع الإعلامي الدكتور فهمي بهجت، ببرنامج "المحاور"، المذاع على فضائية "الشمس"، أن الشعب المصري لم يرتض بالإعلان الدستوري وذهب إلى الاتحادية للتظاهر، واعتدت عليه جماعة الإخوان، فخرجت حركة تمرد وأعلن 22 مليون مصري رفضه لهذه الجماعة الإرهابية.

وأشار إلى أن هناك 35 مليون مصري خرجوا إلى الشوارع ليعلنوا رفضهم لهذه الجماعة، وبالفعل صدر إعلان ثوري وجاء الرئيس عدلي منصور لسدة الحكم لفترة مؤقتة، لحين تنظيم الانتخابات التي انتهت بوصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرئاسة.

 

مقالات مشابهة

  • 11 عاماً مأساوية على اليمن بسبب الانقلاب «الحوثي»
  • جرائم «الحوثي» تستهدف زعزعة الأمن والسلم الإقليمي
  • مساعد وزير الداخلية السابق: الشعب انخدع بالجماعة المحظورة في 2011
  • خبير في شؤون الحركات الإسلامية: سلاح الوعي هو الأمثل لمواجهة الشائعات
  • عدد الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم خلال المرحلة الأولى من صفقة غزة
  • مليشيا الحوثي تستهدف بقصف مدفعي مواقع القوات الحكومية بتعز
  • جماعة الحوثي: تلقينا سوء تقدير من السعودية حين طلبنا منها التدخل لدى واشنطن لخفض التصعيد
  • تاريخ من العنف والإرهاب.. أبرز جرائم جماعة الإخوان ضد الأقباط
  • الثانية خلال 24 ساعة.. مليشيا الحوثي تعلن تشييع دفعة جديدة من قياداتها في صنعاء "أسماء"
  • أمريكا تصنف جماعة تيرورغرام تنظيما إرهابيا