ما وراء تعيين الأسد نائب وزير خارجيته سفيراً في السعودية؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
حظي تعيين النظام السوري أول سفير له في المملكة العربية السعودية منذ قطع العلاقات قبل أكثر من 11 عاماً، باهتمام واسع من قبل وسائل الإعلام، وخاصة لجهة اختيار النظام نائب وزير خارجيته لهذا المنصب.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد قد عيّن نائب وزير الخارجية أيمن سوسان سفيراً لنظامه في الرياض، وبعد ذلك أعلنت سفارة النظام، عن استئناف أعمالها القنصلية.
وأضافت أنها ستبدأ في تقديم الخدمات القنصلية للمواطنين السوريين اعتباراً من 17 كانون الأول/يناير، مؤكدة أن مراجعة السفارة متاحة عبر المواعيد المسبقة من خلال الحجز على الموقع الإلكتروني.
ولم تعلن السعودية بعد عن تعيين سفير لها لدى النظام السوري، غير أن مراقبين رجحوا أن تعلن الرياض قريباً عن تسمية سفيرها في دمشق، وخاصة أن خطوة النظام تزامنت مع الزيارة التي أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، ليبدو أن كل ما يجري هو بدفع روسي.
لماذا اختار النظام نائب وزير خارجيته؟
وحول أسباب اختيار النظام لسوسان الذي كان مرشحاً لشغل منصب وزير خارجية النظام سابقاً، يقول الدبلوماسي السوري السابق بشار الحاج علي، إن ذلك يأتي في إطار رغبة النظام بإرسال رسائل "إيجابية" على أهمية عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية، وإنه يسعى لرفعها لأعلى المستويات.
ويضيف لـ"عربي21" بأن تعيين نائب وزير خارجية في منصب سفير يعطي انطباعاً بذلك، وخاصة بعد "برود" مسار التطبيع العربي مع النظام السوري الذي انطلق رسمياً بعد حضور بشار الأسد في القمة العربية في جدة في أيار/مايو الماضي.
وتابع الحاج بأن الأسد يحاول أن يعيد الزخم لهذا المسار من خلال هذه الخطوة، بعد حضوره الباهت في القمة العربية والإسلامية بشأن غرة التي عقدت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بالرياض.
وفي السياق ذاته، يقلل الدبلوماسي السوري من تأثيرات تسلم سوسان للمنصب على مسار التطبيع، بقوله إن "كل من يعمل في وزارة خارجية النظام هم مجرد أدوات تنفيذية للدور المطلوب المرسوم من قبل الأسد وأجهزته الأمنية".
وسوسان من مواليد العاصمة دمشق وحاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية، وشغل منصب سفير سوريا في بلجيكا والاتحاد الأوروبي حتى عام 2012، وشغل منصب معاون وزير الخارجية والمغتربين منذ عام 2014.
تخفيف الاحتقان
أما الكاتب والمحلل السياسي المهتم بالشأن السعودي درويش خليفة، فيقول إن النظام السوري يعتبر التقارب مع المملكة السعودية هدفاً رئيسياً في طور العودة للمنظومة العربية، وهو ما يتطلب سفيرا يمتلك الباع الكبير في العلاقات الدولية والدبلوماسية وهو ما يتقنه سوسان، على حد تأكيده.
ويعتقد خلال حديثه لـ"عربي21" بأن تعيين سوسان جاء بنصيحة من قبل الروس، لتقريب وجهات نظر النظام مع الجانب السعودية من جانب، ولتخفيف الاحتقان والتشنج بين سوسان ووزير خارجية النظام فيصل المقداد على إدارة الوزارة، من جانب آخر.
من جانب آخر، وبحسب خليفة، يمكن قراءة الاستعجال في خطوة النظام، على أنها في إطار التحسب لاشتعال الحرب في لبنان، بعد تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بتوجيه ضربات واسعة ضد لبنان، ويوضح أن "اشتعال الحرب في لبنان يمكن أن يعرقل حركة السوريين بالانتقال إلى بيروت ثم الوصول عبر مطارها إلى المطارات السعودية".
أما المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري، عمر رحمون، فيؤكد أن سوسان يتمتع بخبرة دبلوماسية واسعة، وأن ليس له أي حالة صدام مع المسؤولين العرب، ويضيف لـ"عربي21": "كانت مشاركة سوسان بالقمة العربية مشاركة ايجابية وتصريحاته تجاه العرب تصريحات تقرب، وهو يملك كاريزما لا يملكها غيره تأهله ليكون سفيراً لدى المملكة".
وكانت السعودية قد قطعت علاقتها مع النظام السوري منذ بداية اندلاع الثورة السورية في العام 2011، لكن منذ مطلع العام 2023 بدأ الموقف السعودي يتغير تدريجياً، وتوضح ذلك على وجه التحديد بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في شباط/فبراير الماضي، حيث أعلنت الرياض عن إرسال طائرات محملة بمساعدات إلى مناطق سيطرة النظام السوري.
وفي حزيران/يونيو الماضي، أعلنت السعودية والنظام السوري عن استئناف البعثات الدبلوماسية، وبعدها كان للسعودية الدور الأبرز في إعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، لكن يبدو لمراقبين أن مسار التطبيع العربي مع النظام لم يُستكمل بسبب عدم موافقة النظام السوري على بعض الخطوات المطلوبة منه، مثل تفعيل المسار السياسي للحل، والتعاون في مجال مكافحة المخدرات.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية النظام السوري سفير السعودية دمشق السعودية دمشق النظام السوري سفير ايمن سوسان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری نائب وزیر
إقرأ أيضاً:
ترامب يختار ويتاكر سفيراً للولايات المتحدة لدى الناتو
أعلن الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، اختيار ماثيو ويتاكر، الذي شغل منصب المدعي العام بالإنابة خلال فترة ولايته الأولى، ليكون سفير الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وقال ترامب في بيان صحفي، الأربعاء: "ماثيو محارب قوي ووطني مخلص، وسيضمن تقدم مصالح الولايات المتحدة وحمايتها".
وأشار إلى أن ويتاكر سيعمل على "تعزيز العلاقات مع الحلفاء في الناتو، وسيقف بحزم في وجه التهديدات للسلام والاستقرار ، وسيضع أميركا أولاً".
وفي حال موافقة مجلس الشيوخ على تعيينه، سيتولى ويتاكر قيادة البعثة الأميركية إلى الناتو، في فترة يواجه فيها الحلف تحديات كبيرة، أبرزها مواصلة دعم أوكرانيا ضد الغزو الروسي.
كما يُتوقع أن يتولى الضغط على الدول الأعضاء في الحلف لزيادة إنفاقها الدفاعي، وهي قضية سبق أن ركز عليها ترامب خلال ولايته الأولى.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب قد أشار سابقا إلى أنه قد يقطع المساعدات لأوكرانيا، ويضغط من أجل إنهار الحرب سريعا، دون أن يوضح كيفية ذلك.
استخدام الجيش لترحيل المهاجرين.. ما مدى قانونية خطة ترامب؟ أكد الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الاثنين، أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود واستخدام الجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين.وفي هذا الصدد، قال مفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الثلاثاء، إن على أوروبا ألا تنتظر ما سيقرره ترامب بخصوص الموقف من الحرب في أوكرانيا، بل عليها أن "تواصل دعمها لأوكرانيا حتى تحقيق النصر".
وأضاف: "لا يمكننا الانتظار لنرى ما سيقرره ترامب. يجب أن يستمر دعمنا لأوكرانيا. سنرى ما سيحدث. لا نعرف ما الذي سيحدث، لكن في الوقت الحالي.. الناس يقاتلون في أوكرانيا ويموتون في ساحة المعركة.. لذا اليوم وغداً وبعد غدٍ، ما علينا فعله هو مواصلة دعمهم، ثم سنرى ما سيحدث".
هل تنجح خطة ترامب الجمركية في كبح جماح الصين؟ آراء متباينة حول تبعات السياسات الاقتصادية، وبخاصة التعريفات الجمركية، التي ينوي الرئيس المنتخب دونالد ترامب تطبيقها لدى دخوله البيت الأبيض يناير المقبل.وحسب تقرير سابق نشره موقع "الحرة"، فإنه في حال انسحبت الولايات المتحدة من الناتو أو قلصت التزامها، ستحتاج أوروبا إلى تطوير قدرة نووية مستقلة لضمان الردع الفعال ضد التهديدات الروسية.
وعلى المدى القصير، سيكون من الضروري أن تعمل فرنسا والمملكة المتحدة على تنسيق ونشر ترسانتهما النووية لضمان قوة الردع، أما على المدى الطويل، فيجب على أوروبا تطوير قدرة نووية كاملة تشمل تصنيع وتطوير أنظمة توصيل الأسلحة النووية لضمان استقلالها في هذا المجال.