أشاد السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر بالأمم المتحدة، بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وباقي أعضاء الأمم المتحدة على أدائهم لمهامهم ومساعيهم الصادقة لمساعدة الشعب الفلسطيني، وما يبدوه من شجاعة في ظل المصاعب التي تفرضها إسرائيل وما يتعرضون له من حملة إرهاب وتشويه.

موسكو: نرفض أي مخططات لتهجير سكان غزة وهذا بمثابة نكبة جديدة للشعب الفلسطيني عضو الشيوخ: أحداث غزة خطر على الأمن القومي المصري

وقال مندوب مصر بالأمم المتحدة خلال جلسة مجلس الأمن التي أذاعتها فضائية "القاهرة الإخبارية" مساء اليوم الجمعة، "المجموعة العربية تحيي نزاهتكم وتشد على أيديكم وسنقف إلى جواركم ما دام استمر وفائكم لواجبكم وحفاظكم على قيم الأمم المتحدة وسعيكم لإنهاء هذه الحرب".

النزوح القسري وجرائم الاحتلال في الضفة 

وأضاف "تسجل المجموعة العربية أن العدوان أفضى إلى نزوج أكثر من نزوج أكثر من مليون ونصف فلسطيني و85% اجبروا قسرا على النزوح في مقرات الاونروا والمدارس والعراء وهي تمثل أبشع صور للعقاب الجماعي والتهجير القسري".

وتابع "في الوقت نفسه، تتصاعد جرائم المستوطنين تحت نظر الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس والذي سقط منه ما يزيد عن 250 شهيد، علاوة على العديد من النازحين بسبب الاستيلاء على البيوت وتسجل أن هذا الاحتلال الغاشم يتمادى في غيه على كل من سوريا ولبنان ويستهدف القرى الآمنة في جنوب لبنان بشكل قد يجر المنطقة إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأمين العام للأمم المتحدة فلسطين مجلس الأمن الشعب الفلسطيني الأمم المتحدة المستوطنين الضفة الغربية جرائم الاحتلال مندوب مصر بالأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش جلسة مجلس الامن جوتيريش

إقرأ أيضاً:

نزوح بل نزع للروح!

قبل عام كامل، وتحديدا في السابع عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اضطررت للنزوح القسري عن مدينة غزة، أسوة بآلاف الغزيين الذين اكتووا بنار حقد جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي صب حمم غضبه على المدينة الساحلية، محاولا الانتقام من أطفالها ونسائها وشيوخها بعدما فشل في مواجهة رجالها صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث تمادى بعدوانه السافر حد اقتحام مجمع الشفاء الطبي لأول مرة حينها، فضلا عن استهدافه المركّز لطواقم الإسعاف والدفاع المدني التي ضعفت قدرتها على إسعاف الجرحى وإنقاذ المصابين لكثرتهم. واليوم بعد عام كامل من النزوح المرهق، لا أدري إن كانت الكلمات أو حتى الدموع تسعف المرء للتعبير عن قسوة حياة النزوح إن جاز وصفها بـ"الحياة"!

ودون أدنى مبالغة، فإن إجبار الإنسان على النزوح من مدينة الميلاد والنشأة نزع بطيء ومؤلم للروح، كما أن الاضطرار للعيش بلا أدنى مقومات الحياة وبعيدا عن بيت الطفولة والذكريات غربة وإن كانت داخل الوطن الجريح، فالنازح عالق في أتون الحاضر يعايش ويكابد اللحظة على أمل عبور عنق الزجاجة واجتياز مرحلة الحرب والعدوان، لا سيما أن حياة النزوح استبد بها الوجع والألم، وسادها التعب والنَصَب، وشاع فيها الجوع والمرض، وفُطرت خلالها الأفئدة جراء توالي فقد الأحبة قتلا وأسرا وبُعدا وشتاتا!

النازح عالق في أتون الحاضر يعايش ويكابد اللحظة على أمل عبور عنق الزجاجة واجتياز مرحلة الحرب والعدوان، لا سيما أن حياة النزوح استبد بها الوجع والألم، وسادها التعب والنَصَب، وشاع فيها الجوع والمرض، وفُطرت خلالها الأفئدة جراء توالي فقد الأحبة قتلا وأسرا وبُعدا وشتاتا
ولكم يمزق الأنين أفئدة النازحين الفلسطينيين الذين مسهم الحنين لأزقتهم وذويهم وذكرياتهم ومساجدهم وحواريهم وأكلاتهم المفضلة وعاداتهم وحتى ملابسهم، نعم ملابسهم! فالنزوح القسري جردهم من كل شيء تقريبا، وفرض عليهم التكيف مع أبسط وأقل المتاع المتاح من ملابس وطعام وشراب ومأوى، حيث تعاقبت عليهم فصول العام من شتاء بارد وصيف حار وخريف متقلب عدا الربيع الذي توارى خجلا وآثر بقية الفصول بنصيبه من الأيام. والمؤلم أكثر أن النزوح المرهق لا يزال متواصلا في ظل ظروف معيشية تزداد صعوبة وقسوة، وتبدو أقرب للموت البطيء جراء إغلاق الاحتلال للمعابر وشح دخول البضائع والمساعدات واحتكار التجار الفجّار للسلع وفحش أسعار المتاح منها، عدا عن وحشية إسرائيلية غير مسبوقة.

ومما يزيد فصول المأساة فقدان الخصوصية في حياة النزوح، فلا خصوصية البتة في مخيمات النزوح، فحياة النازحين مشاع بكل ما تحمل الكلمة من غصة وحسرة، لا لشيء سوى أن الخيام القماشية والجلدية لا تحفظ الأسرار ولا تكتم الشجارات العائلية، ولا مجال لغير ذلك أصلا مع الازدحام ومحدودية الأماكن المتاحة إجمالا، عدا عن فقدان أبسط مقومات ومتطلبات الحياة الآدمية جراء شدة الحصار وفحش الأسعار جراء جشع وطمع وفُجر التجار الذين طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد، حتى ولجوا بقوة في دائرة دعوات الأئمة الذين يسألون الله صباح مساء أن يصب على التجار سوط عذاب بذات القهر الذي يسألونه أن تضع الحرب أوزارها، وأن يعود للدار غيابها وأحبابها رغم علمهم أن الدار غالبا تحولت لمجرد ركام وأنقاض!

ومن أوجه المأساة كذلك، المواصلات المتاحة في ظل النزوح والعدوان، فلا سبيل أمام النازحين لقطع المسافات الطويلة والمرهقة سوى "الشعبطة" بمركبات ألُحقت بها عربات لزيادة عدد الركاب، لا سيما أن شح إمدادات الوقود لقطاع غزة أخرج معظم وسائل النقل عن الخدمة منذ بداية العدوان، وفتح المجال لازدهار الدراجات الهوائية وعربات تجرها حيوانات! إلى جانب بعض المركبات التي يتاح لها شيء من الوقود أو استخدام زيت الطعام كوقود. ويزيد القهر لمن يملكون سيارات خاصة لكنهم لم يتمكنوا من اصطحابها لأماكن النزوح؛ نظرا لظروف العدوان وإجبار الاحتلال النازحين على قطع مسافات سيرا على الأقدام في مسارات محددة خلال رحلة النزوح!

ومع ذلك، ورغم مأساوية الواقع المعاش، فلا شيء يهون وجع النزوح ومرارة أيامه وقسوة ظروفه سوى اليقين بالله تعالى أن الألم مصيره الزوال، وأن التضحيات الجسيمة لن تذهب هدرا، وأنها تقرب الشعب الفلسطيني من العودة لربوع فلسطين، كل فلسطين، رغم أنف الاحتلال وداعميه ومناصريه، لا سيما أن المقاومة وصمودها يدعوان لكثير من الفخر والاعتزاز، ويداوي شيئا من خيبة هوان الأمة المتفرجة على ذبح الأطفال والنساء والشيوخ منذ عام ويزيد، مكتفية بدموع بلاستكية وتبرعات خجولة ودعوات ومنشورات مساندة في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي وكفى الله المؤمنين القتال!

ومما يهوّن قسوة ظروف النزوح؛ لطف الرحمن ومعيته الحاضرة، إذ لولا ذلك لذهلت عقول الغزيين وطاشت لهول ما تعرضوا له على مرأى ومسمع العالم أجمع، وسط خذلان مثير للقهر والغثيان، وصمت وعجز وتواطؤ دولي يوجب نعي "الإنسانية"، لا سيما بعد السقوط المدوي لشعارات المنظومة الدولية بأسرها، فلا حقوق إنسان ولا قوانين دولية ولا أعراف ومواثيق إنسانية أوقفت جرائم الإبادة بحقهم!

مقالات مشابهة

  • بوتين يوجه تحذيرا خطيرا للولايات المتحدة بالتصديق على عقيدة نووية جديدة
  • الاحتلال بنسف مباني ببيت لاهيا.. 46 يومًا من الإبادة والتهجير القسري شمالي القطاع
  • أحمد موسى يوجه التحية للفريق كامل الوزير على الهواء لهذا السبب
  • مندوب مصر في جنيف يقدم أوراق اعتماده لوكيل الأمين العام للأمم المتحدة
  • الاحتلال يعاقب رافضي النزوح من شمال غزة بـالمجازر
  • مقتل 5 أشخاص وأضرار واسعة النطاق في أكبر هجوم جوي روسي على أوكرنيا
  • نزوح بل نزع للروح!
  • تقرير للأمم المتحدة يدق ناقوس الخطر بشأن الثغرات الأمنية البحرية العالمية
  • "الجامعة العربية”: تل أبيب أخلت بالتزامات قبولها عضوا في الأمم المتحدة
  • حسام زكي: إسرائيل أخلَّت بالتزامات قبولها عضوا في الأمم المتحدة