الفائز بنوبل للآداب يون فوسه: الكتابة يمكن أن تنقذ الأرواح
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
اعتبر الكاتب النرويجي يون فوسه الفائز بجائزة نوبل للآداب لسنة 2023 أن "الكتابة يمكن أن تنقذ الأرواح"، مشيرا بذلك -خلال محاضرة أمس الخميس تسبق تسلّمه جائزته- إلى حالات الانتحار العديدة التي يتناولها في كتاباته.
وقال الكاتب المسرحي في مؤتمر في العاصمة السويدية ستوكهولم قبل أيام من احتفال توزيع جوائز نوبل الأحد "إذا كانت كتاباتي يمكن أن تساعد أيضا في إنقاذ حياة الآخرين، فلن يجعلني أي شيء آخر أكثر سعادة".
وأقرّ المؤلف بوجود حالات انتحار في أعماله أكثر مما يودّ. وأضاف "خشيتُ أن أكون قد ساعدت بهذه الطريقة في إضفاء المشروعية على الانتحار".
لكنه روى أن قرّاءً أكدوا له أيضاً أن كتاباته "أنقذت بكل بساطة حياتهم"، بعد الإعلان عن فوزه بجائزة نوبل، مشيراً إلى أنه تأثر كثيراً بهذه الشهادات.
وأضاف "كنت أدرك بمعنى ما أن الكتابة يمكن أن تنقذ الأرواح، وربما أنقذت حياتي أيضاً".
ويتسلم فوسه جائزته مصحوبة بميدالية ومبلغ 11 مليون كرونا سويدية (1.05 مليون دولار) من الملك كارل الـ16 غوستاف، في يوم ذكرى وفاة العالم والمخترع ألفريد نوبل عام 1896.
وقالت الأكاديمية السويدية -التي تمنح الجائزة- إنها اختارته "لمسرحياته المبتكرة ونثره الذي يعطي صوتا لما لا يمكن قوله".
وأضافت الأكاديمية أن أعمال فوسه "تمزج بين طبيعة خلفيته النرويجية مع التقنية الفنية الأدبية"، وأثنت عليه "لكشفه عن القلق الإنساني والتناقض في الجوهر البشري" في أعماله التي ناهزت 40 عملا.
وذكرت أن فوسه يعتبر من مؤلفي المسرحيات الأكثر عرضًا في العالم، وأنه يزداد شهرة يومًا بعد يوم بأعماله النثرية.
ويكتب فوسه بلغة نينوشك (أحد الأشكال الجديدة لكتابة اللغة النرويجية)، وتعيش شخصياته في عوالم شعرية مجردة تعاني واقعا باردا وقاسيا يشبه الملاحم الشهيرة شمالي أوروبا، وتتحدث شخصياته قليلا في نصوصه، لكنها تكشف عن مشاعرها الدفينة.
وبرز فوسه ككاتب مسرحي على الخشبة الأوروبية، بفضل مسرحيته "شخص ما سيأتي إلى المنزل" التي تولى إخراجها المسرحي كلود ريجي عام 1999 في باريس.
ويكتب فوسه بطريقة سهلة وأسلوب أصبح يعرف بين النقاد بوصف "بساطة فوسه"، ويتوقف في أعماله عند لحظات حرجة من الحياة اليومية، ففي روايته الثانية مثلا يتوقف مليا عند تردد أم شابة تترك شقتها لرمي القمامة، لكنها تغلق الباب على طفلها بالداخل، وتجد نفسها في موقف مربك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: یمکن أن
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. تشرين الطفولة
#تشرين_الطفولة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 18 / 10 / 2008
طفولة الشتاء، وكهولة الصيف. .هو تشرين.. فيه يتعالى صوت إغلاق النوافذ الغربية ،وسقوط الأواني المركونة على الجدار، فيه يذوب الطبشور على باب الدار مع زخة ليل عابرة ..
فيه يضجر حبل الغسيل من ضيوفه المبللين ،وفيه يكشف الشجر كل أوراقه دفعة واحدة ..
في تشرين يصبح للسماء مزاجها المختلف ، والغيم الأبيض الهارب من وسادة النهار يرسم أشكالاً تشبه الأحلام على زرقة السماء الغامقة..كان حمام الدار يدور حول نفسه سبع لفات ، عندما كانت تغربل أمي القمح استعداداً للشتاء،كان يهدل، يبرقم ، ثم يسرق عود قشّ بمنقاره ويطير ليصلح عشه في كوّة الطين..دقائق ويعود من جديد، يدور حول نفسه سبع لفات أخرى، ثم يغافلنا ويسرق قشّة أخرى ويطير..لم يكن يعنيه القمح كثيراً بقدر ما كان يعنيه القشّ..لقد أخبرته ساعته البيولوجية باقتراب الشتاء..فلم يعد يفكر برزق يومه..
يقولون أن الشمس لا تغطّى بغربال.. أمي كانت تغطّي الشمس بغربالها ، تمضي ساعات طويلة تجلس في ظل بيتنا القديم ، توجه غربالها نحو الريح. .تصفي القمح من التبن الدقيق والحجارة..تفرغها بكيس آخر ، تجمع الحب الساقط في حضنها أثناء الغربلة ..وتعيده للكيس ..كانت تخجل الشمس من مثابرة أمي، فكانت تتوارى خلف غربالها مثل صبية خجولة أعجبتها أنوثتها..
بعيد المغرب ، ومع تحليق أفواج السنونو الفرحة ، كتلاميذ عائدين من مدرسة مسائية ،كانت تتفقّد أمي خم الجاجات ، تغطي أكياس الاسمنت ،تدخل قرامي الشجر الى بيت الطابون، تلم ملابسنا من على الحبل تجمعها على كتفها واحداً تلو الآخر، تنكت ثوبها وتعود من حوش الدار..
مقالات ذات صلة وظائف شاغرة و مدعوون للمقابلة الشخصية 2024/11/07* حتى اللحظة، ما زلت أشتم رائحة تشرين الطفولة، حيث دفاتري المسطّرة ،وصوت اهتزاز لقن الغسيل في الخارج.
والى اللحظة أحتفي بتشرين على طريقتي. .أشق نافذتي قليلاً كل مساء.. فيتسلل نسيم الغروب الى ذاكرتي..أراقب اوكازيون الشجر الهزيل..أراقب حَمَام العمر وهو يدور حول نفسه سبع لفات بينما أغربل الذكريات..فيغافلني و يسرق لحظة من عمري ويطير..تشرين يا طفولة الشتاء وكهولة الصيف..طوّق مسائي..برائحة القمح، وباستدارة غربال الحجة
..ahmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي
#129يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي