صوتك أمانة.. لا تفرط فى حق الوطن
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
تتجه أنظار العالم أجمع إلى مصر فى ترقب للعرس الديمقراطى الذى تشهده البلاد هذه الأيام بمناسبة ماراثون السباق الرئاسى، الذى يبدأ التصويت به داخليا غدا الأحد ولمدة ثلاثة أيام فى ربوع مصر لرسم مرحلة جديدة فى تاريخ البلاد خلال السنوات القادمة.
الانتخابات الرئاسية المرتقبة ذات أهمية كبرى محليا وإقليميا ودوليا، حيث إنها تأتى فى ظروف سياسية بالغة الخطورة فى ظل أزمات اقتصادية طاحنة تضرب العالم أجمع، وصراعات إقليمية ربما غيرت خريطة المنطقة، كما أن مصر مركز ثقل كبير فى المنطقة وما يحدث على أرضها يكون له تأثير مباشر على كافة مجريات الأمور فى الشرق الأوسط.
رئيس مصر القادم بإرادة شعبية خالصة وتحت إشراف قضائى كامل ومراقبة محلية ودولية، سوف يقود سفينة البلاد وسط أمواج عاتية ليعبر بمصر وشعبها إلى بر الأمان، ونستكمل بناء مصر الحديثة التى تليق بإرادة شعب اختار الحياة.
تضافرت جهود مؤسسات الدولة خلال الفترة الماضية لتعلن جاهزيتها لانتخابات الرئاسة 2023، ليخرج المشهد الانتخابى فى أزهى صوره فى كافة مراحله من الدعاية الانتخابية حتى الإدلاء بالأصوات فى صناديق الاقتراع بحرية كاملة ودون أى تأثير لتأتى النتيجة معبرة عن الإرادة الحقيقية لجموع الناخبين.
الانتخابات النزيهة تأتى تفعيلا للمادة الخامسة من الدستور التى تؤكد على أن النظام السياسى يقوم على التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمى للسلطة عبر صناديق الاقتراع، التى تعد جوهر العملية الديمقراطية فى النظام السياسي.
الناخب المصرى ذكى وواع ويدرك أهمية المخاطر الكبيرة التى تحيط بالدولة المصرية من كل جانب لذا فإنه مطالب بأن يوظف هذا الوعى فى الاختيار الأمثل بإيجابية ليكون مساهما حقيقيا وفاعلا فى بناء مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، إنه مطالب ليوجه بوصلته للحفاظ على أمن واستقرار مصر فى المقام الأول قبل الخدمات والرفاهية الحياتية التى تأتى لاحقا، فالوطن وأمنه واستقراره يأتى أولا.
المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية أمر فى غاية الأهمية ويكاد يكون فرض عين على جميع الناخبين لأننا جميعا مسؤولون عن المشاركة فى بناء الوطن، والسلبية تهدد أهم حقوقنا، كما أن المشاركة مدخل رئيسي لتأكيد صلابة المصريين وإرادتهم فى مواجهة الأخطار ومواصلة بناء الوطن.
باختصار.. المصرى أثبت على مر التاريخ أنه صاحب إرادة قوية، وأن حب الوطن لديه يأتى دائما فى المقام الأول ولا ينازعه فيه أحد، لذا فإنه لن يتأخر عن نداء الوطن العاجل باعتبار الشعب أعلى سلطة فى الدولة.
الصوت الانتخابى قوة تستطيع أن تقلب الموازين السياسية، وتجعل صاحبه مشارك حقيقى فى صنع القرار السياسى.
تبقى كلمة.. المشاركة فى الانتخابات ليست رفاهية وإنما هى واجب وطنى واستحقاقا دستوريا أصلة المشاركة الشعبية الجماعية، والاسهام العملى فى صنع القرار وتعزيز الديمقراطية والنهوض بالوطن.
إدراك قيمة الصوت الانتخابى أولى الخطوات الحقيقية لبناء وطن متماسك مبنى على أسس ديمقراطية حقيقية وإرادة شعبية قوية لناخبين يشعرون بالمسئولية تجاه بلادهم.. بادر وشارك صوتك أمانة فلا تفرط فى حق الوطن.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صوتك أمانة حق الوطن باختصار أنظار العالم مصر السباق الرئاسي الانتخابات الرئاسية
إقرأ أيضاً:
مسؤول بحملة «هاريس»: تقارب استطلاعات الرأي منذ دخول «كامالا» السباق
قال كرايج كاترز، مسئول بحملة المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، إن المنافسة شديدة مع الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، وعلى الرغم من التحديات والشكوك لدى كلا المرشحين، ففى نهاية المطاف، سيتم الإعلان عن فائز واحد، ستُنقل له السلطة، ورغم أن حكومات العالم تنتظر نتيجة الانتخابات، لاستبيان السياسات المحتملة للرئيس الجديد، فإن نتيجة الانتخابات ستكون الأكثر تبايناً فى الرؤى بين مرشحة الحزب الديمقراطى ومرشح الحزب الجمهورى على نحو لم يحدث مع أى انتخابات أمريكية على مدار عشرات السنين.
وأضاف «كاترز» لـ«الوطن» أن «هاريس» تتمتع بفرصة أفضل للفوز، وهذا له علاقة بائتلاف الحزب الديمقراطى وكذلك بالتركيبة السكانية للولايات المتحدة، مشيراً إلى أن قضايا المرأة، مثل الإجهاض، من أكثر القضايا التى يختلف عليها «هاريس وترامب»، فلدى مرشحة الحزب الديمقراطى مسارات متعددة لتحقيق النصر، اعتماداً على مجموعة الولايات التى يمكنها الفوز بها، وبالتالى الحصول على أصوات الهيئة الانتخابية.
ما توقعاتك لسير العملية الانتخابية؟
- يشارك الأمريكيون فى انتخابات الرئاسة، التى تُعقد كل أربع سنوات، فبعد الانتخابات المتنافسة للغاية فى عامى 2016 و2020، تستعد واشنطن لليلة طويلة يوم الثلاثاء، وربما تصل لعدة أيام من انتظار تأكيد نتائج الانتخابات وإعلان الفائز، وهناك محامون يمثلون كلا المرشحين على استعداد للذهاب إلى المحكمة للطعن فى النتائج التى قد يشككون فيها أو يدافعون عن النتائج المواتية، إن التصويت المبكر، والتصويت عن طريق البريد، فى أعلى مستوياته على الإطلاق مع تسجيل السجلات فى عدة دول، على الرغم من التحديات والشكوك، ففى نهاية المطاف، سيتم الإعلان عن فائز واحد، وستُنقل له السلطة.
كيف ترى حظوظ المرشحة الديمقراطية فى الانتخابات؟
- تتمتع نائبة الرئيس كامالا هاريس بفرصة أفضل قليلاً للفوز فى الانتخابات الرئاسية، وهذا له علاقة بائتلاف الحزب الديمقراطى وكذلك بالتركيبة السكانية للولايات المتحدة، أولاً هناك عدد أكبر من الناخبين الديمقراطيين المسجلين على الصعيد الوطنى، على الرغم من أن هذه الميزة تتضاءل، ثانياً عدد النساء المسجلات للتصويت أكبر من الرجال، وهذه ميزة لنائبة الرئيس هاريس؛ لأنه إلى جانب كونها امرأة، فإن قضايا المرأة، مثل الإجهاض، من أكثر القضايا التى يختلف عليها «هاريس وترامب»، فلدى «هاريس» مسارات متعددة لتحقيق النصر، اعتماداً على مجموعة الولايات التى يمكنها الفوز بها، وبالتالى الحصول على أصوات الهيئة الانتخابية.
ما تحليلك للتقارب بين «هاريس وترامب» فى استطلاعات الرأى الأخيرة؟
- لا تضيف استطلاعات الرأى الكثير من الوضوح مع اقتراب يوم الانتخابات، فهناك العديد من الاستطلاعات المختلفة، بعضها أنتجته المؤسسات الإخبارية، والبعض الآخر من قبَل منظمى استطلاعات الرأى المستقلين أو المؤسسات الأكاديمية، والبعض الآخر من قبَل الحملات نفسها، ففى وقت مبكر من الربيع، كان لـ«ترامب» تقدم كبير على الرئيس بايدن، ولكن منذ دخول «هاريس» السباق، ذهبت استطلاعات الرأى، ذهاباً وإياباً، لصالح كل مرشح فى أوقات مختلفة، وتلقى كل مرشح دفعة بعد مؤتمراته الخاصة، وحصلت «هاريس» على زيادة إضافية بمجرد أخذ مكان «بايدن» كمرشح ديمقراطى، وتظهر استطلاعات الرأى الأخيرة تقدم «هاريس» بفارق ضئيل فى ما يسمى بولايات «الجدار الأزرق» التى ستحتاج عادةً إلى الفوز بها، هناك ولايات أخرى قد تخلق لها مساراً بديلاً إما مقيداً أو يظهر تقدماً طفيفاً لـ«ترامب»، فيرجع سبب تقارب النسب بين المرشحين إلى القاعدة الجمهورية القوية التى طورها «ترامب» والتصور بأن «هاريس» لا تزال غير معروفة إلى حد ما.
سلوك الرئيس السابق يشجع مؤيديه على القيام باحتجاجات فى حال خسارته.. وفوز «هاريس» يؤثر على السياسة الخارجية للولايات المتحدة فى أوروبا الشرقية والشرق الأوسط فهى تكره «بوتين»ما ردك على الأخبار التى تفيد بأن أنصار «ترامب» سيقومون باحتجاجات حال عدم توفيقه فى الانتخابات؟
- يُثير سلوك الرئيس السابق ترامب مخاوف بشأن إمكانية حدوث احتجاجات شديدة من قبَل مؤيديه فى حالة خسارته الانتخابات القادمة، فقد رفض الاعتراف بهزيمته فى انتخابات 2020، ويشجع كلامه وأفعال من حوله على حدوث احتجاجات فى حالة عدم فوزه فى الانتخابات الحالية 2024، ولا بد من الاهتمام بالتحذير من احتمالية العنف التى شاهدنا بعضه فى 6 يناير 2021.
إلى أى مدى سيكون فوز «هاريس» مفيداً لحل النزاعات الدولية لا سيما فى الشرق الأوسط؟
- إذا فازت «هاريس» بالانتخابات الرئاسية، سيكون هناك تأثير كبير على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة فيما يتعلق بالصراعات الحالية فى أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك أيضاً تداعيات على القضايا المستمرة فى السودان، وفيما يتعلق بالحرب الروسية - الأوكرانية، فمن المؤكد أن نائبة الرئيس «هاريس» ليست من محبى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لقد بذلت «هاريس» قصارى جهدها لوصفه بالديكتاتور والمجرم طوال حملتها، يمكن الافتراض أن «هاريس» ستواصل سياسة إدارة «بايدن» المتمثلة فى الدعم غير المحدود لأوكرانيا والرئيس زيلينسكى، ومن المتوقع أيضاً أن تكثف «هاريس» الضغط على حلفاء الناتو والاتحاد الأوروبى لزيادة العقوبات على روسيا فى محاولة أخرى لإجبارها على الانسحاب. كما أبدت مرشحة الحزب الديمقراطى استعدادها لانتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو علناً بسبب الطريقة التى تتابع بها إسرائيل صراعها مع «حماس» فى غزة و«حزب الله» فى لبنان والضفة الغربية، ولم تخف «هاريس» إصرارها على أن تقدم ضغطاً على إسرائيل لزيادة المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهتين، ويُتوقع من لهجتها أنها مستعدة لزيادة الضغط على «نتنياهو» وحكومته لإنهاء الصراعات، عاجلاً وليس آجلاً، كما أن نائبة الرئيس «هاريس» أكثر ميلاً إلى حجب بعض المعدات العسكرية عن إسرائيل كوسيلة لضمان التوصل إلى اتفاق.
ما أبرز الملفات التى تركز عليها المرشحة الديمقراطية؟
- تستعد كامالا هاريس لإدارة رئاسية ستشهد استمرارية لسياسات الرئيس بايدن، مع تبنى موقف أكثر حزماً فى قضايا محددة، فستركز إدارة «هاريس» على تحسين الرعاية الصحية للنساء، تعزيز أمن الحدود، التخفيف من أعباء الإسكان، وتقديم المزيد من المساعدة للأسر والشركات الصغيرة، وسيكون كل ذلك من أولويات إدارتها، وتُدرك «هاريس» حجم التحديات السياسية التى تواجهها، خاصةً فى ظل التجاذبات الحزبية الشديدة داخل الكونجرس، وستعتمد قدرتها على تنفيذ أجندتها بشكل كبير على نتائج انتخابات الكونجرس ومجلس الشيوخ، التى ستحدد حجم الدعم الذى ستحظى به.
إصرار «ترامب» على إهانة خصومه جزء من استراتيجيته.. واستعادة ثقة الأمريكيين فى إدارتهم والاستمرار فى تقوية الاقتصاد وخلق شعور بالإنصاف والاستقرار على رأس أولويات الرئيس الجديدلماذا ازدادت المشاحنات الكلامية بين الطرفين خلال الفترة الأخيرة؟
- لسوء الحظ، اتخذت حملة 2024 طابعاً شخصياً للغاية، هناك قدر كبير من التسميات والخطابات القاسية التى يعبر عنها كلا الطرفين، ومن المؤكد أن المزيد من ذلك قد انبثق من الرئيس السابق، وأعتقد أن إصرار «ترامب» على إهانة خصومه هو جزء من استراتيجيته، كأنها مدمجة فى شخصيته. كما أنه يميل إلى عدم قول الحقيقة أو تكرار ادعاءات لا أساس لها أو كاذبة بشكل واضح، فى هذه الأثناء، لجأت «هاريس» إلى السخرية من «ترامب» وتسليط الضوء على زلاته وأخطائه، لقد وصل مضمون السياسة الأمريكية فى كثير من النواحى إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، كلما اقترب يوم الانتخابات، ازداد غضب «ترامب» وزاد خطابه الهجومى.
أهم الملفاتالفائز فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024 يتعين عليه التعامل مع العديد من القضايا الخطيرة، وستكون الصراعات الدولية الجارية من أخطر الصراعات، بعد ذلك، فإن استعادة ثقة الأمريكيين فى حكومتهم، والاستمرار فى تقوية الاقتصاد وخلق شعور بالإنصاف والاستقرار، أشياء سوف تكون لها أهمية قصوى.