بوابة الوفد:
2025-02-02@01:12:19 GMT

أسبوع فى جامعة الكويت

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

لقد أسعدنى كثيراً أن أقضى الأسبوع الماضى بدولة الكويت الشقيقة بدعوة كريمة من جامعتها العريقة التى ترتبط فى أذهاننا كمهتمين بالفكر ومتخصصين فى الفلسفة بأنها هى التى نجحت فى استقطاب أهم مفكرى وفلاسفة مصر والعالم العربى من أمثال د. عبدالرحمن بدوى الذى أمضى شطراً من عمره بين جنباتها أستاذاً وباحثاً ومؤلفاً، ود.

زكى نجيب محمود الذى يعود مشروعه الفكرى الضخم فى تجديد الفكر العربى ودراسة المعقول واللامعقول فيه إلى السنوات التى قضاها بجامعة الكويت، وكذلك فعل د. فؤاد زكريا الذى طالما صال وجال فى مجالات الفكر والسياسة وهو فى قمة إبداعه الفكرى مؤسساً ومشرفاً على الكثير من الإبداعات الثقافية كعالم المعرفة وعالم الفكر، وكم قرأنا إبداعات ومترجمات هؤلاء الأساتذة الكبار من أمثال د. محمد عبدالهادى أبوريده ود. عبدالغفار مكاوى ود. عزمى إسلام ود. إمام عبدالفتاح إمام ود. عزت قرنى ود. محمود رجب فى التخصصات الفلسفية المختلفة وهم يعملون بدولة الكويت ومن قلب جامعتها.

وعلى الرغم من أن الجامعة قد انتقلت بالكثير من كلياتها وخاصة كلية الآداب إلى مقرها الجديد الذى يتميز بالحداثة والإمكانات التكنولوجية غير المحدودة إلا أنها لا تزال تحتفظ بعراقتها وتاريخها التليد بين الجامعات العربية الكبرى، ويكفى أنها كانت لفترات طويلة سابقة وإلى الآن الجامعة الخليجية العربية الوحيدة التى احتفظت بقسم الفلسفة وبعدم غلق قسمها العريق للفلسفة أمام قبول الطلاب واستمرار دراسة وتدريس الفلسفة رغم فترات المد السلفى والإخوانى المعادى للفلسفة التى مرت عليها! وكم سعدت حينما علمت مدى إقبال الطلاب والطالبات على دراسة الفلسفة حيث أنهم بلغوا فى هذا العام الدراسى أربعمائة طالب وطالبة فى مرحلة الليسانس!. وكم أسعدنى بوجه خاص فى المحاضرة العامة التى ألقيتها فى إطار الموسم الثقافى تحت عنوان «الفلسفة ومستجدات العصر الراهن» وكذلك فى اللقاءت الثلاثة التى التقيت فيها بالطالبات والطلاب فى برنامج الماجستير أن أجد هذا الشغف الكبير والحرص على الاستزادة من المعرفة والحوار الجاد الذى يتعدى المقررات الدراسية إلى القضايا العامة المحلية والإقليمية والدولية التى تناولتها فى بعض مؤلفاتى العامة مثل «ضد العولمة» و«ما بعد العولمة» و«مدخل إلى فلسفة المستقبل» و«فلسفة الحضارة» و«الأورجانون العربى للمستقبل».. إلخ.

إن الحياة الثقافية فى دولة الكويت وجامعتها الأم حياة ثرية ومتجددة، إذ رغم كل الظروف والأزمات التى عاشتها وتعيشها منطقتنا العربية لم تتوقف أى صحيفة أو مجلة من المجلات الثقافية الرائدة عن الصدور فى موعدها محافظة على رسالتها الجادة، والحقيقة أن أجيالاً متتالية من الشباب والمثقفين العرب قد تربت على تلك الإصدارات التنويرية القوية الفاعلة مثل «مجلة العربى» و«عالم الفكر» و«الثقافة العالمية» وسلسلة «عالم المعرفة» وسلسلة «إبداعات عالمية» و«المسرح العالمى» و«مجلة الفنون».

إن الزخم الثقافى التنويرى الذى يصدر عن الهيئات الثقافية الكويتية يتميز بلا شك بالجودة الفائقة بما يلقى من دعم غير محدود من الحكومة الكويتية، وبما يلقى من اهتمام من المفكرين والكتاب والأدباء العرب سواء المبدعين أوالمتلقين الذين يتلقفون هذه الإصدارات بكل شغف نظراً لجودتها مظهراً ومحتوى، وأيضاً لأسعارها التى تناسب القراء العرب أياً كان موطنهم ومستواهم الاقتصادى! إن التجربة الثقافية للكويت ينبغى أن تدرس وتقلد من الدول العربية الأخرى وخاصة الغنية منها حتى يتشارك الجميع فى إحداث نهضة ثقافية عربية شاملة تؤسس لحقبة تنويرية جديدة تزدهر فيها القراءة ويكون للكتاب والمجلات والسلاسل الثقافية والعلمية فى مختلف مجالات الفكر والإبداع الدور الرائد فى تحديث المجتمعات العربية.

وبالطبع كلنا يعرف للأسف أننا «أمة لا تقرأ» بينما كتابنا المقدس «القرآن» من بداياته إلى جوهره دعوة للقراءة والفهم وتأمل الوجود!، وللأسف فهذه الحقيقة التى تقال عنا ونسلم نحن بها جعلتنا فى ذيل الأمم! وهى فى اعتقادى الشخصى السبب الرئيس لما نعانيه من الضعف والتخلف على جميع المستويات لأن التحديث الثقافى- فيما أرى – هو أساس التحديث والنهوض وهو القاطرة التى تقود وتجر كل مظاهر التحديث الأخرى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الكويت نحو المستقبل دولة الكويت

إقرأ أيضاً:

«الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار

سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء أمس على الأسباب التى تضيع الآمال الفلسطينية فى التخلص من آثار الحرب المدمرة التى لحقت بهم، وذكرت افتتاحية الصحيفة عدة أسباب من شأنها ضياع ذلك الحلم فى إعادة الإعمار، وأضافت: يعود الفلسطينيون إلى الشمال – لكن رغبة الرئيس الأمريكى فى «تطهير» القطاع، على الرغم من عدم واقعيتها، تثير قلقًا عميقًا.

وتابعت: «يعود الفلسطينيون إلى ديارهم فى شمال غزة، على الرغم من أن القليل من منازلهم ما زالت قائمة. لقد دمرت المستشفيات والمدارس والبنية الأساسية الأخرى. بالنسبة للبعض، كانت هناك لقاءات حزينة؛ بينما يبحث آخرون عن جثث أحبائهم. إنهم يبحثون عن الأمل وسط أنقاض حياتهم السابقة. ولكن هناك تهديدات جديدة تلوح فى الأفق. فإسرائيل والأمم المتحدة فى مواجهة بشأن مستقبل وكالة الأونروا، وكالة الإغاثة للفلسطينيين. ومن المقرر أن يدخل قانون إسرائيلى ينهى كل أشكال التعاون مع الوكالة حيز التنفيذ اليوم ــ فى الوقت الذى تتدفق فيه المساعدات التى تشتد الحاجة إليها أخيراً على غزة. ويقول خبراء المساعدات إن أى كيان آخر لا يملك القدرة على توفير الدعم الطويل الأجل اللازم للسكان.

ولفتت إلى القضية الثانية المتعلقة باستمرار وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى. قائله «فالانتقال إلى المرحلة الثانية ـ والتى من المفترض أن تنسحب فيها إسرائيل بالكامل، وأن تنزع حماس سلاحها ـ سوف يكون أكثر صعوبة».

وفى الوقت نفسه هناك مخاوف بشأن الهجوم الإسرائيلى على جنين فى الضفة الغربية المحتلة، والذى وصفه المسئولون الإسرائيليون بأنه تحول فى أهداف الحرب. وفى لبنان، أطلقت القوات الإسرائيلية النار على 26 شخصًا احتجاجًا على استمرار وجودها وقد تم تمديد الموعد النهائى لانسحابها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار حتى الثامن عشر من فبراير.

ولكن التهديد الجديد هو اقتراح ترامب برغبته فى «تطهير هذا الشيء بأكمله»، مع مغادرة مليون ونصف المليون فلسطينى غزة مؤقتًا أو على المدى الطويل، ربما إلى الأردن أو مصر. ونظرًا لتاريخهم من النزوح القسرى، ليس لدى الفلسطينيين أى سبب للاعتقاد بأنهم سيعودون على الإطلاق. ويبدو هذا وكأنه نكبة أخرى.

وأضافت: طرح الرئيس الأمريكى الفكرة مرة أخرى، وورد أن إندونيسيا كانت وجهة بديلة وهذا أكثر من مجرد فكرة عابرة. فقد أبدى قلقه على الفلسطينيين، قائلًا إنهم قد يعيشون فى مكان أكثر أمانًا وراحة. لقد أوضحوا رعبهم بوضوح. ولا يغير تغليف الهدايا من حقيقة أن الإزالة القسرية ستكون جريمة حرب.

وأكدت الجارديان أن هذه التعليقات البغيضة هى موسيقى فى آذان أقصى اليمين الإسرائيلى. وربما تكون مقصودة فى المقام الأول لمساعدة بنيامين نتنياهو على إبقاء شركائه فى الائتلاف على متن الطائرة. فقد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي- الذى من المقرر أن يلتقى ترامب فى الأسبوع المقبل - خطط «اليوم التالي» فى غزة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى سعيه إلى تأجيل مثل هذا اليوم. وإن طرد الفلسطينيين من الشمال سيكون أكثر صعوبة الآن بعد عودة مئات الآلاف. ولا تريد مصر والأردن استقبالهم لأسباب سياسية وأمنية. وقد أوضح لاعبون أقوياء آخرون معارضتهم - ولا يزال ترامب يأمل فى تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية فى إطار صفقة إقليمية أوسع. ومع ذلك، قد تأمل إدارته أن يؤدى الضغط الكافى على المساعدات إلى تحويل أصغر داخل المنطقة، أو ربما تحويل أكبر فى مكان آخر.

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يحتاج اقتراح ترامب إلى أن يكون قابلًا للتطبيق ليكون ضارًا. فهو يعزز اليمين المتطرف فى إسرائيل- الذى حفزه بالفعل إلغاء العقوبات الأمريكية على المستوطنين العنيفين فى الضفة الغربية - ويزيد من نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين. يبدو أن ترامب ينظر إليهم باعتبارهم عقبة أمام تطوير العقارات وصفقته الكبرى التى ناقشها منذ فترة طويلة، وليس بشرًا لهم الحق فى إبداء رأيهم فى حياتهم. غالبًا ما بدا التزام الولايات المتحدة بحل الدولتين نظريًا إلى حد كبير. لكنه لا يزال مهمًا. ولا يزال الفلسطينيون بحاجة إلى مستقبل طويل الأجل فى دولة خاصة.

مقالات مشابهة

  • الهيئة العامة للمنافسة تشارك في المؤتمر الرابع لشبكة المنافسة العربية بدولة الكويت
  • ترامب وحلم السطوة
  • مستر ترامب.. العالم ليس ولاية امريكية
  • د.حماد عبدالله يكتب: جدد حياتك !!
  • «الأزمة الاقتصادية» الباب الخلفى لمجتمع دموى
  • أصبحت أفعالكم لا تليق بمقام أم الدنيا
  • الرئيس المقاول
  • «الجارديان»: «ترامب» يهدد آمال «غزة» فى إعادة الإعمار
  • «ترامب».. لا بد منه!
  • قضية القضايا