بوابة الوفد:
2025-01-23@03:22:44 GMT

المقايضة الأمريكية لتفريغ غزة!

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

تظل مخططات إسرائيل لتهجير سكان غزة، محل رعاية واهتمام الولايات المتحدة الأمريكية، التى لا تضيع الوقت، فى سبيل الالتفاف على الموقف العربى عامة، والمصرى- الأردنى خاصة، برفض خروج أى فلسطينى من أرضه، سواء قسرياً أو طوعياً، وتنشغل أكثر من إسرائيل نفسها، بوضع التصورات التى تظنها طريقاً لتفريغ غزة، وكأنها جغرافيا أمريكية، طالما كانت مشمولة بمغريات مالية ضخمة، تتوهم الإدارة الأمريكية، أنها قد تقلب الموقف العربى، فى اتجاه قبول الهجرة الممولة، تحت غطاء حرية الفلسطينيين فى اللجوء، إما لدول فى الجوار أو حول العالم، ومن ثم تكون حققت رغبة الدولة العبرية، فى تصفية القضية الفلسطينية.

** فى ظاهر رفض الرئيس جو بايدن، إجبار الفلسطينيين على الرحيل إلى مصر، وكأنه رحمة بسكان قطاع غزة، وأيضاً كما لو بدا دعماً للموقف المصرى، الذى قطع بأن التهجير إلى سيناء «خط أحمر»، فى حين تتنقل إدارته- فى ذات الوقت- حول المفاضلة بين سيناريوهات، فى معظمها مقايضات من التهجير الإجبارى إلى التهجير الطوعى، وكأن الأمريكيين لا يفهمون لغة العرب، أو يغالون فى «الاستعباط»، وهم يقررون من جانب واحد، بالتنسيق مع «تل أبيب» طبعاً، ما سوف يكون عليه مستقبل القطاع بعد الحرب، من دون أى حساب للمجموعة العربية، ولا حتى لأصحاب الأرض، ولو على مسار التشاور وجس النبض.

** ما تخطط له إدارة «بايدن»، أو قل ما سوف يتبناه «بايدن» بعد الحرب، نحو رسم شكل الحكم فى قطاع غزة، أن يتوسع البيت الأبيض، فى خطوات دعم سلطة فلسطينية جديدة، يمكن أن تسيطر على القطاع، ويتحدث مسئولون أمريكيون، عن أنه أحد الخيارات السيئة، التى يرفضها رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، متجاوزاً القلق الأمريكى، من مخاوف المرحلة الانتقالية ما بعد الحرب، ومسألة تحديات الاستقرار فى القطاع، على ضوء عدم رغبة الدول العربية، فى إرسال قوات إلى غزة، أو قبول فكرة نشر قوات أممية هناك، التى ترفضها إسرائيل أيضاً، فى إطار ما تقول إن هدفها تدمير «حماس» نهائياً، وتفريغ قطاع غزة من سكانه.

** على نفس الجانب، واحدة من بين مبادرات عديدة- إسرائيلية وأمريكية- تتحدث عن التهجير الطوعى وليس بالإكراه، وهو ما يوفر دليلاً قطعياً، للرغبة الأمريكية فى تفريغ غزة، مقابل ما تقترحه مبادرة عضو مجلس النواب الأمريكى، جوى ويلسون، التى تطلب من حكومة «واشنطن»، أن تربط مساعاتها إلى كل من مصر وتركيا واليمن، بقبول سكان غزة على أراضيها، وذهبت المبادرة إلى تهجير مليون إلى مصر، ونصف مليون إلى تركيا، و250 ألفاً إلى اليمن، وعلى المستوى الرسمى الأوسع، يجتهد الكونجرس الأمريكى، فى نفس الاتجاه، لإعداد خطة جديدة إضافية، تربط بين تقديم المساعدات المالية لدول عربية، مقابل استقبال لاجئين من غزة.

** وهكذا.. ما من حدود لسقف التفاهمات الإسرائيلية- الأمريكية، فيما يتعلق بطرد الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، حتى يتحقق الهوس اليهودى بدولة الميعاد، الذى يظل مجرد هلاوس خيالية، حان لها أن تتبخر، مع سقوط مشاريع «واشنطن» و«تل أبيب»، ما يتعلق منها بـ«اتفاقيات إبراهيم» وصفقات القرن، وما قيل إنه «قطار بايدن»، الذى كان يستهدف كلاً من مصر والصين اقتصادياً، وشق الصف العربى بسبب مشاركته الإمارات والسعودية.. ليس هناك من وقت، أن يعلو الصوت العربى، ويدير القضية الفلسطينية دولياً، ويقرر هو مستقبل غزة والمنطقة العربية، حتى تكف أمريكا وإسرائيل عن هذا الدور، وهو ما يجب أن تكون عليه المواقف العربية.. من الآن.

 

[email protected]

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: محمــــد راغـــب المقايضة تفريغ غزة فلسطيني إجبار الفلسطينيين مصر

إقرأ أيضاً:

هدنة محفوفة بالمخاطر!

من حق الفلسطينيين فى قطاع غزة وغير غزة أن يفرحوا بما انتهت إليه الأمور الأسبوع الماضى إثر اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين الذى يرى فيه البعض انتصارًا لكفاحهم على مدار أكثر من 15 شهرًا مضت. ومن حق فصائل المقاومة ومن بينها أو على رأسها حماس أن تزهو بما يمثل إفشالًا لخطط العدو فى القضاء عليها ما يؤكد أنها كانت ندًا لا يستهان به فى معركة لم تستنكف إسرائيل خلالها من أن تلجأ للغالى والرخيص من الأسلحة والخطط لكى تمحو قطاع غزة من الخريطة. لكن فى غمرة هذه الفرحة وتلك النشوة، الممزوجة بالأسى على التضحيات التى تم تقديمها، لا يجب إغفال الظروف أو السياق الذى تم فيه التوصل إلى تلك الصفقة المتعلقة بوقف النار، وهى ظروف تثير من التساؤلات أكثر مما تقدم من إجابات بشأن صمود الاتفاق وإمكانية الالتزام به خاصة فى ضوء كونه ينفذ على مراحل.

للتفصيل أكثر نشير إلى ما ذهبنا إليه الأسبوع الماضى من أن الأمور لم تكن لتتحلحل عن وضعها الذى استمرت عليه شهورًا عديدة دون تدخل الرئيس الأمريكى– الحالى– ترامب. حتى ذلك الوقت كان نتنياهو يمثل جبهة الممانعة لتوقيع الاتفاق حتى تصور الكثيرون أنه يملك إرادة مستقلة عن الولايات المتحدة ومساحة يستطيع أن يلعب فيها منفردًا وعلى هواه! لكن التدخل الحاسم لترامب أفضى إلى النتيجة التى وصلنا اليها وهو أمر ربما يؤكده تسارع الأحداث وتسابقها لحد يشير إلى تصميم الإدارة الأمريكية الجديدة على بدء مهامها وقد أقفل هذا الملف على نحو ما تريد وفى الحدود التى تريد.

ليس مبالغة فى قدرات واشنطن أو تقليل من شأننا كعرب أو حتى كفلسطينيين الإشارة إلى أن الأمور سارت حتى الآن بل وتسير وفق الرؤية الأمريكية، وليس إيغالًا فى نظرية المؤامرة القول بأن حرص ترامب على التوصل إلى اتفاق ليس تعاطفًا مع الفلسطينيين أو تعويضهم عما اقترفته معهم إدارة بايدن من آثام، وإنما يأتى فى إطار رؤية أشمل لخطط الولايات المتحدة ليس فقط تجاه الشرق الأسط وإنما فى مواجهة مجموعة القضايا العالمية.

على ضوء هذا الطرح ربما يمكن استيعاب ما أشار إليه الرئيس ترامب الذى بدا داعمًا للاتفاق من أنه ليس واثقًا من استمراره، وهو ما أعاد التساؤلات بشأن ما إذا كانت إسرائيل ستعود للحرب من جديد أم ماذا؟ بل وأثار الشكوك بشأن تنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق؟ ربما كان ترامب يسعى لانتصار لحظى يبدأ به مهمته الرئاسية الجديدة وهو ما تحقق، وإن كان من المؤكد أن هناك ترتيبات أكثر دراماتيكية من الأهداف التى حددتها إسرائيل ذاتها للحرب على غزة.

ولعل الأنباء التى أشارت إلى دعوة ترامب لنقل الفلسطينيين من غزة إلى إندونيسيا لحين إعمار القطاع ما قد يشى بأن هناك خطة للتهجير الخادع يتم إعدادها على نار هادئة. كما أن استعجال الرئيس الأمريكى فى الإشارة إلى أن حلقة الاتفاقات الإبراهيمية ستكتمل تشير إلى أن أولويته إتمام مخططه الذى توقف فى فترته الأولى وصياغة ما يراه شرق أوسط جديدًا وهو ما قد ييسر قضم وهضم القضية الفلسطينية بأكملها وليس فقط إبادة غزة.

باختصار المشهد يشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها.. وأن كل ما يحدث ليس فيه شىء من البراءة، مع كل التقدير للصمود الفلسطينى. ولعل ذلك يكون دافعًا لأن تكون فرحتنا مكسوة بالقلق مما هو آت!

[email protected]

مقالات مشابهة

  • غزة ودور مصر الريادى
  • قد نترحم على أيام بايدن!
  • أزمة أخلاق «1»
  • هدنة محفوفة بالمخاطر!
  • «الناشرين العرب»: معرض القاهرة الدولي للكتاب الأهم عالميا بمشاركة عربية واسعة
  • بروتوكول تعاون مع مجموعة العربى ووزارة الصحة
  • المستقبل الإقتصادى للعلاقات العربية الأمريكية بعد صعود ترامب (٨- ١٠)
  • سيدة من غزة
  • العربى الناصري يثمن قرار الرئيس بالعفو عن 4466 محكوما عليهم
  • كيف قضى بايدن يومه الأخير بالرئاسة الأمريكية؟