«لا أحتمل منظر الدم، قد تسألون.. كيف يمكن هذا وأنت قضيت عمرك منغمساً فى الدماء؟ حين أجرى العمليات الجراحية أكون على استيعاب كامل للأمر، وأشعر كذلك بأننى أسيطر على الوضع بشكل كامل، إن تمزق شىء ما، لن يكون الأمر مشكلة بالنسبة لى، سأتمكن من السيطرة على الوضع، ولكن خارج غرفة العمليات، فى الشارع.. إن رأيت حادثاً، لا أستطيع السيطرة على الأمر».
هكذا صرح أمير القلوب السير مجدى يعقوب للكاتب الصحفى وليد إسماعيل، وعن أغرب رحلاته التى لا يمكن نسيانها، قال:
واحدة من تلك القصص النادرة، كانت فى عام 1983، فى ذلك اليوم، عمل يعقوب فى صمت لإصلاح قلب سيدة كانت تعانى نزيفاً فى المخ وصنفت على أنها ميتة إكلينيكاً فى نهاية اليوم السابق..
وبموافقتها على أن تكون واهبة أعضاء خلال حياتها، ساعدت تلك المرأة، على غير علم، فى إنقاذ حياة شخص آخر وقدمت مساهمة كبيرة إلى مستقبل عمليات زراعة القلب، لكن ما حدث بعد ذلك يمكن تصنيفه على أنه فصل فى رواية خيالية فى تفاصيلها..
الوقت عامل مهم للغاية، لم يكن لدى «يعقوب» سوى أربع ساعات فقط لبدء عملية الاستئصال قبل أن يصبح قلب المتبرع عديم الفائدة وما يسمى بـ«فترة التروية»..
وأضاف: «القلب أكثر حساسية من أى عضو آخر بالجسد، يمكنك أن تبرد الكبد وتحتفظ به لمدة تصل إلى 12 ساعة قبل عملية الزراعة، لكن فيما يتعلق بالقلب، علينا أن نتحرك لتنفيذ عملية الزراعة بسرعة شديدة»..
غادر يعقوب غرفة العمليات فى «دريفورد» ونظر عبر النافذة وأصبح قلقاً، كان الضباب يلف بليموث توجه إلى المروحية وهو يحمل العضو الذى جرى استئصاله فى صندوق الثلج، وعقارب الساعة تتحرك سريعاً والوقت ينفذ..
أربع ساعات، هى أقصى مدة يمكن أن تجرى خلالها العملية لإنقاذ المريض المنتظر فى غرفة العمليات ليست بالمدة الطويلة، كان قائد المروحية على علم بأن هناك أسلاكاً كهربائية قريبة، لكنه لم يكن قادراً على رؤيتها بسبب الضباب، فكان قرار إلغاء الرحلة..
شعر «يعقوب» بإحساس خيبة الأمل، قلقاً بشأن المريض فى هارفيلد الذى كان صدره على وشك أن يتعرض للشق استعداداً لعملية الزراعة، كان القلب بين يديه، ما الذى كان بإمكانه فعله حينها؟..
بدا وقتها أن الرأى الوحيد المتاح هو السفر لمسافة 360 كلم تقريباً، وعادة ما تستغرق أربع ساعات ونصف الساعة، ووقتها، لم يعد أمام يعقوب سوى 3 ساعات و15 دقيقة قبل أن يصبح القلب غير قابل للاستخدام..
وصل يعقوب فى الوقت المناسب، العضو المستأصل لا يزال صالحاً وقابلاً للزراعة، وفى غرفة العمليات، كان رجل فى الأربعينات من عمره جاهزاً للخضوع للجراحة وكان الفريق الطبى مستعداً لبدء العملية، وصدر المريض مفتوحاً..
أجرى مجدى يعقوب الجراحة واستمرت خمس ساعات، وقد مثلت تلك العملية الجراحية خطوة أخرى فى برنامج زراعة القلب الريادى فى مستشفى هارفيلد، الذى مهد الطريق إلى الكثير من الإنجازات الطبية المهمة..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رؤية الشارع غرفة العمليات غرفة العملیات
إقرأ أيضاً:
روتين مجدي يعقوب للعمر الطويل والقلب السليم.. 4 أسرار خفية في يومه
حقق الدكتور مجدي يعقوب إنجازًا جديدًا، في مجال أمراض وأبحاث القلب، لينال ابتكاره ضجة كبيرة، ويصبح حديث الصحف العربية والعالمية، بعدما نجح في ابتكار صمامات حية للقلب تنمو داخل جسد المريض، لأول مرة في هذا التخصص، ليضيف إنجازًا مهما للبشرية.
وكشف الدكتور مجدي يعقوب أستاذ جراحة القلب والصدر، بالمعهد الوطني للقلب والرئة بكلية كوليدج بلندن، ومؤسس الصرح الطبي الكبير «مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب» بمدينة أسوان، روتينه اليومي للحفاظ على العمر الطويل والقلب السليم، إذ يتضمن مجموعة من العادات المهمة، التي ينصح باتباعها.
الروتين اليومي للدكتور مجدي يعقوبكشف مجدي يعقوب في حوار سابق، مع الإعلامية لميس الحديدي، ببرنامج «كلمة أخيرة» على قناة «أون»، روتينه اليومي للعمر الطويل، وكذلك الحفاظ صحة القلب، موضحا مجموعة من الأسرار اليومية، أهمها الابتعاد عن النوم الطويل، لأنه عادة غير صحية، ويرجع ذلك إلى وجود سوائل حول النخاع الشوكي والمخ، تتوقف عن حركة دورانها وقت النوم، وعند الاستيقاظ تبدأ من جديد، لذا من المهم النوم عدد ساعات مناسبة لراحة الجسم فقط.
الاستيقاظ في منتصف الليليساعد الاستيقاظ خلال الليل لمدة نصف ساعة، إلى الحفاظ على صحة المخ والنخاع الشوكي، ويصبح جسد الإنسان في صحة جيدة تمامًا.
المشي وممارسة بعض التمارين الرياضيةالمشي وممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة، والابتعاد عن أي حركات عنيفة، لأن ذلك يساعد على الحفاظ على صحة القلب، وفي حالة عدم القدرة على ممارسة التمارين، يمكن الاكتفاء بالمشي يوميًا، إذ كشف «يعقوب» من قبل، خلال تصريحات على هامش حصوله على إحدى الجوائز، أنه يسير 8 آلاف خطوة يوميا.
تناول الطعام الصحيتناول الطعام الصحي من أهم النصائح التي يجب اتباعها، للحفاظ على العمر الطويل والقلب السليم.