بوابة الوفد:
2025-04-24@13:58:57 GMT

«سوق العايقة» بين اجتماعية محفوظ وتغريبة طوبيا

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

كم من الإصدارات التى تظهر لنور النشر فى كل يوم، كثيرة هي، لكنها كثرة عدد وليس كيفاً، خاصة فيما يتعلق بالأدب وفنونه «رواية، قصة، شعر»،  فإذا ما طالعنا ما يستحق منه أن يشحذ اهتمامنا، ويثير إعجابنا، أصبح لزامًا علينا أن نشير إليه بالبنان، ها هنا يوجد إبداع..

ولأنها لم تكن الرواية الوحيدة التى طالعتها لها، فأزعم أننى أتابع مشروعها الإبداعى منذ وطئ قلمها أرض الكتابة، فقد كانت روايتها الثانية «سوق العايقة»، إحدى الإزاحات والخطوات المهمة فى درب الروائية والقاصة علا عبدالمنعم.

فى أجواء روائية تحيلنا «سوق العايقة» بمسحة نوستالجيا، إلى ثلاثية محفوظ، وتغريبة مجيد طوبيا، حيث خطان متداخلان لا ينفصلان، الخط الاجتماعى والسياسى بطابعه التاريخي، وهو ذلك النوع من الروايات الثرية التى نفتقدها كثيرا تلك الأيام. 

ففى مزيج فريد لأحداث تجمع بين مجتمعين مختلفين، تتنقل علا عبدالمنعم فى روايتها «سوق العايقة»، ببراعة وانسيابية من طبيعة ريفية وعادات تحكم أفرادها، فى وصف خبير بدقائق ذلك المجتمع، إلى بريق المدينة ووهجها، القاهرة، قاهرة ما قبل ثورة يوليو ٥٢، بكل ما تحمله من عبق تاريخ اجتماعى لا يشبهه آخر..

فنحن هنا أمام مجتمعين وعالمين مختلفين «القاهرة، وإحدى قرى مصر»،  تجمعهما حقبة زمنية واحدة، إلا أن المكان يفرض نفسه فى أسلوب تعاطى سكان كل مجتمع مع تلك التحولات السياسية والمجتمعية القاسمة، وهو ما يتبدى جليًا، واستطاعت الكاتبة إبرازه، خلال أحداث اجتماعية ذات خلفية سياسية، كان للأخيرة أثر واضح فى حياة أبطال العمل.

ولأن أحد عوامل الحكم على براعة الكاتب، أى كاتب، يتحدد بمدى قدرته على مواءمة الحوار لطبيعة الشخصية وثقافتها، فلا تهوى بنا جملة حوارية إلى هوة الانفصال أو عدم التوافق، فقد رأيت الكاتبة قد إجادته إلى حد بعيد، فبين يديها تجلت أدواتها، تقبض عليها بإحكام أريب، فتلك «بسيمة»، بطلة المجتمع القاهري، تحفظ لها مفرداتها الخاصة، وتعبيراتها التى تؤكد قوة انتمائها لذلك المجتمع، بل وتلك الطبقة، وفى المقابل تقبع «توبة»، فتاة ريفية قحة، تتجمل بعبارات دارجة تلوكها كلما عنّ لها الحوار، بل ويرددها صوت أفكارها الواضح. 

أن تستطيع الحفاظ على عنصر الإثارة حتى السطر الأخير، لهو جهد شاق، ومهمة مضنية لأى كاتب، لكننى أجد الكاتبة هنا استطاعت أن تفعلها، بل وأن تنتقل بنا من أجواء ريفية لأخرى حضرية بخفة غير مربكة، لتحفظ لروايتها تشويقًا خاصًا، لا تكاد مع تلاحق أحداثها أن تترك لنفسك فرصة توقع النهاية، إنها المفارقة والمفاجأة فى المشهد الأخير، وهو عامل آخر أكثر ضمانا لنجاح العمل وتمكن كاتبه، فلا أنت بقادر على الوصول لحل اللغز، أو فك شفرة العلاقات بين الشخوص، تأخذك الحبكة بتفاصيلها حتى الرمق الأخير من الحكاية، لتفاجأ بحلول منطقية وغير متوقعة فى الآن ذاته، هكذا تجد نفسك شاهدا ومعترفا ببراعة الكاتبة.

سوق العايقة، هى الرواية الثانية لعلا عبدالمنعم، بعد رواية أولى بعنوان «ميراث الأنصاري»، تليها مجموعة قصصية بعنوان «استعمال طبيب».

علا عبدالمنعم، صيدلانية، تحمل جينات الإبداع، وتطرح أمامنا السؤال الأبدي، وتدخلنا الإشكالية الكبرى، عن علاقة الطب بالإبداع... إنها علاقة تبدو أبدية وذات علائق وشيجة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات الإصدارات

إقرأ أيضاً:

العمل: 3 ملايين جنيه رعاية اجتماعية وصحية لعمالة غير منتظمة في أبريل

أعلن وزير العمل محمد جبران اليوم الخميس اعتماد صرف رعاية صحية واجتماعية لدعم العمالة غير المنتظمة المسجلة لدى قاعدة بيانات "الوزارة" ،خلال شهر ابريل 2025 الجاري، بإجمالي 3 ملايين و96 ألفا و 916 جنيهاً،وذلك من الحساب المركزي للرعاية الصحية والاجتماعية للعمالة غير المنتظمة ،استفاد منها 1837 عاملاً .

وأوضح أن هذا المبلغ عبارة عن مليونين و822 الفاً و667 جنيهاً على الرعاية الاجتماعية، استفاد منها 916 عاملاً ،و273 الفاً و249 جنيهاً ، على الرعاية الصحية ، استفاد منها 957 عاملاً..وأكد الوزير جبران على  أن دعم وحماية ورعاية العمالة غير المنتظمة مستمر تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد الإيراني يواجه ثلاث أزمات اجتماعية كبرى تهدده مستقبل
  • أول تعاون بين الأكاديمية المصرية للفنون بروما ومدرسة نجيب محفوظ
  • العمل: 3 ملايين جنيه رعاية اجتماعية وصحية لعمالة غير منتظمة في أبريل
  • المدير العام لقوات الشرطة بالنيابة يلتقى مدير عام بنك امدرمان الوطني
  • بلاغ للنائب العام ضد حمو بيكا.. ومحامٍ يطالب بمحاكمته في واقعة "سرقة غامضة"
  • مكتبة الإسكندرية تستضيف الكاتبة الأردنية نور العتيبي الثلاثاء المقبل
  • الجمعة.. تامر عبدالمنعم يشرف على الاستعدادات النهائية لحفل عيد الربيع
  • الاعيسر: أبشروا، مكانكم محفوظ، والنصر آتٍ لا محالة
  • قصص اجتماعية لتنمية مهارات أطفال التوحد
  • قطاع الفنون التشكيلية ينعى الفنان محفوظ صليب