ترتقي مصر إلى مرتبة «الديمقراطية الكاملة»، متوجة بنزاهة العملية الانتخابية، التى تجرى فى إطار من الشفافية والتنافسية، فيما تتم كل فعالياتها تحت مظلة الوطنية المصرية الخالصة، وهو ما حرم تنظيم «الإخوان» الإرهابى من التسلل إلى المشهد بأى وسيلة، خاصة وموقف المرشحين الأربعة كان واضحاً من هذا التنظيم منذ اللحظة الأولى لإعلانهم الترشح للمنصب الكبير، حيث لم يتورط أحد منهم فى مغازلة «الجماعة» عبر أى إشارات سياسية قد تجعلهم يقدمون على التكتل فى التصويت لمنحه أفضلية خاصة.

لا شك أن أفكار الجماعة المارقة لا تزال تلقى هوى فى نفوس آلاف من مريديها وما تبقى من خلاياها النائمة، ولأن الأداء الحركى للتنظيم المنحل ومنذ وضع حسن البنا هذه البذرة الشيطانية الفاسدة فى أرض الوطن، تأسس على منهج «القطيع» فى الحركة، لهذا أظن أنه قد وصلهم توجيه بشأن دورهم التصويتى فى انتخابات الرئاسة، ولضعف قدرتهم على الحشد لم يتضح هذا الدور واتجاهاته فى تصويت المصريين بالخارج، كما وضح تراجع قدرات لجانهم الإلكترونية، لهذا أتوقع ضعف تأثيرهم فى المشهد الانتخابى فى الداخل أيضاً وهو ما سيظهر خلال الأيام القادمة.

وكان تقرير خاص نشره موقع «العربية نت» فى الصيف الماضى قد أشار إلى خطة تستعد بها جماعة «الإخوان المسلمين» للعودة إلى المشهد السياسى فى مصر، ولكن هذه المرة بوجوه جديدة، ومفاهيم جديدة دون تغيير هويتها أو ثوابتها.

وكشفت مصادر للموقع السعودى أن الجماعة ستستعين بأبناء القيادات والعناصر التابعة لها من متعددى الجنسية والذين يقيمون حالياً فى أوروبا وأمريكا وتركيا من أجل العودة، وانطلاق الجماعة مجدداً بعد سجن القيادات التاريخية وهروب كثيرين وتشتتهم فى عدة دول بعد سقوط حكم الجماعة فى مصر وانهيار مشروعها النهضوى المزعوم.

وظنى أن الجماعة ستسعى عبر أذرعها الإعلامية لإثارة موجات من التراخى لدى المصريين لتقليص حجم المشاركة، بعد أن فشلت خطتهم فى العودة حتى الآن، وكذلك عدم جدوى ما يثيرونه من شائعات ودعاية سلبية ضد الدولة والقيادة السياسية، كما أن فكرة «المقاطعة» لم تلق أى قبول جماهيرى، لهذا ستتحرك الحملات فى اتجاه مغاير، يروج لفكرة الثقة بفوز مضمون لمرشح محدد، وتتبعه رسائل سلبية مثل «عدم جدوى التصويت» تهدف لإضعاف الشغف والحماس وإطفاء المشاعر الوطنية، وهم واهمون ولن تفلح خططهم، لكن علينا أن ننتبه لألاعيبهم، ونستعد ونرد عليهم بنصرة الوطن وألا نخذله فى هذه المعركة المؤسسة لملامح المستقبل فى جمهوريتنا الجديدة، بالمشاركة الإيجابية وحشود المصريين تزين كل لجان الانتخابات فى جميع أرجاء الجمهورية.

وقد جددت غزة العزة قيمة «النصرة» ورسخت داخل قلوبنا الواجب الوطنى فى معركة البناء والتنمية، التى نسابق الزمن جميعاً لإنجازها، والتى لم نبخل فيها بجهد أو تضحية لاستكمال مسيرتها الناجزة التى انطلقت مع نسائم ثورة المصريين على الحكم الدينى فى 30 يونيو سنة 2013، ونصرتهم لدولتهم الوطنية ثم خوضهم مسيرة قاسية من الإصلاحات خلال السنوات العشر الماضية، نجحوا فيها مع قائد مخلص أن يظهروا عظمة الشعب المصرى، المعلم والملهم، الذى تحمل وتفانى من أجل مصر ومستقبلها.

وهى إذ تستعد غداً لخطوة جديدة مباركة فى طريقها نحو المستقبل، عبر تحقيق قفزة فى مسار تطورها الديمقراطى وإعادة تشييد نظامها السياسى بما يناسب العصر، ويلائم احتياجاته المتجددة، فإنها تنتظر من أبنائها نصرة لا خذلاناً.

ونصرة مصر فى الأيام الثلاثة المشهودة القادمة، أيام الانتخابات الرئاسية 2024، تكون بالمشاركة، لا بالمباركة، تكون بالعمل وليس بالكلام، تكون بشحذ الهمة ومقاومة الكسل ومشاغل الحياة والإسراع إلى صناديق الاقتراع، تكون بمقاومة الأفكار السلبية والشائعات المغرضة، تكون بالوعى بقيمة الأمن والاستقرار، تكون بإيجابية مد يد العون للوطن فى لحظة «الاختيار»، وأداء الحق الدستورى، الذى هو فرض دينى قبل أن يكون فريضة وطنية، لا مجال فيه لأى تهاون.

وللوطن حكاية نستعد لبقية فصولها مع قائدنا مؤسس الجمهورية الجديدة وبطلها. ويتطلع الشعب المصرى لعبور اختبار الانتخابات على خير لنستكمل رحلتنا معه على بركة الله.

حفظ الله مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية نزاهة العملية الانتخابية

إقرأ أيضاً:

رومانيا: الرئيس يوهانيس يرشح رئيس الوزراء لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة وسط تحديات سياسية وأزمة ثقة

رشح الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس، يوم الاثنين، رئيس الوزراء الحالي مارسيل سيولاكو لقيادة حكومة ائتلافية جديدة، في محاولة لإنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ أشهر.

اعلان

تم الإعلان عن الترشيح عقب مشاورات موسعة مع مختلف الأحزاب السياسية. ويشغل سيولاكو منصب رئيس الوزراء منذ حزيران/يونيو الماضي، فيما تصدّر حزبه نتائج الانتخابات البرلمانية التي أجريت في الأول من كانون الأول/ديسمبر. 

وفي بيان أصدره يوم الاثنين، أقر سيولاكو بالتحديات التي تواجه حكومته قائلاً: "لن يكون التفويض سهلاً. نحن في خضم أزمة سياسية عميقة وأزمة ثقة، وهدف هذا الائتلاف هو استعادة ثقة المواطنين". 

رئيس الوزراء المكلف مارسيل سيولاكو يتحدث بعد أن رشحه الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس لتشكيل الحكومة الجديدة في بوخارست، رومانيا، الاثنين 23 ديسمبر 2024.Vadim Ghirda/ AP

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة للحد من صعود القوميين اليمينيين المتطرفين، الذين حققوا مكاسب برلمانية كبيرة تعكس تنامي المشاعر المناهضة للمؤسسات السياسية التقليدية. وجاءت هذه التطورات بعد اضطرابات سياسية أعقبت الانتخابات الرئاسية.

 ففي الجولة الأولى، فاز المرشح اليميني المتطرف كالين جورجيسكو، فيما حلّ سيولاكو في المركز الثالث إلا أن المحكمة الدستورية اتخذت خطوة غير مسبوقة بإلغاء الانتخابات قبل جولة الإعادة المقررة في 8 كانون الأول/ديسمبر، وسط اتهامات بحدوث انتهاكات انتخابية وتدخل روسي. 

Relatedصدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات الرئاسية الاتحاد الأوروبي يوافق على انضمام رومانيا وبلغاريا إلى منطقة شنغن .. ولكن بشرط واحد!ترانيم عيد الميلاد في رومانيا.. احتفالات تقليدية تبهج القلوب

الائتلاف المقترح سيضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي، والحزب الوطني الليبرالي من يمين الوسط، وحزب UDMR الذي يمثل الأقلية المجرية، بالإضافة إلى الأقليات القومية. كما اتفقت الأحزاب على تقديم مرشح مشترك مؤيد لأوروبا للانتخابات الرئاسية الجديدة، التي لم يُحدد موعدها بعد. 

وكانت الأحزاب الثلاثة قد شكلت ائتلافًا مشابهًا في عام 2021، لكنه واجه تحديات كبيرة بسبب نزاعات حول تقاسم السلطة، مما أدى إلى انسحاب أحد شركائه في وقت لاحق. في هذا السياق، أكد سيولاكو أن الاتفاق السياسي الحالي يعكس فهمًا واضحًا لإرادة الناخبين خلال الانتخابات العامة.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رومانيا: مهرجان لحم الخنزير.. احتفال بالمأكولات التقليدية خلال موسم عيد الميلاد لا اسمنت ولا حديد ومن على ارتفاع 2000 متر.. فندق جليدي في رومانيا يطاول عنان السماء المفوضية الأوروبية تحقق مع تيك توك بسبب انتخابات رومانيا: هل يقتصر الأمر على غرامة؟ انتخاباتحكومةرومانيايمين متطرفسياسةأوروبااعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. الحرب في يومها الـ444: مقتل ضابط وجنديين في شمال غزة وإسرائيل ترتكب 5 مجازر ضد المدنيين يعرض الآن Next وسط قلق من سيطرة الإسلاميين.. النساء السوريات يرفعن الصوت دفاعًا عن حقوقهن فالثورة في أصلها أنثى يعرض الآن Next ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما والرئيس خوسيه مولينو يرد "كل متر مربع بالقناة هو بنمي خالص" يعرض الآن Next هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ يعرض الآن Next نيسان وهوندا تعلنان عن خطط للاندماج.. هل سنشهد ميلاد شركة هي الثالثة عالميا في صناعة السيارات اعلانالاكثر قراءة بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي الشرطة النيجيرية: ارتفاع عدد قتلى حادثي تدافع بمناسبتين خيريتين لعيد الميلاد إلى 32 شخصا آيتان على سقف قصر السيسي ومُلْك فرعون الذي لا يفنى.. صورة الرئيس المصري تشعل مواقع التواصل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز حادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمر اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادضحاياروسياجنوب السودانفيضانات - سيولإسرائيلأبو محمد الجولاني الحرب في أوكرانيا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كارثة طبيعيةأمنحفل موسيقيالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • «ما بتحبش تكون محور اهتمام».. 3 أبراج تكره القيود وتفضل العيش بعالمها الخاص
  • مصطفى الفقي: السفيرة الأمريكية أخبرتني أن مصر في عهد الإخوان كان يحكمها 6 أشخاص ليس من بينهم مرسي
  • المحامي محمد احمد المجالي يكتب .. ارْجِـعْ إليْنـا سالِمــاً يا أَحمَــدُ
  • حصاد 2024.. الداخلية تفند شائعات الجماعة الإرهابية لتضليل الرأي العام (1)
  • وفاة يوسف ندا مؤسس إمبراطورية الإخوان الإرهابية المالية.. وخبير: الجماعة أصبحت «عارية»
  • بكري: الجماعة الإرهابية تتمنى الخراب لمصر والشعب يعي جيدا أهدافها الخبيثة
  • ثروت الخرباوي: الإخوان أصبحت جماعة عارية من الأفكار والوطنية والدين
  • رومانيا: الرئيس يوهانيس يرشح رئيس الوزراء لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة وسط تحديات سياسية وأزمة ثقة
  • منير أديب يكتب: دولة تحت عباءة الفصائل.. سوريا بين الواقع الميليشياوى ومستقبل الدولة الوطنية
  • لهذا السبب.. عفاف مصطفى تتصدر تريند "جوجل"