محمد مصطفى أبوشامة يكتب: لمن يصوت «الإخوان» في الانتخابات؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
ترتقي مصر إلى مرتبة «الديمقراطية الكاملة»، متوجة بنزاهة العملية الانتخابية، التى تجرى فى إطار من الشفافية والتنافسية، فيما تتم كل فعالياتها تحت مظلة الوطنية المصرية الخالصة، وهو ما حرم تنظيم «الإخوان» الإرهابى من التسلل إلى المشهد بأى وسيلة، خاصة وموقف المرشحين الأربعة كان واضحاً من هذا التنظيم منذ اللحظة الأولى لإعلانهم الترشح للمنصب الكبير، حيث لم يتورط أحد منهم فى مغازلة «الجماعة» عبر أى إشارات سياسية قد تجعلهم يقدمون على التكتل فى التصويت لمنحه أفضلية خاصة.
لا شك أن أفكار الجماعة المارقة لا تزال تلقى هوى فى نفوس آلاف من مريديها وما تبقى من خلاياها النائمة، ولأن الأداء الحركى للتنظيم المنحل ومنذ وضع حسن البنا هذه البذرة الشيطانية الفاسدة فى أرض الوطن، تأسس على منهج «القطيع» فى الحركة، لهذا أظن أنه قد وصلهم توجيه بشأن دورهم التصويتى فى انتخابات الرئاسة، ولضعف قدرتهم على الحشد لم يتضح هذا الدور واتجاهاته فى تصويت المصريين بالخارج، كما وضح تراجع قدرات لجانهم الإلكترونية، لهذا أتوقع ضعف تأثيرهم فى المشهد الانتخابى فى الداخل أيضاً وهو ما سيظهر خلال الأيام القادمة.
وكان تقرير خاص نشره موقع «العربية نت» فى الصيف الماضى قد أشار إلى خطة تستعد بها جماعة «الإخوان المسلمين» للعودة إلى المشهد السياسى فى مصر، ولكن هذه المرة بوجوه جديدة، ومفاهيم جديدة دون تغيير هويتها أو ثوابتها.
وكشفت مصادر للموقع السعودى أن الجماعة ستستعين بأبناء القيادات والعناصر التابعة لها من متعددى الجنسية والذين يقيمون حالياً فى أوروبا وأمريكا وتركيا من أجل العودة، وانطلاق الجماعة مجدداً بعد سجن القيادات التاريخية وهروب كثيرين وتشتتهم فى عدة دول بعد سقوط حكم الجماعة فى مصر وانهيار مشروعها النهضوى المزعوم.
وظنى أن الجماعة ستسعى عبر أذرعها الإعلامية لإثارة موجات من التراخى لدى المصريين لتقليص حجم المشاركة، بعد أن فشلت خطتهم فى العودة حتى الآن، وكذلك عدم جدوى ما يثيرونه من شائعات ودعاية سلبية ضد الدولة والقيادة السياسية، كما أن فكرة «المقاطعة» لم تلق أى قبول جماهيرى، لهذا ستتحرك الحملات فى اتجاه مغاير، يروج لفكرة الثقة بفوز مضمون لمرشح محدد، وتتبعه رسائل سلبية مثل «عدم جدوى التصويت» تهدف لإضعاف الشغف والحماس وإطفاء المشاعر الوطنية، وهم واهمون ولن تفلح خططهم، لكن علينا أن ننتبه لألاعيبهم، ونستعد ونرد عليهم بنصرة الوطن وألا نخذله فى هذه المعركة المؤسسة لملامح المستقبل فى جمهوريتنا الجديدة، بالمشاركة الإيجابية وحشود المصريين تزين كل لجان الانتخابات فى جميع أرجاء الجمهورية.
وقد جددت غزة العزة قيمة «النصرة» ورسخت داخل قلوبنا الواجب الوطنى فى معركة البناء والتنمية، التى نسابق الزمن جميعاً لإنجازها، والتى لم نبخل فيها بجهد أو تضحية لاستكمال مسيرتها الناجزة التى انطلقت مع نسائم ثورة المصريين على الحكم الدينى فى 30 يونيو سنة 2013، ونصرتهم لدولتهم الوطنية ثم خوضهم مسيرة قاسية من الإصلاحات خلال السنوات العشر الماضية، نجحوا فيها مع قائد مخلص أن يظهروا عظمة الشعب المصرى، المعلم والملهم، الذى تحمل وتفانى من أجل مصر ومستقبلها.
وهى إذ تستعد غداً لخطوة جديدة مباركة فى طريقها نحو المستقبل، عبر تحقيق قفزة فى مسار تطورها الديمقراطى وإعادة تشييد نظامها السياسى بما يناسب العصر، ويلائم احتياجاته المتجددة، فإنها تنتظر من أبنائها نصرة لا خذلاناً.
ونصرة مصر فى الأيام الثلاثة المشهودة القادمة، أيام الانتخابات الرئاسية 2024، تكون بالمشاركة، لا بالمباركة، تكون بالعمل وليس بالكلام، تكون بشحذ الهمة ومقاومة الكسل ومشاغل الحياة والإسراع إلى صناديق الاقتراع، تكون بمقاومة الأفكار السلبية والشائعات المغرضة، تكون بالوعى بقيمة الأمن والاستقرار، تكون بإيجابية مد يد العون للوطن فى لحظة «الاختيار»، وأداء الحق الدستورى، الذى هو فرض دينى قبل أن يكون فريضة وطنية، لا مجال فيه لأى تهاون.
وللوطن حكاية نستعد لبقية فصولها مع قائدنا مؤسس الجمهورية الجديدة وبطلها. ويتطلع الشعب المصرى لعبور اختبار الانتخابات على خير لنستكمل رحلتنا معه على بركة الله.
حفظ الله مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية نزاهة العملية الانتخابية
إقرأ أيضاً:
على نهج الحوثي.. الإخوان يفرضون خطيباً بالقوة في جامع السنة في مدينة التربة بتعز
اقتحم قيادي محسوب على محور تعز التابع لحزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) المنبر في جامع السنة بمدينة التربة محافظة تعز أثناء صلاة الجمعة، في تصرف أثار استياء السكان.
ووفقًا لإفادة شهود من السكان، قام القيادي الإخواني فؤاد القدسي، بفرض نفسه بقوة السلاح كخطيب بديل عن الشيخ خليل العديني، المعروف بمواقفه الرافضة لمليشيا الحوثي.
وقال الشهود إن الشيخ خليل العديني، الذي كان من المقرر أن يصعد المنبر لإقامة الخطبة، مُنع قسرًا من ذلك، حيث تم استبداله بالقيادي في "التوجيه المعنوي" التابع لمحور تعز العسكري.
وقد أدت هذه الخطوة إلى مغادرة عدد كبير من المصلين احتجاجًا على هذا التصرف الذي وصفوه بأنه محاولة لتأميم دور العبادة وتحويله إلى مقر حزبي.
وأشار السكان إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، إذ يتبع أعضاء جماعة الإخوان سياسة اعتداء ممنهجة على دور العبادة وتحويلها إلى معاقل عسكرية وسياسية، مشابهة في أسلوبها لما تقوم به مليشيات الحوثي الإيرانية.
وطالب المواطنون السلطات المعنية بالتدخل الفوري لحفظ حرمة دور العبادة واستعادة الطابع الديني للمساجد والمؤسسات التعليمية، مؤكدين أن هذه التحركات تمثل خرقًا صارخًا للمبادئ الدينية والقيم الوطنية.