لوس انجليس "د.ب.ا": هناك تساؤل يشغل بال الكثيرين وهو: هل من الممكن معرفة إلى أي مدى ذهب محبو فيلم " تيتانيك" في حبهم للملحمة الرومانسية التي أخرجها جيمس كاميرون عام 1997؟.

يقول كاميرون إنه ربما حدد شخص ما لنفسه هدفا يتمثل في مشاهدة الفيلم، الحائز على 11 جائزة أوسكار، وقام ببطولته ليوناردو دي كابيرو وكيت وينسلت، آلاف المرات.

وقال كاميرون لصحيفة ذا تايمز " إنه فيلم طويل، لذلك لا أدرى ربما لن يعيش ذلك الشخص لفترة كافية لتحقيق هدفه".

وهناك أيضا المغنية أديل، الحائزة على جوائز جرامي وجائزة أوسكار، التي تقدمت بطلب خاص لكاميرون والمنتج جون لانداو من أجل عيد ميلادها الـ30 في عام 2018، وكانت أجواؤه مستوحاه من تيتانيك.

ويقول لانداو " لقد قمنا باقتراض قلب المحيط من أجل عيد ميلاد أديل" مشيرا إلى العقد ذو الماسة الزرقاء، الذي أسقطته شخصية روز، التي قامت بتجسيدها في شيخوختها الممثلة جلوريا ستيوارت في المحيط في نهاية الفيلم". وعن حفل أديل، قال " لقد قاموا ببناء درج كبير، كل هذه الأمور اسعدتني".

وبعد أكثر من 25 عاما، يزداد حب " تيتانيك" لدرجة أن كاميرون قام باستقطاع أسبوع من جدول أعماله المزدحم لتصوير سلسلة " افاتار هذا العام من أجل الاشراف على إعادة إذاعة فيلمه ساحق النجاح بدقة عرض 4kالذي يعد إعادة رواية خيالية لحادث غرق السفينة الشهير عام 1912، الذي تكلف إنتاجه 200 مليون دولار. وقد صدرت أسطوانة تتألف من قرصين بمناسبة مرور 25 عاما على صدور الفيلم بتقنية 4k بلو راي ومجموعة محدودة الاصدار.

وتقدم شركتا دولبي فيجن اتش دي ار واتموس للصوتيات النسخة التي طال انتظارها، كما أنها تمثل أول فيلم من ضمن ستة أفلام لكاميرون سوف يتم طرحها بهذه التقنية، وتتضمن " ذا ابيس" و " ترو لايز" و" الينز" و " افاتار" و " افاتار: ذا واي اوف ووتر".

ونقلت صحيفة " لوس انجليس تايمز" عن كاميرون حديثه عبر تطبيق " زووم" مع شريكه لانداو، الذي يمتلك شركة لايتستورم، عن ذكريات العمل على انتاج فيلم " تيتانيك" الذي تم من أجله بناء نموذج لسفينة كاملة طبق الاصل يبلغ طولها 800 قدم في روساريتو بالمكسيك- وهو الموقع الذي كان ليقيمه كاميرون بصورة مختلفة تمام باستخدام تكنولوجيا اليوم.

ولكن حين تم إنتاج تيتانيك، كان الفيلم الأكثر تكلفة الذي يتم إنتاجه، بسبب الحجم المادي غير المسبوق لأماكن التصوير والتسلسل الذي يطلب هندسة معقدة ومواد ضخمة لتحقيقه. ويقول كاميرون وهو يضحك" لم نفزع أبدا". وأضاف" الاستديو أصيب الذعر، ولكن وظيفتنا هي ألا نفزع".

واعترف كاميرون أنه كانت هناك أخطاء في حسابات الأمور اللوجستية قبل بدء التصوير". ويتذكر كاميرون" كنا نستخدم مئات الأميال من الأسلاك، وجميع الأضواء التي تنتجها شركة موسكو ( المتخصصة في إضاءة الملاعب ووسائل النقل" في هوليوود في ذلك الوقت". وأضاف" حجم كل شيئ تجاوز أي شيئ يمكننا أن نتخيله بحسب خبرتنا السابقة. في ذلك الوقت، أعتقدنا، أنه لا يمكن مطلقا أن يحقق هذا الفيلم إيرادات تغطي تكاليفه. إنه أمر مستحيل. حسنا، فلتخمنوا ماذا حدث؟".

لقد أصبح الفيلم عندما تم عرضه في دور السينما في 19 ديسمبر 1997، الأعلى إيرادات على الإطلاق، حتى حطم كاميرون رقمه القياسي السابق بطرح فيلم " افاتار" عام.2009 ويقول كاميرون" إذا كان الاستديو قد نفذ رأيه، كنا سوف نلغي مشهد غرق السفينة بأكمله"، مضيفا" الأمر الأكثر ذكاء الذي قمنا به هو تصوير مشهد الغرق في النهاية. لم يكن الأمر بسبب استراتيجية- فقد كان ببساطة لأننا نقوم بإغرق موقع التصوير في النهاية، لأن خلاف ذلك لم يكن ليبدو بصورة جيدة في صباح اليوم التالي عندما نقوم بإعادته لوضعه الطبيعي مجددا".

وجذب صندوق محدود الاصدار لاغراض تتعلق بالفيلم محبي الفيلم، وجعلهم يندمجون في عالم الفيلم. ويتضمن الصندوق مدونة مكتوبة للنغمات الموسيقية لأغنية الفيلم الشهيرة " ماي هارت ويل جو اون" للمغنية سيلين ديون، ونماذج طبق الاصل من بطاقة الصعود الفعلية وقوائم الطعام التي تم توزيعها على الركاب خلال الرحلة المشؤمة، بالاضافة إلى ملاحظات مكتوبة من روز إلى كال ومن جاك إلى روز في الفيلم.

وتشمل الخمس ساعات التي تتضمن سمات إضافية وإرثية في الاسطوانة لمحات متعمقة جديدة حول كيفية إخراج كاميرون للفيلم، تجمع صورا حقيقية مع مصغرات وشاشة خضراء وأساليب تصوير أفلام أخرى. ويقول لانداو " أعتقد أننا كنا نستطيع أن نلتقط 20 لقطة في الفيلم ونسأل شخصا ما، هل هذه لقطة بالمؤثرات البصرية أم لا؟ وسوف تكون اجاباتهم خطأ".

وربما الأمر الأكثر أهمية، هو أن كاميرون أدرج الحلقة الخاصة " تيتاتيك: 25 عاما لاحقة مع جيمس كاميرون" حيث دخل مختبر انخفاض حرارة الجسم في نيوزيلندا مع فريق من العلماء واثنين من مؤيدي الحركات الخطرة للاجابة على السؤال الأكثر إلحاحا: هل كان يمكن للباب العائم أن يتسع لروز وجاك معا؟.

ويقول كاميرون، الذي وضع جاك وروز في كل سيناريو مقنع في درجات حرارة تصل للتجمد لمعرفة ما إذا كان يمكن للاثنين النجاة" لقد سئمت من سؤال الناس عاما بعد عام".

وأضاف" الأمر المضحك هو أن الأشخاص مازالوا يتجادلون بشأن هذا الأمر بعد 25 عاما". وقال " أعتقد أن هذه مشكلة جيدة".

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لماذا يجب علينا اليوم الاهتمام بالسياسات العامة؟

تواجه الحكومات في مختلف دول العالم اليوم تحديات متماثلة، إضافة للتحديات النابعة من السياق السياسي والاقتصادي والاجتماعي لكل دولة؛ تنشأ هذه التحديات المتماثلة من طبيعة السياق العالمي المحيط بعمل الحكومات، والذي يكتنفه الغموض فيما يتعلق بالمستقبل متوسط - طويل الأجل، والهشاشة فيما يتعلق بقدرة منظومات التخطيط على استدراك المتغيرات، بالإضافة إلى تجزؤ المجتمعات من الداخل، وتشعب احتياجاتها، والضغوط على منظومات تحقيق العدالة الاجتماعية. وفي هذا الصدد تعيد الكثير من الدول اليوم التفكير في منظوماتها التخطيطية، إما عبر تفصيل مستويات التخطيط وتجزئتها من الرؤى الكبرى إلى الخطط التشغيلية والإجرائية السنوية والربع سنوية، وإما عبر اتخاذ نهج لامركزية التخطيط، وإما عبر تقصير مدد الخطط متوسطة - طويلة المدى، وإما عبر إيجاد أدوات ووثائق تخطيط أكثر مرونة للتعاطي مع المستقبل. وفي وسط ذلك كله بدأت الحكومات تهتم بتعزيز صناعة السياسات العامة في مركز الحكومة، وتقويتها بما يضمن تحقيق الرؤى الوطنية من ناحية، والتركيز على أولويات القضايا والتحديات الوطنية لمعالجتها من ناحية ثانية، وانتهاج مسارات أكثر مرونة للإدارة الحكومية من أنماط التخطيط التقليدية التي أصبحت أمام مآزق التحول وضعف الرهانات.

لن نعود إلى دائرة دقة المصطلح والتعريف ونكرر عبارة أن هناك تعريفات متعددة للسياسات الحكومية؛ لذلك سأذهب إلى القول أن السياسة العامة غالبًا ما تكون موجهة للتعامل مع قضية وطنية محددة ولنضرب مثالًا: الاستدامة البيئية، أو منظومة التمكين الرقمي الوطنية، أو تمكين الفئات الأكثر احتياجًا في المجتمع... كأمثلة على نوعية القضايا، وهي مسؤولة في المقام الأول عن تنسيق الجهود التقاطعية، لمؤسسات الحكومة، والقطاع الخاص، ومؤسسات المجتمع المدني، والأفراد وسواها من الأطراف الفاعلة في العملية التنموية، لضمان أن يؤدي الجميع دوره المنوط والدقيق في التعامل مع هذه القضية من ناحية، وضمان أن تكون الموارد المطلوبة لمعالجتها متوفرة وملائمة، وضمان أن تكون البيئة العامة التي يتم فيها التعامل مع القضية سليمًا من الناحية الإجرائية والسياسية والتشريعية. ففي الوقت الذي تركز فيه الخطط التنفيذية باختلاف مستوياتها على حوكمة برامج عمل المؤسسات - غالبًا الحكومية - ومتابعتها؛ فإن الهاجس الأول للسياسات العامة هو الكيفية التي تتحلى فيها الأطراف بالمسؤولية تجاه معالجة أو التعامل مع قضية معينة. على المستوى العملي تخبرنا السياسات العامة (من؟ يجب أن يعمل ماذا؟) لكي نحقق أهدافنا الوطنية. ولذلك تتجه الحكومات في السنوات الأخيرة إلى تعزيز بيئة صنع السياسات العامة؛ ويتضح ذلك من خلال عدة مقاربات نوعية؛ منها إنشاء وحدات متخصصة داخل مركز الحكومة لصنع ومراجعة السياسات العامة، وتعزيز هياكل صنع السياسات العامة داخل المؤسسات الحكومية القائمة، وتعزيز الشراكة مع المستوى الأكاديمي في سبيل إثراء السياسات العامة القائمة بالمزيد من الأدلة العلمية والأبحاث، وتشجيع تكوين مراكز الفكر المختصة في السياسات العامة لتعزيز الحوار والبحث والتأمل الفكري الجاد حول تلك السياسات وتطويرها ومراجعتها. والدافع وراء هذا الاهتمام ينطلق في أساس من تحدٍّ قائم في بعض الحكومات وهو أن عمل مؤسسات الحكومة كـ (جزر منفصلة) لا يمكن أن يحقق الأهداف الوطنية، مهما كانت الخطط والموارد المعدة لها، ولذلك كانت السياسات العامة وسيلة أفضل لتنسيق خارطة الجهود والتوافق على مسارات العمل، وهي وسيلة أفضل كذلك كمدخل للمتابعة وتبيان الفجوات وتنسيق الموارد والمساءلة والمحاسبة في وقت لاحق.

على المستوى الوطني؛ تعطينا الرؤية الوطنية (عُمان 2040) وعاء جيدًا للنظر في اتجاهاتنا الوطنية على المدى البعيد، إلا أن الرؤى الوطنية عمومًا اليوم تتعرض بشكل مستمر لمستجدات ناشئة؛ بعضها في شكل فرص يجب تطويع البيئات الداخلية لاستثمارها بشكل سريع، وتطويع النظم للتنافس عليها واغتنام فوائدها، وبعضها في شكل تحديات يجب الاستجابة لها أيضًا بذات السرعة وتجنيب منظومة العمل الوطني تداعياتها. ومن هنا فإن الوسيلة الأمثل هو في تعزيز بيئة صنع السياسات العامة، انطلاقًا لإرساء فكرها وثقافتها لدى مختلف قيادات المؤسسات الحكومية والتنفيذيين فيها، ووصولًا لتمكينها إجرائيًا وهيكليًا ومؤسسيًا. إن التوجهات الوطنية المحددة اليوم تشتغل في عالم تكتنفه أربع خصائص أساسية وهي: شدة التنافسية، عدم اليقين إزاء الموارد، تعدد صناع الاتجاهات العالمية، تغير المجتمع من الداخل، وهذا ينطبق على كافة دول المنطقة تقريبًا، الأمر الذي يستدعي النظر إلى السياسات العامة لتمكننا في كل القطاعات من الآتي:

1- كيف نطور القدرة التنافسية للدولة بشكل عام (منتجات، قدرات بشرية، أنظمة..)؟

2- كيف يمكن أن نضمن استدامة الموارد لتأمين تمويل التنمية ونحد من الاعتماد على الموارد التي يشوبها عدم اليقين؟

3- كيف نتعامل مع الاتجاهات العالمية الناشئة، وكيف نتوجه لأن نكون من صناع هذه الاتجاهات عبر المؤسسات والشراكات الدولية؟

4- كيف نفهم تغيرات المجتمع وتوقعاته، وكيف يمكن أن تكون سياساتنا أكثر تقبلا من المجتمع؟

هذه أسئلة أساسية قد تساعدنا السياسات العامة في الإجابة عليها لقطاعات وقضايا مختلفة، ففكرة السياسات العامة هي زرع الهاجس العام تجاه القضية. نحتاج اليوم إلى النظر في سياسات عامة مختلفة إما عبر تطويرها أو تأطيرها وأولها - كما ننادي دائمًا في هذه المساحة - ضرورة وجود سياسة سكانية توافقية ومؤطرة للتنمية من منظور الديموغرافيا (السكان) ، نعتقد كذلك بضرورة وجود سياسة عامة للتمكين المجتمعي؛ بحيث تحدد هذه السياسة الطرائق التي يمكن من خلالها تمكين الفئات الأكثر احتياجًا عبر المساعدات غير العينية؛ وتعظيم العائد من منافع شبكات الحماية الاجتماعية ومواردها. وقد نحتاج كذلك إلى التفكير في وجود سياسة عامة لحماية وتنمية الأسرة؛ تحدد لنا مسؤولية كافة الأطراف في دعم البناء والتماسك والنمو الأسري في عالم مكتنف بمفاهيم التربية العالمية ومدخلاتها. عوضًا عن ذلك قد نحتاج إلى سياسة عامة لرعاية وتنمية المواهب الوطنية، ولا تكون محصورة على الأطر المدرسية ولكن تحدد الأدوات والمسارات منذ النشأة الأولى للموهبة، وتتبع مسارات تنميتها والمسؤوليات حيال ذلك حتى العمر المتقدم. وتحفل كافة القطاعات سواء الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية بفرص واسعة لتشكيل سياسات عامة. والأهم ليس هنا مجرد صناعات سياسات عامة، بقدر ما تتجسد الأهمية في تحديد الفرص والتحديات التي يجب أن نراها بمنظور أوسع للخلوص إلى سياسات عامة كفؤة وفاعلة.

مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية في سلطنة عمان

مقالات مشابهة

  • المعاهدة الكبرى بين روسيا وإيران قد تدوم 20 عاما وتعطل الجغرافيا السياسية بالمنطقة
  • حديث الاعتذارات الكثيرة.. والولادة المتعثرة للحكومة المصرية!
  • مقرر مساعد بـ«الحوار الوطني»: اعتماد الحكومة المرتقبة على توصيات المرحلة الأولى له مردود إيجابي
  • عُمان تحرضُ فضول الكوريين!
  • التغيرات التي تطرأ على الجسم عند الإقلاع التام عن الكحول
  • وثيقة سرية عمرها 428 عاماً تكشف شبكة جواسيس الملكة إليزابيث الأولى
  • هل مازال Gmail خدمة البريد الإلكتروني الأكثر شعبية
  • لماذا يجب علينا اليوم الاهتمام بالسياسات العامة؟
  • من «عالم سمسم» إلى «inside out».. «أسماء» 15 عاما في الدبلجة العامية للكرتون
  • بعد ولاد رزق:- طارق وعمر العريان مع زوي سالدانا في سينمات الشرق الأوسط