هل كان متعاملون في البورصة الإسرائيلية على علم مسبق بهجوم حماس؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
إعداد: سيباستيان سايبت إعلان اقرأ المزيد
اعتبرت بورصة تل أبيب الأربعاء بأن تقريرا، أعده باحثان أمريكيان أشار إلى استفادة مستثمرين في إسرائيل من "علمهم المسبق" على الأرجح بهجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول، "غير دقيق"، رافضة تلك المزاعم جملة وتفصيلا.
ووصفت بورصة TASE الدراسة التي أجراها الخبيران الاقتصاديان الأمريكيان بأنها "كاذبة ومنفصلة عن الواقع".
وكان كل من روبرت جيه جاكسون جونيور خبير اقتصادي من جامعة نيويورك، وجوشوا ميتس محامي من جامعة كولومبيا، قالا إنهما لاحظا نشاطا "غير عادي للغاية" للمضاربين وعمليات بيع كبرى على المكشوف للأسهم في البورصة، قبل بضعة أيام أو حتى أسابيع من وقوع هجوم "طوفان الأقصى" الذي أشعل فتيل الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل.
نظرية المؤامرة؟وفي دراستهما، أشار الخبيران إلى أن "لاعبين مجهولين" في سوق الأوراق المالية قد حققوا الملايين من الدولارات بفضل المراهنة ضد الشركات الإسرائيلية المدرجة في بورصة تل أبيب ونيويورك، في الفترة ما بين نهاية سبتمبر/أيلول وبداية أكتوبر/تشرين الأول.
وقالا إن نشاط "البيع على المكشوف زاد بشكل كبير عن مثيله خلال فترات الأزمات الأخرى العديدة" مثل الأزمة المالية لعام 2008 وكوفيد-19. وكتبا أنه بالنسبة للمستثمرين في لئومي، أكبر بنك في إسرائيل، فقد تم بيع 4.43 مليون سهم على المكشوف خلال الفترة من 14 سبتمبر/ أيلول حتى الخامس من أكتوبر/تشرين الأول، ما حقق لهم أرباحا قدرها 3.2 مليار شيكل (859 مليون دولار).
حتى إن الدراسة الصادمة في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة حاليا، والتي جاءت تحت عنوان: "تداول على الإرهاب؟"، ويمكن الاطلاع عليها مباشرة على موقع شبكة أبحاث العلوم الاجتماعية SSRN ومقرها روتشستر (نيويورك)، لم تتوان عن التساؤل حيال "إمكانية كون أن حركة حماس نفسها قد استفادت من هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول في سوق الأوراق المالية"، أو حتى من إمكانية "إخطار المضاربين مسبقا حول الهجوم المخطط لتنفيذه داخل إسرائيل".
اقرأ أيضاحركة حماس: من هي الجهات الـممولة؟
كما قالت سلطات البورصة الإسرائيلية بعد يومين من نشر الدراسة، إنها كانت على علم [بنتائج الدراسة] وقد بدأت التحقيق في هذا الشأن. وأوضحت هيئة الأوراق المالية والأسواق الإسرائيلية لصحيفة تايمز أوف إسرائيل: "لم تفض نتائج مراجعتنا إلى أي مخاوف حيال نشاط مشبوه في بورصة إسرائيل".
واعتبرت بورصة تل أبيب بأن تقديرات الباحثين كانت خاطئة لأن أسعار الأسهم مدرجة بالأجوروت، وهي وحدة مالية إسرائيلية تعادل واحدا بالمئة من الشيكل (العملة الإسرائيلية)، ما يجعل ربح البيع على المكشوف المحتمل عند 32 مليون شيكل فقط. وقالت إن بعض أسهم الشركات يتم منحها فقط بالأجورت، أي ما يعادل السنتات الإسرائيلية على سبيل المثال. (الدولار = 3.7243 شيكل).
ونقلت وكالة رويترز عن يانيف باجوت رئيس التداول في البورصة قوله: "لا أرى في البيانات شيئا قريبا مما كتباه في الورقة البحثية.. لم يكن هناك أي شيء غير معتاد في مراكز البيع على المكشوف في البورصة خلال الشهرين السابقين للهجوم".
بدورها، تناولت فايننشال تايمز هذه الدراسة المثيرة للجدل أيضا، وذهبت إلى حد إدراجها ضمن خانة "نظرية المؤامرة". لا بل وقارنت الصحيفة الاقتصادية البريطانية اليومية بين نتائج هذا العمل البحثي وتأكيدات منظري المؤامرة الذين يصرون مثلا على أن المضاربين كانوا على علم مسبق بهجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 التي هزت الولايات المتحدة.
رغم ذلك، اعترف مؤلفا الدراسة بأخطاء شابت عملهما وقاما بناء على ذلك بتعديل فقرات متعلقة بالمدى المفترض للمكاسب التي يحققها المضاربون. وفي بعض الحالات، تم تقسيم هذه الأرباح على 100. إلا أنهما تمسكا وأصرا على استنتاجاتهما الشاملة.
في السياق، أوضح أنطوان أندرياني كبير محللي السوق في XTB وهي شركة وساطة للأوراق المالية: "يجب الاعتراف بأن البيانات التي قدماها تبدو قوية".
ارتفاع "غير معتاد" في المبيعات على المكشوفتركز دراسة "تداول على الإرهاب؟" هذه بالدرجة الأولى على عمليات البورصة المتعلقة خصوصا بصندوق MSCI الإسرائيلي للتداول (EIS)، وهو منتج مالي يتعلق بأداء حوالي 50 شركة إسرائيلية مدرجة في بورصتي نيويورك وتل أبيب، مع ملاحظتها أنه في حال حققت الأخيرتين أرباحا فإن نظام EIS يؤتي ثماره بشكل كبير، والعكس صحيح.
في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول، راهن المضاربون بشكل كبير على التراجع التالي لصندوق MSCI الإسرائيلي للتداول في البورصة. يلحظ الخبيران اللذين أعدا الدراسة في هذا الشأن أن "ما يقرب من 100 بالمئة من المعاملات المسجلة في 2 أكتوبر/تشرين الأول من هيئة تنظيم الصناعة المالية [Finra - شركة الرقابة المالية الأمريكية] كانت عبارة عن مبيعات على المكشوف".
تعد عمليات البيع على المكشوف هذه واحدة من بين الأسلحة المفضلة لدى المضاربين. حيث إنهم يقومون باقتراض السندات، سواء كانت أسهما أو منتجات مالية أخرى، ثم يبيعونها بسعر السوق مع الالتزام بإعادة شرائها لاحقا. في حال انخفاض سعر هذه السندات في تلك الفترة، يمكن لهؤلاء المضاربين الاحتفاظ بالفرق، أي الربح المحقق بين السعر الذي باعوا به في البداية والسعر الذي اشتروه به مجددا.
بمعنى آخر، تعني هذه الزيادة الحادة في المبيعات على المكشوف والتي لفتت إليها الدراسة وتخص تحديدا صندوق EIS الإسرائيلي، أن بعض المضاربين توقعوا مسبقا انهيارا وشيكا في سوق الأسهم في إسرائيل. وهو ما وقع فعليا بعد شن حركة حماس هجومها المباغت "طوفان الأقصى".
اقرأ أيضاالحرب بين إسرائيل وحماس.. إلى أي مدى يتضرر قطاع السفر في الشرق الأوسط؟
يلحظ أنطوان أندرياني في هذا الصدد العدد الكبير من "عمليات البيع على المكشوف التي تمت تصفيتها عند إعادة فتح البورصة في إسرائيل بعد عطلة نهاية الأسبوع في 7 أكتوبر/تشرين الأول". يعني هذا بأن المضاربين أعادوا شراء الأوراق المالية فيما كانت الأسهم الإسرائيلية في حالة سقوط حر، محققين بذلك أرباحا كبيرة.
من جهة أخرى، سلّط هؤلاء الاقتصاديون الضوء على التعاملات المالية التي تشمل شركات محددة مدرجة في بورصة تل أبيب. سمح ذلك لهم مرة أخرى بملاحظة زيادة حادة في المضاربة حيال بنوك معينة، مثل بنك لئومي. هذا الاستنتاج هو أكثر ما تناقضه هيئة الأسواق المالية الإسرائيلية وبشدة، مؤكدة أنها لم تلحظ تغييرا كبيرا في المبيعات على المكشوف فيما يخص بنك لئومي. مضيفة لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، بأن التصريح بنقيض ذلك أمر "غير مسؤول".
يرى أنطوان أندرياني بأن المضاربة ضد صندوق EIS الإسرائيلي هي "غير معتادة". ويقول محلل الأسواق المالية: "نلحظ بشكل واضح للغاية ذروة في عدد المبيعات على المكشوف ما بين نهاية الصيف وبداية أكتوبر/تشرين الأول، لم يتم بلوغها منذ سبتمبر/أيلول 2018".
تكهنات مشروعةلكن، هل يعني هذا أن كل هذه المضاربة هي ناجمة فعلا عن معرفة مسبقة لعملاء البورصة بأن حركة حماس ستهاجم إسرائيل؟ يجيب أنطوان أندرياني: "هنا، يمكن لنا بسرعة الانزلاق نحو نظرية المؤامرة".
رغم كل شيء، يبقى أن من المحتمل أيضا أن يكون قسم كبير من هؤلاء المضاربين قد رأوا، بشكل مشروع، بأن تلك اللحظة كانت فرصة للمراهنة ضد البورصة الإسرائيلية. يقول أنطوان أندرياني: "هي [البورصة الإسرائيلية] في منحى تنازلي منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021 على الأقل. هذا السياق يشجع حركات المضاربة على الهبوط". ومن ثمة، يمكن أن يكون هؤلاء المضاربون قالوا لأنفسهم بعد هجمات حماس، إن هناك فرصة يجب اغتنامها. بالتالي، فإن مقولة "مصائب قوم عند قوم فوائد" تنطبق على هؤلاء، لاغتنامهم تلك الهجمات غير المسبوقة والمأساة الإنسانية التي أعقبتها، دون أن يكونوا بالضرورة على علم مسبق باحتمال وقوعها في ذلك التاريخ تحديدا.
قد يتعين انتظار فصل ثان من الدراسة التي أعدها الاقتصاديين الأمريكيين لاكتشاف المزيد عن خبايا سوق المال الإسرائيلي. حيث إنهما اعترفا بأنهما لم يحصلا سوى على بيانات غير مكتملة من شركة الرقابة المالية الأمريكية FINRA وأنهما "في صدد جمع المزيد" لصقل استنتاجاتهما. حتى لو كان ذلك يعني أنهما سيواجهان مزيدا من غضب سلطات البورصة الإسرائيلية.
للإشارة، فقد أدى الرد الإسرائيلي الانتقامي على هجوم حماس، إلى مقتل أكثر من 17 ألف شخص حتى الآن في قطاع غزة، نحو 70 بالمئة منهم من النساء والأطفال حسب آخر أرقام وزارة الصحة في القطاع الخميس.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج الحرب بين حماس وإسرائيل بورصة مال سوق الأسهم الغارات على غزة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني للمزيد الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا البورصة الإسرائیلیة أکتوبر تشرین الأول البیع على المکشوف الأوراق المالیة بورصة تل أبیب فی البورصة فی إسرائیل حرکة حماس على علم
إقرأ أيضاً:
نتنياهو وكاتس : خطة ترامب الوحيدة التي يمكن أن تنجح
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، ووزير أمنه، يسرائيل كاتس،مساء الأحد 16 فبراير 2025 ، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهالي غزة من القطاع، هي "الوحيدة" التي يمكن أن تنجح، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن موضوع التهجير، قد أخذ حيّزا كبيرا من المحادثة بينهما.
وتطرّق نتنياهو إلى لقائه بوزير الخارجية الأميركي، وذكر خلال اجتماع الحكومة الإسرائيلية، الذي عُقد الأحد، بحسب بيان صدر عن مكتبه، أن "التنسيق بيننا وبين هذه الإدارة (الأميركية) كامل. على عكس المنشورات... لدينا إستراتيجية مشترَكة، وننسّق ونعمل بتعاون كامل".
وأضاف "يحدث هذا حتى قبل أن ينشر الرئيس ترامب رؤيته لغزة، وهي رؤية ثورية تنطوي على تغيير كبير بالنسبة لدولة إسرائيل، وهذا ليس مفاجئًا، فقد عرفنا ذلك، وتحدّثنا عنه من قبل".
وقال نتنياهو "أنا والرئيس ترامب نعمل بتعاون وتنسيق كاملين؛ لا أستطيع الخوض في كل التفاصيل، لكن لدينا إستراتيجية مشتركة، بما في ذلك متى وكيف ’ستُ فتح أبواب الجحيم’، إذا لم يتم إطلاق سراح جميع رهائننا".
وتابع "على أية حال، نحن ملتزمون معًا بتحقيق أهداف مشتركة؛ ليس فقط (في ما يتعلّق) بإطلاق سراح الرهائن، والقضاء على حماس ، وبطبيعة الحال، فإن الهدف هو ضمان ألّا تشكّل غزةتهديدا لإسرائيل مرة أخرى، بالإضافة إلى خطة الرئيس (ترامب) التي تقول إن غزة ستكون مختلفة تماما".
وشدّد بالقول "نحن ملتزمون بهذا، ونعمل على ذلك، في إستراتيجية مشتركة مع رئيس الولايات المتحدة".
وأضاف رئيس الحكومة الإسرائيلية "أنا لم أتصرّف بطريقة حزبيّة؛ لقد تصرّفت بطريقة صهيونيّة، ورأيت أنه من الضروري أن أعزّز في مواجهة الرأي العامّ ورأي الزعماء في الولايات المتحدة، دعم إسرائيل بالآراء التي أقودها".
وتابع في ما يشير إلى محاولة استمالة ائتلافه الحكومي "هذا هام جدًا، فهو يخلق أملًا هائلا بالنسبة لنا، بمستقبل مختلف تمامًا، وبوضع لم تكن فيه دولة إسرائيل منذ إنشائها؛ ولم تكن هناك مثل هذه الفرص، ولم تكن هناك مثل هذه الشراكة، ولم تكن هناك إمكانية للقضاء على التهديدات وتحقيق الفرص الحقيقية التي لم نحلم بها؛ لذا فإن الأمر يستحق العمل معًا، بما في ذلك التعاون الكامل هنا، وضمان تحقيق كل هذا الوعد العظيم لمستقبل الدولة اليهودية، ومستقبل الشعب اليهودي".
ولاحقا أدلى نتنياهو بتصريحات، قال خلالها بحسب بيان صدر عن مكتبه، إن "خطة ترامب لغزة هي الخطة الوحيدة التي يمكن أن تنجح، وإذا أراد سكان غزة الهجرة فهذا خيارهم".
وأضاف "إننا نعيش لحظات تاريخية بالنسبة لدولة إسرائيل والشرق الأوسط بأكمله؛ ضربنا حماس بقوة، وسنقضي على حماس، وننهي العمل في غزة؛ لقد أجرينا تغييرات دراماتيكية في الشمال، ضربنا حزب الله وضربنا نصر الله، وخلقنا واقعًا جديدًا، وغيّرنا وجه الشرق الأوسط".
وتابع "مهمتنا هي إعادة جميع الرهائن، وتدمير حماس، و(ضمان) على مستقبل مختلف في غزة"، مشيرا إلى أن "لدى الرئيس ترامب رؤية جريئة وسنعمل على تحقيقها معًا؛ الخطة الوحيدة التي طرحها ترامب لقطاع غزة والتي يمكن أن تنجح هي: إذا أراد الغزيون الهجرة فهذا سيكون خيارهم. لماذا لا نعطي سكان غزة فرصا جديدة؟".
وقال وزير الأمن الإسرائيليّ، كاتس، خلال لقاء مع وفد من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، الأحد، إن "إسرائيل لن توافق أبدا على إقامة دولة فلسطينية، تعرّض وجودها للخطر".
وشدّد على أن "أولويات إسرائيل واضحة، (هي) منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية، وإطلاق سراح الرهائن والقضاء على حماس في غزة، ومن ثمّ الاتفاق مع السعودية (التطبيع بين الرياض وتل أبيب)".
وذكر كاتس أن "خطة ترامب بشأن غزة، هي الوحيدة القادرة على ضمان الأمن لسكان الجنوب، ودولة إسرائيل".
وأضاف أنه "يجب منع إيران بكل الوسائل من الحصول على أسلحة نووية، تهدد أمن إسرائيل وأمن الولايات المتحدة، والعالم الغربي بأكمله".
وفي تصريحاته، أشار إلى أن "سياسة الضغط الاقتصادي الأقصى لن تكون كافية هذه المرة، ويجب التأكد من أن إيران لا تمتلك أسلحة نووية".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية محادثات لعقد قمة في قطر لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة تحقيق يكشف تفاصيل مروعة لإعدام الاحتلال مسنا وزوجته في غزة الكابينت يبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الأكثر قراءة نتنياهو : نأمل أن تفي حماس بكل التزاماتها طولكرم - شهيد برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس الخارجية تعقب على مشروع إسرائيلي يستهدف الضفة الغربية غارات جوية إسرائيلية تستهدف جنوب وشرق لبنان عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025