دراسة الشخصيات من أهم الدروس في علم النفس، وهناك العديد من النظريات والتحليلات والاختبارات بهذا الصدد، حيث يكون الطبع والشكل والسمات للشخص، أو ما يسمى أيضا «الكراكتر» (character)، مبنيا أيضاً على ما يتأثر الفرد به في بيئته والشخصيات في حياته، ويقتبس منها بعض الصفات ويقلدها؛ وتتشكل في النهاية كسلوك، وهو ما تتم دراسته لمعرفة اتجاه المجتمع وأشخاصه وبناء الخطط ومعالجة المشكلات بناء عليها.
ومن أهم النظريات بهذا الصدد «نظرية الشخصية الخماسية»، المعروفة أيضًا بنموذج الخمس عوامل الشخصية (Five-Factor Model of Personality)، وهي نظرية نفسية تشير لوجود خمسة عوامل رئيسية تصف وتشرح الشخصيات.
ويُعتبر هذا النموذج الأكثر شيوعًا واستخدامًا في دراسة الشخصية في علم النفس، حيث تقسم النظرية توجهات الشخصية إلى عوامل خمسة وهي :
1 - الانفتاح على التجارب (Openness to Experience):
أي قبول وانفتاح الفرد للتجارب والأفكار الجديدة والمشاعر والمعتقدات غير التقليدية.
حينها يكون الفرد إما :
- منفتحًا ومستعدًا لاستكشاف الجديد
أو
- أكثر حذرًا ويفضل الاحتفاظ بالأفكار والتجارب التقليدية.
2- المرونة (Conscientiousness):
تعنى بتنظيم الفرد لنفسه، وقدرته على العمل بجد والالتزام بالمسؤوليات وتحقيق الأهداف.
حينها يكون الفرد إما :
- منظمًا وملتزمًا ومتفانيًا في عمله
أو
- عشوائياً وغير ملتزم.
3- الانضباط: (Extraversion)
هو يحدد اتجاه الفرد للتواصل الاجتماعي والحيوية والنشاط.
وهنا يكون الفرد إما :
- اجتماعيًا ومفعمًا بالحيوية
أو
- هادئًا ومترددًا.
4 - الانطباعية (Agreeableness):
هو مقدار استعداد الفرد للتعاون والتعاطف مع الآخرين، وقبولهم وتجنب الصراعات.
حينها يكون الفرد إما :
- ودودًا ومتفهمًا ومسالمًا
أو
- متحفظًا وانفصالياً.
5 - الاستقرار العاطفي (Neuroticism):
وهو مدى استقرار الفرد وتوازنه عاطفياً.
يتراوح الطيف الفرد حينها بين أن يكون:
- ثابتًا وهادئًا عاطفيًا
أو
- عرضة للقلق والتوتر العاطفي.
ومن الجدير ذكره أن هناك نماذج أخرى مشهورة لعمل وصف وتحليل للشخصية مثل:
- نموذج HEXACO
- اختبار ديسك DISC
- نموذج Myers-Briggs Type Indicator (MBTI)
وتعتبر «نظرية الشخصية الخماسية» من أكثر استخدامًا في الأبحاث العلمية .
والخلاصة أن الشخصية هي مجموعة معقدة ومتعددة الأبعاد، وفي رأينا أنه لا يجب الاعتماد فقط على نموذج واحد لوصفها، وحيث إنه قد تتفاعل عوامل مختلفة لتشكيل الشخصية الفردية، وقد تتغير هذه العوامل نسبياً مع الزمن والمرور بأحداث وفي سياقات مختلفة، وتبقى هذه النماذج والتحليلات كنوع من معايير، ومن الأفضل إعادتها خلال فترات زمنية متباعدة لتقييم حجم التغيير .
فرحان حسن الشمري
للتواصل مع الكاتب:
e-mail: fhshasn@gmail.com
Twitter: @farhan_939
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
اللجنة الخماسية ومهمة تشجيع التوافق: الخيار للبنانيين
منذ بدء مسعى "اللجنة الخماسية العربية والدولية" بشأن الملف الرئاسي ،حمل اعضاؤها معادلة واحدة وهي دعم ما يتوافق عليه اللبنانيون.لم تتبدل هذه المعادلة حتى هذا اليوم ولن تتبدل. تواكب هذه اللجنة في الوقت الراهن ما يجري على صعيد هذا الملف، وهي تنتظر التطورات بشأنه، مع العلم أن أحد أعضائها وهو السفير المصري علاء موسى ينشط في التواصل مع الأفرقاء وسجلت له محطات في سياق التأكيد على متابعة "اللجنة الخماسية" للحركة الداخلية لأنتخاب رئيس الجمهورية.
ما من مرشح لدى هذه اللجنة وفي الأصل لم تكن هناك طروحات في هذا الخصوص وما قاله السفير المصري على وجه التحديد من أن القرار يأتي من الداخل وتملكه القوى السياسية الداخلية الممثلة في البرلمان يعبر بوضوح عن موقف اللجنة حول عدم التدخل والبقاء على مسافة واحدة من جميع المرشحين.
في المرحلة السابقة حيث كان التعطيل قائما، رحبت اللجنة بمسعى الخيار الثالث ولكنها ابقت على تأكيدها الثابت بشأن أهمية رغبة اللبنانيين.وهذا ما لم تحيد عنه. ماذا عن اهتماماتها اليوم ،وهل تتدخل من أجل تسهيل الأنتخاب ؟
لن تتخلى هذه اللجنة عن مهامها الأساسية وفق ما هو ظاهر ، هذا ما تؤكده مصادر سياسية مطلعة عبر " لبنان٢٤ "، إذ تعتبر انها اليوم في مرحلة ترقب ولكنها على استعداد لتقريب وجهات النظر ومواصلة أي تشاور ممكن في هذا المجال دون فرض رأي أو التحكم بالملف الذي له أصول دستورية وتوازانات نيابية لا يمكن اغفالها، وبالتالي يبقى الدور المناط بها هو دور المساعدة وتجاوز العراقيل إن إمكن كما كان ذلك في السابق وعلى قاعدة الوقوف إلى جانب لبنان واللبنانيين.
وتوضح المصادر نفسها أن هذه اللجنة تؤيد اي منحى توافقي يؤدي في نهاية المطاف إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي تمهيدا لعودة عمل المؤسسات كما يجب ولذلك تنظر إلى جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل على أنها محطة مفصلية في هذا المجال، وتؤكد أن خيارات الكتل النيابية هي من تحسم النتيجة، معلنة أنه تم طي صفحة تطيير النصاب.
وتقول المصادر إن اللجنة الخماسية تبدي تفاؤلا انطلاقا من المواقف التي يعبر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يبدي إصرارا على أن تكون جلسة الأنتخاب مثمرة، وسواء نجح هذا المرشح أو ذاك يبقى الأهم الأنطلاق في عملية بناء الدولة واحترام الشرعية والقرارات الدولية واتفاق الطائف، لافتة إلى أن المسألة بالنسبة إلى اللجنة مرهونة بقرار النواب أولا وأخيرا.
وحده الوقت كفيل بتظهير مشهد جلسة التاسع من كانون الثاني التي دعي إليها السفراء، فهل تكون جلسة الحسم أو محطة لجلسات أخرى؟ الجواب لن يطول كما يبدو .
المصدر: خاص "لبنان 24"