السلطة تعمل مع واشنطن على خطة لغزة ما بعد الحرب
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
ذكرت وكالة بلومبرغ، الجمعة، أن السلطة الفلسطينية، تعمل مع مسؤولين أميركيين على خطة لإدارة قطاع غزة، بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين.
وكشفت إثر مقابلة خاصة مع رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية، محمد اشتية، أن مسؤولين أميركيين زاروا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، في وقت سابق هذا الأسبوع، لبحث خطة لمستقبل غزة بعد الحرب.
واتفق الجانبان، وفق الوكالة، على أنه لا ينبغي لإسرائيل إعادة احتلال غزة، أو تقليص أراضيها لإنشاء منطقة عازلة، أو طرد الفلسطينيين.
هدف غير واقعينقلت الوكالة عن اشتية، قوله، إن هدف إسرائيل المتمثل في هزيمة حماس بشكل كامل "غير واقعي".
المسؤول ذاته، رأى أيضا أن على حماس أن تنضمّ إلى السلطة في ظل هيكل حكم جديد.
وفي حديثه إلى بلومبرغ في مكتبه بالضفة الغربية، قال اشتية إن النتيجة التي يرجوها عند نهاية الصراع، هي أن تصبح حماس شريكا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الأوسع، مما يساعد في بناء دولة مستقلة جديدة.
"الدولة التي تضم الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية" وفق قوله.
وأضاف اشتية "لن نذهب إلى هناك (غزة) وفق خطة عسكرية إسرائيلية.. نحن بحاجة إلى وضع آلية، وهو أمر نعمل عليه مع المجتمع الدولي.. ستكون هناك احتياجات ضخمة من حيث الإغاثة وإعادة الإعمار".
وفي سياق هذه الجهود، سيتوجه اشتية إلى قطر في نهاية هذا الأسبوع ليطلب من الدوحة تحويل دعمها المالي الكبير لحماس في السنوات الأخيرة إلى السلطة الفلسطينية، مما يمنحها المزيد من الموارد لتحقيق أهداف ما بعد الحرب.
واقتصر حكم السلطة، التي كانت تدير الشؤون الفلسطينية في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على الضفة الغربية فقط منذ عام 2007 حين بدأ صراعها مع حماس.
وتشكلت حركة حماس في أواخر الثمانينيات كمنافس لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تتقبل وجود إسرائيل.
وتقول بلومبرغ إن "حماس ترفض دولة إسرائيل تماما" لكن اشتية أشار في حديثه للوكالة إلى أن ذلك قد يتغير.
وقال اشتية، وهو اقتصادي يبلغ من العمر 65 عاما ويدير الحكومة الفلسطينية تحت حكم الرئيس محمود عباس منذ عام 2019 "حماس قبل 7 أكتوبر شيء وبعده شيء آخر، إذا كانوا مستعدين للتوصل إلى اتفاق، عندها سيكون هناك مجال للحديث.. لا ينبغي تقسيم الفلسطينيين".
وهذه الرؤية تتناقض مع ما تراه إسرائيل مستقبلا لغزة، القطاع الساحلي الفقير الذي يضم نحو 2.2 مليون نسمة.
وفي عهد رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لا ترغب إسرائيل في تدمير حماس فحسب ــ التي تعتبرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية ــ بل لا تثق في قدرة السلطة الفلسطينية على مواصلة العمل على تحقيق التعايش السلمي، وفق التقرير.
وهي بذلك، "تعارض حل الدولتين وتأمل في تنمية قيادة تكنوقراطية جديدة داخل غزة كبديل للسلطة الفلسطينية" تقول بلومبرغ.
وتعمل إسرائيل على تحييد أي مجموعة متمركزة في غزة قادرة على تهديدها مرة أخرى "وهذا يعني القيام بدوريات في المنطقة في المستقبل المنظور" وفق الوكالة.
وشن الجيش الإسرائيلي حملة جوية وبرية لتدمير قوة حماس بعد هجوم 7 أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وتقول إسرائيل إنها لن توقف حملتها "حتى يتم القضاء على حماس".
إدانةأدت الحملة الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 17 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس، بينما حوّل القصف مناطق واسعة إلى أنقاض.
وهذه الحرب هي الأطول التي خاضتها إسرائيل منذ عام 1948.
وأعرب نتانياهو وغيره من القادة الإسرائيليين عن غضبهم لأن كبار المسؤولين الفلسطينيين مثل اشتية لم يدينوا مذبحة 7 أكتوبر.
وعندما طُلب منه القيام بذلك في المقابلة، اعترض اشتية، قائلا إن الصراع لم يبدأ في ذلك التاريخ وأن المسؤولين الإسرائيليين رفضوا إدانة ما يفعله مواطنوهم بحق الفلسطينيين.
وقال "ما تفعله إسرائيل في غزة، عمل انتقامي.. هذا لن يأخذهم إلى أي مكان".
وأضاف أنه من المرجح أن يصبح ما لا يقل عن نصف مليون من سكان غزة بلا مأوى بعد الحرب.
وقال اشتية، الذي عمل في السلطة الفلسطينية لسنوات بعد تدريس الاقتصاد وشغل منصب مدير جامعي، إن الشباب الفلسطيني والإسرائيلي أصبحوا أكثر تشددا وأن فرصة التوصل إلى اتفاق سلمي بين الجانبين تتلاشى بسرعة.
تفاؤل؟تبدو فكرة اشتية بانضمام حماس إلى السلطة متفائلة كثيرا، ليس فقط لأن حماس طردت السلطة من غزة في أعقاب الصراع بينهما عام 2007، ولكن لأن أربعة اتفاقات لاحقة بين الجانبين لم يتم تنفيذها.
وردا على سؤال حول سبب اعتقاده بعدم قدرة إسرائيل على القضاء على حماس، قال اشتية "حماس موجودة في لبنان، والجميع يعلم أن قيادة حماس موجودة في قطر وهم هنا أيضا في الضفة الغربية".
اشتيه قال أيضا إن وزراء في حكومته تواصلوا مرارا مع نظرائهم الإسرائيليين ولكن تم رفضهم.
وقال "للأسف، لا يوجد شريك على الجانب الآخر"، وهو نفس الشيء الذي يقوله الإسرائيليون عن الفلسطينيين، تعقب بلومبرغ.
اشتيه قال "انظروا إلى ما يقوله نتانياهو، لا عودة إلى السلطة الفلسطينية، ولا لحل الدولتين.. ماذا يعني هذا؟ هل يريد استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية.. هذا غير مقبول".
في السياق، قال اشتية إن الخطوة الإيجابية ستكون أن يعترف مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بدولة فلسطين كعضو كامل وليس مراقب.
وأضاف أنه يمكن بعد ذلك تشكيل فريق للعمل على الحدود وقضايا أخرى.
وقال "كل ما نحتاجه الآن هو ما يمكن أن نسميه الهندسة العكسية، دعونا نبني السقف أولا والسقف هو دولة فلسطين التي يجب أن يعترف بها المجتمع الدولي.. بعد ذلك يجب على مجلس الأمن أن يشكل فريقا يجمعنا ويقول، دعونا نعمل على الحدود، وماذا نفعل بالمستوطنات".
فريق بريطاني "يحضّر السلطة الفلسطينية لحكم غزة" كشف مجلة "التايم" أن بريطانيا أرسلت فريقا عسكريا للضفة الغربية لمساعدة السلطة الفلسطينية على تولي إدارة قطاع غزة.وكانت صحيفة "التايمز" البريطانية قالت إن لندن أرسلت فريقا عسكريا للضفة الغربية لمساعدة السلطة الفلسطينية على تولي إدارة قطاع غزة.
وقال وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، للصحيفة: "ينبغي أن تتولى (السلطة) المسؤولية بعد الحرب في محاولة لتحسين حياة الجانبين".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة الضفة الغربیة إلى السلطة بعد الحرب قال اشتیة
إقرأ أيضاً:
المقاومة تحمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن محاصرة مخيم جنين
متابعات ـ يمانيون
حمل قادة المقاومة في مخيم جنين، السلطة الفلسطينية المسؤولية عن محاصرة المخيم وإطلاق النار على سيارات الإسعاف.
وفي بيان لهم اليوم الأحد، أدان قادة المقاومة الحملة الأمنية على المخيم، والتي تهدف لنزع سلاح المقاومة وفتح المجال أمام قوات العدو الصهيوني.
ودعا البيان إلى إضراب شامل في مختلف مناطق الضفة غدًا الاثنين، والخروج بمسيرات حاشدة ظهر الأربعاء القادم في مختلف محافظات الضفة.
وطالب قادة المقاومة الأهالي في مختلف مناطق الضفة، بالتوجه للمخيم لكسر حصار السلطة بالمسيرات السلمية.
وشددت أجهزة أمن السلطة اليوم، الحصار المفروض للأسبوع الثالث على التوالي على مخيم جنين.
وذكر شهود عيان أن أجهزة السلطة أغلقت مداخل المخيم بالكامل، مع تشديد الإجراءات وتفتيش أي شخص يدخل مخيم جنين.
وتحاول أجهزة السلطة اقتحام المخيم للأسبوع الثالث على تواليا، مع استمرار الاشتباكات العنيفة وتصدي المقاومة.
وتسعى أجهزة السلطة وفق تعليمات من قيادتها الأمنية والسياسية، لاجتثاث المقاومة في مخيم جنين، وتصفية المقاومين المتواجدين بداخله.