خيب تحالف "أوبك+" الآمال من خلال الإعلان عن التخفيضات الطوعية من العديد من المنتجين، وفشلهم في الاتفاق على تخفيض العرض على مستوى المجموعة، على الأقل للربع الأول من عام 2024، عندما يكون الطلب عادةً في أدنى مستوياته.

هرع التحالف وأبرز أعضائه، السعودية وروسيا، إلى تهدئة السوق، حيث كانت أسعار النفط تنزلق بالفعل في أعقاب الاجتماع الأسبوع الماضي، أن "أوبك+" يمكن أن يتدخل مرة أخرى، وتوسيع أو تعميق التخفيضات في حالة توزيع أرصدة الطلب.

واتفق كبار منتجي النفط في "أوبك+"، الخميس الماضي، على تخفيضات طوعية للإنتاج بإجمالي نحو 2.2 مليون برميل يومياً في الربع الأول من العام المقبل.

وأضاف بيان للمنظمة أنه بعد الربع الأول، ستعود أحجام إنتاج النفط التي خفضتها دول "أوبك+" تدريجياً إلى السوق العالمية، اعتماداً على وضع السوق.

وبعد أسبوع من اجتماع التحالف، بلغت الأسعار أدنى مستوى لها في 6 أشهر، الأربعاء، وسط مخزونات الولايات المتحدة، ومخاوف بشأن الاقتصاد الصيني، ومخاوف من إضعاف نمو الطلب على النفط العالمي.

اقرأ أيضاً

السعودية وروسيا تدعون أعضاء أوبك+ لخفض إنتاج النفط

ووفق تقرير لموقع "أويل برايس"، وترجمه "الخليج الجديد"، فإنه يتعين على "أوبك+"، مواجهة كل تلك الإشارات والتركيز على الطلب بدلاً من العرض.

وكان وزير الطاقة السعودية الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قال الإثنين، إن تخفيضات إنتاج "أوبك+" قد تمتد إلى ما بعد مارس/آذار 2024، إذا كان السوق يتطلب ذلك.

كما انتقد وزير الطاقة السعودي المعلقين لفشلهم في فهم صفقة الإخراج، وتوقع أن يغير الجميع قناعته "بمجرد أن يروا حقيقة الصفقة".

من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء وزير الطاقة الروسي ألكساندر نوفاك، إن مجموعة "أوبك+" مستعدة لتخلف تدابير إضافية، وتعميق التخفيضات في إنتاج النفط، لتجنب التقلب والتكهنات في السوق.

نظرًا لأن "الاستقرار" هو كلمة "أوبك+" المفضلة لدعم أسعار النفط، فقد يحاول التحالف التدخل مرة أخرى إذا انزلقت الأسعار، وتحولت إلى خيبة أمل، وفق "أويل برايس".

ولكن كما أظهر اجتماع الأسبوع الماضي، فإن الخلافات في "أوبك+" تتعمق، وقد يكون الوصول إلى قرار بالإجماع أكثر صعوبة في الوصول إلى العام المقبل.

اقرأ أيضاً

بأكثر من مليون برميل يوميا.. أوبك+ تتفق مبدئيا على خفض إنتاج النفط

وعلى أي حال، فإن إدارة سوق النفط من "أوبك+" ستكون مفتاحًا للمكان الذي ستذهب فيه الأسعار في العام المقبل، كما كتب وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في "ING"، في مذكرة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وقال باترسون: "تعتمد نظرة سوق النفط إلى حد كبير على سياسة (أوبك+)".

وتابع: "التخفيضات التي تم الإعلان عنها ستكون كافية لمحو الفائض المتوقع سابقًا في السوق للربع الأول من عام 2024".

وزاد باترسون: "ومع ذلك، لا يزال توازننا يظهر فائضًا صغيرًا في 2Q24، مما يعني أن السوق متوازنة إلى حد كبير.. وهذا يمكن أن يتغير ومن المحتمل أن يتغير، اعتمادًا على كيفية تفكيك أعضاء (أوبك+) في استرخاء هذه التخفيضات الطوعية".

وبعد أسبوع من اجتماع "أوبك+"، وأحدث إعلانات التخفيضات في الإنتاج، فقدت أسعار النفط حوالي 10%، حيث كان السوق يتوقع تخفيضًا أكبر في الإمداد، وقد تم تسعيره بالفعل في نوع من التخفيضات.

يشار إلى أن المخاوف بشأن الاقتصاد الصيني، وارتفاع إنتاج النفط الخام الأمريكي، وارتفاع المخزونات التجارية الأمريكية والصادرات الخام، قد تم وزنها جميعها على الأسعار.

اقرأ أيضاً

خلافات حول السياسة النفطية تعصف باجتماع "أوبك+" المرتقب

ووفق "أويل برايس"، يواجه "أوبك+" نفس المعضلة القديمة، وهو كيفية مواجهة الإنتاج الأمريكي المتزايد، ومنعه من كشف جهود التحالف لدعم الأسعار.

من جانبه، صرح بول سانكي من شركة "سانكي" للأبحاث لشبكة "سي إن بي سي"، بعد اجتماع "أوبك+"،، بأن إنتاج النفط الأمريكي المرتفع يمثل "مشكلة كبيرة" للتحالف.

وأضاف سانكي أن "الحلّ بالنسبة للمملكة العربية السعودية قد يكون مجرد التخلص من الإنتاج المرتفع من خارج أوبك بلس عن طريق إغراق السوق بالنفط الخام وبالتالي انخفاض أسعار النفط إلى مستويات أقل من عتبة الربح الأمريكي".

ويُعتقد أن السعودية لديها طاقة إنتاجية تبلغ نحو 11.5 مليون برميل يوميا، وتنتج حاليا نحو 9 ملايين برميل يوميا.

لهذا السبب، يمكن للسعودية زيادة إنتاجها النفطي بنحو 2.5 مليون برميل يوميا، إذا قررت ذلك، في غضون 6 أشهر، وذلك حسب تقديرات سانكي.

اقرأ أيضاً

مع ترقب اجتماع أوبك+.. تراجع أسعار النفط إلى 80 دولارا للبرميل

وأوضح أن إغراق السعوديين السوق بالنفط لا يعد أمرًا مفاجئًا، فقد اتبعت هذه الخطة في سنة 2014 ومرة أخرى في حرب الأسعار في أوائل جائحة (كوفيد) في سنة 2020، عندما أصبحت أسعار خام غرب تكساس الوسيط سلبية.

ولهذا السبب، أقر سانكي بأن ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي أصبح "مشكلة حقيقية لـ(أوبك+)".

وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة يوم الخميس، سجل إنتاج النفط الخام الأمريكي رقما قياسيا شهريا جديدا بلغ 13.236 مليون برميل يوميا في أيلول/سبتمبر.

فيما أوضح فرانسيسكو بلانش رئيس أبحاث السلع العالمية والمشتقات في "بنك أمريكا"، أن "النمو لم يكن مصحوبا بإنتاج الحوض البرمي. إننا نشهد ازدهار العديد من أحواض النفط الصخري".

واختتم تقرير "أويل برايس"، تقريره بالقول: "سيتعين على (أوبك+) التعامل مع العديد من المتغيرات في سياسات إدارة السوق العام المقبل، بما في ذلك التهديد الجديد لحصتها في السوق من ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة وغير (أوبك+)".

((5))

المصدر | أويل برايس - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أسعار النفط النفط أوبك أوبك إمدادات أمريكا ملیون برمیل یومیا العام المقبل إنتاج النفط أسعار النفط أویل برایس اقرأ أیضا

إقرأ أيضاً:

صعود أسعار النفط وسط مخاوف بشأن تداعيات «فرنسين»على الإنتاج

صعدت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، وسط مخاوف بشأن إنتاج الولايات المتحدة في أعقاب الإعصار «فرنسين» الاستوائي.

وبحلول الساعة 09:20 بتوقيت موسكو، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 16 سنتاً أو 0.2 في المائة إلى 72.91 دولار للبرميل بحلول الساعة 01:20 بتوقيت غرينتش.

كما جرى تداول العقود الآجلة للخام الأمريكي “غرب تكساس الوسيط” عند 70.62 دولار للبرميل، بزيادة نسبتها 0.76% عن سعر الإغلاق السابق.

وسجلت العقود الآجلة لبرنت والخام الأميركي ارتفاعاً عند التسوية في الجلسة السابقة بعدما محت المخاوف من استمرار تأثير الإعصار «فرنسين» على الإنتاج في خليج المكسيك بالولايات المتحدة إثر القلق إزاء الطلب الصيني قبل قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع والمتوقع أن يكون إيجابياً على معنويات المستثمرين في قطاع النفط..

ووفقاً لما ذكره مكتب السلامة وإنفاذ الاشتراطات البيئية الاثنين، فإن أكثر من 12 في المائة من إنتاج النفط الخام و16 في المائة من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك بالولايات المتحدة لا يزال متوقفاً.

وتترقب الأسواق من كثب قرار المركزي الأميركي بشأن خفض الفائدة. ومن شأن خفض أسعار الفائدة أن يقلص تكلفة الاقتراض، وهو ما قد يؤدي إلى رفع الطلب على النفط من خلال دعم النمو الاقتصادي.

ويترقب المستثمرون انخفاضاً متوقعاً في مخزونات الخام الأميركية، التي رجح استطلاع لـ«رويترز» تراجعها بنحو 200 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 13 سبتمبر (أيلول).

إلا أن نمو الطلب الذي جاء أقل من المتوقع في الصين، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، حدّ من ارتفاع الأسعار. وأظهرت بيانات حكومية يوم السبت أن إنتاج مصافي النفط في الصين انخفض للشهر الخامس على التوالي في أغسطس (آب) وسط تراجع الطلب على الوقود وضعف هوامش التصدير.

مقالات مشابهة

  • 110 الف برميل حجم انخفاض صادرات العراق منذ بداية الشهر الحالي
  • صعود أسعار النفط وسط مخاوف بشأن تداعيات «فرنسين»على الإنتاج
  • سعر برميل النفط الكويتي ينخفض 31 سنتا ليبلغ 73.70 دولار
  • في لبنان.. هكذا تستطيع أن تحمي نفسك من استغلال التجّار!
  • محكمة أمريكية ترفض دعوى على شركات نفط كبرى ..تفاصيل
  • أسعار النفط ترتفع وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة
  • ارتفاع أسعار النفط في التعاملات الآسيوية.. توقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية
  • النفط يرتفع قليلا مدعوما بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
  • النفط يرتفع مدعوماً بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
  • ارتفاع سعر النفط مع انتظار خفض أسعار الفائدة الأمريكية