ما أن بدأ العد التنازلي لإجراء انتخابات مجالس المحافظات في الـ 18 من كانون الأول الحالي، حتى بدأ الانهيار يفكّك تحالفي العزم وحسم (الأنبار الموحد) سابقاً، عقب موجة انسحابات “عرَّت” التحالفين المذكورين، وفق ما يرى سياسيون.

جسد “العزم وحسم” يتآكل

موجة الانسحابات بدأت تأكل جسد التحالفين، وخلال أقل من 24 ساعة، انسحب 3 مرشحين من التحالفين المذكورين في الأنبار، اثنان من “العزم”، وآخر من “حسم”.

الانسحابات لم تأتِ بضغط سياسي، إلا أنّها جاءت بسبب ضغط شعبي، و”إدراك” المرشحّين بأنهم انخرطوا في تحالف سياسي “لا يمتلك برنامجا واضحاً، ولا يخدم الأنبار وأهلها”، بحسب ما أعلنه المرشحون المنسحبون.

انسحابات بالجملة من العزم وحسم

وفي وقت سابق، أعلن رعد عبد الستار سليمان الدليمي، انسحابه من قائمة “حسم” لانتخابات مجالس المحافظات وقال في بيان: إن “عشائرنا وجمهورنا غير راضٍ على هذا التوجه، بسبب المناكفات وعدم وجود مركزية وبرنامج سياسي واضح على ضوءه ممكن بناء مستقبل محافظتنا واهلنا وناسنا”.

بعد ذلك، ضرب “العزم” زلزال قوي، حين أعلن المرشح خالد عواد متعب العيساوي، انسحابه من صفوف التحالف، وعدم خوض الانتخابات المحلية ضمن التحالف.

ويمتلك المرشح خالد العيساوي، ثقلاً كبيراً داخل محافظة الأنبار، وانسحابه سيرجّح كفّة مرشحي تقدم على فوزهم، لأن الجمهور الذي يدعم العيساوي، قرر أن يتّجه صوب تقدم، ويدعمه في العملية الانتخابية المقبلة.

وقال العيساوي في بيان له: “إلى أهلنا الكرام في محافظة الأنبار العزيزة، بعد التفكير جيداً ومطالبتي لهم (تحالف العزم) ببيان برنامجهم الإنتخابي وأهداف مشروعهم، تبين لي عدم وجود أي برنامج نافع وأهداف واضحة ورؤى جادة للمرحلة المقبلة تفيد محافظتنا”.

وأضاف: “أعلن أنسحابي من الترشيح من تحالف العزم وعدم الخوض معهم في انتخابات مجلس المحافظة المقبلة”، مشيراً الى أن “ذلك جاء من منطلق حرصي الشديد على استقرار وأمن المحافظة وتقدمها وعمرانها وأزدهارها وتجنيبها المشاريع المظلمة”.

“سانت ليغو” وتأثيره على الانسحابات

ويتطلب نظام “سانت ليغو” الذي ستتم الانتخابات المحلية المقبلة على أساسه، من كل ائتلاف أن يقدم مرشحين ضعف عدد المقاعد لكل محافظة، وبضمنهم، مرشحون للفوز وآخرون لجمع الأصوات، وفق قراءات سياسية.

وبحسب النظام الانتخابي “سانت ليغو”، فإن المرشح الذي يمتلك جمهوراً واسعاً، وناخبين بالآلاف، سيتسبب بأزمة داخلية للتحالف الذي ينسحب منه، لأن ثقة الجمهور تتزعزع، ومعه يتّجه الجمهور صوب مرشحين آخرين.

وإلى جانب خالد متعب العيساوي، انسحب المرشح فؤاد حمدي كريكش من تحالف “العزم” في محافظة الأنبار. وقال، إن سبب انسحابه “جاء لعدم وجود حرص واصرار من التحالف على تمثيله في مجلس المحافظة، ويأتي هذا القرار تضامناً مع عشيرة البو حيّاة وتوحيداً لصفوفها”.

ويمتلك المرشحون الثلاثة الذين انسحبوا من تحالفي عزم وحسم، جمهوراً واسعاً في محافظة الأنبار، وعشائر تقف داعمة لهم، وهو الأمر الذي سيرجّح كفة تقدم على منافسيه الآخرين، الذين وصفهم الرئيس محمد الحلبوسي، بأنهم “خاسرون، ولا يستطيعون أن ينافسوا في الأنبار”.

ومع هذه الانسحابات، أفادت مصادر سياسية خاصة، بحدوث “خلافات داخل تحالف العزم في الأنبار، قد تطيح بفارس طه الفارس من رئاسته في المحافظة”.

“التداعيات ستصل محافظات أخرى”

“هذه الانسحابات بالتاكيد لها تداعيات على قائمة عزم، وخصوصاً في الأنبار”، يقول الباحث بالشان السياسي الدكتور سيف السعدي، الذي أشار إلى المرشحين الثلاثة المنسحبين.

ويضيف السعدي في حديث صحفي، أن هذه “الانسحابات سيكون لها ارتدادات سلبيّة على باقي المرشحين في المحافظات الأخرى، مثل ديالى والموصل وصلاح الدين”.

ويؤكد: “كانت هناك نيَّة لانسحاب تجمع الوحدة الوطنية بقيادة رئيس الطريقة العلية القادرية الكسنزانية من عزم، بسبب وجود خلاف على بعض القيادات، وتصريحاتهم ونهجهم”.

ويشير إلى أن “هذا الامر ينطبق على باقي القوائم مثل حسم، خصوصاً قبيل إجراء الانتخابات بأيام، قليلة الامر الذي يهز ثقة الناخبين بهذه القوائم، لأن المنافسة قوية في القوائم الأخرى، مثل تقدم وحزب السيادة”.

وتحدث عمليات الانسحاب لكل الكيانات المشاركة وخاصة الائتلافات، إلا أن حزب تقدم، لم تحصل داخله مثل هذه العمليات، بل أن المنسحبين جاؤوا إليه، وانضموا لصفوفه.

ووفق ما تقول مصادر من داخل الأوساط السياسية، فإن “موجة الانسحابات هذه، هزّت ثقة الجماهير في التحالفين المذكورين، وجعلتهما ضعيفين قبل العملية الانتخابية، لأن المنسحبين منهما كشفوا عن أهداف التحالفين، وأكدوا أن برنامجهما لا يخدم أهالي الأنبار”.

وكان تحالف الأنبار الموحد، قد شهد انهياراً مماثلاً في وقت سابق، إذ اجتاحت عاصفة الانسحابات صفوف التحالف، بعد ما شهد استقرارا واضحا لأهدافه، التي لم يعرفها حتى أعضاء التحالف.

وكان المرشح البارز الشيخ مزهر فارس المحلاوي، آخر مَن ترك صفوف تحالف “الأنبار الموحد”، وأعلن انضمامه إلى صفوف حزب تقدم، بعدما اتضحت أهداف التحالف أمامه، فقرر تركهم، بحسب ما قاله المحلاوي.

وقبل ذلك، انضمَّ إلى قافلة المنسحبين، المرشحان جاسم الراوي وشيماء محفوظ رعد، وأعلنا انسحابهما من تحالفي السيادة والأنبار الموحد والالتحاق بحزب تقدم برئاسة الحلبوسي.

حيث قدم المرشح لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة جاسم الراوي استقالته من تحالف السيادة بزعامة عادل المحلاوي والتحق بصفوف تقدم.

من جانبها، أعلنت المرشحة شيماء محفوظ رعد، الانسحاب من تحالف الأنبار الموحد والالتحاق بتقدم، إذ أشارت في تدوينه لها، إلى انضمامها إلى تقدم جاء لاستكمال مسيرة البناء والإعمار.

وذكرت في تدوينها: “إنه لمقتضيات المصلحة العامة ونزولاً لرغبة اهلي وجمهوري في قضاء هيت وناحية كبيسة وقضاء الرطبة، الذين اشاروا الي بالانسحاب من تحالف الانبار الموحد والانضمام الى المشروع الوطني العراقي ضمن صفوف حزب تقدم تحت راية وقيادة مهندس البناء والاعمار الرئيس محمد الحلبوسي، لاستكمال مسيرة البناء والاعمار والاستقرار”.

وقبل هؤلاء، كان المحامي المعروف، أنور إبراهيم العلواني، قد أعلن الانضمام أيضاً إلى تحالف تقدم، تقديماً للمصلحة العامة على الخاصة وفق تعبيره، قبل أن يشير في بيانه إلى أن “الانسحاب جاء نزولاً عند رغبة العشيرة والمدينة والمساندين وحفاظاً على المكتسبات السابقة والقادمة ومنها العمل على اقرار قانون العفو وانصاف المغيبين وذويهم والاستقرار الامني الذي تشهده محافظتنا العزيزة”.

هذه الانسحابات، دفعت قيادات “تحالف الأنبار الموحد”، إلى تشكيل تحالف جديد تحت مسمى آخر وهو “تحالف الحسم”، الذي جاء تشكيله لخوض الانتخابات المحلية.

وضمَّ التحالف الوجوه السياسية التي قادت المحافظات الغربية خلال السنوات التي سبقت سقوطها بيد الإرهاب، بينما تم اختيار وزير الدفاع الحالي ثابت العباسي رئيساً للتحالف بحضور بقية أطرافه، وهم جمال الكربولي، وأسامة النجيفي، والمتهم بالفساد والارهاب رافع العيساوي، وقتيبة الجبوري، والمدان سلمان الجميلي، حسب ما تقول تقارير إعلامية.

المصدر: وكالة تقدم الاخبارية

كلمات دلالية: الأنبار الموحد محافظة الأنبار فی الأنبار من تحالف

إقرأ أيضاً:

المملكة تكشف النقاب عن مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” الأكثر تقدمًا من نوعه في العالم

المناطق_واس

أطلقت وزارة النقل والخدمات اللوجستية، بالشراكة مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” وبالتعاون مع وزارة الصناعة والثروة المعدنية، مبادرة “أرض التجارب لمستقبل النقل”، التي تمثل نقلة نوعية في مسيرة تطوير قطاع النقل في السعودية والممتد أثرها عالميًا، وتبلغ مساحة المشروع 1,56 كيلومتر مربع داخل حرم جامعة “كاوست”، ويعد منصة فريدة لاختبار أحدث ابتكارات النقل البري والجوي والبحري.

ويهدف مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” في دعم أولويات المملكة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية، إلى جانب جذب الاستثمارات والابتكارات العالمية، وقيادة الابتكار في حلول النقل الذاتية والمستدامة والذكية عبر توفير بيئة محكمة وآمنة لاختبار وتطوير حلول نقل أكثر أمانًا وكفاءةً واستدامة بيئية, ويُتوقع أن تسهم في توفير فرص عمل، وتحفيز النمو الاقتصادي، وتعزيز السلامة المرورية، والحد من الحوادث المتعلقة بالمركبات.

أخبار قد تهمك نائب وزير الداخلية يستقبل سفير جمهورية الصومال لدى المملكة 28 أبريل 2025 - 9:13 مساءً الهيئة السعودية للمياه تضبط أكثر من 1500 مخالفة 33% منها توصيلات غير نظامية لشبكة المياه والصرف الصحي 28 أبريل 2025 - 8:29 مساءً

وأكد معالي وزير النقل والخدمات اللوجستية المهندس صالح بن ناصر الجاسر أن هذه المبادرة الطموحة ستعزز الشراكة الإستراتيجية مع جامعة “كاوست” من خلال إطلاق أول أرض تجارب متكاملة لأنماط النقل على مستوى المنطقة، وبناء بيئة فريدة لاختبار الأفكار المتقدمة؛ وتوظيف القدرات البحثية في علوم البيانات والذكاء الاصطناعي، والطاقة النظيفة، وأنظمة القيادة الذاتية لدعم برامج التطوير لحلول النقل المستقبلي، وترسيخ مكانة المملكة مركز عالمي للابتكار في مستقبل التنقل الحديث والمستدام، وفق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية.

بدوره أفاد معالي مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير الدكتور عبدالله الأحمري أن هذا التعاون يُمثل فصلًا جديدًا في جهود التكامل بين الوزارات لتمكين القطاعات الصناعية وقطاع السيارات في المملكة العربية السعودية من تحقيق كامل إمكاناتها، وسيؤدي مشروع ميدان أرض التجارب دورًا محوريًا في تحقيق المستهدفات ضمن إطار الإستراتيجية الوطنية للصناعة، من خلال توفير منصة للمصنعين والموردين لاختبار واعتماد وتوسيع نطاق تقنيات المركبات المتقدمة، ويعزز هذا المشروع الطموح في ترسيخ مكانة المملكة كمركز إقليمي لصناعة السيارات والابتكار..

من جانبه قال رئيس كاوست البروفيسور إدوارد بيرن: “تُعد هذه الشراكة التاريخية مع وزارة النقل والخدمات اللوجستية خطوة كبيرة لوضع المملكة على خارطة الابتكار في مجال تقنيات النقل, وستشكل أرض التجارب لمستقبل النقل محفزًا لتعاون الباحثين والشركات الناشئة والصناعة معًا لصياغة حلول نقل حقيقية, ونحن في كاوست فخورون بأن نكون شريكًا موثوقًا في تشكيل مستقبل النقل في المملكة والعالم.

وستستفيد وزارة النقل والخدمات اللوجستية من أبحاث كاوست في مجالات علوم البيانات والتحليلات والروبوتات والذكاء الاصطناعي، مع الاستفادة من خبرتها في هندسة المواد وحلول الطاقة النظيفة وستسهم الشراكة في تنمية الكوادر الوطنية المحلية من خلال برامج الدراسات العليا في الجامعة.

ويمثل المشروع منصة اختبار مستقبلية، ومتعددة الوسائط، مصممة لتسريع الابتكار في مجالات النقل البري والجوي والبحري وستتيح اختبار المركبات ذاتية القيادة، وطائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائية (eVTOL)، والطائرات المسيّرة في قطاع النقل اللوجستي، والتقنيات البحرية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وأنظمة الدفع المتقدمة, جميعها ضمن بيئة متكاملة تدعم أحدث أنظمة الاستشعار والاتصالات واختبارات السلامة.

وتعد هذه المبادرة الوطنية الطموحة تجمع بين الريادة في الابتكار، والخدمات اللوجستية، والتنمية الصناعية، وتحظى بدعم برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية (ندلب)، أحد أهم برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، مما يجعلها محركًا رئيسيًا لتسريع طموح المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للصناعات المتقدمة والتنقل الذكي، كما تسعى هذه المبادرة إلى دعم وتطوير حلول نقل مستدامة ومتصلة تتناسب مع الظروف المميزة لمنطقة الخليج.

وعلى هامش إطلاق مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل”، أعلنت وزارة الصناعة والثروة المعدنية ووزارة النقل والخدمات اللوجستية عن تعاون مشترك ضمن مبادرة وطنية لتمكين البنية التحتية الخاصة بقطاعات تصنيع المركبات والنقل والخدمات اللوجستية, وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز القدرات التقنية، وتوطين التقنيات المتقدمة، وتحفيز الاستثمارات ذات الأثر العالي، التي تسهم في صناعة حديثة بقيادة الكفاءات الوطنية السعودية.

وسيُنفذ المشروع على عدة مراحل، بدءًا من تجهيز البنية التحتية والتقنية، يليها استقطاب الشركاء الرئيسيين، على أن يكتمل المشروع بالكامل بحلول عام 2029، مما يمثل علامة فارقة في مسيرة المملكة نحو مستقبل النقل والابتكار.

مقالات مشابهة

  • الكيمياء تفكك شفرة الذهب الأسود الذي حنط المومياوات المصرية
  • بتعادل إيجابي.. “برشلونه والانتر” يؤجلان الحسم الى مباراة الإياب
  • تاريخ يعيد نفسه… أوروبا تلبس ثوب “الرجل المريض” الذي خاطته للعثمانيين
  • الحكيم يقترح “وثيقة شرف انتخابي تصون وحدة المجتمع”
  • عاصفة غبارية تجتاح محافظات عراقية وسط تحذيرات
  • الحكومة تعرض “الحصيلة البرلمانية” وتؤكد تحقيق تقدم في الإجابة على أسئلة النواب
  • ما هو صاروخ “بار” الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة في غزة؟
  • “حسام شبات” الذي اغتالته إسرائيل.. لكنه فضحهم إلى الأبد
  • المملكة تكشف النقاب عن مشروع “أرض التجارب لمستقبل النقل” الأكثر تقدمًا من نوعه في العالم
  • هل يجهّز الصدر الخطة “ب” للمشاركة في الانتخابات