أكد الدكتور رائد العزاوي، مدير مركز الأمصار للدراسات الاستراتيجية، أن الهجوم على السفارة الأمريكية ببغداد في هذا التوقيت وهذا الزمن ومع تزايد حدة التوتر في المنطقة بشكل كامل، هي محاولة دفع حكومة محمد شياع السوداني بالعراق إلى زاوية غير محسوبة الأبعاد، كما أنها محاولة لدفع العراق إلى الدخول في نزاع هو أبعد ما يكون عنه وان رد حكومة السيد السوداني سيكون حازم وقوي .

 

وأوضح "العزاوي"، خلال حواره  مع قناة "العربية"، أن هذه المحاولات تحاول الدفع العلاقات العراقية بمحيطها الدولي والإقليمي ومع الولايات المتحدة الأمريكية إلى نقاط التوتر، مشددًا على أن كل هذا هو ما دفع المليشيات المسلحة الموالية لإيران لتحاول أن تجعل العراق ساحة لتصفية الصراعات.

 

وأشار إلى أن يوم الأربعاء الماضي كان هناك اجتماع لعدد من قيادات الحرس الثوري الإيراني بمجموعات مسلحة عراقية وكان هناك اتفاق بأنه لا توجد فرصة إلا باستهداف السفارة الأمريكية بالعراق، بعد أن فشلت تلك المجموعات المسلحة من تحقيق أهدافها في قاعدة عين الأسد ومطار أربيل.

 

وأضاف أن الرسالة التي تحاول تلك الميلشيات إيصالها هو الضغط على حكومة السوداني وكان رد الحكومة اليوم قوي وحازم، بأن هذه العمليات هي عمليات إرهابية، منوهًا بأن هذه الميلشيات رفع عنها الغطاء "الحشد الشعبي" ومطاردة الآن من قبل الحكومة في العراق.

 

وشدد على أنه ليس أمام موقف حكومة العراق إلا أن تتخذ وتأخذ موقف حازم ومحدد تجاه تلك الميلشيات، حيث إن تأثير خطر تلك الميلشيات لا يقتصر على السفارة الأمريكية فقط وعلى التواجد الغربي في العراق، مشددًا على أن الخطر يشمل الجميع، يمكن أن عتهدد كيان الدولة العراقية ومن الممكن أن تنهار الدولة.

 

وتابع: "العراق غير قادر بكل ما يمر به الآن إلى أن يكون مع مشروع إقليمي إيراني يهدف إلى تأجيج المنطقة"، موضحًا أن حكومة السودان ستتخذ إجراءات أكثر صرامة تجاه تلك الميلشيات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحشد الشعبي السفارة الأمريكية المليشيات المسلحة السفارة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

هل يستطيع ( السوداني ) الخروج من عباءة إيران ؟

آخر تحديث: 17 دجنبر 2024 - 9:55 صبقلم : خالد القرة غولي مساحة إيران أكبر من العراق , والإيرانيون أكثر عددا من العراقيين , بما يعادل الضعفين ، أما التعددية العرقية والدينية والمذهبية فإيران تتفوق علينا كثيرا بذلك ، لكن الأهم أن غالبية الشعب الإيراني مسلمون شيعة وهو أمر في غاية الأهمية وفي نفس الوقت في غاية الخطورة! ومن كان يعتقد أن الإيرانيين يحملون العداوة أو الضغينة في قلوبهم للعراقيين فهو واهم جداً ، فالشعب الإيراني شعب فقير مسالم لايهمه سوى العيش بأمان ويتمنى دولا مجاورة مسالمة ! وهذا مالم يتمكن من تحقيقه النظام الثيوقراطي ( الديني ) في إيران بعد نجاح الثورة الشعبية على حكم الشاه الإستبدادي الدكتاتوري والإطاحة برضا بهلوي وترحيله إلى خارج إيران في عام ١٩٧٩ والبدء بالعمل بملحق جديد تابع للحكم الديني وهو ولاية الفقيه! الخميني المرشد العام للثورة آنذاك لم يلتفت إلا لجهة واحدة معتقدا أن إنتصاره عليها سيمكنه من تصدير ثورته إنطلاقا من كربلاء الى كل دول العالم وأولها الدولة المجاورة للعراق، السعودية .. وبدأت حرب الإستشارات الخاطئة بين العراق وإيران قتل بسببها أكثر من مليوني شاب من الطرفين وأبيدت وإستبدلت خرائط مدن وتغيرت على أثرها خريطة الشرق الأوسط.. في العراق بعد عام ١٩٨٨ بدأت الحكومة العراقية تعد العدة لعودتها إلى المنظومة الإقليمية بحذر وهدوء علني لكن بقوة ماأفقدها خاصية المراوغة التي إتصف بها الإيرانيون .. فوقع العراق في أول فخ نصب له بينما إستمرت إيران بإرتداء ونزع أقنعة متعددة مع دول المنطقة حسبما تقتضيه الحاجة .. إيران إستمرت بإعادة قواتها وتعوبض خسائرها بينما كبل العراق بحصار جراء غزوه الكويت في عام ١٩٩٠ كان السبب الأساس لإحتلال بغداد وهيمنة الإحتلال الأميركي ..الآن جاءت الفرصة التي لاتعوض لاحتلال العراق من إيران بعد عام ٢٠٠٣ مهما كانت التسميات والتوصيفات ، بات من المهم أن يكون القرار السياسي العراقي مكملا للقرار الإيراني كما يقر بذلك أحد أهم أقطاب الحكومة الإيرانية .. أما العمل مع من وتحت رقابة من فهذا الأمر لايهم الإيرانيين لأنهم إحتلوا العراق تحت العباءة الأمريكية الغبية .. لا يمكن إذن لإيران أن تقبل بدولة منافسة لها في العراق لأي سبب فلديها حساب عسير تريد أن تصفيه أولا مع بقايا السلطة السابقة كي لا يفكر أحد مرة أخرى بها وهي مهزومة! أما من ساند ودعم العراقيين في تصديهم للعدوان الإيراني ( ١٩٨٠ – ١٩٨٨ ) فلهم معه حساب آخر كما ظهر واضحا من الورطة الكبيرة لدول مجلس التعاون الخليجي وهي تخوض حربا بلا جدوى ضد الحوثيين أو ما يسمى بسرايا إيران المتقدمة في اليمن.. فلسفة الإنتقام عند النظام الإيراني ليست نظريات أو أمنيات أو توقعات بل جزء مهم من سياسة التولية لكل رئيس جديد وهو يأخذ الإذن والمباركة من المرشد الأعلى خامنئي في أول يوم ينصب به رئيسا للإمبراطورية الدينية في إيران .. وهو مطابق جدا لما يحدث في العراق.. فمؤيدو إيران وسياستها داخل الحكومة العراقية ومجلس النواب كثيرون وإنتهوا تقريبا من تنفيذ الصفحة الأولى المهمة جدا وهي الحكم داخل الحكم أو السلطة داخل السلطة ! لكن الأمور بدأت تتوضح للفرقاء الموالين لإيران بأنهم وقعوا ضحايا للعبة خبيثة ينفذها لاعبون محترفون ومدربون جيدا بحجة التصدي لداعش والدفاع عن المقدسات في سوريا والعراق ، بعد أن توضحت صورة المشاركة الإيرانية بقيام عدد من المسؤولين الإيرانيين المكلفين بهذه المهمة بزج العراقيين الموالين لهم في معارك بعيدة عن بلادهم كان من المفترض أن يتم الإتفاق عليها مسبقا وهو ما أثار حفيظة عدد من الفصائل الشيعية التي تأخذ أوامرها من السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر لأن يد إيران بعد أن أغرقت العراق بطوفان ثأري وانتقامي من الدم لمن تصدى لها ووقف متحديا لمطامعها أخذت تفكر بأمر آخر وهو السيطرة على المرجعية الشيعية في النجف الأشرف وكربلاء والعودة الى حلم الفرس القديم بنقل مركز الحوزة الى قم وهو ما سيجعل أقرب المقربين لنظام ولاية الفقيه أن يحمل فأسه ويحطم جدران متحف الثأر الإيراني مهما كان ولاؤه.. وبعيدا عن التسميات فإن أحد أهم الفصائل الموالية لإيران بدأ ينقلب تدريجيا عليها لأن الخطر الإيراني ليست له علاقة بما يجري من أحداث في المنطقة بل فلسفة وعقيدة مكتوبة ومكتملة المعالم في عقول القيادات الإيرانية سواء كانت دينية أو علمانية أو قومية فالأمر لايهم مادامت عقول السياسيين الإيرانيين تعتقد أن العراق حرر من بلاد فارس عنوة لكنهم لم يفكروا بأن هذا التحرير لم يجردهم من وطنيتهم وقوميتهم أبدا بل أزال إرث الأكاسرة وتمسكهم بالمجوسية ثم إنقلاب الشعب الإيراني من عبادة النار الى عبادة الله الواحد الاحد .. أما إذا ظل الإيرانيون ينظرون إلى العراق كقطعة أثرية دسمة في متحفهم فإنهم واهمون جدا ..لأن من سيقطع الذراع التي تمتد على العراق من الشرق هم شيعة العراق أولا وأخيرا .. ولله – الأمر

مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية الكويتي: مستقبل العراق والكويت سيكون أفضل
  • وظائف السفارة الأمريكية بالقاهرة.. الشروط والأوراق والتخصصات المطلوبة
  • المستشار “عقيلة صالح” يلتقي القائم بأعمال السفارة الأمريكية
  • رئيس مجلس النواب يلتقي القائم بأعمال السفارة الأمريكية
  • إيران: وجودنا في سوريا كان استشاريًا وبطلب من حكومة الأسد
  • حكومة السوداني.. ترسيخ القرار العراقي واستقلاليته عن التدخلات
  • السوداني يشكل لجنة لإعداد آليات إقراض المشاريع الصناعية في العراق
  • هل يستطيع ( السوداني ) الخروج من عباءة إيران ؟
  • ‏الخارجية الأمريكية توافق على رفع العلم السوري الجديد على مبنى السفارة في واشنطن
  • حكومة التغيير والبناء تدين تصعيد الاحتلال الصهيوني في الجولان وتدعو لتحرك عربي حازم