الجزيرة:
2024-10-01@22:22:32 GMT

حلال أم حرام؟.. المعارضة السياسية من منظور شرعي

تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT

حلال أم حرام؟.. المعارضة السياسية من منظور شرعي

يؤكد أمين عام رابطة العلماء السوريين أحمد سعيد حوّى -في حديثه لبرنامج "موازين"- أن الإسلام يجيز المعارضة السياسية، ولكن بشروط وضوابط، ويقول إن الناس في بعض الدول العربية اضطروا لحمل السلاح في "دفاع مشروع" عن أنفسهم وأعراضهم، ولم يخرجوا على حاكم شرعي.

وحسب حوّى، فإن "المعارضة السياسية" مصطلح معاصر، ويراد به حق الأفراد في الاعتراض على الدولة أو الحاكم، مما يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

أما من المنظور الشرعي، فهي أوسع من أن تحصر في الإطار السياسي، مؤكدا أن الإسلام يعطي حماية لهذا الحق وبعدا دينيا، مثل حق كل مواطن مسلم في مساءلة الحاكم، و"الشورى التي هي الأخذ برأي الآخرين في قضايا الشأن العام، والمسلمون مأمورون بها بنص القرآن الكريم".

وعن مشروعية المعارضة السياسية في الإسلام، إذا ما كان يجيزها أو يحرمها، يوضح أمين عام رابطة العلماء السوريين أن الاعتراض حق محترم في الإسلام وقد يرقى إلى أن يكون واجبا، مبرزا أن الإسلام وضع الإطار الأرحب من خلال شعار "النصيحة"، وجاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "الدين نصيحة"، وكلمة النصيحة تشمل المعارضة وما دونها، وهو الرأي المخالف. وضرب مثالا على المعارضة بما حدث مباشرة بعد وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، حين اختلف الصحابة بشأن من يخلفه.

ويرى ضيف حلقة (2023/7/12) من برنامج "موازين" أن هناك ضوابط ومرتكزات للمعارضة السياسية من الناحية الشرعية، أبرزها أن يكون الدافع في الاعتراض دينيا، بمعنى أن من تبين له خطأ أو انحراف عند الإمام فمن واجبه الشرعي أن يظهر ذلك ويتكلم عنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون الاعتراض بأدب الإسلام، وبقول كلمة الحق وبيان الحق بهدف رد الإمام إلى جادة الصواب.

وعن الفرق بين مفهوم المعارضة السياسية ومفهوم الخروج على الحاكم، يوضح سعيد حوّى أن الخروج هو الحل الأخير، والأصل هو طاعة الحاكم المسلم الملتزم بشرع الله، مستشهدا في هذا السياق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة.."، والأصل أنه تجب طاعة الحاكم المسلم العادل، ويجب عدم الخروج عليه.

وفي ما يتعلق بأسباب تباين الأحكام الفقهية من المعارضة، يقول أستاذ الثقافة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر حسن داري -في مداخلته ضمن برنامج "موازين"- إن هذا الاختلاف طبيعي ومتوقع بحكم تغير نمط الدول ونمط النظم السياسية، لكن التباين حدث نتيجة الاختلاف في مفهوم المعارضة، هل هو خروج على الحاكم؟ أم هو نصح له؟ وهو ما أنتج مجموعة من المدارس المختلفة التي أخذت آراء فقهية مختلفة.

دفاع مشروع عن النفس

ومن جهته، يبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الأميركية خليل العناني -في حديثه لبرنامج موازين- الفوارق بين المعارضة في الفكر السياسي الإسلامي والمعارضة في الفكر السياسي الحديث، ويقول إنه خلال التجربة الإسلامية الأولى كان إخضاع السياسي لصالح الديني، ولم تكن المعارضة تنازع الدولة شرعيتها، ولكن مع الحركات الإسلامية المعارضة في المرحلة الحالية، فإن السياسة هي المهيمنة وهناك الصراع السياسي على السلطة والحكم.

ويشير العناني إلى أن الحركات الإسلامية -خاصة المتفرعة عن جماعة الإخوان المسلمين- لا تستند في معارضتها على أسس فقهية، بل على أسس سياسية، وأنها تهتم أكثر بالبعد التنظيمي والسياسي والأيديولوجي والدعوي، كما أنها منخرطة في العمل السياسي وتشكيل الأحزاب ودخول الانتخابات وتشكيل ائتلافات مع الأحزاب الأخرى. أما القوى الأخرى التي توصف بالمتطرفة، فتستند إلى قراءات فقهية تراثية منفصلة عن الواقع.

وحول أسباب اختلاف العلماء في العصر الحديث بشأن حكم المعارضة السياسية، يرى الدكتور سعيد حوّى أن الأنظمة المستبدة الفاقدة للشرعية هي التي حملت السلاح ووجهتّه لصدور المتظاهرين والمعترضين خلال ثورات الربيع العربي، فاضطر الناس في بعض الدول العربية لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم، مؤكدا أن ما حصل في دول عربية ومسلمة خلال السنوات الأخيرة هو "دفاع مشروع عن النفس، وليس خروجا على حاكم شرعي".

ويشير إلى ضرورة التفريق بين المؤسسة الدينية الرسمية التي يقول إنها وُظِّفت لصالح الأنظمة المستبدة وتدعو لإغلاق باب المعارضة وتحريمها، وبين المؤسسات الدينية الحرة التي لم تربط نفسها بالحكام وأبدت رأيها بحق الشعوب في ثورات ما يعرف بالربيع العربي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

إنقاذ 25 مهاجرًا غير شرعي أمام سواحل مدينة جربة التونسية

المناطق_واس

أنقذت البحرية التونسية بمدينة جربة جنوب تونس اليوم، 25 شخصًا وانتشلت 12 جثة في حادث غرق مركب بحري، أبحر بطريقة غير شرعية انطلاقًا من سواحل جزيرة جربة.

وذكرت إدارة الحرس البحري التونسي، أن عمليات البحث متواصلة للعثور على مفقودين آخرين، وذلك بالتنسيق مع وحدات الجيش البحري والحماية المدنية.

أخبار قد تهمك ضربة قاسية.. كورتوا ينضم إلى عيادة ريال مدريد 30 سبتمبر 2024 - 8:03 مساءً المملكة تدين استهداف مقر سفير دولة الإمارات في السودان 30 سبتمبر 2024 - 7:14 مساءً نسخ الرابط تم نسخ الرابط 30 سبتمبر 2024 - 8:14 مساءً شاركها فيسبوك ‫X لينكدإن ماسنجر ماسنجر أقرأ التالي أبرز المواد30 سبتمبر 2024 - 7:06 مساءًالنائب العام يلتقي بنظيره الأذربيجاني في باكو ويوقعان مذكرة تفاهم أبرز المواد30 سبتمبر 2024 - 6:54 مساءً‎تواجد جمعية ألزهايمر في الورش التوعوية التعريفية بمراحل المرض في كافة مناطق المملكة أبرز المواد30 سبتمبر 2024 - 6:49 مساءًتنفيذ حكم القتل قصاصًا بأحد الجناة في عسير الاقتصاد30 سبتمبر 2024 - 6:16 مساءًوزارة المالية تصدر البيان التمهيدي لميزانية 2025 أبرز المواد30 سبتمبر 2024 - 6:02 مساءًالأمين العام للجامعة العربية يطالب المجتمع الدولي الوقوف بجوار لبنان30 سبتمبر 2024 - 7:06 مساءًالنائب العام يلتقي بنظيره الأذربيجاني في باكو ويوقعان مذكرة تفاهم30 سبتمبر 2024 - 6:54 مساءً‎تواجد جمعية ألزهايمر في الورش التوعوية التعريفية بمراحل المرض في كافة مناطق المملكة30 سبتمبر 2024 - 6:49 مساءًتنفيذ حكم القتل قصاصًا بأحد الجناة في عسير30 سبتمبر 2024 - 6:16 مساءًوزارة المالية تصدر البيان التمهيدي لميزانية 202530 سبتمبر 2024 - 6:02 مساءًالأمين العام للجامعة العربية يطالب المجتمع الدولي الوقوف بجوار لبنان ضربة قاسية.. كورتوا ينضم إلى عيادة ريال مدريد ضربة قاسية.. كورتوا ينضم إلى عيادة ريال مدريد تابعنا على تويتـــــرTweets by AlMnatiq تابعنا على فيسبوك تابعنا على فيسبوكالأكثر مشاهدة الفوائد الاجتماعية للإسكان التعاوني 4 أغسطس 2022 - 11:10 مساءً بث مباشر مباراة الهلال وريال مدريد بكأس العالم للأندية 11 فبراير 2023 - 1:45 مساءً اليوم.. “حساب المواطن” يبدأ في صرف مستحقات المستفيدين من الدعم لدفعة يناير الجاري 10 يناير 2023 - 8:12 صباحًا جميع الحقوق محفوظة لجوال وصحيفة المناطق © حقوق النشر 2024   |   تطوير سيكيور هوست | مُستضاف بفخر لدى سيكيورهوستفيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب فيسبوك ‫X ماسنجر ماسنجر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق البحث عن: فيسبوك‫X‫YouTubeانستقرامواتساب إغلاق بحث عن إغلاق بحث عن

مقالات مشابهة

  • كبير العلماء بالأزهر يجيب: هل الربح من "التيك توك" حلال؟
  • أمين الفتوى: الأكل بعد حد الشبع حرام ويسبب الأمراض (فيديو)
  • المشاركة السياسية بالقومي للمرأة تناقش خطة عملها خلال الفترة المقبلة
  • مستقبل الإسلام السياسي في السودان بعد الحرب
  • تقارير: مناظرة والز وفانس فرصة لإعادة تشكيل المشهد السياسي
  • إنقاذ 25 مهاجرًا غير شرعي أمام سواحل مدينة جربة التونسية
  • إيطاليا تعلن إعادة 115 مهاجرا غير شرعي لبلدانهم الأسبوع الحالي
  • دعاء زهران: القيادة السياسية قادرة على اتخاذ القرارات التي تحمي وتحافظ على أمن مصر القومي
  • اليابان: مصادر مقربة ترجح أن يقوم الزعيم الجديد للحزب الحاكم بحل مجلس النواب الشهر المقبل
  • بعد فوزه برئاسة الحزب الحاكم.. وزير دفاع سابق سيصبح رئيس وزراء اليابان