قراصنة صينيون يخترقون أنظمة حكومية أميركية.. شملت الخارجية
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
كانت وزارة الخارجية الأميركية من بين الوكالات الفيدرالية التي تم اختراقها في حملة قرصنة صينية اكتشفت حديثاً، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، ومحاولة التجسس تزامنت مع محاولة إدارة الرئيس جو بايدن لتهدئة التوترات المتصاعدة مع بكين.
فقد كشف أحد الأشخاص المطلعين أن عدداً قليلاً من موظفي وزارة الخارجية تعرضوا للاختراق، مضيفاً أنه يعتقد أن المتسللين لم يصلوا إلى معلومات الأمن القومي، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وكان متخصصو الأمن السيبراني في وزارة الخارجية أول من اكتشف حملة التجسس التي استفادت من خلل في بيئة الحوسبة السحابية من "مايكروسوفت"، والتي قالت الشركة إنه تم إصلاحها منذ ذلك الحين حيث تم اختراق أكثر من عشرين منظمة بما في ذلك العديد من الوكالات الحكومية في موجة القرصنة، وفقاً لمايكروسوفت.
الخارجية تتخذ خطوات فوريةبدوره، قال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان إن "وزارة الخارجية اكتشفت نشاطا غير عادي، واتخذت خطوات فورية لتأمين أنظمتنا، وستواصل المراقبة عن كثب والاستجابة بسرعة لأي نشاط إضافي". وتابع "فيما يتعلق بسياسة الأمن السيبراني، لا نناقش تفاصيل استجابتنا ولا يزال الحادث قيد التحقيق".
وأوضح المسؤولون أن الاختراق بدأ في مايو/أيار وسط تصاعد في التواصل الدبلوماسي بين الولايات المتحدة والصين، بعد شهور من تدهور العلاقات بسبب حرب أوكرانيا، واكتشاف الولايات المتحدة وإسقاط ما وصفته ببالون مراقبة صيني، والكشف عن زيادة التعاون الاستخباراتي الصيني مع كوبا.
ويُعتبر الدبلوماسيون وغيرهم من الموظفين في وزارة الخارجية هدفاً مربحاً للقراصنة الأجانب في دول معادية مثل الصين، حيث تتوق أجهزتهم الاستخباراتية إلى التعرف على رؤى وتخطيط السياسة الخارجية لإدارة بايدن. وذكرت شبكة "سي إن إن" في وقت سابق أن وزارة الخارجية كانت أول من اكتشف حملة القرصنة.
هجمات متطورة ومتزايدةكذلك يثير الاختراق إنذارات جديدة حول قدرة المتسللين الصينيين على تنظيم هجمات متطورة بشكل متزايد ويأتي في نقطة هشة في العلاقات الأميركية الصينية.
ويتوافق تاريخ اكتشاف الاختراق في يونيو/حزيران بشكل وثيق مع توقيت سفر أنتوني بلينكن إلى الصين، وهو أول وزير خارجية أميركي يزور بكين منذ خمس سنوات.
كما قام مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز برحلة سرية إلى بكين في مايو، قبل رحلة بلينكن في يونيو. وزارت وزيرة الخزانة جانيت يلين بكين في نهاية الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن يزورها جون كيري، المبعوث الأميركي للمناخ ووزير الخارجية السابق، الأسبوع المقبل.
بينما رفضت بكين الدعوات لاستئناف العلاقات العسكرية، التقى سفير الصين لدى الولايات المتحدة، شيه فنغ، مع مسؤول كبير بوزارة الدفاع، إيلي راتنر، في البنتاغون يوم الأربعاء لإجراء مناقشات حول العلاقات الدفاعية وقضايا أخرى.
انتقادات لإدارة بايدنمن جانبهم، انتقد الجمهوريون في الكونغرس وغيرهم من النقاد الرئيس بايدن لكونه حريصاً جداً على إصلاح العلاقات مع بكين على الرغم من الكشف عن التجسس المتكرر والمخاوف المتزايدة بشأن طموحات الصين المتعلقة بتايوان.
يذكر أن الصين تنفي بشكل روتيني اختراق المنظمات الأميركية واتهمت الولايات المتحدة وحلفائها باستهداف الشبكات الصينية.
جو بايدن (رويترز)ونجح جواسيس الصين الإلكترونيون في سرقة البيانات من حكومة الولايات المتحدة وحلفائها لأكثر من عقد، وفقاً لمسؤولين استخباراتيين حاليين وسابقين.
في حين أن الخطوط العريضة للاختراق الذي تم الكشف عنه حديثاً لم تفاجئ المسؤولين أو الباحثين في مجال الأمن السيبراني، حيث قال العديد منهم إنه يعكس المهارات التقنية التي تشهد تحسناً سريعاً في الصين، ويبدو أنه يستهدف بدقة أكبر الأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم أهداف استخباراتية مربحة.
مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News صينيونالمصدر: العربية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
“فايننشال تايمز”: المواجهة بين بكين وواشنطن قد تتجاوز الحرب الباردة في عهد ترامب
الولايات المتحدة – صرح إيفان ميديروس أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة جورج تاون في واشنطن بأن التوترات بين الولايات المتحدة والصين خلال فترة رئاسة دونالد ترامب قد تتجاوز في حدتها مستوى الحرب الباردة.
وكتب ميديروس الذي شغل منصب المستشار للشؤون الآسيوية بمجلس الأمن القومي الأميركي سابقا، في مقال نشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية: “الكثير من الأمور قد تسير على نحو خاطئ.. فبكين واثقة من نفسها تماما كما فريق ترامب.. كلا الطرفين يعتقد أنه يتمتع بأفضلية ويمكنه إلحاق ضرر أكبر بمنافسه وتحمل مزيد من الضربات المضادة”.
وأضاف: “كل شيء مهيأ لأن تكون الديناميكيات الناشئة للعلاقات بين الجانبين معقدة ومزعزعة للاستقرار على المستوى العالمي، وفي أفضل الأحوال قد تنتهي بهدنة.. وأتحدث هنا فقط عن القضايا الاقتصادية، دون التطرق إلى تايوان، أو بحر الصين الجنوبي، أو المنافسة التكنولوجية، أو تحديث الترسانات النووية.. ومقارنة بذلك، تبدو الحرب الباردة وكأنها ذكرى لطيفة”.
ووفقا لميدروس، “تعتقد بكين أنها أفضل استعدادا لجولة جديدة من المواجهة مع إدارة ترامب مقارنة بما كانت عليه في عام 2017، ويعود ذلك جزئيا إلى أن نفوذ واشنطن العالمي في الجنوب العالمي آخذ في التراجع بينما يتزايد دور بكين”.
كما يشير كاتب المقال إلى أن “الصين تعتبر أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيحافظون على موقف عدائي تجاه بكين”.
وتابع ميديروس: “لقد أوضح الرئيس الصيني شي جين بينغ بالفعل أن علاقته مع ترامب ستكون علاقة تجارية بحتة، وإن كانت على غرار (رجل المافيا في فيلم العراب) دون كورليوني.. فهو لن يرتمي في أحضان ترامب بل سيستجيب لخطواته بسرعة وصرامة من أجل خلق ميزة لنفسه، وفي الواقع، رفضت بكين الدعوة الموجهة إلى شي جين بينغ لحضور تنصيب ترامب”.
واختتم مقاله بالقول: “إن الاستراتيجية الحالية التي تتبعها الصين تجاه الولايات المتحدة في ظل ولاية ترامب ستعتمد على ثلاثة محاور: اتخاذ تدابير مضادة حازمة ضد الخطوات العدائية، والتكيف مع الواقع السياسي والاقتصادي الجديد، وتنويع الأسواق”.
وقد سبق أن انتقد ترامب مرارا وتكرارا السياسة الاقتصادية للصين، واتسمت الفترة الرئاسية السابقة للرئيس الجمهوري بـ”حرب تجارية” مع بكين،
وتعهد ترامب قبل ولايته الثانية بفرض رسوم تجارية بنسبة 100% على جميع دول البريكس إذا لم تتخلَّ عن خططها لإنشاء عملة بديلة للدولار.
وردت الصين على تعهد ترامب بالقول إنه “لا يوجد رابح في حرب الرسوم أو الحرب التجارية كما أن العالم لن يستفيد من ذلك”.
وأكد الرئيس الصيني استعداد بكين للحفاظ على الحوار مع الحكومة الأمريكية وتوسيع نطاق التعاون وإدارة الخلافات ودفع تنمية العلاقات الصينية الأمريكية في اتجاه ثابت ومستقر وصحي.
المصدر: “فايننشال تايمز” + RT