التحالف الدولي ضد داعش يحدث مبادئه من أجل توجيه الدعم لمبادرات إفريقية مدنية
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
خيم تمدد النفوذ الروسي في القارة الأفريقية، وخاصة بعد عدة انقلابات جاءت بمجموعة من العسكريين الذين يدينون بالولاء لروسيا، على اجتماع المجموعة المصغرة لكبار الممثلين الدبلوماسيين لقوات التحالف الدولي ضد داعش، في روما، الأربعاء الماضي، إذ ألحت واشنطن التي تقود التحالف على تحديث مبادئ التحالف التوجيهية لجعل الدعم الموجه للدول الأفريقية يكون لمبادرات يقودها المدنيون ضد داعش، وبذلك تضمن واشنطن ألا يذهب الدعم للعسكريين الذين يسمحون للنفوذ الروسي بالتمدد على حساب الدول الغربية مثل ألمانيا وفرنسا وأمريكيا وغيرها.
واستضافت روما، 5 ديسمبر الجاري، اجتماعا لكبار الممثلين الدبلوماسيين من المجموعة المصغرة للتحالف الدولي لهزيمة داعش. وترأس نائب وزير الخارجية الإيطالي إدموندو سيريلي الصورة الجماعية. وأطلع رئيسا الاجتماع المدير السياسي لوزارة الخارجية الإيطالية باسكوال فيرارا ونائب المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف إيان ماكاري الشركاء على الجهود الجماعية الرامية إلى مكافحة داعش في شمال شرق سوريا والعراق وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وآسيا الوسطى.
اجتماع اللجنة المصغرة في روماووفقا لبيان التحالف، أكد أنه يواصل تكييف استراتيجياته في مكافحة الإرهاب لتعكس واقع التهديد الحالي، وقد وافق الأعضاء اليوم على تحديث مبادئ التحالف التوجيهية التي تسلط الضوء على تزايد الانتشار الإقليمي لجهود التحالف وتؤكد على الدور المحوري للمبادرات التي يقودها المدنيون لمواجهة داعش والجماعات العالمية التابعة له.
كما أعرب أعضاء التحالف عن رضاهم عن حملة التحالف للعام 2023 والتي تعهد فيها بتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة في سوريا والعراق، وشددوا على أهمية تنفيذ هذه التعهدات وأثنوا على التقدم الذي أحرزته حكومة العراق لتصبح شريكا كاملا في مجال مكافحة الإرهاب.
واتفق أعضاء التحالف على إعطاء الأولوية للجهود المعنية الرامية إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية والأمنية في مخيمات النازحين ومرافق الاحتجاز في شمال شرق سوريا، وذلك لضمان الهزيمة الدائمة لداعش في هذه المنطقة. والتزم الأعضاء بهزيمة الجماعات التابعة لتنظيم داعش في أفريقيا، واتفقوا على زيادة تنسيق الجهود مع المبادرات الإقليمية الأخرى، وأيدوا استراتيجية التنفيذ لخطة عمل مجموعة التركيز الأفريقية التابعة للتحالف والتي تهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأعضاء الأفريقية في مكافحة داعش بقيادة مدنية.
ورحبت المجموعة المصغرة بمشاركة بوركينا فاسو والكاميرون وكينيا وموريتانيا ونيجيريا والسنغال وتوغو في الجلسة المخصصة لمكافحة الإرهاب في أفريقيا. وكثف التحالف تركيزه على التهديد الذي يشكله تنظيم داعش في منطقة آسيا الوسطى.
وشدد على ضرورة قيام الأعضاء بزيادة التواصل مع الدول غير الأعضاء في آسيا الوسطى بغرض تعزيز أمن الحدود والقدرة على مكافحة الإرهاب في المنطقة. مؤكدا في الوقت نفسه أن التحالف الدولي ما زال متحدا ومصمما في عزمه على ضمان الهزيمة الدائمة لداعش أينما حاول التنظيم التحرك ومحاسبة إرهابيي التنظيم بموجب أنظمة العدالة الجنائية.
روسيا في أفريقيا
تعمل روسيا بدأب على تعزيز وجودها في القارة الأفريقية، وخلافا للوجود العسكري الذي يتم التركيز عليه، من قبل دول غربية، فإن روسيا تعزز وجودها بدعم التنمية ومواجهة الفقر في عدة بلاد، وفي يوليو الماضي أكد الرئيس الروسي بوتين خلال قمة أفريقية روسية أن بلاده مستعدة لبدء توريد الحبوب مجانا إلى ست دول بالقارة في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر، وذكر أن هذه الدول هي، بوركينا فاسو، وزيمبابوي، ومالي، والصومال، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وإريتريا، موضحا أنها ستحصل على ما يتراوح بين 25 و50 ألف طن لكل منها.
أما عن الوجود العسكري، ونقلا عن تحقيق لـ"DW" الالمانية، بعنوان "ما حجم النفوذ الروسي في القارة الأفريقية؟" فإن الانخراط العسكري الروسي في أفريقيا في ضوء انتشار مرتزقة مجموعة "فاجنر" في دول أفريقية عديدة مثل مالي وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى. وفي مقابل دعمها للحكومات، تحصل فاجنر على مواد خام لا سيما الذهب فيما تعمل أيضا على تقوية النفوذ الروسي في أفريقيا. وعقب انسحاب فرنسا من مالي التي دعت إلى سحب قوات حفظ السلام الأممية، بدا واضحا أن مالي تسعى إلى النأي بنفسها عن القوة الاستعمارية السابقة مع مساعي للتعزيز التعاون بشكل وثيق مع روسيا. وقد ذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن روسيا كانت مصدر 44 ٪ من الأسلحة التي تم بيعها إلى الدول الأفريقية بين 2017 و2021".
اتحاد كونفدرالي لمواجهة الهيمنة الغربية
مالي والنيجر وبوركينا فاسو، أبرز ثلاث دول يواجهون الهيمنة الغربية في أفريقيا، وينظرون لهذه القوى بأنها الامتداد العصري للاستعمار، ويسهلون أيضا للنفوذ الروسي في بلادهم من أجل التصدي للنفوذ الفرنسي والغربي، ولأنها دول تعرضت لانقلابات عسكرية فإن القوى الغربية تستغل هذه النقطة للضغط عليها بحجة العودة إلى المسار الديمقراطي والمدني، وهو ما تم تعديله في مبادئ التحالف الدولي ضد داعش أيضا.
هذه الدول الثلاث تنسق فيم بينهم، حيث أوصى وزراء خارجية هذه الدول على ضرورة إنشاء تحالف كونفدرالي يمهد لوحدة بين دول الساحل، وجاء في بيان عن وزراء خارجيتها، أنه "إدراكا للإمكانات الهائلة لتحقيق السلام والاستقرار والقوة الدبلوماسية والصعود الاقتصادي التي يوفرها إنشاء تحالف سياسي معزز، فإن الوزراء مسترشدين بالطموح المتمثل في تحقيق اتحاد فدرالي يجمع في نهاية المطاف بوركينا فاسو ومالي والنيجر، يوصون قادة بلدان تحالف دول الساحل بإنشاء اتحاد كونفدرالي للدول الثلاث".
وتحاول دول الساحل تعزيز الروابط السياسية والعسكرية والاقتصادية فيم بينهم، والتعهد بتقديم الدعم في حال تعرضت السلامة الإقليمية لإحدى الدول للتهديد. أي أن الأنظمة العسكرية للدول الثلاثة تكون مستعدة لمواجهة الضغوط الدولية التي تدفع من أجل العودة إلى الديموقراطية، كما تنسق جهودها في الحرب ضد التنظيمات الجهادية. كما شدد الوزراء على أهمية الدبلوماسية والدفاع والتنمية "لتعزيز التكامل السياسي والاقتصادي" بين دولهم.
التطرف والإرهاب
تقود عدة حكومات أفريقية حربا ضد مجموعات وتنظيمات إرهابية تتوسع في انتشارها الأفريقي، ومؤخرا ذكرت وسائل إعلام محلية صومالية، إن "القوات المحلية تمكنت من قتل نحو 33 عنصرا من مليشيات الخوارج الإرهابية"، مؤكدا أن الجيش يسيطر الآن على المنطقة بعد عملية ناجحة. في إشارة إلى مجموعة إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي.
هذه المواجهات الدامية لا تتوقف في أفريقيا، ودائما ما تنزل بالكثير من الخسائر لدى المدنيين، ففي نيجيريا مثلا قصف الجيش النيجيري بالخطأ قرية عن طريق طائرة مسيرة، أدى لخسائر بشرية تجاوزت الـ100 قتيل، في ظل استهداف عدة مجموعات تخريبية وإرهابية تعمل على قطع الطرق وسرقة وخطف نساء وأبناء القرى.
وأشار تقرير صادر عن الأمم المتحدة، إلى أن العامل الأكثر شيوعا الذي يدفع الناس للانضمام إلى الجماعات المتطرفة في إفريقيا جنوب الصحراء ليس الدين، بل الحاجة إلى العمل. واستطلع التقرير، الذي أجراه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، آراء آلاف الأشخاص في ثماني دول أفريقية، بما في ذلك مالي ونيجيريا والصومال. فكانت النتيجة أن الفقر والحاجة إلى العمل والطعام هو ما يدفع الناس هناك إلى الإرهاب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القارة الأفريقية قوات التحالف الدولي داعش التحالف الدولی مکافحة الإرهاب فی أفریقیا الروسی فی ضد داعش داعش فی
إقرأ أيضاً:
بعد قرار الجنائية الدولية.. ما الدول التي ستنفذ قرار اعتقال نتنياهو وغالانت؟
نقلت وكالة الأنباء الهولندية (إيه إن بي)، اليوم (الخميس)، عن وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، قوله إن هولندا مستعدة للتحرّك بناءً على أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحقّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذا لزم الأمر، في حين قال مسؤول السياسة الخارجية لدى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في عمان، إن جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، ومنها دول أعضاء في الاتحاد، ملزَمة بتنفيذ قرارات المحكمة.
اقرأ ايضاًردود فعل دولية حول مذكرة الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانتوأضاف بوريل: «هذا ليس قراراً سياسياً، بل قرار محكمة. وقرار المحكمة يجب أن يُحترم ويُنفّذ».
وكتب بوريل، في وقت لاحق على منصة «إكس»: «هذه القرارات ملزمة لجميع الدول الأعضاء في نظام روما الأساسي (للمحكمة الجنائية الدولية) الذي يضم جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي».
كذلك قال رئيس الوزراء الآيرلندي، سيمون هاريس، في بيان: «القرار... خطوة بالغة الأهمية. هذه الاتهامات على أقصى درجة من الخطورة». وأضاف: «آيرلندا تحترم دور المحكمة الجنائية الدولية. ويجب على أي شخص في وضع يسمح له بمساعدتها في أداء عملها الحيوي أن يفعل ذلك الآن على وجه السرعة».
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية إن ردّ فعل باريس على أمر المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو سيكون متوافقاً مع مبادئ المحكمة، لكنه رفض الإدلاء بتعليق حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو إذا وصل إليها.
ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحافي حول ما إذا كانت فرنسا ستعتقل نتنياهو، قال كريستوف لوموان إن السؤال معقد من الناحية القانونية، مضيفاً: «إنها نقطة معقّدة من الناحية القانونية، لذا لن أعلّق بشأنها اليوم».
بدوره، قال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إن بريطانيا «تحترم استقلال المحكمة الجنائية الدولية».
وقال أنطونيو تاياني، وزير الخارجية الإيطالي، إن روما ستدرس مع حلفاء كيفية تفسير القرار واتخاذ إجراء مشترك. وأضاف: «ندعم المحكمة الجنائية الدولية... لا بد أن تؤدي المحكمة دوراً قانونياً، لا دوراً سياسياً».
أما وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارت أيدي، فقال إنه «من المهم أن تنفذ المحكمة الجنائية الدولية تفويضها بطريقة حكيمة. لديّ ثقة في أن المحكمة ستمضي قدماً في القضية على أساس أعلى معايير المحاكمة العادلة».
وقالت وزيرة الخارجية السويدية، ماريا مالمر ستينرغارد، إن استوكهولم تدعم «عمل المحكمة» وتحمي «استقلالها ونزاهتها». وأضافت أن سلطات إنفاذ القانون السويدية هي التي تبتّ في أمر اعتقال الأشخاص الذين أصدرت المحكمة بحقّهم مذكرات اعتقال على أراضٍ سويدية.
بدوره، قال رئيس الوزراء الكندي، جاستن ترودو، إن بلاده ستلتزم بكل أحكام المحاكم الدولية، وذلك رداً على سؤال عن أمري الاعتقال بحقّ نتنياهو وغالانت. وأضاف، في مؤتمر صحافي، بثّه التلفزيون: «من المهم حقاً أن يلتزم الجميع بالقانون الدولي... نحن ندافع عن القانون الدولي، وسنلتزم بكل لوائح وأحكام المحاكم الدولية».
ووصف وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي التوقيف بأنه «مرحلة بالغة الأهمية».
وكتب فيدان على منصة «إكس»: «هذا القرار هو مرحلة بالغة الأهمية بهدف إحالة المسؤولين الإسرائيليين الذين ارتكبوا إبادة بحق الفلسطينيين أمام القضاء».
أمل فلسطيني
وأفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية (وفا) بأن السلطة الفلسطينية أصدرت بياناً ترحب فيه بقرار المحكمة الجنائية الدولية. وطالبت السلطة جميع الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية وفي الأمم المتحدة بتنفيذ قرار المحكمة. ووصفت القرار بأنه «يعيد الأمل والثقة في القانون الدولي ومؤسساته».
اقرأ ايضاًالجنائية الدولية تلاحق نتنياهو وغالانت..نظرة قانونيةوأصدرت المحكمة الجنائية الدولية، اليوم (الخميس)، أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بخصوص «جرائم حرب في غزة»، وكذلك القيادي في حركة «حماس» محمد الضيف.
وقالت المحكمة، في بيان، إن هناك «أسباباً منطقية» لاعتقاد أن نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم، موضحة أن «الكشف عن أوامر الاعتقال هذه يصبّ في مصلحة الضحايا».
وأضاف بيان المحكمة الجنائية الدولية أن «قبول إسرائيل باختصاص المحكمة غير ضروري». وأشارت المحكمة الجنائية الدولية إلى أن «جرائم الحرب ضد نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاح حرب... وكذلك تشمل القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية».
Via SyndiGate.info
Copyright � Saudi Research and Publishing Co. All rights reserved.
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند بعد قرار الجنائية الدولية.. ما الدول التي ستنفذ قرار اعتقال نتنياهو وغالانت؟ تايلور سويفت تثير الجدل بساعتها الباهظة الثمن.. تفاصيل الساعة وسعرها شهداء وجرحى بقصف إسرائيلي على منطقة المواصي جنوب غزة تغريدة قديمة لـ ليام باين تعود للواجهة.. تحدث بها عن جنازته ارتفاع قتلى الغارات الإسرائيلية على مدينة تدمر السورية إلى 79 قتيلا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter