أردوغان: إسرائيل تمارس إرهاب دولة
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، إن إسرائيل تمارس إرهاب دولة، مؤكدا إيمانه بأن فلسطين ستنتصر في نهاية المطاف، ومعربا عن استعداد بلاده لتحمل المسؤولية من أجل منع مزيد من إراقة الدماء والدمار والدموع في غزة.
وأضاف أردوغان -للصحفيين على متن الطائرة بعد عودته من زيارة لليونان- أن "إسرائيل تمارس إرهاب دولة، أين الغرب وأميركا! كيف يمكننا أن نقبل ذلك وهناك هذا الكم من الحقائق وما يقرب من 17 ألف قتيل! وجلهم من النساء والأطفال والمسنين".
وأشار الرئيس التركي إلى أن وزير الخارجية هاكان فيدان ناقش هذا الأمر مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، "لكن الغرب لا يزال صامتا"، وتابع مخاطبا إسرائيل والدول الداعمة لها "تحاولون تأديب غزة بالتجويع، تريدون تدمير غزة بالكامل وتأديبها بهذه الطريقة".
وأردف "تمنعون عنهم الدواء وتحرمونهم من الماء والكهرباء، وتريدون القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من خلال عملية تأديب بهذا الشكل. لا يمكننا تأييد ذلك".
ولفت أردوغان إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى من خلال هذه المجازر إلى إطالة عمره السياسي والهروب من المحاكمة.
وردا على سؤال بشأن كيفية تعاطي المجتمع الدولي مع موقف تركيا من حركة حماس، قال أردوغان إنه لا يكترث لما يقوله المجتمع الدولي بهذا الصدد.
وأضاف أن "هؤلاء يسمون حماس تنظيما إرهابيا، حماس إحدى حقائق فلسطين وليست تنظيما إرهابيا"، منوها إلى أنها حركة سياسية فازت في الانتخابات التي دخلتها كحزب سياسي، وهناك من يحاول إرغام تركيا على توصيفها تنظيما إرهابيا، مؤكدا عدم انصياع أنقرة لذلك.
تحمل المسؤولية
من ناحية أخرى، قال أردوغان الجمعة إن بلاده مستعدة لتحمل المسؤولية لمنع مزيد من إراقة الدماء والدمار والدموع في قطاع غزة.
ولفت -في كلمة بمنتدى قناة "تي آر تي" التركية الإنجليزية في إسطنبول- إلى أن صحفيا يقتل كل يوم في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ أكثر من شهرين.
وتابع "أكثر من 70 إعلاميا قُتلوا في غزة، أين العالم، أين وسائل الإعلام العالمية الشهيرة؟ لماذا لا نسمع صوتها؟ لدينا شهيد من وكالة الأناضول ومصور مصاب في غزة".
وأضاف "للأسف الأبرياء هم من يدفعون ثمن كل لحظة تضيع دون تحقيق سلام دائم، وليس الغرب الذي يصب الزيت على النار".
وأردف "بتنا ندرك بشكل أفضل أن المنظمات الدولية المسؤولة عن حفظ السلم والأمن الدوليين لا تملك القدرة على حل المشاكل".
وتابع "أعتقد أن نتنياهو وأعوانه سيحاكمون بنفس الطريقة التي حوكم وأدين فيها الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسوفيتش وسيدانون في نهاية المطاف. إنهم إرهابيون وسيحاكمون بالتأكيد بمحكمة العدل في لاهاي".
وأشار إلى أن إسرائيل لا تستطيع كسر عزيمة المقاومة التي يتحلى بها سكان قطاع غزة رغم كل همجيتها، منوها إلى أنها تخسر أيضا الحرب الدعائية في وسائل الإعلام.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
4 بدائل “قاتمة” تنتظر إسرائيل في غزة
#سواليف
حددت دراسة أمنية إسرائيلية 4 #بدائل وصفتها بالقاتمة أمام #تل_أبيب للتعامل مع قطاع #غزة تمثلت في #حكم_عسكري مطول أو #تهجير_السكان أو إقامة #حكم_فلسطيني “معتدل” أو بقاء الوضع القائم.
وقال معهد دراسات الأمن الإسرائيلي (غير حكومي) في دراسة بعنوان ” #البدائل_الإستراتيجية لقطاع غزة” إنه بعد مرور عام ونصف العام تقريبا على #الحرب على قطاع غزة تقف إسرائيل عند مفترق طرق، وعليها صياغة إستراتيجية مناسبة لمستقبل القطاع.
وأعد الدراسة الباحث في معهد دراسات الأمن القومي عوفير غوترمان الذي عمل سابقا محللا أول في جهاز الاستخبارات الإسرائيلية.
مقالات ذات صلة “أونروا”: نفاد إمدادات الدقيق في قطاع غزة 2025/04/24ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي مطلق إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- ونحو 11 ألف مفقود، وتفرض حصارا مطبقا على جميع الإمدادات والمساعدات الإنسانية، مما تسبب بمجاعة قاسية.
بدائل “قاتمة”
وترى الدراسة أن إسرائيل “تواجه مجموعة من البدائل القاتمة، جميعها إشكالية في آثارها وجدواها، وأول تلك البدائل: تشجيع الهجرة الطوعية، وهو خيار لم تُدرس عواقبه الإستراتيجية بدقة في إسرائيل، وإمكانية تحقيقه ضعيفة”.
أما البديل الثاني فهو “احتلال القطاع وفرض حكم عسكري مطول، ومع أن ذلك قد يُضعف حماس بشدة لكنه لا يضمن القضاء عليها وينطوي على خطر تعريض الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس للخطر، وتكبد تكاليف باهظة أخرى طويلة الأجل”.
وعن البديل الثالث أوضحت الدراسة “إقامة حكم فلسطيني معتدل في القطاع بدعم دولي وعربي، وهو خيار تكاليفه على إسرائيل منخفضة، لكنه يفتقر حاليا إلى آلية فعالة لنزع سلاح القطاع وتفكيك قدرات حماس العسكرية، وأخيرا احتمال فشل مبادرات الاستقرار السياسي والعسكري، مما يترك حماس في السلطة”.
كما أشارت إلى البديل الرابع، وهو “استمرار الوضع الراهن، وينبع هذا البديل أساسا من واقع تمتنع فيه إسرائيل عن الترويج لمبادرات عسكرية أو سياسية في قطاع غزة، أو تفشل في المبادرات التي تسعى إلى تنفيذها”.
وقال غوترمان إن قائمة البدائل الإستراتيجية لقطاع غزة صممت من خلال دراسة استقصائية شاملة لمختلف الخيارات المطروحة في الخطاب الإسرائيلي والعربي والدولي، سواء مبادرات عملية طرحتها جهات رسمية أو اقتراحات من معاهد بحثية ومحللين.
إستراتيجية ثنائية الأبعاد
وتوصي الدراسة بتنفيذ إستراتيجية ثنائية الأبعاد تجمع بين العمل العسكري والسياسي، وهي “جهد عسكري مكثف ومتواصل لا يهدف فقط إلى تقويض حماس وقدراتها، بل أيضا إلى إرساء أسس استقرار بديل حاكم لحماس، وبالتوازي مع ذلك، مبادرة سياسية لبناء بديل حاكم معتدل تدريجيا في قطاع غزة من شأنه أيضا دعم وتسريع نجاح الجهد العسكري”.
ورأت الدراسة أن هذه الإستراتيجية “تتطلب تعاونا وثيقا مع الدول العربية، وينبغي أن تكون جزءا من اتفاق إقليمي يشمل التطبيع مع المملكة العربية السعودية وخطوات نحو إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي”.
وقالت إنه بالنسبة للفلسطينيين فإن الأفق السياسي المتوخى في هذه الإستراتيجية هو “أفق استقلال وسيادة محدودين”.
أما بالنسبة لإسرائيل -وفقا للدراسة ذاتها- فتحافظ الخطة على الحرية الأمنية والعملياتية والجهود المستمرة للقضاء على حماس وإحباط التهديدات الناشئة في القطاع من خلال مزيج من التدابير العسكرية والاقتصادية والقانونية والسياسية.
واعتبرت الدراسة أن “هذه الإستراتيجية المقترحة أكثر تعقيدا في التنفيذ مقارنة بالبدائل أحادية البعد التي تناقش حاليا في إسرائيل، ولكنها واقعية من حيث جدواها العملية، وعلى النقيض من البدائل الأخرى”.
حماس متجذرة
ولفتت الدراسة إلى أنه “من المهم الإدراك أن حماس ليست ظاهرة خارجية أو جديدة أو عابرة في التجربة الفلسطينية -خاصة بقطاع غزة- بل هي متجذرة بعمق وجوهر فيه”، وفق تعبيرها.
وقالت إن حماس وُلدت في قطاع غزة، وأعضاؤها محليون لا يعملون من خلال شبكات تنظيمية فحسب، بل أيضا من خلال شبكات عائلية.
وأشارت إلى أنه على مدار عقود من وجودها نجحت حماس بترسيخ وعيها السياسي الديني والقومي في المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط مكثف في جميع مجالات الحياة.
وأضافت الدراسة أن الجيل الذي نشأ في قطاع غزة على مدى العقدين الماضيين لا يعرف بديلا لحماس.
واعتبرت أن الوضع المدني في قطاع غزة غير قابل للاستمرار دون إعادة إعمار واسعة النطاق، لكن مستقبل إعادة الإعمار غير واضح، وفق تعبيرها.
ورأت الدراسة أن إسرائيل قادرة على قمع حماس في غزة بالوسائل العسكرية وحدها، لكنها لن تقضي عليها.
وفي بداية حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حددت حكومة بنيامين نتنياهو أهدافا لها، أبرزها: تفكيك قدرات “حماس” وحكمها للقطاع، وإعادة الأسرى الإسرائيليين، لكنها لم تنجح في تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها.
وتقول المعارضة الإسرائيلية إن حكومة نتنياهو لم تنجح بالحرب ولا تملك إستراتيجية لليوم التالي لها.