افتتاح معرض ثقافة تشونغشان بمتحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
شهد متحف المجوهرات الملكية بمحافظة الإسكندرية، افتتاح معرض ثقافة تشونغشان الممتدة لآلاف السنين والذي ينظمه المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، وذلك بحضور محمد متولي مدير عام الآثار بالإسكندرية، وصفاء فاروق مدير عام متحف المجوهرات الملكية، وأمل العرجاوي مدير مكتب هيئة تنشيط السياحة بالإسكندرية، ومحمد عبد المجيد كبير باحثين الإدارة المركزية للآثار الغارقة، ومن الجانب الصيني حضر فانغ شيانغ مينغ رئيس معهد مقاطعة تشجيانغ للآثار الثقافية وعلم الآثار، وفانغ يوان رئيس دائرة الدعاية بالمجلس المركزي بمحافظة بوجينغ، ويانغ يي قنصل الصين العام بالإسكندرية.
وقال فانغ شيانغ رئيس معهد مقاطعة تشجيانغ للآثار الثقافية وعلم الآثار: "نجتمع اليوم هنا في متحف المجوهرات الملكية، ذلك المتحف التاريخي والرائع والمهيب بمحافظة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية لنقيم معرض بعنوان (عشرة آلاف عام من شانغشان: مصدر زراعة الأرز وضوء التنوير)، ويعد هذا المعرض هو الأول الذي يعكس ثقافة شانغشان إلى الخارج ويخطو بها خطوتها الأولى نحو العالمية، وبالنيابة عن لجنة مدينة بوجيانغ للحزب الشيوعي الصيني، والحكومة الشعبية لمدينة بوجيانغ وسكان بوجيانغ البالغ عددهم 400 ألف نسمة، أود أن أعرب عن خالص امتناني لجميع القادة والضيوف والحضور الذين يشاركون في هذا الحدث، وكذلك إلى جميع الإدارات والاقسام والخبراء والعلماء ذوي الصلة الذين شاركوا وساعدوا في البحث والترويج لثقافة شانغشان".
جانب من الكلمةوتابع: "إن جمال الانسجام يكمن في تناغم الاختلاف، حيث تتواصل الحضارات بسبب التنوع، وتتعلم من بعضها البعض بسبب التبادلات، وتتطور بسبب التعلم المتبادل، وتنتمي كل من مصر والصين إلى حضارات قديمة لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا، كما كانتا من أقدم الحضارات في العالم التي طورت الزراعة وأنشأت الحضارة الزراعية الرائعة على نهر النيل، وتعد ثقافة شانغشان باعتبارها ممثلًا بارزًا للتاريخ الثقافي الصيني الممتد لعشرة آلاف عام مركزًا مهمًا لأصل ومهد زراعة الأرز في العالم، ومصدرًا مهمًا للقرى الزراعية الصينية، وموقع اكتشاف مهم للفخار الملون في العصور التاريخية القديمة في العالم.. إن إقامة أول معرض في الخارج لثقافة شانغشان في مصر له أهمية كبيرة في تعزيز الميراث الثقافي والتنمية والتعاون".
ونوه: "بدأت بداية الحضارة الشرقية القديمة مع حضارة هانغتشو قبل 5000 عام، والتي تُعرف بأنها أعلى إنجاز لحضارة زراعة الأرز في أواخر العصر الحجري الحديث في شرق آسيا، حيث ظهر نظام ضخم لحفظ المياه بمساحة تخزينية تزيد عن 13 كيلومترا مربعا في مدينة كبيرة مساحتها 3 ملايين متر مربع، في ذلك الوقت كان للناس سلفًا موحدًا، وهو إله الشمس، يحافظون على استقرار وتطور المجتمع بفؤوسهم المصنوعة من اليشم ومجموعات اليشم الأخرى التي ترمز إلى القوة، إذن كيف كان الوضع قبل 5000 سنة؟ كيف تبدو عملية تطوير الإنتاج الزراعي للأرز والمجتمع؟ بعد أكثر من 20 عامًا من العمل الشاق، تمكن علماء الآثار أخيرًا من تتبع بداية زراعة الأرز إلى ثقافة شانغشان قبل 10 آلاف عام، وقد فتحوا الستار على "الثورة الزراعية" الشرقية القديمة. وكان لهم أثر كبير في التنمية منذ 10 آلاف إلى 5 آلاف سنة، واليوم نقدم لكم أهم المشاهد من إنتاجهم وحياتهم".
ومن جانبه قال يانغ رونغ هاو الوزير المفوض بسفارة الصين لدى مصر، إن تعد مصر واحدة من الحضارات الأربع القديمة في العالم، وتعرف الإسكندرية باسم "لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط"ـ معربا عن شكره لجميع أقسام متحف المجوهرات الملكية بالإسكندرية على دعمهم القوي ودعوتهم لنا لنشهد معًا فعالية اليوم.
جانب من الكلمةمن جانبه قال يانغ يي قنصل الصين العام بالإسكندرية تتكون كلمة الكون بالصينية من كلمتين هما “宇 ” ، وتعني الكون بالمعنى المكاني أي الحيز المكاني والاتجاهات الأربعة، أما كلمة 宙 وتعني الكون بالمعنى الزماني أي للفترات الزمنية، لذا فإن تلخيص وجوهر معنى الكون في الصين القديمة يتلخص في هذه المقولة: "الاتجاهات الأربعة للسماء والأرض تسمى الكون، والماضي والحاضر يسمى الكون أيضًا"، ومن هنا ينشأ الإيمان المفاهيمي بالعلاقة المتبادلة بين العالم والزمان والمكان، والبشر، وأصبح هذا المفهوم أيضًا هو أساس علم الكونيات الصيني القديم، ويشتمل علم الكونيات الصيني القديم على وجهات نظر قديمة حول الزمان والمكان، ووجهات نظر سياسية، ودينية، وأيضًا ما يخص العبادات وتقديم القرابين، وأنظمة الخدمة العامة، ووجهات نظر فلسفية وعلمية أيضًا، وشكل تكوين علم الكونيات الصيني ومعارفه وأفكاره واكتماله جوهر الثقافة الصينية التقليدية.
وتابع القنصل: "تعد مناقشة تكوين وتطوير علم الكونيات الصيني القديم بناءً على البيانات الأثرية إحدى المهام المهمة لعلم آثار ما قبل التاريخ ، وفي المراحل الأولى من تكوين وتطور المجتمع الزراعي، بعيدًا عن الاعتماد على الأرض والطقس الجيد للطبيعة، تطورت بعض الأنشطة الخاصة بالمراقبة، وكذلك أنشطة السحر مثل عبادة إله الشمس، وعبادة أم الأرض، وعبادة إله الخصوبة والإنبات، وغيرها، ولا سيما الأنشطة التي تركز على إدارة المياه. وفي مناطق التنمية الزراعية والاجتماعية للأرز، مع الإدارة والتدخل المائي، أصبحت الحاجة إلى الطقس والموقع والسكان الملائمين أكثر إلحاحاً، ووصلت حضارة ليانغتشو إلى ذروتها (ثقافة Liangzhu هي ثقافة أواخر العصر الحجري الحديث ممثلة بالفخار الأسود واليشم المصقول الذي تم توزيعه حول نهر تشيانتانغ منذ حوالي 5300-4000 سنة)، مما شكل نموذج اقتصادي معقد يستخدم موارد المياه العذبة ويستخدم الأرز بشكل أساسي، ليصبح نموذجًا لحضارة زراعة الأرز في الأراضي الرطبة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: متحف المجوهرات الملكية المركز الثقافي الصيني الإسكندرية السياحة متحف المجوهرات الملکیة زراعة الأرز فی العالم
إقرأ أيضاً:
سفيرإكس تلسكوب فضائي لاستكشاف نشأة الكون ومكونات الحياة
"سفيرإكس" تلسكوب فضائي أطلقته وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) لاستكشاف الكون باستخدام تقنية التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء. تمتد مهمته عامين، ويهدف إلى رسم خريطة شاملة للسماء بمستوى غير مسبوق من الدقة، وجمع بيانات عن مئات الملايين من المجرات والنجوم، مما يساعد العلماء على دراسة أصول الكون وتطور المجرات والمكونات الأساسية للحياة في الفضاء.
بدء مهمة "سفيرإكس"في ديسمبر/كانون الأول 2014 اقترح فريق تابع لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا فكرة مهمة تلسكوب "سفيرإكس"، ورغم أنها قوبلت بالرفض في البداية، تم قبولها لاحقا في فبراير/شباط 2019، وقُدرت قيمة المهمة بنحو 488 مليون دولار.
وفي عام 2025 وصلت مهمة "سفيرإكس" مراحلها النهائية وأصبح جاهزا للانطلاق، وتمتد المهمة عامين، بهدف مسح السماء باستخدام الضوء المرئي والأشعة تحت الحمراء القريبة، وجمع بيانات حول الكون، بما في ذلك أصوله وتطوره.
أدارت ناسا مهمة تلسكوب "سفيرإكس" عبر مختبر الدفع النفاث التابع لها. أما شركة الفضاء "بي أيه إيه" فقد صممت وبنت التلسكوب والمركبة الفضائية التي نقلت الأدوات إلى الفضاء.
تمت معالجة وتحليل بيانات المهمة بواسطة فريق من العلماء في 10 مؤسسات علمية في الولايات المتحدة، إضافة إلى مؤسستين في كوريا الجنوبية ومؤسسة في تايوان.
يتميز تلسكوب "سفيرإكس" بتصميم مخروطي فريد، وحجم صغير مقارنة بالتلسكوبات الفضائية الأخرى، يبلغ طوله حوالي 3.2 أمتار، أي أنه أصغر بقليل من سيارة "ميني كوبر".
يعمل التلسكوب في درجات حرارة منخفضة للغاية تصل إلى حوالي 210 درجات مئوية تحت الصفر، وللحفاظ على هذه البرودة، يعتمد على نظام تبريد غير نشط لا يستخدم الكهرباء أو المبردات، وذلك بمساعدة درع الفوتونات المخروطي الشكل الذي يحمي التلسكوب من حرارة الأرض والشمس، مما يتيح له مراقبة الأجسام الباهتة بفعالية.
إعلانيتضمن تصميم التلسكوب 3 دروع متراكبة، يعكس كل درع منها الضوء تحت الأحمر الذي يدخل التلسكوب.
هذا الانعكاس يجعل الضوء يخرج مرة أخرى إلى الفضاء بدلا من أن يبقى داخل التلسكوب، مما يساعد في حماية الجهاز من الإشعاع الصادر عن الشمس والأرض، ومن ثم الحفاظ على برودته.
الانطلاقكان من المقرر يوم 27 فبراير/شباط 2025 إطلاق تلسكوب "سفيرإكس" من قاعدة فاندنبرغ الفضائية في كاليفورنيا على متن صاروخ "سبيس إكس فالكون 9″، ولكن تم تأجيل الإطلاق بسبب معالجة المركبة وفحوصات ما قبل الإطلاق.
وفي يوم 11 مارس/آذار من العام نفسه أعلنت وكالة ناسا انطلاقه لبدء مهمته الفريدة التي تهدف إلى البحث عن أصل الكون ورسم خريطة للمستودعات المائية الخفية داخل مجرة درب التبانة.
تهدف مهمة تلسكوب "سفيرإكس" إلى جمع بيانات عن أكثر من 300 مليون مجرة، إضافة إلى أكثر من 100 مليون نجم في مجرة درب التبانة.
وإجراء عمليات مسح لمئات الملايين من المجرات، بما في ذلك مجرات بعيدة جدا يستغرق ضوؤها نحو 10 مليارات سنة للوصول إلى الأرض.
إضافة للعمل على البحث عن الماء والجزيئات العضوية في مناطق تكون النجوم من الغاز والغبار، وكذلك في الأقراص المحيطة بالنجوم حيث يمكن أن تتشكل كواكب جديدة.
وبتوجيه تركيزه على أكثر من 450 مليون مجرة، سيرسم التلسكوب خريطة ثلاثية الأبعاد للكون في 102 لون في نطاق الأشعة تحت الحمراء، مما يساعد في دراسة أصول الكون، والمجرات والعناصر الأساسية للحياة في مجرة درب التبانة.
آلية العملتتضمن آلية عمل "سفيرإكس" مسح السماء بالكامل كل 6 أشهر باستخدام تقنيات متطورة مستوحاة من الأقمار الصناعية الأرضية والمركبات الفضائية بين الكواكب.
يستخدم التلسكوب تقنية الطيفية، التي تفكك الضوء تحت الأحمر إلى ألوان مختلفة، تماما كما يفعل المنشور مع الضوء المرئي، هذه العملية تمكن العلماء من تحليل تكوين الأجسام السماوية، ودرجة حرارتها وكثافتها وحركتها.
إعلان أهداف المهمة استكشاف نشأة الكون وتاريخ تطورهيساعد التلسكوب العلماء في دراسة المراحل الأولى بعد الانفجار العظيم، برسمه خريطة توضح توزيع أكثر من 450 مليون مجرة، مما يوفر فهما أفضل للعمليات التي أدت إلى نشوء الكون.
دراسة ظاهرة التوهج الكوني للمجراتبدراسة الضوء المتراكم المنبعث من جميع المجرات عبر التاريخ، يقيس "سفيرإكس" التوهج الكوني الجماعي، وهو مزيج من الأضواء القادمة من المجرات البعيدة والقريبة، والتي قد تكون بعيدة جدا أو خافتة جدا ولا يمكن ملاحظتها بشكل فردي.
يهدف التلسكوب إلى البحث عن المياه والجزيئات العضوية في مجرة درب التبانة، داخل سحب الغبار الكوني الكثيفة حيث تتشكل النجوم والكواكب الجديدة، مما يعزز فهمنا لكيفية نشأة الحياة في الكون.
دراسة ظاهرة التضخم الكونيأثناء جزء صغير من الثانية بعد الانفجار العظيم، يعتقد العلماء أن الكون قد مر بمرحلة توسع هائل وسريع تُعرف باسم التضخم الكوني. وسيحلل التلسكوب توزيع ملايين المجرات لكشف أسرار هذه الظاهرة.
إنشاء أكثر خريطة طيفية تفصيلية للسماءيهدف التلسكوب لرسم أكثر خريطة ملونة للكون على الإطلاق، والتقاط الضوء في 102 طول موجي مختلف ضمن نطاق الأشعة تحت الحمراء. مما يساعد في تحديد المكونات الكيميائية للمجرات والنجوم وكواكبها المحتملة.