قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن السلطة الفلسطينية تعمل مع المسؤولين الأمريكيين على خطة لإدارة غزة بعد انتهاء الحرب، معتبراً أن هدف إسرائيل المتمثل في القضاء على حركة "حماس" غير واقعي.

ونقلت وكالة "بلومبرج"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن اشتية، قوله إنه يفضل بعد انتهاء الحرب أن تصبح "حماس" شريكاً صغيراً في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، "مما يساعد في بناء دولة مستقلة جديدة تشمل الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس الشرقية".

وكشف المسؤول الفلسطيني، أن مسؤولين أمريكيين زاروه في وقت سابق من الأسبوع الجاري، لبحث خطة لليوم التالي للحرب على غزة.

وقال إن الجانبين اتفقا على أنه "لا ينبغي لإسرائيل إعادة احتلال غزة، أو تقليص أراضيها لإنشاء منطقة عازلة، أو طرد الفلسطينيين".

وأضاف اشتية، الذي يرأس الحكومة الفلسطينية منذ عام 2019: "حماس قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول شيء، وبعده شيء آخر"، مؤكداً أنه "إذا كانت حماس مستعدّة للتوصل إلى اتفاق، وإذا قبلت البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، عندها سيكون هناك مجال للحديث".

وزاد: "لا ينبغي تقسيم الفلسطينيين".

اقرأ أيضاً

عباس يجدد استعداده لحكم غزة بعد الحرب.. ونتنياهو: لن يحدث خلال ولايتي

كما قال اشتية في حديثه عن مستقبل غزة: "لن نذهب إلى هناك وفق خطة عسكرية إسرائيلية"، مضيفاً: "شعبنا هناك.. ونحن بحاجة إلى وضع آلية.. وهو أمر نعمل عليه مع المجتمع الدولي".

وتابع: "ستكون هناك احتياجات ضخمة من حيث الإغاثة وإعادة الإعمار وعلاج الجروح"، وفق تعبيره.

ورداً على سؤال بشأن سبب عدم قدرة إسرائيل على القضاء على "حماس"، قال اشتية: "حماس موجودة في لبنان، والجميع يعلم أن قيادة الحركة موجودة في قطر، وكذلك هم هنا في الضفة الغربية".

واعتبر أن ما تفعله إسرائيل في غزة هو "عمل انتقامي، وهذا لن يأخذهم إلى أي مكان".

وأضاف أنه من المرجح أن يصبح ما لا يقل عن نصف مليون من سكان غزة بلا مأوى بعد الحرب.

وقال اشتية، إن الشباب الفلسطيني والإسرائيلي أصبحوا "أكثر تشدداً"، وأن "فرصة التوصل إلى اتفاق سلمي بين الجانبين تتلاشى بسرعة".

اقرأ أيضاً

في محادثات مغلقة.. نتنياهو: لا سلطة فلسطينية في غزة بعد الحرب

كما عبر عن أسفه لعدم وجود تواصل مع الطرف الإسرائيلي، وقال: "للأسف، لا يوجد شريك على الجانب الآخر، انظروا إلى ما يقوله (رئيس وزراء إسرائيل بنيامين) نتنياهو بأنه لا عودة إلى السلطة الفلسطينية، ولا حل الدولتين، ماذا يعني هذا؟".

وتابع مستنكرا: "نتنياهو يدعم استمرار الاحتلال العسكري للأراضي الفلسطينية.. وهذا غير مقبول".

وتقول إسرائيل إنها لن توقف حملتها حتى يتم القضاء على "حماس"، كما شدد نتنياهو على أنه لا ينبغي لأي مجموعة متمركزة في غزة أن تشكل تهديداً على إسرائيل مرة أخرى.

وقال نتنياهو، الأربعاء، إن تولي السلطة الفلسطينية السلطة في غزة لن يحدث طالما هو رئيس الوزراء".

ورفض فكرة الدور المستقبلي للسلطة الفلسطينية، مشدداً على أن الطريقة الوحيدة للتأكد من أن غزة ما بعد الحرب "منزوعة السلاح" هي أن يشرف الجيش الإسرائيلي، وليس قوات دولية، على هذه العملية.

يشار إلى أن موقع "أكسيوس" الأمريكي، نقل قبل أيام عن مسؤولين أميركيين، قولهم إنه "لا يزال هناك اختلافات بين الرؤيتين الأمريكية والإسرائيلية لغزة بعد الحرب"، خاصة فيما يتعلق بالدور الذي ستضطلع به السلطة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً

بايدن يدعو لتولي السلطة الفلسطينية حكم الضفة وغزة

في السياق ذاته، قال وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، الخميس، إن فريقاً عسكرياً بريطانياً يعمل على إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن بريطانيا ترى في تولي سلطة فلسطينية الحكم في القطاع "حلاً محتملاً".

وقال شابس لصحيفة "التايمز"، إن "فريق الدعم البريطاني موجود في رام الله منذ أكثر من 10 سنوات، وأن بريطانيا ستنظر في زيادة قدرتها على مساعدة السلطة الفلسطينية".

وأضاف أن بلاده تنسّق مع الولايات المتحدة للمساعدة في تأهيل قدرات وإمكانات السلطة الفلسطينية، "حتى تكون قادرة على تولي الحكم في غزة بعد انتهاء الحرب".

واسترسل قائلاً: "يجب أن تتولى السلطة الفلسطينية، مسؤولية حكم وإدارة غزة بعد الحرب، وذلك من أجل تحسين حياة الفلسطينيين والإسرائيليين معاً".

كما شدد على أنه "عندما يحدث شيء فظيع، فإن ما يتعين فعله هو الحصول على شيء أفضل مما كان هناك من قبل"، وفق تعبيره.

وتأتي تصريحات شابس، بعد زيارته إلى رام الله، الخميس، ولقائه بمسؤولين في السلطة الفلسطينية، من بينهم وزير الداخلية زياد هب الريح.

ونقلت "التايمز" عن وزير الدفاع البريطاني قوله: "أحد أسباب زيارتنا إلى رام الله للتحدث مع السلطة الفلسطينية، هو فهم قدرتها وإمكاناتها"، مضيفاً أن "الفريق البريطاني سيعمل مع الأمريكيين للمساعدة في تحسين قدراتها وكفاءتها".

((4))

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السلطة الفلسطينية اشتية إدارة غزة حكم غزة حماس إسرائيل ما بعد الحرب السلطة الفلسطینیة بعد انتهاء الحرب غزة بعد الحرب فی غزة على أن

إقرأ أيضاً:

بعد عام على الحرب.. ماذا حققت إسرائيل في غزة؟

تمكنت إسرائيل خلال عام كامل من الحرب على غزة من إضعاف قوة حماس التي كانت تحكم قطاع غزة منذ العام 2007، دون أن تتمكن من القضاء عليها نهائياً.

في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، شنّت حماس هجوماً دامياً ومباغتاً وغير مسبوق على إسرائيل، واقتحم مقاتلوها مواقع عسكرية ومستوطنات حدودية مع القطاع، وأطلقت نحو خمسة آلاف صاروخ باتجاه مناطق وسط وجنوب إسرائيل.
وأسفر الهجوم عن مقتل 1205 أشخاص، وردت إسرائيل بحملة قصف مدمّر وهجوم برّي على قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط 41802 قتيلاً على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة.
في أغسطس (آب)، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل 17 ألف مقاتل فلسطيني في القطاع.

حصيلة ضحايا الحرب في #غزة تقترب من 42 ألف قتيلhttps://t.co/uI6MPQDaAt

— 24.ae (@20fourMedia) October 4, 2024 وأقرّ مصدر في حركة حماس، أن آلافاً من عناصر ها قتلوا في المعارك، لكنه أضاف أن "الاحتلال يكذب ويبالغ بالأرقام ويخلط بين العناصر المدنيين والمقاومين".
وأضاف "يدّعي الاحتلال أنه يعرف كل شيء. ماذا كان يعرف في السابع من أكتوبر؟ فشل أمني وعسكري وسياسي وتخبط، يهربون من الفشل بارتكاب المجازر".
وتطارد إسرائيل قادة ونشطاء حماس، وأعلنت قتل العديد منهم. وبين الأهداف التي حددتها، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي تتهمه بالتخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، مع قائد كتائب القسام، محمد الضيف، الذي أعلن الجيش الإسرائيلي قتله في غارة جوية في خان يونس في جنوب القطاع، إلا أن حماس نفت ذلك.
وسمّي السنوار على رأس المكتب السياسي لحماس في أغسطس (آب)، خلفاً لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران في 31 يوليو (تموز)، في ضربة نسبت إلى إسرائيل.
ومنذ اندلاع الحرب لم يظهر السنوار علناً.
ويقول مصدر في حركة حماس إن مهمة حماية السنوار "أُسندت الى فريق أمني خاص من كتائب القسّام"، مؤكداً أن السنوار من مخبئه "يقود جناحي الحركة السياسي والعسكري".
ويقول الباحث في مجلس العلاقات الخارجية بروس هوفمان: "العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة وجهّت ضربة قاسية لحماس، لكنها ليست ضربة مميتة".

بعمليات نوعية.. قيادات بارزة في #حماس و #حزب_الله اغتالتهم #إسرائيلhttps://t.co/O0xxzanb64

— 24.ae (@20fourMedia) September 28, 2024 انتحار سياسي من جهة أخرى، أصيبت المؤسسات الحكومية التي تديرها حماس بشلل كبير، ودمّر الجيش الإسرائيلي معظم هذه المؤسسات.
وتتهم إسرائيل حماس باستخدام المدارس ومؤسسات صحية ومدنية لإدارة عملياتها، لكن حماس تنفي.
ولم تترك الحرب مكاناً آمناً في القطاع، إذ تحوّلت أكثر من مئتي مدرسة غالبيتها تابعة لوكالة الأونروا، إلى ملاجئ لمئات آلاف النازحين، ولم تعد هناك مراكز للرعاية الصحية.
وأعلن مدير الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، أن إسرائيل دمّرت كافة الجامعات والمنشآت الصناعية والتجارية، ومحطة توليد الكهرباء الوحيدة ومضخات المياه والصرف الصحة ومراكز الشرطة والدفاع المدني والسجون.
ودمّر الجيش الإسرائيلي كلياً أو بشكل كبير نحو 450 ألف منزل ومنشأة من بينها مستشفيات ومدارس ودور عبادة، وأكثر من 80% من البنية التحتية في القطاع، بحسب مكتب الإعلام الحكومي في غزة.
وتسببت الضربات الإسرائيلية باستحالة مناطق واسعة في القطاع إلى أكوام من الركام، وفق ما ورد في تقارير منظمات تابعة للأمم المتحدة.
وبحلول منتصف العام 2024، انخفض اقتصاد غزة إلى "أقل من سدس مستواه في العام 2022"، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة قال إن الأمر "سيستغرق عقوداً" لإعادة غزة إلى ما كانت عليه قبل الحرب.
وأدّت الحرب وتداعياتها إلى تأجيج الغضب والإحباط على نطاق واسع بين سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وكان ثلثاهم  فقراء قبل الحرب، وفقاً لأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة.
ويقول أبو سعدة إن حماس "تتعرض لانتقادات لاذعة"، مضيفاً "أعتقد أن الشعب لن يقبل العودة لهذا الوضع الكارثي" بعد انتهاء الحرب.
أما المحلل السياسي جمال الفادي فيرى أن هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) كان "انتحاراً سياسياً لحماس" التي "وجدت نفسها معزولة الآن".
ويرفض القيادي في حماس باسم نعيم هذا الرأي.
ويقول نعيم الذي يقيم كما عشرات غيره من قادة حماس، في قطر، "في حين أن البعض قد لا يتفق مع وجهات نظر حماس السياسية، فإن المقاومة ومشروعها لا يزالان يتمتعان بدعم واسع النطاق".

بعد عام من الحرب..حماس التي أنهكها القتال والاغتيالات ترفض التخلي عن #غزة
https://t.co/p8XNbPZ8PH

— 24.ae (@20fourMedia) September 24, 2024 ضربات قاسية وأقرّ نعيم بأن حماس تلقّت "ضربات قاسية"، لكنه قال إن "المقاومة لا تزال صامدة وقادرة على ضرب الاحتلال في أي مكان".
وأضاف لفرانس برس "المقاومة تستفيد من تجارب العدوان وتعيد ترتيب صفوفها وتكتيكاتها بما يمكّنها من إيقاع أكبر الخسائر في العدو وتقليل الخسائر البشرية والمادية عندها".
وتابع أن "الميدان يقدّم صورة الصمود والمقاومة" رغم "الدمار والتجويع والإبادة".
أما القيادي في حماس طاهر النونو فيرى أن حماس "ما زالت لاعباً رئيسياً في القضية الفلسطينية وليس فقط في غزة".
ويشير الى أن الضربات القاسية "لا تؤثر على قدرة الحركة في قيادة العمل السياسي وإدارة مواجهة العدوان".

مقالات مشابهة

  • اعلام عبري: إدارة بايدن عرضت على إسرائيل حزمة تعويضات
  • هاريس: الولايات المتحدة ستواصل الضغط لوقف الحرب بغزة
  • هاريس: الولايات المتحدة ستواصل الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تقصف شمال غزة وجنوب بيروت وتكثف هجماتها على وكلاء إيران.. “بولتيكو": الصراع يمكنه جذب الولايات المتحدة لصراع كبير
  • تقرير: إسرائيل تدرس صفقة تسمح بخروج السنوار من غزة إلى السودان
  • خبير عسكري: الولايات المتحدة لن تتحمل عواقب الحرب مع روسيا
  • أمن السلطة الفلسطينية يفرج عن الزميل ليث جعار
  • عاجل - أجهزة الأمن الفلسطينية تعتقل الصحفي ليث جعار مراسل الجزيرة خلال تقديمه شكوى
  • بعد عام على الحرب.. ماذا حققت إسرائيل في غزة؟
  • الجزيرة تدين اعتداء أمن السلطة الفلسطينية على مراسلها بالضفة.. وحماس تعلق