أبوظبي للخلايا الجذعية يشارك في دراسة عالمية لتطوير علاج للتصلب المتعدد
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
أعلن مركز أبوظبي للخلايا الجذعية التابع لمجموعة "بيورهيلث"، أكبر منصة للرعاية الصحية في الشرق الأوسط، عن مشاركته في تجربة سريرية عالمية لعلاج التصلب المتعدد التدريجي.
وأظهرت الدراسة، التي أجراها فريق من العلماء والباحثين البارزين تحت إشراف جامعة كامبريدج، وجامعة ميلانو بيكوكا، أن حقن نوع من الخلايا الجذعية في أدمغة المرضى الذين يعانون من التصلب المتعدد هو إجراء آمن وله تأثير إيجابي طويل الأمد حيث يحمي الدماغ من مضاعفات المرض.
تعد هذه الدراسة، التي نشرتها مجلة "Cell Stem Cell" وهي إحدى المنشورات الطبية الرائدة، خطوة نوعية نحو تطوير علاج متقدم بالخلايا للتصلب المتعدد التدريجي الثانوي، والذي لا توجد حالياً له علاجات.
يوجد أكثر من مليوني شخص مصابين بالتصلب المتعدد حول العالم. على الرغم من وجود علاجات يمكن أن تقلل من شدة الانتكاسات وتكرارها، فإن ثلثي الأشخاص المتعايشين مع المرض ينتقلون إلى مراحل متقدمة من المرض خلال 25-30 عاماً من التشخيص، حيث تزداد لديهم باستمرار مشاكل القدرة على الحركة. ويقدر معظم الخبراء أن معدل التصلب المتعدد في دولة الإمارات يبلغ 65 حالة لكل 100 ألف نسمة.
يشارك عدد من العلماء والباحثين من المركز في هذه التجربة السريرية الواعدة لتعزيز قدرات المركز البحثية المرتبطة بالمرض إلى جانب الأبحاث والتجارب السريرية لاستخدام العلاج الضوئي المناعي لعلاج مرض التصلب المتعدد التي يجريها مركز أبوظبي للخلايا الجذعية.
يعتبر الدكتور يندري فيتنورا عالم الأبحاث والرئيس التنفيذي لمركز أبوظبي للخلايا الجذعية، من ضمن فريق العلماء المشاركين في هذه الدراسة السريرية والذي يضم باحثين من عدد من الجامعات ومراكز الأبحاث المرموقة في إيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وسويسرا، مما يعزز مكانة ودور دولة الإمارات في الأبحاث والتجارب السريرية على مستوى العالم.
وقال إن المشاركة في هذه التجربة السريرية إلى جانب نخبة من أبرز الخبراء في هذا المجال، تتوافق مع مهمة مركز أبوظبي للخلايا الجذعية لمواصلة تحقيق التقدم في عالم الأبحاث، ما يعزز مكانة الإمارات كمركز رئيسي للبحث والابتكار.
وأضاف الدكتور فيتنورا أنه "تماشياً مع التزام مركزنا بتعزيز صحة وجودة حياة المجتمع في الدولة والمنطقة، تشكل الأبحاث في علاج التصلب المتعدد إحدى أولوياتنا في المركز، إلى جانب تعزيز استثمارنا وجهودنا في عدد من التجارب السريرية والمشاريع البحثية الأخرى التي أطلقناها في الدولة، من بينها تجاربنا الحالية التي نجريها في مجال العلاجات الخلوية والسرطان وداء السكري وأمراض الكلى".
يذكر أنه في مرض التصلب المتعدد يقوم جهاز المناعة في الجسم بمهاجمة "الميالين"، وهو الغلاف الواقي المحيط بالألياف العصبية حول الدماغ والحبل الشوكي، مما يتسبب في تعطيل الاتصال بين الدماغ وبقية الجسم. ويعد الدور الرئيسي للخلايا المناعية المشاركة في هذه العملية هو مهاجمة وتخليص الجسم من الأمراض أو الميكروبات. وفي الحالات المتقدمة من التصلب المتعدد، تهاجم هذه الخلايا الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب التهاباً مزمناً وضرراً للخلايا العصبية. وتشير التطورات الأخيرة في هذا المجال إلى إمكانية تخفيف مضاعفات المرض من خلال العلاج بالخلايا الجذعية، التي تمثل "خلايا رئيسة" في الجسم، والتي يتم برمجتها لتنمو إلى أي نوع من الخلايا تقريباً داخل الجسم.
وقد أظهرت التجارب السابقة، التي أجراها الفريق الإيطالي وفريق كامبريدج على الفئران، أن إعادة برمجة خلايا الجلد إلى خلايا جذعية دماغية وزرعها في الجهاز العصبي المركزي يمكن أن تساعد في تقليل الالتهاب وقد تكون قادرة على المساعدة في إصلاح الأضرار الناجمة عن التصلب المتعدد.
من خلال البحث الذي نشرته مجلة "Cell Stem Cell"، قام فريق من جامعة ميلانو بيكوكا، وجامعة كامبريدج، ومستشفى "كاسا سولييفو ديلا سافورينزا"، المتعاون منذ فترة مديدة مع "مركز أبوظبي للخلايا الجذعية"، بإجراء أول تجربة سريرية أولية على الإنسان وتضمنت حقن الخلايا الجذعية العصبية مباشرة في أدمغة 15 شخصاً مصابا بالتصلب المتعدد التدريجي من مستشفيين في إيطاليا.
قام الفريق بمراقبة المرضى على مدار 12 شهراً. خلال هذه الفترة، لم تحدث أية وفيات مرتبطة بالعلاج ولم يظهر على أي منهم تفاقم في الأعراض أو انتكاس. وفي حين لوحظت بعض الآثار الجانبية، إلا أنها كانت إما مؤقتة أو قابلة للعلاج.
في بداية التجربة، عانى جميع المرضى من مستويات عالية من العجز وعدم الحركة، حيث كانوا بحاجة إلى كرسي متحرك. ولكن خلال فترة المراقبة التي استمرت 12 شهراً، لم يظهر أحد منهم أي زيادة في العجز أو تفاقم في الأعراض. كما لم يظهر على أي من المرضى أعراض تشير إلى الانتكاس ولم تتدهور وظائفهم الإدراكية بشكل ملحوظ أثناء الدراسة. وبشكل عام، يقول الباحثون إن هذا يشير إلى استقرار كبير للمرض والسيطرة عليه، دون ظهور علامات تقدم للمرض.
من جانبه، قال البروفيسور ستيفانو بلوتشينو من جامعة كامبريدج، الذي شارك في قيادة الدراسة البحثية، أنهم بحاجة ملحة إلى تطوير علاجات جديدة للتصلب المتعدد الثانوي المتقدم "نحن متحمسون بشأن النتائج التي توصلنا إليها، والتي تعد خطوة كبيرة نحو تطوير العلاج بالخلايا. وعلى الرغم من أن دراستنا تعتبر محدودة، ورغم احتمال وجود تأثيرات متداخلة من الأدوية المثبطة للمناعة، إلا أن علاجنا برهن أنه كان آمناً واستمر تأثيره على مدى 12 شهراً من التجربة مما يؤكد قدرتنا على المضي إلى المرحلة التالية من التجارب السريرية".
من جهته، قال الرئيس المشارك البروفيسور أنجيلو فيسكوفي من جامعة ميلانو بيكوكا، وهو باحث متعاون مع مركز أبوظبي للخلايا الجذعية "إنه على الرغم من تردد بعض شركات الأدوية والتكنولوجيا الحيوية في السابق في الاستثمار في العلاج بالخلايا، فإن دراستنا ستعزز الاهتمام بهذا المجال"، لافتا إلى "التعاون مع كبار الخبراء والعلماء في هذه الدراسة المستمرة، ويسعدنا أن نحظى بمشاركة فيها من الشرق الأوسط، وتحديداً من مركز أبوظبي للخلايا الجذعية في دولة الإمارات العربية المتحدة". أخبار ذات صلة منصور بن زايد يشهد افتتاح مؤتمر زراعة نخاع العظم والعلاجات الخلوية 600 خبير وباحث يناقشون زراعة نخاع العظم والعلاجات الخلوية في أبوظبي المصدر: وام
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز أبوظبي للخلايا الجذعية دراسة خلايا جذعية التصلب اللويحي مرکز أبوظبی للخلایا الجذعیة التصلب المتعدد فی هذه
إقرأ أيضاً:
لا تساوم على صحتك
هل سمعتم بذاك الثري الذي لا يقدر على تناول الطعام بسبب معدته المتقرحة التي ترفض أكثر أنواع الأكل، وتشعره بالقيء والغثيان في أغلب الأحيان ، كم كان متضايقاً من حاله التعس، ويندب حظه صباح مساء مردداً جملته الشهيرة : خذوا ثروتي ، وأعيدوا لي صحتي لأستطيع أن آكل وأشرب ما لذّ وطاب ممَّا رزقنا الله من خيرات كما كل الناس.
نعم الصحة هي إكسير الحياة، وبفقدها يتوقف النشاط، وتزيد الآلام، ويدبّ التعب في النفوس على وقع الأنين والآهات، في منظر يجلب الشفقة ويبعث على الأسى والحسرة .
ماأصعب أن نهدر وقتنا في الذهاب والإياب إلى المستشفيات، ونتوه بين أروقة المؤسسات الصحية والمختبرات، وكم هو موجع لجسم الانسان إجراء العمليات الجراحية، وما يتبعها من علاج وإعادة تأهيل، كم هو محزن أن ترى إنساناً صغيراً في السن، ويبدو في عمر أكبر لأنه أهمل صحته، وهرم قبل أوانه، كم هي صعبة حياة الإنسان الذي تدهورت صحته، فتوقف عن العمل والانتاج، وضاعت أحلامه في تأمين مستقبله ومستقبل أولاده ، وكم هو مؤلم سماع صراخ المرضى الذين أدمنوا على المهدئات ولا يستجيبون للمسكنات ، كم هو مجحف بحق الأطفال أن نهمل نظافتهم الشخصية، فيقعوا فريسة للأمراض المعدية والاكتئاب.
كم هي المخاطر كثيرة على بنية الأطفال الجسدية والعقلية حين نفرط في إطعامهم الحلوى المصنعة والعصائر الملونة والشيبس المقلي الذي يرفع معدل الغباء لديهم. كم هو قاتل للصحة ومسرطن للرئتين شرب الدخان والنرجيلة، كم هو مدمِّر للصحة النفسية، وهادم للنسيج الاجتماعي، حين يملأ الحسد والغيرة صدورنا ويشغل الثأر والانتقام فكرنا وتفكيرنا!
علينا أن لا نساوم على صحتنا التي هي تاج على رؤوسنا، وهي العمر الحقيقي التي نباهي بها أمام الناس ولا خيار لنا غيرها، وأن نعي جيداً الحكمة التي تقول: ” درهم وقاية خير من قنطار علاج ” ، فلا تراخي ولا تخاذل ولا تراجع عن اتباع النهج الصحيح الذي يضمن لنا صحة جيدة نقوى بها على مقارعة الحياة وتحمل المسؤوليات وأداء الواجبات.
bahirahalabi@