كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

قال الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن العقوبة على الجريمة التي تُرتكب ليست حقًّا للأفراد ولكن للدولة وقانونها وسلطاتها المختلفة، وكان ذلك موجودًا منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.

وأضاف خلال لقائه الأسبوعي في برنامج "للفتوى حكاية" مع الإعلامي شريف فؤاد على فضائية قناة الناس، أن تغيير المنكر يجب أن يكون وَفق ضوابط، وقد توزَّعت هذه السلطات في عصرنا الحديث بين مؤسسات الدولة المختلفة، حيث إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان»، هو حديث صحيح، ولكنه جاء لإيجاد نوع من الرقابة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم بهذه المهمة باعتباره إمام الأمة.

واستدل على ذلك بما رواه أبو هريرة أن رسول الله دخل السوق فمر على صبرة طعامٍ، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا، فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟" قال: أصابته السماء يا رسول الله! قال: "أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني"، فقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بمراقبة السوق كولي أمر يدير شئون الأمة والمجتمع بسيط في ذلك الوقت، فأصَّل بذلك لمسألة الرقابة.

وأشار إلى أن تشريع الإسلام لنظام الحسبة كان من أجل إحياء الفضائل لدى أفراد المجتمع، وصيانة الحقوق المجتمعية، وتنظيم الشئون العامة وذلك كله وَفق ضوابط شرعية، والذي تطور في العصر الحاضر في عدة مؤسسات رسمية، وهو نظام إسلامي قويم خلافًا لفهم المتطرفين المعاصرين الذين اختزلوه في معاقبة أي أحد وبدون صفة أو سند شرعي وقانوني، فمن أباح لنفسه أن يكون رقيبًا على تصرفات الناس فقد أخطأ.

وأردف: ومن يتَتَبَّعَ مسيرةَ العمل المؤسَّسِيِّ في الإسلام يلحظُ أن المسلمين لم يقفوا عند البداياتِ وإنما انطلقوا إلى التَّطويرِ بكلِّ أبعادِه، حيث وجدوا لذلك سبيلًا، منها نظام الحسبة في الإسلام وهو نظام للمراقبة والمتابعة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بها بنفسه، وقد تابع الصحابة الكرام النبي صلى الله عليه وسلم على هذا المنهاج.

وشدَّد على أن المنكر هو ما لم يختلف حوله العلماء في كونه محرمًا، أما الأمور التي يختلف فيها الرأي فلا إنكار فيها.

وأكد مفتي الجمهورية أن أجهزة الدولة الرقابية أصبحت في عصرنا هي القائمة بهذه المهمة، ولا يجوز لأحد أن يتعدى الاختصاص المنوط به، ولكن مسئولية إنكار ورفض الجريمة لا تقع فقط على عاتق الحاكم أو الدولة بل هي مسئولية فردية ومشتركة رسختها الشريعة الإسلامية، وجعلت كلَّ فرد من أفراد المجتمع لديه مسئولية في هذا الإطار؛ فالجمهور من الناس له دور أصيل في مكافحة الجريمة في الشريعة الإسلامية.

ولفت مفتي الجمهورية إلى أن الشرع الشريف وضع جملة من الإجراءات لكي يقي بها الإنسان من الوقوع في الجريمة أو الفساد، وكذلك وضع إجراءات وعقوبات إذا وقع الإنسان في الفساد، حتى يكون رادعًا لغيره.

وأشار إلى أن من تلك الإجراءات تربية الوازع الديني والضمير والرقابة الذاتية لدى الإنسان حتى لا يكون في حاجة إلى مراقبة أحد له، فيكون حينها استشعاره بالمسئولية الدينية هو الرقيب عليه والمانع له من الوقوع في الفساد، فالمؤمن يكون متناغمًا مع نفسه داخليًّا وظاهريًّا.

وقال مفتي الجمهورية: "نقدِّر الدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الرقابية في مصر في هذا الوقت العصيب بسبب الأحداث العالمية، حيث تقوم بمهمة قومية كبيرة جدًّا من أجل حماية البلاد من الجريمة، ومن أجل الرقيِّ بمصر".

وأكد أنَّ دار الإفتاء أصبحت بيت خبرة متراكمة عبر التاريخ، ومؤسسة وطنية تعمل تحت عنوان استقرار المجتمع، وفتاويها فتاوى مؤسسية، مشيرًا إلى أن مأسسة الفتوى كانت محل عناية الدولة المصرية في كل العصور إلا أنها ازدادت قوة في السنوات الأخيرة.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: هدنة غزة مخالفات البناء انقطاع الكهرباء طوفان الأقصى الانتخابات الرئاسية أسعار الذهب فانتازي الطقس سعر الدولار سعر الفائدة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية طوفان الأقصى المزيد النبی صلى الله علیه وسلم مفتی الجمهوریة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المفتي حجازي: لتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الشخصية


 ندّد مفتي راشيا  الشيخ الدكتور وفيق حجازي بجرائم العدو الصهيوني في حق لبنان وأهله وسقوط عدد كبير بين قتيل وجريح وتدمير المنازل السكنية والمستشفيات جراء تلك الاعتداءات على قرى وبلدات لبنان، مطالبا الدولة بـ  "الوقوف صفًا واحدًا  في مواجهة ذلك العدو، وتحصين البيت اللبناني من الشرذمة والمناكفات السياسية، لأن جرح الوطن كبير وعلينا جميعا ان نقف موقف الحريص على وطنه كل وطنه، ومنه وحدة الدولة بكل قراراتها  فلا يليق ضياع الوطن ولا دماره وتهجير او قتل أبنائه".

وحيا اللبنانيين "لوقوفهم مع النزوح الداخلي باعتبار ذلك خير دليل على حرص اللبنانيين على وطنهم وإنسانه"، مؤكدا أننا "نؤمن بهذا الوطن وعيشه المشترك وقرار دولته الموحد سلما وحربا"، محذرا من أن "يكون لبنان بريد رسائل للخارج أو مطية لمآرب إقليمية ومنددا بالصمت العالمي تجاه ما يحصل"، مذكرا بأن طما رأيناه من دول تتغنى بدعم فلسطين خلاف ما سمعناه، وكم من امرأة  في غزة ولبنان نادت وامعصماه لكن وسائل التواصل الإنسانية عند أولئك معطلة"، معتبرا بالمقابل أن "الإنسانية تحتم علينا نصرة المظلوم ومواجهة الظالمين"، وطالب الأمم المتحدة بـ "تقديم الدعم للنازحين وأهمه وقف آلة الحرب الصهيونية في حق لبنان وفلسطين".

وطالب أئمة المساجد بـ "العمل على تقديم الدعم للنازحين في القرى والبلدات لاعتبار ذلك واجبا إنسانيا وأخلاقيا ودينيا".

مقالات مشابهة

  • أسوة حسنة.. 5 مظاهر لأخلاق النبي عليك التحلي بها
  • الإفتاء توضح الخلاف حول تاريخ وفاة ومولد النبي
  • المفتي حجازي: لتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح الشخصية
  • وكيل الأزهر: النبي أسس دولة مكتملة الأركان على العلم والبر والكرامة والإنسانية
  • أحمد الطلحي: سيدنا النبي له 10 خصال ليست مثل البشر (فيديو)
  • وكيل الأزهر: النبي محمد كرّس لقيم وأخلاق نبيله يحملها الدعاة من بعده
  • أحمد الطلحي: الصلاة على النبي تجلب العافية للأبدان (فيديو)
  • وكيل الأزهر: النبي محمد أسس دولة مكتملة الأركان على العلم والبر والكرامة والإنسانية
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • الآكلون بألسنتهم وأقلامهم على موائد الصهاينة!