الكشف عن التفاصيل الغير معلنة للرد الأمريكي على طلب السعودية من واشنطن تجنب توجيه ضربات مضادة لتصعيد الحوثيين في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
كشفت مصادر متطابقة عن تفاصيل الموقف الأمريكي من طلب تقدمت به السعودية للإدارة الأمريكية بعدم رد واشنطن على تصعيد ميلشيا الحوثي في منطقة جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب لدعم الجهود الحثيثة الهادفة الى دفع الأطراف اليمنية للتوقيع على خارطة طريق في اليمن .
وأكدت المصادر ل"مارب برس " أن وزير الدفاع الأمريكي " لويد أوستن" أكد خلال اتصال هاتفي اجراه في وقت سابق من مساء امس الخميس مع نائب وزير الدفاع السعودي، الأمير "خالد بن سلمان" تفهم الولايات المتحدة لحيثيات الطلب السعودي بعدم الرد على تصعيد ميلشيا الحوثي في منطقة جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب لدعم مساعي إحلال السلام في اليمن وتثبيت وقف إطلاق النار وتمديد الهدنة الإنسانية معتبرا ان ما وصفه ب" عدوان الحوثيين تجاه السفن التي تعبر الممرات المائية الحيوية يشكل مخاطر على التدفق الحر للتجارة وصناعة الشحن الدولية" وان" واشنطن حريصة على تجنب التصعيد في منطقة البحر الأحمر من خلال العمل مع جميع الدول التي تشترك في الاهتمام بدعم مبدأ حرية الملاحة وضمان المرور الآمن للشحن العالمي".
ولفتت المصادر إلى ان واشنطن تتعاطي مع تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر باعتباره جزء من خطة إيرانية تهدف الى التلويح بخيار الحرب الإقليمية واشعال المنطقة كورقة ضغط في مواجهة الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل في حربها العدوانية في قطاع غزة وانها اضطرت لتوجيه ضربات مضادة ضد الميلشيات الممولة من إيران في كل من العراق وسوريا بعد تعرض قواعد عسكرية تتمركز فيها قوات أمريكية لهجمات مباشرة وأن تكرار مثل هذا الرد على ميلشيا الحوثي وارد لكن الولايات المتحدة تراعي حساسية الموقع الاستراتيجي الذي تشن منه الميلشيا المدعومة من ايران في اليمن هجماتها ضد السفن التي تعبر عبر مضيق باب المندب الى جانب أن هذه الهجمات لم تستهدف بشكل مباشر السفن والقطع البحرية الأمريكية المتواجدة في منطقة الخليج العربي والبحر المتوسط .
وجدد وزير الدفاع الأمريكي الاتهامات الامريكية لايران بالوقوف وراء التصعيد المتزايد لميلشيا الحوثي في البحر الأحمر ولعب دور خطير من خلال تقديم المشورة للحوثيين وتسليحهم وتدريبهم.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: البحر الأحمر فی منطقة
إقرأ أيضاً:
كش ملك لـ”أمريكا”في شطرنج البحر
يمانيون../
“اليمن يجبَر الولايات المتحدة على تغيير قواعد اللعبة، فكل صاروخ يمني لا يستهدف السفن فقط، بل يضرب العمق الإستراتيجي لهيبة البحرية الأمريكية، في انتصار تكتيكي استثنائي”، وفقاً لتأكيد مركز واشنطن للدراسات السياسية في الشرق الأدنى.
وقال: “اليمنيون نجحوا في تحويل البحر الأحمر إلى ‘ساحة شطرنج كبرى’، وتمكنوا بقدرات محدودة من فرض معادلة معقدة شلت المسار الطبيعي لتدفقات الإمدادات العسكرية الأمريكية”.
وأضاف: “التهديد المتصاعد للقوات اليمنية على الإمدادات العسكرية الأمريكية بمثابة ‘كش ملك’ لقدرة الولايات المتحدة على تأمين سلاسل التوريد العسكرية في زمن الحرب”.
الخيار المكلف
وتابع، في التحليل العسكري للخبير في القوات الجوية الأمريكية، جيمس إي شيبارد، الخاص بتهديدات اليمن لإمدادات أمريكا العسكرية في المنطقة والعالم: “دخلت البحر الأحمر من أجل حماية ‘إسرائيل’ في البحر الأحمر، لكنها وجدت نفسها في مواجهة مع قوة غير متوقعة قلبت معادلة الردع رأساً على عقب”.
وأكد أن بحرية أمريكا تواجه تحدياً غير مسبوق؛ كون أكثر من 80 بالمائة من إمداداتها العسكرية تُنقل عبر سفن الشحن البحري، التي أجبرتها هجمات اليمن على تغيير مسارها عبر طريق رأس الرجاء الصالح، وهو خيار مكلف للغاية.
شيبارد اعتبر -لمركز واشنطن الداعم لـ”إسرائيل”- إعلان اليمن قرار حظر شركات الأسلحة الأمريكية “تهديداً مباشراً” للإمدادات العسكرية لواشنطن، ما يجعل قدرتها في خوض الحروب مرهونا على قرار اليمن في البحر الأحمر، حيث إن نقل الامدادات جواً أو براً مُكلف، ولا يغني عن النقل البحري المُهدد بهجمات اليمن.
المؤكد في تحليله أن استهداف اليمن سفن الشحن الأمريكية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي بالصواريخ والمسيَّرات يُجبر واشنطن على إعادة التفكير في إستراتيجيات الانتشار السريع، وتحمُّل التداعيات الخطيرة بعمليات الإمدادات اللوجستية الطارئة وبالغة الأهمية.
..والتهديد الذي تجاوز التوقّعات
في السياق، أكدت مجلة ‘ناشيونال إنترست’ أن اليمنيين أثبتوا أنهم يشكلون عقبة أمام الجيش الأمريكي بشكل أكبر مما كان يتوقعه الكثيرون في البنتاغون.
وقالت المجلة الأمريكية، في مقال لمحلل شؤون الأمن القومي، براندون جيه ويخرت: “إن حجم التحدي الذي تشكله قوات صنعاء تجاوز توقعات البنتاغون، كما أن قدراتها تتطوّر بشكل غير متوقّع ومقلق للبحرية الأمريكية”.
وأضافت: “إن الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، التي أطلقتها قوات صنعاء، منذ أكتوبر 2023، أصبحت -بالإضافة إلى تعقيدها التقني- أكثر دقة بكثير مما هو متوقع”.
..واحتمال الإغراق وارد
يقول خبير الأمن القومي ويخرت: “إن احتمال إغراق اليمنيين حاملة طائرات أمريكية وارد، وإن كان مستبعداً، لكن لو حدث ذلك ستكون خسارة فادحة لبحرية أمريكا، ستعيق عملياتها في المحيطين الهندي والهادئ لسنوات”.
ويؤكد في خلاصة مقاله: “إن هذا أمرٌ مقلقٌ للغاية، أن تكون القِطع الحربيةٌ البحرية الأمريكية، حتى حاملات الطائرات النووية، ليست بمنأى عن أهداف الصواريخ الباليستية اليمنية المضادة للسفن”.
وكان اليمن أدرج 15 شركات الأسلحة ضمن قائمة العقوبات لتورطها في دعم ‘إسرائيل’ بالأسلحة لارتكاب جرائم إبادة بحق الأبرياء في قطاع غزة، مُنذ عدوان 10 أكتوبر 2023،
يضاف ذلك إلى قرار الحظر الذي يفرضه اليمن على سفن “إسرائيل” وأمريكا في البحر الأحمر، بموجب القانون رقم “5” لسنة 1445هـ، بشأن تصنيف الدول والكيانات والأشخاص المعادية للجمهورية اليمنية، ولائحة عقوبات الداعمين للكيان الصهيوني الغاصب.
.. وحصيلة إنتصار أمريكا
وتستمر واشنطن في شنّ العدوان على اليمن منذ 15 مارس الفائت، من خلال غارات جوية على المحافظات الحرة الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء.
وقد أسفرت هذه الغارات عن استشهاد أكثر من 235 مدنياً، وإصابة أكثر من 500 آخرين، في محاولة أمريكية لتدمير قدرات القوات اليمنية، ووقف هجماتها على عمق “إسرائيل” وفي البحر الأحمر، ضمن دعمها العسكري للمقاومة الفلسطينية في غزة.
السياســـية – صادق سريع