أرمينيا وأذربيجان تتعهدان اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات بعد عقود من النزاع
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
اتفقت أرمينيا وأذربيجان على اتّخاذ إجراءات ملموسة باتّجاه تطبيع العلاقات وتبادل أسرى الحرب، في بيان مشترك أشادت به روسيا وتركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة باعتباره انفراجة بعد ثلاثة عقود من النزاع على جيب ناغورني قره باغ.
وأشار البلدان إلى إمكان التوقيع على اتفاق للسلام بحلول أواخر العام لكن محادثات السلام التي لعب كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا دور الوسيط فيها على حدة لم تحقق أي تقدم يذكر.
واتفق الطرفان في بيان مشترك أمس، على اغتنام "الفرصة التاريخية لتحقيق السلام الذي طال انتظاره في المنطقة". وأكّدا على "نية تطبيع العلاقات والتوقيع على اتفاق سلام". ماكرون: سندعو البابا فرنسيس إلى إعادة افتتاح كاتدرائية نوتردام منذ 32 دقيقة لندن تعلن عقوبات منسّقة مع واشنطن وأوتاوا تستهدف منتهكي حقوق الإنسان منذ 59 دقيقة
ولفت البيان إلى أن باكو ستطلق سراح 32 من أسرى الحرب الأرمن بينما ستفرج يريفان عن جنديَين أذربيجانيَين.
وذكر البلدان أنهما "سيواصلان مناقشة إجراءات إضافية لبناء الثقة سيتم اتخاذها في المستقبل القريب ودعوة المجتمع الدولي لدعم جهودهما".
وتم التوصل إلى الاتفاق خلال محادثات بين مكتب رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان وإدارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف.
في إشارة إلى حسن نيتها، أعلنت أرمينيا سحب طلبها لاستضافة مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب29" العام المقبل، ممهدة بذلك الطريق أمام ترشيح أذربيجان.
تتناوب مناطق العالم على استضافة المفاوضات السنوية بشأن مكافحة تغير المناخ، وهي ما يعرف بمؤتمرات الأطراف حول المناخ "كوب"، ومن المقرر أن تستضيفها دولة بأوروبا الشرقية في العام 2024 بعد النسخة التي تعقد راهنًا في دبي.
وذكر البيان المشترك "في بادرة نابعة من حسن نية، تدعم جمهورية أرمينيا طلب جمهورية أذربيجان لاستضافة (مؤتمر "كوب29") من خلال سحب ترشيحها".
وأضاف البيان "تأمل أرمينيا وجمهورية أذربيجان أن تدعم الدول الأخرى ضمن مجموعة أوروبا الشرقية أيضًا طلب أذربيجان لاستضافة المؤتمر".
وسيتوجب على مجموعة دول أوروبا الشرقية أن تُجمع على اختيار الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب29"، لكن يُقال إن روسيا تعارض فكرة أن تستضيف دولة عضو في الاتحاد الأوروبي هذا المؤتمر وسط تصاعد التوترات بين موسكو والتكتل الأوروبي على خلفية الحرب في أوكرانيا.
لذلك، اعتُبرت أرمينيا وأذربيجان - وهما غير منضويتين في الاتحاد الأوروبي - أنهما مرشحتان، غير أن الهجوم الأذربيجاني في سبتمبر على الانفصاليين الأرمن في ناغورني قره باغ أدى إلى تفاقم التوترات مع موسكو.
وأفادت الخارجية الأرمينية بأن يريفان "ردت إيجابًا على عرض وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن تنظيم الاجتماع بين وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان في واشنطن".
والسوم، رحّبت روسيا بالإعلان المشترك بين باكو ويريفان على لسان الناطقة باسم خارجيتها ماريا زاخاروفا التي قالت في بيان "نحن مستعدون في المرحلة التالية لتقديم مساعدة لفتح طرق النقل وترسيم الحدود وإبرام اتفاق سلام وإقامة اتصالات مع المجتمع المدني".
ورحّبت وزارة الخارجية التركية كذلك بالاتفاق على تبادل أسرى الحرب والعمل على تطبيع العلاقات بين الخصمين التاريخيين، قائلة "نأمل أن يتم توقيع اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا في أقرب وقت ممكن".
وأشاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بإعلان الخميس في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي واصفًا إياه بـ"الخطوة المهمة".
وقال "يسرّني أن أرحب بالإنجاز الكبير في العلاقات الأرمينية الأذربيجانية مع إصدارهما بيانًا مشتركًا".
ورحبت الولايات المتحدة أيضًا بالإعلان، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان الخميس "يمثل هذا الالتزام إجراء مهمًا لبناء الثقة بينما يعمل الجانبان على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق للسلام وتطبيع للعلاقات".
المصدر: الراي
كلمات دلالية: أرمینیا وأذربیجان
إقرأ أيضاً:
اندفاع ترامب للتوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا يمنح بوتين الأفضلية
على مدار أكثر من 3 سنوات من الحرب، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التخلي عن مطالبه الصارمة، التي تهدف إلى تقويض الأمن الأوروبي وتحويل أوكرانيا إلى دولة فاشلة. ولكن في غضون أسبوع واحد فقط، وافق دونالد ترامب على معظم هذه المطالب.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز"، إن الرئيس الأمريكي تبنّى موقفاً داعماً لروسيا بشكل علني، حيث تواصل مع بوتين لتنظيم مفاوضات في الرياض دون إشراك كييف أو حلفائها الأوروبيين، متبنّياً العديد من نقاط الحديث التي يستخدمها الكرملين.
وخلال الـ24 ساعة الماضية، ألقى ترامب باللوم على أوكرانيا في اندلاع الحرب، واتهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي بأنه "ديكتاتور" وقام بأداء "فظيع".
Trump’s rush to strike a deal on Ukraine hands Putin the advantage https://t.co/1DitMYGJUq
— Financial Times (@FT) February 19, 2025 بوتين يستفيد من استعجال ترامبوفي هذا السياق، صرّح سيرغي رادشينكو، أستاذ الدراسات الدولية بجامعة جونز هوبكنز للصحيفة، بأن هذه التحركات جعلت بوتين يبدو "شامخاً وفخوراً"، مشيراً إلى أن روسيا والولايات المتحدة الآن يتفاوضان على قدم المساواة، وليس كطرفين غير متكافئين.
وأضاف أن تسرّع ترامب في التوصل إلى اتفاق يمنح موسكو أفضلية كبيرة، حيث قال: "ترامب هو من يسابق الزمن، وقد يقدم تنازلات قد تضر بالمصالح الأمريكية على المدى القصير، بينما يمكن لبوتين أن ينتظر".
ومن جهته، أشاد بوتين بالمفاوضين الأمريكيين في الرياض، واصفاً إياهم بأنهم "مختلفون تماماً" عن الوسطاء السابقين، مؤكداً أنهم كانوا "منفتحين على عملية التفاوض دون أي تحيزات أو أحكام مسبقة".
وفي المقابل، ترى الإدارة الأمريكية أن هذه المحادثات فرصة لاختبار مدى جدية موسكو في إنهاء النزاع، لكنها لا ترغب في إطالة أمد المفاوضات بينما تواصل روسيا الحرب.
التنازلات الأمريكية والمخاوف الأوروبيةوتتضمن العروض الأمريكية لموسكو، إدراج قضايا اقتصادية وجيوسياسية ضمن المفاوضات، كحافز لإنهاء الصراع وإعادة العلاقات الثنائية.
ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن روسيا تعتبر هذا التقارب انتصاراً بحد ذاته.
ولم تحدد إدارة ترامب حتى الآن ما يمكنها انتزاعه من روسيا، مقابل تقديمها تنازلات ضخمة مثل استبعاد انضمام أوكرانيا إلى الناتو، والتخلي عن مطالب استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا. وفي سياق ذلك، قال ترامب: "على زيلينسكي أن يتحرك بسرعة، وإلا فلن يتبقى له بلد".
ردود فعل أوروبية غاضبةوأثارت الخطوة الأمريكية نحو تطبيع العلاقات مع روسيا قلقاً عميقاً في أوروبا، خاصة بعد أن أشار مبعوثو ترامب إلى أن الضمانات الأمنية الأمريكية "ليست أبدية"، وأن موسكو لم تعد تشكل تهديداً وجودياً للقارة الأوروبية.
وأعرب أحد المسؤولين الأوروبيين عن مخاوفه، قائلاً: "بالنظر إلى السجل الكارثي لمحاولات التقارب السابقة، لا أرى سبباً يدفع الوفد الأمريكي للثقة في نظرائهم الروس. يجب علينا مواصلة الضغط الاقتصادي والعسكري".
Ukranian President Volodymyr Zelenskyy says Donald Trump 'lives in a place of disinformation'.https://t.co/I2ge3iUDfI
???? Sky 501, Virgin 602, Freeview 233 and YouTube pic.twitter.com/I0WkkFSDmJ
وأوضح ألكسندر غابويف، مدير مركز كارنيغي روسيا-أوراسيا في برلين، أن بوتين يضغط على "نقاط ضعف ترامب"، مضيفاً: "بوتين يطرح رؤية مفادها أننا دولتان مسيحيتان بيضاوان نتشارك القيم المحافظة ويمكننا حل القضايا معاً، مثل الحد من التسلح وقضايا الشرق الأوسط. كما يلمح إلى أن روسيا تملك موارد ضخمة من المعادن النادرة يمكن أن تفيد الولايات المتحدة."
وتابع "يجري تصوير التقارب مع روسيا كفرصة كبرى، بينما يتم تحميل إدارة أوباما وبايدن مسؤولية العلاقات المتوترة، وهو ما يرضي غرور ترامب".
Trump is living in a Russian "disinformation space," says Zelensky https://t.co/C6lbtbxpwS
— TIME (@TIME) February 19, 2025 هل سيفشل هذا التحالف؟ورغم كل هذه التحركات، قد تصطدم جهود التقارب الأمريكي-الروسي بمشكلات هيكلية كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بالاختلال في موازين القوى والقضايا العالقة في الحرب الأوكرانية.
وتؤكد ماريا شاجينا، الباحثة في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن أي استثمارات أمريكية-روسية مشتركة في القطاعات الاستراتيجية مثل التكنولوجيا قد تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي، كما هو الحال مع الصين.
ومن ناحية أخرى، يرى بعض المسؤولين الأمريكيين أن تحسين العلاقات مع موسكو قد يؤدي إلى فك ارتباط روسيا عن الصين، الداعم الاقتصادي الرئيسي للحرب. لكن سيرغي رادشينكو يحذر من أن بوتين سيستغل كل التنازلات الأمريكية، ثم يعود إلى الصين لتعزيز موقعه التفاوضي، قائلاً: "بوتين ليس أحمقاً".