الدكتور زيدان زهر الدين موهبة شابة تجمع بين الأدب والطب
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
دمشق-سانا
جمع الأديب الشاب الدكتور زيدان زهر الدين بين الطب والموهبة الأدبية فكتب الشعر والخاطرة والمقالة مترجماً في كتاباته الواقع الاجتماعي من حوله بصدق وانفعال ليجسد العديد من القضايا والظواهر البارزة مما يرصده عبر مشاهداته اليومية ضمن رؤية فكرية دقيقة ومستوى أدبي يستحق الوقوف عنده.
وفي حديث خاص لنشرة سانا الشبابية بين زهر الدين 24 عاماً أن معالم الكتابة ظهرت لديه منذ الصف العاشر عندما اكتشف والده الباحث والأديب ربيع زهر الدين ميوله الأدبية فدفعه إلى المنابر، حيث اكتسب المزيد من الخبرة في هذا المجال، وخاصة إنه اختلط هناك بالعديد من التجارب الناضجة الأمر الذي طور أدواته الفنية ووسع رؤيته الفكرية التي ترجمها لاحقاً في نصوص متنوعة.
وأضاف: إنه كان موفقاً وقادراً على الجمع بين الموهبة الأدبية والالتزام باللغة الفصيحة الأمر الذي دفعه لجمع ما شارك به وكتبه في مؤلف أدبي طبعه في دار رسلان للطباعة والنشر والتوزيع وحمل عنوان “على سكة الحياة”.
وقال: الطب والأدب من لَبِنةٍ واحدة فلا فرق جوهريّ بينهما، وهما جناحا العقلِ نُحلِّق بهما إلى ما وراء الأُفق المُحدَّد وبهما نكسر قيد الواقعِ لنَمضي السبيلَ إلى الأملِ المنشود، فالأدب يكون شخصيّة الإنسان ويتبنّى قضايا يألفها في عالمٍ مليء بتشتّتِ المعاني وتقلّباتِ الأولويات والمبادئ فيما أُحافظ من خلالِ الطب على المحبةِ والإنسانية لأُخرِج نفسي للعالَم كما أنا عليه ماضياً محطة تلو الأخرى على سكّةِ الحياة.
وأوضح أن هناك رابطاً وعلاقة نفسيّة بين الطب والأدب فكلاهما عقار لمداواةِ آفاتِ الروح لأنهما قائمَان على الإنسانيّة والمحبة والأمل.
وأشار زهر الدين إلى أن واقع الأدب والثقافة يحتاج إلى مزيد من التطوير والاجتهاد استكمالاً للحضارة الأوغاريتية المبهرة، والتي خرجت قبل آلاف السنين لإضاءة العالم “وهو ما أحاول القيام به إذ وجدت نفسي أكتبُ مختلفُ ألوانِ الأدب وأرى أن لكلِّ موقفٍ حريّة باختيارِ كيف سيُنقَشُ على الورق نثرا كان أم شعر نص أم قصة ولو أنني أرى في النصوص النثريّة مساحة تعبيرية أوسع تمنحني المزيد من الحرية”.
يذكر أن للأديب الشاب عدة نصوص أدبية، وهو مُشارك ومُحاضِر في عدّة لقاءات وأُمسيات ثقافية، كما أنه عازف على آلة العود ويتقن لغة الإشارة بمستوى جيد.
وداد عمران وهادي عمران
الدكتور زيدان زهر الدين الطب والموهبة الأدبية 2023-12-08shazaسابق فريق العربي يحرز لقب دوري السويداء بكرة القدم للبراعمآخر الأخبار 2023-12-08الطليعة يفوز على حطين في ختام الجولة الثامنة للدوري الممتاز لكرة القدم 2023-12-08على رأس وفد اقتصادي.. المهندس عرنوس يصل إلى إيران لبحث علاقات التعاون الثنائي 2023-12-08الرئيس الصيني: ضرورة تعزيز مبدأ الاعتماد على النفس في قطاعي العلوم والتكنولوجيا 2023-12-08استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين في اليوم الـ 63 من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة 2023-12-08إصابة شخص جراء قصف مدفعي إسرائيلي على جنوب لبنان 2023-12-08الخارجية الفلسطينية: مجازر الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني ستكون لها تداعيات كارثية 2023-12-08بوتين يعلن عن عزمه الترشح لولاية رئاسية جديدة 2023-12-08المقاومة العراقية تستهدف الاحتلال الأمريكي في حقل كونيكو النفطي وقاعدة (عين الأسد) 2023-12-08الهلال الأحمر يوزع مساعدات زراعية للفلاحين في مدينة نوى 2023-12-08روسيا: إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد سيكون لأول مرة على مدار ثلاثة أيام
مراسيم وقوانين الرئيس الأسد يصدر مرسومين بإسناد وظيفة معاون وزير الخارجية والمغتربين إلى أيمن رعد وحبيب عباس 2023-12-07 الرئيس الأسد يصدر أمراً إدارياً بخصوص الاستدعاء والاحتفاظ لضباط وصف الضباط والأفراد الاحتياطيين 2023-12-04 الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بتعديل المادة 26 من قانون خدمة العلم 2023-12-01الأحداث على حقيقتها وحدات من قواتنا المسلحة تتصدى لهجوم إرهابي بريف حلب الغربي وتسقط سبع مسيرات 2023-12-07 دفاعاتنا الجوية تتصدى لعدوان إسرائيلي في محيط دمشق 2023-11-22صور من سورية منوعات علماء روس يطورون نظام تشخيص دقيق لسرطان الجلد بواسطة شبكات عصبية 2023-12-08 الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يحذر: حيوانات مهددة بالانقراض بسبب التغيرات المناخية القاسية 2023-12-06فرص عمل تحديد موعد المقابلة مع مجلس القضاء الأعلى في مسابقة الدورة الرابعة للمعهد العالي للقضاء 2023-11-27 السورية للاتصالات تعلن حاجتها للتعاقد مع مواطنين لملء شواغر وظيفية لديها 2023-11-19الصحافة بانتظار ولادة نظام جديد.. بقلم: منهل إبراهيم 2023-12-08 غلوبال ريسيرتش: نظام كييف يدفع القاصرين عنوة إلى جبهات القتال 2023-12-07حدث في مثل هذا اليوم 2023-12-088 كانون الأول 1949 – تأسيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” 2023-12-077 كانون الأول 1912- اكتشاف تمثال الملكة الفرعونية نفرتيتي في منطقة تل العمارنة بالمنيا جنوب مصر 2023-12-066 كانون الأول2004- اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة بالمملكة العربية السعودية 2023-12-055 كانون أول 2014- وكالة ناسا تعلن نجاح اختبار الرحلة الأولى لمركبة أوريون الفضائية 2023-12-044 كانون الأول- ذكرى القديس يوحنا الدمشقي 2023-12-033 كانون الأول 1973- الأمم المتحدة تصدر قرارات لمعاقبة مجرمي الحرب ومرتكبي الجرائم ضد الإنسانية
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: کانون الأول
إقرأ أيضاً:
بين ضفتين فندق الصمت
ثمة الكثير من الأسئلة التي تُطرح في قلب سؤال ترجمة الأدب الغربي، العام، إلى اللغة العربية، وهي إشكالية لا بدّ أن نصادفها. من هذه الأسئلة، نجد أن غالبية الترجمات إلى العربية تأتي من لغات معينة، ونادرا ما تأتي من لغات بعيدة. قد يكون لذلك مبرره، لعدم معرفتنا بالكثير من هذه اللغات، لكن أحيانا، ثمة ترجمات من لغات وسيطة، ومع ذلك، نجد أن الكثير من آداب العالم لم نعرفه بعد، وقد يستحق الأمر المحاولة، وإن عبر "خيانة" اللغة.
من بين أجمل الآداب الإسكندنافية التي لا تزال مجهولة لدى القارئ العربي، أجد الآداب الأيسلندية (وربما الاسكندنافية بشكل عام). قد يكون الأمر خسارة حقيقية، لأن هذا الأدب ليس سوى أدب صاف، أقصد بأنه واحد من أكثر الآداب تفردا في الشمال الأوروبي الثلجي. ربما يجيء تفرده من كونه الأقل تأثرا بالتيّارات الأوروبية المركزية، أي الفرنسية، الانكليزية، والاسبانية الخ... وهذا ما لا نجده عند أشقائه الشماليين الآخرين، الذين نحوا في كتاباتهم، إلى اللحاق بهذه التيّارات، وحيث أفردوا لها مكانة واسعة في تجاربهم المعاصرة.
أدب يبدو أقرب إلى البحر، إلى الأزقة البحرية، إلى المستنقعات المائية، إلى النجد الصخري، أي بمعنى آخر هو أدب يحاول أن يكون أكثر إخلاصاً لهذا المعنى القديم للإنسان في مواجهته مصيره، والذي يحدد جيدا هذه "الساغا" الشمالية (حكاية تاريخية أو ميثولوجية في الأدب الإسكندنافي). هو أيضا، أدب، يريد أن يبدو الأقرب إلى واقع الإنسان والحيوان والأشياء. من هنا تجيء كتاباته المتعددة صافية وقاسية مثل هذه الكتل الجليدية التي تنتصب في عزّ فصل الشتاء، بكلّ ما تعكسه من اختراقات ضوئية، وما تحمله معها من تكسرات لونية، جديرة بأن تحيل هذه العاديات التي تشاهدها العين، إلى نُصب خرافية. نُصب، قد تندهش العين أمامها، إلا أنه من الصعب أن تعيد الكلمات تشييدها.
بالتأكيد ثمة عملية تثاقف، لا بدّ أن تكون ظاهرة وواضحة في هذا الأدب. وبالتأكيد أيضا، ثمة جمالية مرهفة عرفت كيف تستفيد من كلّ النظريات الخاصة بهذه الفلسفة الاستيتيقية؛ وثمة، من جانب آخر، أبحاث "شكلانية"، كما نجد ذلك الحضور الانسيابي للتيارات الميتافيزيقية، إلا أن ذلك كلّه يترك مكانه وبشكل طبيعي بعيدا عن أيّ تصنع إلى اندفاعات الغريزة الأرضية، إلى حرارة الدم، إلى مشهد الشمس. كأن ذلك ليس سوى اتفاق، أو لنقل إنه تواطؤ دائم يمنع عنه الأشكال التجريدية والتشريحية. أدب يذهب رأساً إلى هدفه المباشر، حين يتعرف إلى نفسه في اكتماله. قد يحدث أحيانا من دون ثقل، لكنه يحمل دوماً هذا الحس الأسمى للحقيقة الإنسانية والطبيعية. "ثمة جوقة برية تتردد أصواتها في قلب هذه الكتابة"، (إذا ما استعدنا عبارة شهيرة للكاتب كنوت هامسون)، جوقة تجمع بين الشعراء على اختلاف انتماءاتهم الجغرافية الداخلية أو الفكرية. قوة هذه النداوة، قوة هذه الحرارة النافرة التي تأتي من دون تصنع وتكلف. من هنا قد يبدو كلامي هنا دعوة مباشرة إلى اكتشاف هذا الأدب الذي يستحق أن يقرأ، وبخاصة أننا نكتشف فيه شيئا آخر، غير تلك الشكلانية التي بدأت ترهقنا.
من الاكتشافات الأخيرة التي لفتتني فعلا، أعمال الكاتبة أودور آفا أولافسدوتير، عبر ترجمتين صدرتا لها عن "دار الآداب" في بيروت وهما "الكلمة الأجمل" (ترجمة محمد آيت حنّا) و"فندق الصمت" (ترجمة حسام موصللي) اللتين تأخذان بنا في رحلة إلى قلب تلك "القارة" (فيما لو جاز القول).
***
عندما يتبعك حظك السيئ في الحياة، عندما تتخلّى عنك زوجتك، وترحل ابنتك بعد أن تكتشف بأنك لست والدها البيولوجي، بينما تفقد والدتك عقلها في دار المسنين في المرحلة الأخيرة من حياتها، وحين يوقظك جارك في منتصف الليل، قد تقول لنفسك أن فائدتك على الأرض قد انخفضت إلى لا شيء، لذا تقرر الانسحاب من الحياة، لتغادر مكانك، بحثا عن شيء... لا تعرفه في الواقع. هذا ما يفعله يوناس إبنيسر، (الشخصية الرئيسية في "فندق الصمت") حين كان يقترب من الخمسين من عمره، لكن المشكلة تكمن في أنه لا يعرف كيفية القيام بذلك، إذ يريد أن يجنب ابنته محنة العثور عليه ميتًا. لذا قرر، وبعد أن منح نفسه أسبوعا للتفكير في أفضل طريقة لإنهائها، الذهاب إلى إحدى أخطر بلدان العالم (ربما إلى الشرق) حيث انتهت هناك حرب لتوها. هكذا، وبكلّ دقة، يفرغ شقته، ويبيع شركته، ويترك هاتفه المحمول على طاولته بجانب سريره، ويأخذ دفاتر يوميات مراهقته، وزوجا من الجوارب، وصندوق أدواته (من يدري ماذا قد يحدث في حالة الطوارئ في هذه الرحلة الطويلة ذات الاتجاه الواحد!)، إذ كان يحب العبث وإصلاح جميع أنواع الأعطال المادية؛ ولكن هل سيكون قادرًا على إصلاح حياته؟
قد تبدو قصة حزينة من حيث الشكل، أليس كذلك؟ ربما، لكن أعتقد أنه يجب أن لا نفكر بها، لأننا أمام رواية عميقة ومضحكة في الوقت عينه، ومن الصعب التوقف عن متابعتها بعد قراءة السطور القليلة الأولى.
من خلال صورة هذه الشخصية "الغريبة"، تقدم لنا الكاتبة نظرة عامة على عالمنا الحالي، "الحيوانات" والنباتات مجتمعة؛ ومن خلال تغيير المعايير، تحاول ربما أن تخدعنا مثلما يخدعنا يوناس. إذ بما أنه لا يملك خطة محددة، فإنه، بُعَيد وصوله إلى ذاك البلد، بدأ يتجول في محيط ضيق منزوع الألغام، ليقابل العديد من المُعوقين والوجوه المغلقة. كان وجود شخص أجنبي هناك، في مثل هذا الوقت، أمرا مشبوها! هل أنه جاء لينهب الأعمال الفنية الرديئة التي لم تُدمر؟ لكن شيئا فشيئا، وبفضل صندوق أدواته، جعل نفسه مفيدا حتى أصبح (تقريبا) شخصا لا غنى عنه، إذ كان هناك نقص في الأيدي العاملة في هذه القرية المُشوهة بسبب الحرب. وسرعان ما أدرك أن جروحه الشخصية لا تمثل شيئا مقارنة بتلك التي عانى منها الناجون من صراع الحروب. لذلك أيضا بدت قراءة مذكراته القديمة، (التي كانت على شكل أجزاء صغيرة)، وكأن لا معنى لها لتمحو تدريجيا المواضيع التي اهتم لها في شبابه، ليهتم بالآخرين، ويجد نوعا من التهدئة والتأمل الذاتي.
إن تصوير أودور آفا أولافسدوتير للحياة العادية للناس العاديين مؤثر في بساطته، ودقيق في تعبيره الفكاهي، وعازم في إيمانه على تغيير وجهة نظر المرء تجاه نفسه. من دون إخفاء الخوف، والحزن، والدموع، وتقلبات الزمن. إنه العكس تمامًا من الكتاب الكئيب واليائس. وهنا بلا شك يكمن سحر هذا الكتاب، الذي يكمل قصته باقتباسات قليلة من مؤلفين عظماء، وكأنها تقدم على الطريق نحو صحة أفضل. بمعنى أن الخلفية الخيالية الغنيّة والشكل البسيط، تتكون من فقرات صغيرة، معظم عناوينها عبارة عن اقتباسات، تتخللها أبيات من تأليف س. شتاينر، وهنتر تومسون، وليونارد كوهين، و ف. ج. لوركا...
"فندق الصمت" هي رواية ترنيمة للحياة، نعمة تجلب الصمت إلى ضجيج العالم، وإعجاز في حياتنا الصاخبة.