قراءة في الاجراءات التنظيمية لتجارة العراق الخارجية
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
ان عملية الانفتاح التجاري بعد عام 2003 القت بظلالها على الواقع الاقتصادي خصوصا بعد رفع العقوبات الاقتصادية والتي أدت إلى عودة تدفق الصادرات النفطية إلى الأسواق العالمية وهذا ادى لتحسن الأوضاع المالية للحكومات العراقية المتعاقبة والذي انعكس على زيادة دخول الأفراد ( القدرة الشرائية ) وفي ظل عدم وجود قاعدة انتاجية اتجه العراق نحو الاستيرادات لتلبية الحاجات المتعددة للقطاعين العام (الحكومي) والخاص ومع وجود التربح السريع من الاستيرادات اتجه اغلب المتنفذين إلى هذه التعاملات مما خلقت فوضى اقتصادية وخلل هيكلي اصاب القطاعات الانتاجية بالتالي هيمنة القطاع النفطي وتحقق ريعية الاقتصاد العراقي بامتياز تام إلى وقتنا الحاضر .
ومنذ اكتشاف النفط لأول مرة من قبل الكولونيل دارك Dark بولاية بنسلفانيا عام 1859 وتسعر سلعة النفط بالدولار الأمريكي وهذا قد أوجد علاقة متينة ما بينهما خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية .
وعليه فان اي عقوبات تفرضها الولايات المتحدة على الدول النفطية تسري على التعاملات التجارية بعملة الدولار بحجة المحافظة على الامن القومي لها . وهذه تمت مع ايران حين فرضت العقوبات الاقتصاديّة عليها بالتالي تم منع اي تعامل بعملة الدولار ما بين إيران وبقية دول العالم باستثناء السلع والخدمات الإنسانية ووفقا لقبول الولايات المتحدة ايضا .
وعلى ضوء ما ورد ، فان العراق لديه تعاملات تجارية مع ايران بحكم الروابط والعادات والتقاليد المتقاربة إلى حد كبير نسبيا فضلا عن رخص اسعار السلع المستوردة وانخفاض كلف النقل والشحن ايضا .
لكن ، بعد مع بداية عام 2023 والتعليمات الجديدة لتنظيم تجارة العراق الخارجية وفقا لآلية التحويل الجديدة عبر ( منصة البنك المركزي ) فإنه قد مُنع التجار العراقيين من التعاملات الرسمية بالدولار مع الدول المعاقبة وبقي التعامل خارج إطار المنصة هو السائد مما أدى إلى زيادة الضغط على دولار النقد الذي يبيعه البنك المركزي عبر نافذة بيع العملة الأجنبية مؤدياً الى ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازي وبلغ مستويات قياسية مقارنة بالسعر الرسمي الذي أقره البنك المركزي العراقي .
وقد حاول البنك المركزي من تدارك الأوضاع بعدم تفاقمها وقد نجح بشكل نسبي اخيرا عبر عدة اجراءات اخرها إتاحة الفرصة لاستيراد الدولار عبر المطارات حصرا و( تنويع سلة العملات التجارية ) من حيث اتفاق المصارف العراقية مع التركية للتعاملات بالليرة التركية فضلا عن التعامل باليورو والدرهم الإماراتي.
وعلى غرار ذلك نأمل من البنك المركزي العراقي بفتح التعامل التجاري مع ايران ويدور ذلك في اتجاهين :- الاول :( دينار مقابل ريال ) وهذا يعتمد على ماذا نصدر لايران من منتجات تستوردها بعملة الدينار ؟ ويدار من حديث حول الاعتماد على الصادرات من المنتجات النفطية إلى إيران لكن وفي ظل العقوبات المفروضة على إيران من قبل الولايات المتحدة سوف تجر العقوبات الأمريكية على العراق ( وان كانت بطريقة غير مباشرة والأشهر القليلة الماضية خير دليل) بالتالي ضرورة التعامل مع هذا الاجراء بحذر تام .
الثاني : ( مقايضة سلع مقابل سلعة في ظل وزن سعري لكل نوع من السلع ) بمعنى تنظيم التجارة بعملات اخرى غير الدولار لفك الضغط على سعر صرف الدولار في السوق الموازي ونقترح التعامل الالكتروني بان نستورد من ايران سلع ومنتجات وبالمقابل يشتري القطاع الخاص العراقي ما يحتاجه القطاع الخاص الإيراني من سلع وخدمات ويشحنها اليهم عن طريق غرفة تجارة وصناعة مشتركة بين الجانبين .
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار
إقرأ أيضاً:
الفصائل ترد على انباء خروج قياداتها الى ايران بعد التهديدات الإسرائيلية: الموساد يقف خلفها
بغداد اليوم - بغداد
رد مصدر مقرب من فصائل المقاومة العراقية، اليوم الخميس (21 تشرين الثاني 2024)، على انباء خروج 9 من قيادات الفصائل الى العاصمة الإيرانية طهران بعد التهديدات الإسرائيلية بضرب العراق.
وقال المصدر في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن" الفصائل لا تولي أي أهمية للشائعات التي تروج لها شبكات الحرب النفسية التي يقودها الموساد الصهيوني واذرعه في المنطقة وهي تنفق ملايين الدولارات من اجل الترويج لأكاذيب وافتراءات".
وأضاف، أن" الانباء التي تتناقلها بعض المنصات والمواقع عن خروج 9 من قيادات الفصائل العراقية الى طهران غير دقيقة، والقيادات مستمرة في اداء واجباتها ضمن مسارات مقاومة الكيان الصهيوني ".
وأشار المصدر الى، أن" الفصائل العراقية جزء من محور المقاومة في منطقة الشرق الأوسط لمواجهة اجندة الكيان الصهيوني وقيادات الفصائل تدرك خطورة الموقف الحالي وهي مستمرة في أداء واجباتها، مؤكدا أن ما يطلق من شائعات وخلط للأوراق ما هو الا اجندة صهيونية برعاية أمريكية معروفة الدوافع والراي العام لن تنطلي عليه هذه الأكاذيب".
وأعلنت مواقع عربية وإسرائيلية يوم السبت الماضي، خروج عدد من قادة الفصائل العراقية المسلحة المدعومة من طهران، من العراق والتوجه نحو إيران بعد تهديدات عن عزم إسرائيل تصفيتهم.
ووفقا لموقع "العين الإخبارية" فأن" القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أبلغ قادة تلك الفصائل وبعضهم قيادات في الإطار الشيعي التنسيقي (الحزب الحاكم) بضرورة الخروج من العراق، وفق مؤشرات وتهديدات على عزم إسرائيل استهداف قادة تلك الفصائل المسلحة.
ووفق المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته إن "الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي كان أول الشخصيات التي غادرت العراق واستقرت في مدينة مشهد شمال شرق إيران، وقد ظهر في خطبة صلاة الجمعة الماضية بطهران في الصف الأول، وهي الصلاة التي أداها المرشد علي خامنئي".
وأضاف المصدر أن "زعيم جماعة حركة كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي خرج هو الآخر من العراق عبر المنافذ البرية باتجاه إيران"، مبينا أن الولائي خرج مساء اليوم عبر منفذ مهران الحدودي بين إيران والعراق.
وتابع المصدر أن "زعيم منظمة بدر والقيادي في الإطار الشيعي هادي العامري هو الآخر خرج الجمعة الماضية من مطار النجف الدولي باتجاه طهران، بعدما زار محافظة كربلاء المقدسة لدى الشيعة وقام بزيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه أبوالفضل العباس".
وأشار المصدر العراقي إلى أن "قائد كتائب الإمام علي شبل الزيدي هو الآخر خرج من بغداد باتجاه العراق الجمعة عبر منفذ المنذرية، الذي يربط محافظة ديالى العراقية مع محافظة كرمنشاه غرب إيران".
ويؤكد المصدر أن "زعيم كتائب حزب الله أبوحسين الحميداوي موجود في العاصمة طهران منذ قرابة ثمانية أيام، تحسباً لهجمات إسرائيلية"، منوهاً أن "زعيم حركة النجباء أكرم الكعبي مستقر في محافظة قم وسط إيران منذ فترة طويلة".
وتعد كتائب حزب الله والنجباء وكتائب سيد الشهداء من الجهات التي تشن هجمات بالطائرات المسيرة على إسرائيل وكذلك القوات الأمريكية، وهي تنشر بيانات تحت مسمى "المقاومة الإسلامية في العراق".
ويرى مراقبون أن استمرار الهجمات من قبل الفصائل العراقية تحرج رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمام الولايات المتحدة التي تعمل على ضبط تحركات إسرائيل تجاه العراق.
وقبل حوال أسبوع تلقى السوداني رسالة أمريكية تطالبه بضبط تحركات تلك الفصائل، وإلا فإن الولايات المتحدة ربما لا تستطيع إقناع إسرائيل بعدم توجيه ضربات على مواقع عسكرية للفصائل والحشد الشعبي.
ويتابع المصدر حديثه أن "السوداني طلب من زعيم تيار الحكمة الوطني المعتدل عمار الحكيم، التدخل لإقناع الفصائل بعدم التصعيد لتجنب الانخراط في صراع مشابه لحرب لبنان وغزة".
فيما يقول مصدر في كتائب حزب الله العراقية لـ"العين الإخبارية" "لقد اتخذنا كافة الإجراءات الاحترازية لحماية المواقع العسكرية في عموم العراق تحسباً لهجمات معادية"، منوهاً "الفصائل عززت التنسيق والتعاون فيما بينها لمواجهة الضربات المحتملة على العراق".
وأوضح "لقد أبلغنا السوداني أن الفصائل المقاومة تعتبر أي عدوان على العراق يعني نقض الهدنة مع القوات الأمريكية الموجودة في العراق، وسوف نقوم بهجمات غير مسبوقة على القواعد الأمريكية في العراق وسوريا".