معرض الكتاب يرسو على شواطىء جدة
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
الثقافية – علي بن سعد القحطاني
وسط أجواء أدبية وثقافية زاخرة، انطلق معرض جدة الدولي للكتاب 2023 الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة في الفترة من 7 إلى 16 ديسمبر الجاري في مركز سوبر دوم بمدينة جدة، مجسداً تظاهرة ثقافية وأدبية تجمع أكثر من ١٠٠٠ دار نشر محلية وعربية ودولية موزعة على 400 جناح توفر للقُراء وزوار المعرض والمهتمين ملايين من عناوين الكتب.
ويستهدف المعرض دعم وصول الكتب لأكبر شريحة ممكنة، وصنع منافذ متعددة للنشر والتوزيع، بما يضمن تحويل المملكة العربية السعودية إلى منصة رئيسية في صناعة الكتاب في شتى النواحي المعرفية ثقافية وأدبية وعلمية واجتماعية واقتصادية.
ويتضمن معرض الكتاب بجدة، برنامجاً ثقافياً متنوعاً وزاخراً من خلال 80 فعالية متنوعة بين ندوات، وجلسات، وورش عمل، بمشاركة لفيف من الأدباء والمفكرين والمثقفين محلياً وعربياً ودولياً، إلى جانب الأمسيات الشعرية، والعروض المسرحية، وأركان تعليمية تدريبية للأطفال، وسيكون زوار المعرض على موعد مع 31 ندوة ثقافية، و 12 أمسية، و 9 عروض مسرحية، و 24 ورشة عمل يشارك بها مختصين في مجالات معرفية، بالإضافة إلى ندوات خاصة بالطفل، ومناطق ترفيهية وتفاعلية وتعليمية وتدريبية مخصصة توّفر عاملاً جاذباً محفّزاً للأسرة السعودية لاصطحاب أطفالهم، مما يعزز القدرات الإبداعية لدى الأطفال، ويرسّخ حب القراءة لديهم بطرق مبتكرة.
كما يحتضن معرض الكتاب ورش عمل متنوعة في الأزياء، والموسيقى، والكتابة، والطهي، والمقهى، المسرح، وصناعة الدمى، والقصص المصورة، والرسوم المتحركة، فضلاً عن تسليط الضوء على فن المانجا للرسوم اليابانية، والخيال، ومنطقة العلوم والمعارف، وركن المؤلف السعودي، ومنصة التوقيع، وذلك عبر تخصيص أجنحة متكاملة بفعاليات متنوعة تثري رحلة الأسرة السعودية داخل أروقة المعرض.
اقرأ أيضاًالمجتمعالأمير تركي بن طلال يرعى الحفل السنوي لـ ” تراحم ” عسير
ومن جانبه يقول سعود التويم رئيس دار سعود للنشر، إن معرض جدة للكتاب بات نافذة ثقافية يطلع إليها المثقفون ودور النشر من مختلف دول العالم للتعريف بإصداراتهم التي تعزز حركة النشر والتوزيع في المملكة والمنطقة العربية، بما يعزز حركة النشر والتأليف والتوزيع في المملكة، ويضمن تحويلها إلى منصة حيوية في صناعة النشر بشكل يتوافق وينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية 2030.
ويضيف، أن وزارة الثقافة أبرزت الحدث بشكل يليق بمكانته عربياً ودولياً لإنجاح هذه التظاهرة الثقافية والأدبية، بهدف تلبية تطلعات مختلف شرائح المجتمع من مثقفين وكتّاب وزوار وحتى أفراد الأسرة، وإظهاره بالمستوى الذي يليق ويخدم توجيهات القيادة الرشيدة واهتمامها بصناعة الأدب والكتب والثقافة بشكل عام لإثراء المعرفة وتثقيف المجتمع، وتشجيع السعوديين على القراءة والإطلاع، فضلاً عن الاحتفاء بالكتّاب ودور النشر.
ولفت إلى أن معرض جدة للكتاب يشهد يعدّ وجهة ثرية لكل قارئ ومهتم شغوف بحركة التأليف والقراءة والأدب بشكل عام، من خلال مشاركة واسعة لأكثر من 600 دار نشر محلية وعربية ودولية تثري بمشاركتها القيّمة الثقافة السعودية والعربية، وبما يضمه المعرض من ندوات وأمسيات وورش عمل وفعاليات وأنشطة ثقافية ومعرفية متنوعة، يُشارك فيها نخبة من الخبراء والمثقفين السعوديين والعرب، إلى جانب الأمسيات الشعرية، والعروض المسرحية، والأركان التعليمية التدريبية والترفيهية للأطفال، كما سيشهد المعرض حضوراً لافتاً لفن المانجا والقصص المصورة (الكوميكس).
وبدوره يقول علا حتاحت -مشارك بالمعرض- إن معرض الكتاب بجدة يمثل مهرجاناً أدبياً وثقافياً رائعاً يجمع مئات من دور النشر المحلية والعربية والدولية بملايين من عناوين الكتب التي تثري المهتمين بالثقافة والقراءة والإطلاع على أحدث الإصدارات، وخلاصة فكر المؤلفين والمفكّرين، في رحلة ممتعة وشيّقة داخل صفحات الكتب.
ويضيف، إن تعدد وتنوع معارض الكتاب في المملكة العربية السعودية، مثل: معرض الرياض، ومعرض المدينة المنورة، وبالطبع معرض جدة، يثري حركة النشر والتأليف في المملكة، ويدعم وصول الكتب لأكبر شريحة في المملكة، بما يحفزّ حبّ الإطلاع والقراءة لدى الأجيال الصاعدة، والتفاعل مع الحركة الثقافية، والرغبة في إقتناء الكتب التي تنمي فكرهم وتعزّز إطلاعهم الثقافي والأدبي.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية معرض الکتاب فی المملکة معرض جدة
إقرأ أيضاً:
سلطان بن أحمد القاسمي يشهد افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية»
شهد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، صباح اليوم الاثنين، افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية» الذي يقام في المتحف الوطني العماني، ويستمر حتى شهر مايو من العام الجاري، ليشكل منصة ثقافية تعكس عمق الروابط التاريخية والتعاون الوثيق بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان في مجال حفظ التراث ونشر الثقافة الإسلامية.
وكانت مجريات الافتتاح قد بدأت بكلمة لجمال الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني العماني، رحب فيها بسمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، والحضور في افتتاح معرض «روائع الفنون من متحف الشارقة للحضارة الإسلامية»، والذي يأتي بهدف إبراز جمالية الفن الإسلامي وتطوّره، وهو ثمرة التعاون بين المتحف الوطني وهيئة الشارقة للمتاحف بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وأوضح الموسوي أن الأقسام الثلاثة التي يشتمل عليها المعرض، وهي: قسم فنون الخط، وقسم العلوم والابتكارات، والقسم الثالث الموسوم بالتناغم والتنوع، تستعرض عدداً من القطع التي تؤكد الثراء والتنوّع والعمق الحضاري للفنون الإسلامية على مرّ العصور، وهو الأمر الذي يعمل المتحف الوطني على إبرازه وتعريف الزائرين به، كما أن تنظيم هذا المعرض يأتي في سياق الدبلوماسية الثقافية التي ينتهجها المتحف الوطني.
كما ألقت عائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، كلمة أعربت خلالها عن سعادتها بافتتاح المعرض في صرح ثقافي عريق، مما يجسد الروابط الأخوية الوثيقة والعلاقات التاريخية العميقة التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، في ظل دعم ورعاية القيادة الحكيمة للبلدين.
وأشارت ديماس إلى أن زيارة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إلى سلطنة عمان شكلت حافزاً رئيساً لتنظيم هذا المعرض، ترجمةً لرؤيته السديدة في توظيف الثقافة والفنون كجسر يعزز الروابط المتينة بين الأشقاء، ويكرس قيم التعاون والتبادل الثقافي بين بلدينا، والتي تؤطرها الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المتبلورة على مدار سنوات ممتدة في عمق التاريخ في كل المجالات.
وقالت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف: إن هذا المعرض لا يقتصر على كونه منصة لعرض مجموعة من القطع الفنية الإسلامية النادرة، بل هو نافذة تتيح لنا فرصة التأمل في الإرث التاريخي الغني الذي نتشاركه، ويعكس الحرفية الفائقة والإبداع الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور، ويسعدنا أن نقدم عبر هذا المعرض مجموعة استثنائية من القطع النادرة، تعرض للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون شاهدة على الإرث العريق الذي يجمع شعبينا، ويعكس الروابط التاريخية العميقة.
واختتمت ديماس كلمتها بتوجيه الشكر والعرفان إلى فريق عمل المتحف الوطني العماني، وكافة القائمين عليه، على تنظيم هذا الحدث الثقافي المتميز، الذي يتيح فرصة استكشاف وتذوق الجمال الخالد للحضارة الإسلامية.
وتفضل سمو نائب حاكم الشارقة بقص شريط افتتاح المعرض ليتجول بعدها بين منصاته، مستمعاً لشرح مفصل حول المقتنيات وأبرز المشاهد والدلالات التاريخية والثقافية والفنية التي تقدمها للزائر، ويضم 82 قطعة فنية نادرة، تعرض للمرة الأولى خارج دولة الإمارات العربية المتحدة، وتشمل المعروضات المخطوطات الإسلامية، والمقتنيات المعدنية، والخزفيات، والمسكوكات التاريخية التي تعكس تطور وثراء الإرث الفني الذي تميزت به الحضارات الإسلامية المتعاقبة.
واطلع سموه على عدد من القطع المعروضة التي تعد ذات قيمة تاريخية وثقافية استثنائية، من بينها كأس فضي يحمل طغراء «التوقيع السلطاني» للسلطان العثماني عبد الحميد الثاني، ونموذج كرسي عشاء سداسي الشكل صُنع للناصر محمد بن قلاوون، إلى جانب أول درهم إسلامي سُك في بغداد بعد الاحتلال المغولي، وتُعرض مبخرة على شكل قطة يعود تاريخها إلى القرن الحادي عشر أو الثاني عشر الميلادي، وإبريق خزفي مذهّب يعود إلى القرن الثالث عشر، حيث تعكس هذه المقتنيات التنوع الفني الذي تميزت به الحضارة الإسلامية عبر العصور.
ويأتي المعرض تتويجاً للعلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، ويعكس رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في تعزيز التعاون الثقافي وجعل الفنون جسراً للحوار والتواصل بين الشعوب، ويتيح الحدث للزوار فرصة استكشاف الجوانب الجمالية والفنية للحضارة الإسلامية العريقة، من خلال مجموعة منتقاة من المقتنيات التي تروي قصصاً تمتد عبر قرون من التاريخ الإسلامي.
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على الإنجازات الفنية للحضارة الإسلامية، وتعزيز التعاون مع المؤسسات الثقافية الإقليمية والدولية، والتعريف بتراث العالم الإسلامي الغني، بما يسهم في نشر الوعي الثقافي وتعزيز التبادل المعرفي.
حضر افتتاح المعرض بجانب سمو نائب حاكم الشارقة كل من، معالي سالم بن محمد المحروقي، وزير التراث والسياحة، رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني العماني، ومعالي محمد بن نخيرة الظاهري، سفير الدولة لدى سلطنة عمان الشقيقة، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعائشة راشد ديماس، مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف، وجمال الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني العماني، وعدد من كبار المسؤولين والدبلوماسيين.