هل الحسد يمنع من دخول الجنة؟.. دار الإفتاء تكشف العقوبة
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
تعتبر الجَنَّةُ هي المكان الذي أعده الله لعباده الصالحين بعد الموت وهي من الأمور الغيبية أي أن وسيلة العلم بها هي القرآن والسنة النبوية فقط، والإيمان بالجنة ووجودها هو جزء من الإيمان باليوم الآخر و هو الركن الخامس من أركان الإيمان.
ويؤمن المسلمون بأنها أعدت للمؤمنين الموحدين الذينَ أخلصوا عبادتهم لله عز وجل ذوي الأعمال الصالحة، وأنه من كان موحد ذو أعمال فاسدة فإنه تحت المشيئة إن شاء الله غفر له وإن شاء عذبه بقدر ذنبه
ما حكم دخول الحاسدين الجنة؟قال الشيخ عبدالله العجمي أمين الفتوي بدار الإفتاء أن الحسد ذنب والذنب هو معصيه يرتكبها العبد في حق نفسه أو في حق الله عز وجل فالحسد عبارة عن سموم في القلب تخرج من خلال الكلام مفادها أن الحاسد متسخط علي قضاء الله وعلي العبد المسارعة بالتوبه والرجوع إلي الله من هذا الذنب
وأضاف أن الشرع جاء بالوعيد الشديد لهذا الداء فقال "إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" وقال صلى الله عليه وسلم لا "تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تدابرو وكونوا عباد الله إخوانا.
وأفاد أن العبد الحاسد عليه أن يتوب الي إلي الله ويرضي بما قسم الله له حتي لا يكون من الذين قال الله عنهم "أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" لأن الحسد يؤدي إلي البغي والظلم.
والحسد داء ممقوت وعلي كل مسلم أن يقي نفسه حيث أنزل الله عز وجل علي نبيه"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّٰثَٰتِ فِي ٱلۡعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ.
حكم الحاسد وعاقبتهوقال الشيخ عويضة عثمان أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هذا الباب يدخل في باب الوساوس فيتعب الإنسان ويقلق على نفسه ومن يحيط به، وعليه أن يغادر تلك الوساوس وأن يتيقن بأن ما يقع فيه من مكروه أو زوال لنعمة فهو ابتلاء من الله.
ولفت عثمان إلى أن الحاسد ليس راضياً بقضاء الله وتلك أول مصيبة يقع فيها فينقم على تقسيم الأرزاق ولا يرضى بما قسمه الله، مشدداً على ضرورة ترديد قول:" بسم الله.. ما شاء الله.. لا قوة إلا بالله"، وتلك الكلمات تحصن من الحسد فلو حدث بعدها مكروه أو أذى فأنت قد تحصنت برب العالمين.
هل الحسد يضر؟قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن الحسد يضر الحاسد في دينه ودنياه أكثر مما يضر المحسود، فيضره في دينه؛ لأنَّه يجعل الحاسد ساخطًا على قضاء الله كارهًا لنعمته التي قَسَّمَهَا بين عباده، ويضره في دنياه؛ لأنه يجعل الحاسد يتألم بحسده ويتعذب ولا يزال في غم وهم، فيهلك دينه ودنياه من غير فائدة. أما المحسود فلا يقع عليه ضرر في دينه ودنياه؛ لأنَّ النعمة لا تزول عنه بالحسد، بل ما قَدَّره الله تعالى عليه لا حيلة في دفعه، فكل شيء عنده بمقدار.
وأضاف مفتي الجمهورية، بأنه ينبغي على الحاسد أن يجاهد نفسه ألَّا يحسد أحدًا، وإذا رأى ما يعجبه عند غيره أن يدعو له بالبركة، فقد روى ابن ماجه في "سننه" عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ قَالَ: مَرَّ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ بِسَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَهُوَ يَغْتَسِلُ، فَقَالَ: لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ مُخَبَّأَةٍ. فَمَا لَبِثَ أَنْ لُبِطَ بِهِ، فَأُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وآله وَسَلَّمَ فَقِيلَ لَهُ: أَدْرِكْ سَهْلًا صَرِيعًا، قَالَ «مَنْ تَتَّهِمُونَ بِهِ؟» قَالُوا: عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ، قَالَ: «عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ، فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ».
وأفاد أنه لا مانع شرعًا من تمني حصول مثل النعمة التي عند الغير، وهي ما يُعْرَف بـ «الغِبْطَة» أو المنافسة في الخيرات، يقول الفضيل بن عياض: «الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط».
علاج الحسدونصح مفتي الجمهورية، بأن من ظَنَّ في نفسه وقوع الحسد من الغير عليه؛ فينبغي عليه أولًا: إن كان يشتكي من مرض ظاهر أن يَطْرَق باب التداوي طِبًّا؛ وهو -أي: التداوي من الأمراض- من الأمور المشروعة، وقد حثَّ الشرع عليه، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَ الدَّاءَ وَالدَّوَاءَ، وَجَعَلَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً؛ فَتَدَاوَوْا، وَلَا تَدَاوَوْا بِحَرَامٍ» رواه أبو دواد، والبيهقي في "السنن"، والطبراني في "الكبرى".
وأكمل: وعليه بعد ذلك أن يراعي عدة أمور؛ أولًا: أن يُحَصِّن نفسه بالرقية، ثانيًا: الدعاء أن يصرف عنه السوء والعين والحسد؛ فالدُّعاء من أفضل العبادات؛ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «الدُّعَاءُ هو العبادة»، ثم قرأ: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ» [غافر: 60]. أخرجه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه.
واستدل بقول الله تعالى في شأن القرآن: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ» [الإسراء: 82]، وقد أجاز الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الرقية بأم القرآن، فقد روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنَّ ناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يقروهم، فبينما هم كذلك، إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا، ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلًا، فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء، فجعل يقرأ بأم القرآن، ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسألوه، فضحك وقال: «وَمَا أَدْرَاكَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا وَاضْرِبُوا لِي بِسَهْمٍ».
وواصل: وصَحَّ أَنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: «اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ» أخرجه البخاري، ويقول أيضًا: «أعوذ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ» أخرجه البخاري، وفي حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي لما شكا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعًا يجده في جسمه منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللهِ، ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ» رواه مسلم. وغير ذلك من نصوص الرقية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسل
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحسد الحاسد الجنة النبی صلى الله علیه وآله وسلم ى الله ع
إقرأ أيضاً:
دعاء للميت يوم الجمعة.. اسأل الله لفقيدك الجنة
عن الموت يوم الجمعة، روى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عبد الله بن عمر «ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر»، ولكن الترمذي يقول عنه: أنه حديث غريب فيه ضعف.
ويستحب أن نردد دعاء للميت يوم الجمعة في هذا اليوم، المبارك، ونردد هذه الكلمات فنقول:
• اللهمّ اجز الموتى عن الإحسان إحسانًا، وعن الإساءة عفوًا وغفرانًا.
• اللهم اغفر للموتى وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
• اللهمّ إنّ الموتى نَزَلوا بك وأنت خير منزولٍ به، وأصبحوا فقراء إلى رحمتك، وأنت غنيٌّ عن عذابهم.
اللهمّ افسح للموتى في قبورهم مدّ بصرهم، وافرش قبورهم من فراش الجنّة.
• اللهمّ آتهم برحمتك ورضاك، وقهِم فتنة القبر وعذابه، وآتهم برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثهم إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين.
• اللهمّ احم الموتى تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون “يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلّا من أتى الله بقلبٍ سليم.
• اللهم آنس وحدتهم، وآنسهم في وحشتهم، وآنسهم في غربتهم، اللهم أنزلهم منزلًا منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، وأنزلهم منازل الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا.
• اللهم اغفر لهم وارفع درجتهم في المهديين، وافسح لهم قبورهم، ونور لهم فيه، واجعل قبورهم روضة من رياض الجنة، واغفر لنا ولهم يا أرحم الراحمين.
وعن أفضل دعاء للمتوفي يوم الجمعة، يستحب أن نقول:
اللهم إن عبدك في ذمتك وحبل جوارك، فقه فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحق، فاغفر له وارحمه، إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهمّ آته برحمتك ورضاك، وقهِ فتنة القبر وعذابه، وآته برحمتك الأمن من عذابك حتّى تبعثه إلى جنّتك يا أرحم الرّاحمين.
اللهم اغفر له وعافه واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
اللهم آنس وحدته، وآنسه في وحشته، وآنسه في غربته، اللهم أنزله منزلًا منزلًا مباركًا، وأنت خير المنزلين، وأنزله منازل الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقًا.
اللهم اغفر له وارفع درجته في المهديين، وافسح له قبره، ونور له فيه، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم افسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة.