الوطن:
2024-09-19@03:14:03 GMT

أشرف شرف يكتب: شريهان.. سيدة الاستعراض

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

أشرف شرف يكتب: شريهان.. سيدة الاستعراض

اليوم هو عيد ميلاد سيدة الاستعراض شريهان، من وجهه نظري تظل هي وحدها تحتل مكانة خاصة، بين كل الفنانات اللاتي قدمن فن الاستعراض سواء في مصر أو الوطن العربي كافة.

شريهان كانت ولا تزال تحمل راية الاستعراض بمفردها، فلم تستطع أي فنانة من جيلها أو من الجيل الذي يسبقها أو حتى الذي يليها الاقتراب من منطقتها الخاصة لهذا الفن.

وكما أردد دائما أن الألقاب لا تمنح هباء، شريهان أول بطولة تليفزيونية كان مسلسلا حمل اسم "المعجزة"، من تأليف الكاتب الكبير الراحل فيصل ندا وإخراج أحمد طنطاوي، وهذا المسلسل من إنتاج عام 1973، أي كان عمر شريهان وقتها 9 سنوات فقط، شاركها البطولة كل من عمر الحريري، ليلي طاهر، صلاح السعدني، يونس شلبي وآخرين، لتصبح بعد هذا المسلسل معجزة حقيقية بكل المقاييس.

شريهان كانت ولا تزال رمزا للبهجة رغم غيابها عن الساحة لسنوات طويلة لكنها حينما تعود الجمهور يتفاعل سريعا مع تلك العودة ويرحب بها، لكنها سرعان ما تعود للاختفاء سريعا.

رحلة شريهان مع الفن والحياة لم تكن سهلة أو مرحة، لكنها واجهت القسوة بضحكتها الشهيرة، التي لم ولن تتخلى عنها يوم ما، بعد حادث شهير في أواخر الثمانينات تعرضت لحادث كبيرة، عادت منه أقوي وقدمت الفوازير عام 1993، وشاركت في بطولة المسرحية الشهيرة "شارع محمد علي"، إلى أن أصيبت بالمرض اللعين تحديدا في عام 2002، لتسافر لرحلة علاج مرة أخرى، وتعود لتنزل لميدان التحرير وتظهر لأول مرة بعد سنوات طويلة من الاختفاء لتشارك الشعب في ثورة 25 يناير لعام 2011 وتهتف بالحرية والعدالة والكرامة.

منذ عدة سنوات عادت شريهان تملأ الساحة الفنية بهجة بمسرحية "كوكوشانيل" من تأليف مدحت العدل، وإخراج هادي الباجوري، الناس فرحت حينما رآتها مرة أخري حتي ولو عبر الشاشة وليس أمامها علي المسرح ترقص وتغني.

كما أن إعلانها لإحدي شركات الاتصالات الكبرى، كان حديث السوسيشال ميديا، ذلك الإعلان الذي حكت فيه قصتها باختصار، وراهنت علي ذكاء جمهورها، وكل "الشريهانين" علي حد تعبيرها ليفهموا مضمون الأغنية وماذا تقصد من خلال كلماتها التي تقول فيها "عشنا.. شوفنا وياما الدنيا كسرتنا.. محلصش حاربنا ولا ثانية استسلمنا آه وفهمنا قدرنا عليها.. ولا عمرنا كسرتنا الدنيا، وياما شوفنا وعشنا".

شريهان الفنانة كما الإنسانة لا تتجرأ ولا تنفصل عنها أبدا، لذا رفضت الاحتفال مؤخرا بعيد ميلادها تضامنا مع أشقائنا في غزة، وأعلنت ذلك عبر تدوينة لها بأحد مواقع التواصل الاجتماعي مشيرة إلي أنها تعيش أقسي أيام حياتها، وكتبت نصا "لا أريد أبدا مضايقتكم وتحديدا في هذا اليوم و(الذى أصبح يومكم)، وأشعر حقيقة بالتقصير تجاهكم جميعا في التواصل، ولكن معذرة وسامحوني، أخجل من أي أنواع من الاحتفال حاليا ولو حتى لمجرد ساعات محدودة في هذا اليوم وفي هذا الوقت الصعب جداً على نفسي"، لتؤكد أيضا أن الفن رسالة، والفنان ما هو إلا رمزا وسفيرا لفنه ولبلده، لذا أوقفت شريهان احتفالها بعيد ميلادها تضامنا مع الأحداث في فلسطين.

لذا في محبة شريهان التي شرفت إني حاورتها أكثر من مرة، واقتربت منها، لذا أقولها بكل يقين أن شريهان معجزة مصرية خالصة وفنانة من طراز خاص جدا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شريهان الفنانة شريهان

إقرأ أيضاً:

عادل حمودة يكتب: الكولونيل الإسرائيلي المتسول في شارع الحمراء!

لكأنه "أبو الريش" الذي ما كان أحد يعرف اسمه فأطلق عليه هذا الاسم لاعتماره قبعة تعلوها ريشة.

يحكي ان "أبا الريش" ظهر في سنة 1976 في شارع الحمرا الشهير قلب بيروت وكان يتنقل رث الثياب وسخ الوجه واليدين حافي القدمين أشعث الشعر واللحية متسربلا صيف شتاء بمعطف أسود ممزق تفوح منه رائحة كريهة كالحمام.

كان الرجل مجهول الاسم والنسب وما استطاع أحد أن يسأله من أين جاء ول لماذا ظهر فجأة في حيهم فقد كان أخرس تماما كالحمام.

وكالحمام كان "المتسول الأخرس" مسالما لطيفا مع الصغير والكبير يتصدق عليه الناس بفضلات طعامهم أو برغيف أو بسيجارة فيرد عليهم بابتسامة ودود.

وكالحمام أيضا عاش بينهم سنوات دون ضغينة ولم يؤذ إنسانا ولا تعدي على أحد.

كالحمام كان ليلا يلتحف السماء وينام في الحدائق على المقاعد العمومية ولا يبدو في النهار معنيا بحرب طاحنة تدور بين البشر إذ لم يعرف عنه انحيازه إلى ميليشيا أو حزب بل كان يبدو غير عابئ بكل ما يجري حوله حتى ان بعضهم أشفق عليه حين اشتدت المعارك وأشار إليه بمغادرة الحي ولكنه واصل حياته متنقلا بين المقاهي التي يرتادها المثقفون والشوارع التي يتقاسمها المسلحون. 

وبسبب ضراوة المعارك التي اشعلتها الحرب الأهلية لم يعبأ بأمره أحد ولا انتبه إلى اختفائه وعودته أحد فالجميع في صيف عام 1982 كان مشغولا بالاجتياح الإسرائيلي للبنان وواقعا تحت صدمة دخول إسرائيل لأول مرة عاصمة عربية. 

ولكن صدمة أكبر كانت في انتظار سكان الحمراء عندما شاهدوا دورية إسرائيلية تتوقف على بعد خطوتين من المتسول المستلقي على الأرض وتؤدي له التحية العسكرية فينتصب الرجل واقفا ليتبادل مع جنوده جملا بالعبرية. 

بعد سنوات من الخرس نطق وقال متوجها إلى الجنود: "تأخرتم بعض الشيء يا جماعة" وصعد على متن الدبابة. 

هكذا انتهت مهمة الكولونيل المتسول بعد ان فتح البابا للدبابات الإسرائيلية. 

المصدر: "أحلام مستغانمي" كتاب "أصبحت أنت" سيرة روائية.

مقالات مشابهة

  • بايرن ميونخ يكتب تاريخاً جديداً في دوري أبطال أوروبا بفوز ساحق
  • عادل حمودة يكتب: متى يعترف الكاتب بالشيخوخة؟
  • عادل حمودة يكتب: الكولونيل الإسرائيلي المتسول في شارع الحمراء!
  • عادل حمودة يكتب: ملفات ساخنة فى الخريف
  • أين صُنعت أجهزة «بيجر» المفخخة؟.. أصابع الاتهام تتجه إلى شركة تايوانية لكنها تنفي
  • محمد مغربي يكتب: مصر الأفضل عالمياً في الأمن السيبراني
  • آدم “سوداكال”: سنواصل قتال هذه المليشيا في كل البقاع حتى يكتب النصر لشعبنا
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة
  • د. حامد بدر يكتب: في يوم مولده.. اشتقنا يا رسول الله
  • علي يوسف السعد يكتب: «200 يوم حول العالم»