الوطن:
2025-04-07@04:56:33 GMT

أشرف شرف يكتب: شريهان.. سيدة الاستعراض

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

أشرف شرف يكتب: شريهان.. سيدة الاستعراض

اليوم هو عيد ميلاد سيدة الاستعراض شريهان، من وجهه نظري تظل هي وحدها تحتل مكانة خاصة، بين كل الفنانات اللاتي قدمن فن الاستعراض سواء في مصر أو الوطن العربي كافة.

شريهان كانت ولا تزال تحمل راية الاستعراض بمفردها، فلم تستطع أي فنانة من جيلها أو من الجيل الذي يسبقها أو حتى الذي يليها الاقتراب من منطقتها الخاصة لهذا الفن.

وكما أردد دائما أن الألقاب لا تمنح هباء، شريهان أول بطولة تليفزيونية كان مسلسلا حمل اسم "المعجزة"، من تأليف الكاتب الكبير الراحل فيصل ندا وإخراج أحمد طنطاوي، وهذا المسلسل من إنتاج عام 1973، أي كان عمر شريهان وقتها 9 سنوات فقط، شاركها البطولة كل من عمر الحريري، ليلي طاهر، صلاح السعدني، يونس شلبي وآخرين، لتصبح بعد هذا المسلسل معجزة حقيقية بكل المقاييس.

شريهان كانت ولا تزال رمزا للبهجة رغم غيابها عن الساحة لسنوات طويلة لكنها حينما تعود الجمهور يتفاعل سريعا مع تلك العودة ويرحب بها، لكنها سرعان ما تعود للاختفاء سريعا.

رحلة شريهان مع الفن والحياة لم تكن سهلة أو مرحة، لكنها واجهت القسوة بضحكتها الشهيرة، التي لم ولن تتخلى عنها يوم ما، بعد حادث شهير في أواخر الثمانينات تعرضت لحادث كبيرة، عادت منه أقوي وقدمت الفوازير عام 1993، وشاركت في بطولة المسرحية الشهيرة "شارع محمد علي"، إلى أن أصيبت بالمرض اللعين تحديدا في عام 2002، لتسافر لرحلة علاج مرة أخرى، وتعود لتنزل لميدان التحرير وتظهر لأول مرة بعد سنوات طويلة من الاختفاء لتشارك الشعب في ثورة 25 يناير لعام 2011 وتهتف بالحرية والعدالة والكرامة.

منذ عدة سنوات عادت شريهان تملأ الساحة الفنية بهجة بمسرحية "كوكوشانيل" من تأليف مدحت العدل، وإخراج هادي الباجوري، الناس فرحت حينما رآتها مرة أخري حتي ولو عبر الشاشة وليس أمامها علي المسرح ترقص وتغني.

كما أن إعلانها لإحدي شركات الاتصالات الكبرى، كان حديث السوسيشال ميديا، ذلك الإعلان الذي حكت فيه قصتها باختصار، وراهنت علي ذكاء جمهورها، وكل "الشريهانين" علي حد تعبيرها ليفهموا مضمون الأغنية وماذا تقصد من خلال كلماتها التي تقول فيها "عشنا.. شوفنا وياما الدنيا كسرتنا.. محلصش حاربنا ولا ثانية استسلمنا آه وفهمنا قدرنا عليها.. ولا عمرنا كسرتنا الدنيا، وياما شوفنا وعشنا".

شريهان الفنانة كما الإنسانة لا تتجرأ ولا تنفصل عنها أبدا، لذا رفضت الاحتفال مؤخرا بعيد ميلادها تضامنا مع أشقائنا في غزة، وأعلنت ذلك عبر تدوينة لها بأحد مواقع التواصل الاجتماعي مشيرة إلي أنها تعيش أقسي أيام حياتها، وكتبت نصا "لا أريد أبدا مضايقتكم وتحديدا في هذا اليوم و(الذى أصبح يومكم)، وأشعر حقيقة بالتقصير تجاهكم جميعا في التواصل، ولكن معذرة وسامحوني، أخجل من أي أنواع من الاحتفال حاليا ولو حتى لمجرد ساعات محدودة في هذا اليوم وفي هذا الوقت الصعب جداً على نفسي"، لتؤكد أيضا أن الفن رسالة، والفنان ما هو إلا رمزا وسفيرا لفنه ولبلده، لذا أوقفت شريهان احتفالها بعيد ميلادها تضامنا مع الأحداث في فلسطين.

لذا في محبة شريهان التي شرفت إني حاورتها أكثر من مرة، واقتربت منها، لذا أقولها بكل يقين أن شريهان معجزة مصرية خالصة وفنانة من طراز خاص جدا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شريهان الفنانة شريهان

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: أن تسافر عنك إليك

من صيغ التعامل مع المكان أن تسافر منك إليك، ففي فترة «كورونا»، ومع منع السفر الخارجي، تعلم الناس في العالم كله أن يتحولوا عن مفهوم السياحة بوصفها سفراً إلى الخارج إلى مفهوم ٍ جديد حدث قسراً وغصباً وهو السياحة الداخلية، ليتعرفوا بذلك على كنوز بلادهم التي ظلوا ينؤون عنها للبحث عن البعيد، وفي هذا كشوفات لافتةٌ ظل أهلُ كل بلدٍ في العالم يتحدثون عنها باندهاش عجيب، لدرجة أنهم أصبحوا يتكلمون عن جهلهم ببلادهم وكنوز بلادهم.
وهذه مسألة شديدة الوضوح، وهي أيضاً شديدة العبرة، فإن كنا نجهل وجه الأرض فماذا عن جهلنا بباطن النفوس، وما ذا لو جرّبنا السياحة الروحية في نفوسنا لكي نكشف ما نجهله عنا وعن كنوزنا الروحية والنفسية، تلك الكنوز التي نظل نسافر بعيداً عنها ونمعن في الانفصال عنها لدرجة أن البشر صاروا يبذلون الوقت والمال لكي يستعينوا بخبير نفساني لكي يساعدهم للتعرف على نفوسهم، ولو قارنا ما نعرفه عن كل ما هو خارجٌ عنا وبعيدٌ عنا مكاناً ومعنى مقابل جهلنا بنا، لهالنا ما نكشف عن المجهول منا فينا، وكأننا نقيم أسواراً تتزايد كلما كبرت أعمارنا وكلما كبرت خبراتنا التي نضعها بمقامٍ أعلى من كنوز أرواحنا، وكثيراً ما تكون الخبرات كما نسميها تتحول لتصبح اغترابات روحيةً تأخذنا بعيداً عنا، وكأن الحياة هي مشروع للانفصال عن الذات والانتماء للخارج.
وتظل الذات جغرافيةً مهجورةً مما يؤدي بإحساس عنيف بالغربة والاغتراب مهما اغتنينا مادياً وسمعةً وشهادات ومكانةً اجتماعية، لكن حال الحس بالغربة يتزايد ويحوجنا للاستعانة بغيرنا لكي يخفف عنا غربتنا مع أن من نستعين بهم مصابون أيضاً بحالٍ مماثلة في حس الاغتراب فيهم، كحال الفيروسات التي تصيب المريض والطبيب معاً، وقد يتسبب المريض بنقل العدوى لطبيبه والجليس لجليسه مما يحول التفاعل البشري نفسه لحالة اغتراب ذاتي مستمر. والذوات مع الذوات بدل أن تخلق حساً بالأمان تتحول لتكون مصحةً كبرى يقطنها غرباء يشتكي كل واحدٍ همه، ويشهد على ذلك خطاب الأغاني والأشعار والموسيقى والحكايات، وكلما زادت جرعات الحزن في نص ما زادت معه الرغبة في التماهي مع النص، وكأننا نبحث عن مزيد اغتراب ذاتي، وكل نص حزين يقترب منا ويلامسنا لأنه يلامس غربتنا ويعبر عنها لنا.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: الماضي حين نتغنى به د. عبدالله الغذامي يكتب: التعليم بوصفه نسقاً ثقافياً

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الضلع الرابع للمثلث
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: غزة وحقوق الإنسان
  • باقري: إيران لا تسعى للحرب لكنها لا تقبل الاستبداد والبلطجة
  • أشرف صبحي في اليوم العالمي للرياضة: برامجنا تزرع الانتماء وتواجه التطرف
  • “ناشونال إنترست”: إيران قادرة على إغراق حاملات الطائرات الأمريكية لكنها ستواجه ردًا مدمراً
  • صلاح الدين عووضة يكتب.. معليش الإعيسر !!
  • 11 عادة يومية قد تظنها “بريئة” لكنها تضر بالجسم
  • شريهان تُفاجئ جمهورها بصورة نادرة ورسالة خاصة
  • تامر أفندي يكتب: أنا اليتيم أكتب
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: أن تسافر عنك إليك