الوطن:
2025-03-04@07:20:03 GMT

أشرف شرف يكتب: شريهان.. سيدة الاستعراض

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

أشرف شرف يكتب: شريهان.. سيدة الاستعراض

اليوم هو عيد ميلاد سيدة الاستعراض شريهان، من وجهه نظري تظل هي وحدها تحتل مكانة خاصة، بين كل الفنانات اللاتي قدمن فن الاستعراض سواء في مصر أو الوطن العربي كافة.

شريهان كانت ولا تزال تحمل راية الاستعراض بمفردها، فلم تستطع أي فنانة من جيلها أو من الجيل الذي يسبقها أو حتى الذي يليها الاقتراب من منطقتها الخاصة لهذا الفن.

وكما أردد دائما أن الألقاب لا تمنح هباء، شريهان أول بطولة تليفزيونية كان مسلسلا حمل اسم "المعجزة"، من تأليف الكاتب الكبير الراحل فيصل ندا وإخراج أحمد طنطاوي، وهذا المسلسل من إنتاج عام 1973، أي كان عمر شريهان وقتها 9 سنوات فقط، شاركها البطولة كل من عمر الحريري، ليلي طاهر، صلاح السعدني، يونس شلبي وآخرين، لتصبح بعد هذا المسلسل معجزة حقيقية بكل المقاييس.

شريهان كانت ولا تزال رمزا للبهجة رغم غيابها عن الساحة لسنوات طويلة لكنها حينما تعود الجمهور يتفاعل سريعا مع تلك العودة ويرحب بها، لكنها سرعان ما تعود للاختفاء سريعا.

رحلة شريهان مع الفن والحياة لم تكن سهلة أو مرحة، لكنها واجهت القسوة بضحكتها الشهيرة، التي لم ولن تتخلى عنها يوم ما، بعد حادث شهير في أواخر الثمانينات تعرضت لحادث كبيرة، عادت منه أقوي وقدمت الفوازير عام 1993، وشاركت في بطولة المسرحية الشهيرة "شارع محمد علي"، إلى أن أصيبت بالمرض اللعين تحديدا في عام 2002، لتسافر لرحلة علاج مرة أخرى، وتعود لتنزل لميدان التحرير وتظهر لأول مرة بعد سنوات طويلة من الاختفاء لتشارك الشعب في ثورة 25 يناير لعام 2011 وتهتف بالحرية والعدالة والكرامة.

منذ عدة سنوات عادت شريهان تملأ الساحة الفنية بهجة بمسرحية "كوكوشانيل" من تأليف مدحت العدل، وإخراج هادي الباجوري، الناس فرحت حينما رآتها مرة أخري حتي ولو عبر الشاشة وليس أمامها علي المسرح ترقص وتغني.

كما أن إعلانها لإحدي شركات الاتصالات الكبرى، كان حديث السوسيشال ميديا، ذلك الإعلان الذي حكت فيه قصتها باختصار، وراهنت علي ذكاء جمهورها، وكل "الشريهانين" علي حد تعبيرها ليفهموا مضمون الأغنية وماذا تقصد من خلال كلماتها التي تقول فيها "عشنا.. شوفنا وياما الدنيا كسرتنا.. محلصش حاربنا ولا ثانية استسلمنا آه وفهمنا قدرنا عليها.. ولا عمرنا كسرتنا الدنيا، وياما شوفنا وعشنا".

شريهان الفنانة كما الإنسانة لا تتجرأ ولا تنفصل عنها أبدا، لذا رفضت الاحتفال مؤخرا بعيد ميلادها تضامنا مع أشقائنا في غزة، وأعلنت ذلك عبر تدوينة لها بأحد مواقع التواصل الاجتماعي مشيرة إلي أنها تعيش أقسي أيام حياتها، وكتبت نصا "لا أريد أبدا مضايقتكم وتحديدا في هذا اليوم و(الذى أصبح يومكم)، وأشعر حقيقة بالتقصير تجاهكم جميعا في التواصل، ولكن معذرة وسامحوني، أخجل من أي أنواع من الاحتفال حاليا ولو حتى لمجرد ساعات محدودة في هذا اليوم وفي هذا الوقت الصعب جداً على نفسي"، لتؤكد أيضا أن الفن رسالة، والفنان ما هو إلا رمزا وسفيرا لفنه ولبلده، لذا أوقفت شريهان احتفالها بعيد ميلادها تضامنا مع الأحداث في فلسطين.

لذا في محبة شريهان التي شرفت إني حاورتها أكثر من مرة، واقتربت منها، لذا أقولها بكل يقين أن شريهان معجزة مصرية خالصة وفنانة من طراز خاص جدا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شريهان الفنانة شريهان

إقرأ أيضاً:

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المعايشة التربوية... تكامل البناء

تستهدف المعايشة التربوية، صَقْل خبرات التعلم بصورة وظيفيّة، لدى المتعلمين، والعمل على ربْطها بالواقع المُعاَش؛ كي يتسنّى للمتعلم أن يستشعر قيمة ما يكتسبه من خبرات معرفيّة، ومهاريّة، ووجدانيّة، وهنا نتحدث بصورة مُركّزة على فلْسفة التكامل في بناء الإنسان، والذي لا يتأتى بعيدًا عن التخطيط لبعض البرامج المقصودة التي تُسْهم في تحقيق المُراد؛ لذا من ينادِي بالمُعايشة التربوية سواءً في البيئة التعليمية، أم ساحات المؤسسات الرسميّة، أم خارج هذا الإطار، فإنه يرى أنها فرصةٌ سانحةٌ؛ لبناء سليم يخرجنا من بوْتقة التقليدية، وزخَم اعتياد بعض الممارسات، والأداءات بعينها.

والمعايشة التربوية يلْزمها تجهيزات تحقق أمرين مُهمّيْن، أولهما ينْبري حول توافر البيئة الآمنة، وثانيهما يقوم على الدَّعم اللُّوجسْتي اللازم؛ لتنفيذ مهام الأنشطة، التي يؤديها المتعلمون داخل إطار المعايشة، وفق جدولها الزمنيّ، وتعليماتها المُحددَّة، وتحت إشرافٍ، وتوجيه من المعلم، أو ممن يقوم بإدارة بيئة المعايشة التربوية؛ ومن ثم نضْمنُ توافر المُعْطيات الرئيسة، التي من شأنها أن تساعد في إنْجاح المُعاَيشَة.

وثَمّتْ وجهة نظر، يتوجب طرْحُها بشأن المُعاَيشَة التربوية، تكْمن في تعميم المسْئولية تجاه تحقيق غاياتها المنْشُودة؛ ومن ثم يجب أن تشارك كافة مؤسسات الدولة، في توفير الدعم اللازم، بما يضمن نجاح مسْتهدفات المُعاَيشَة التعليمية؛ لذا فإن إتاحة ساحات الملاعب، والأنْدية، أو المصانع، أو المراكز البحثيّة، أو الفنادق السياحيّة القريبة من المحميّات، والمناطق الأثريّة، والبحريّة، أو غير ذلك من مقدّرات المؤسسات الرسميّة بالدولة بصورة منظمة، وتحت إشراف مؤسسيّ، يُثْري بيئات المُعاَيشَة التربويّة؛ ومن ثم نتوقع نتائجَ مُبْهِرة، جرّاءَ هذا التعاون الإيجابيّ في صورته الشُّموليّة.

لنا أن نتصوّر الفوائدَ التي تتمخَّضُ عن مُعاَيشَة المتعلم، عبْر الزّيارات إلى أماكن التصنيع، ورؤْية العين لمسارات العمل، والإنتاج، وما يحدث أثرًا لزيارة ما نمتلكه من متاحفَ، ومواقع أثريّة، في شتّى ربوع الوطن، وما يعزز لديه من شغف العلم جرّاءَ زيارة المُخْتبرات، والمعامل الكبرى، التي تجري بها البحوث، والتجارب، وما يكتسبه من مهارات حيال ملاحظة مباشرة لأداء المهن، والحِرَف، في بيئاتها المختلفة، وما يقع في نفْسه، أثناء تواجده في خِضَمّ مشروعات قوميّة، يشاهد خلالها نتاجًا، وعملًا مستمرًا، وصورة مُبْهرةً لمشهد الإعْمار، وفق مخططاته الاسْتراتيجيّة، إلى غير ذلك من صور المُعاَيشَة ، التي يصعب حصْرها.

إذا ما أردنا أن نُعزز ماهية ما نسميه (اتيكيت) التعامل؛ فلا أفضلَ من المُعاَيشَة التربويّة التي تغْرِسُ في ذهن المتعلم قيم التَّعامل الرّاقي، وتحثَّه على الالتزام بالوقت، وتقدير أهميّته، وقيمته، وهنا نحصد سلوكًا مُنْضبطًا، يتماشى مع ما تم التوافق عليه من قواعدَ يتم الإعلان عنها قبل البِدء في فعاليات المُعاَيشَة، ومسارات العمل في أنْشطتها؛ فرُغْم كثافة الأعداد في بعض الأحيْان؛ إلا أن الاصْطِفاف السّريع، وسُرْعة الاستجابة، والعمل بالقواعد، وتنفيذ التعليمات تقضي على العشوائيّة، والتخبط، ولا تدعُ مجالًا للفوضى، أو الارتباك في المشهد العام.

إنّ تكامل البناء يكمن في تعْضيد فلسفة الاعتماد على النفس، من قِبلِ كل متعلم داخل إطار المُعاَيشَة التربويّة، وهذا لا ينْفكُّ عن مراعاة شعور الآخرين، والاتّزان الانْفعالي، وكَبْح الممارسات التي تضِيرُ بالغير، وتُحْدثُ نوعًا من زعْزعة الاستقرار داخل المجموعات، أو بينها، وهنا يتبادر إلى الذهن ضرورةُ تدريب المتعلمين على التّواصل الكليّ، مع معلمهم أثناء المُعاَيشَة التربويّة؛ فما أرْقى استيعاب لُغَة الجسد! كلغةٍ للتواصل؛ فيشعر الفرد ما تُبْديه النّظرات، وما تُعْنيه الإشاراتُ، وما تحمله ثنايا تعبير الوجه من انفعالات تحمل القبول، أو الرفض للممارسات، وهذا لا يعني أننا بصدد تجاهل التّواصل اللفظيّ؛ لكن نرغب في المزيد من ترْقية الوِجْدان عبر الإحساس في صورته الحميدة.

إنّ ما تقوم به مُؤسْسَتُنَا التربويّة، داخل أسْوارها، من مهام، تُعد عظيمةً في مجملها، وما تستهدفه المُعاَيشَة التربوية، خارج، أو داخل الأسْوار من قُبيل التكامل، في إحداث بناء إنسانٍ قادرٍ على العطاء، مُعْتمدًا على ذاته، لديه ثِقةٌ في قدراته، لا يعوُقُه الخطأُ، بل يتعلّمُ منه، وينْطلقُ بقوة نحو اكتساب المزيد من الخبرات، والتعمق في خلَجَاتِها، ولا تعوُزُه نُدْرةُ المُقوّماتُ؛ لكن يسعى دومًا إلى حل ما يواجه من مُشْكلاتٍ؛ ومن ثم يتغلبُ على صور التحدّيات الآنيةِ منها، والمُسْتقبليّة.

مقالات مشابهة

  • مجدي أبوزيد يكتب.. رمضان فرصة الجميع لإصلاح النفس والتغيير
  • أ.د محمد حسن الزعبي يكتب .. فصل الشتاء و فصل الكهرباء
  • منير أديب يكتب: سوريا بلا حوار
  • محمد كركوتي يكتب: الإمارات.. نمو قوي متعدد التنوع
  • د.ابراهيم الصديق علي يكتب: خطة العمامرة وخيارات صمود وغياب الحكومة
  • صحيفة: حرب غير معلنة بين فرنسا والجزائر لكنها لن تستمر
  • محمد حامد جمعة يكتب: شكرا مصر
  • محمد أبو زيد كروم يكتب: رمضان شهر الجهاد، وبل الجنجويد
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المعايشة التربوية... تكامل البناء
  • محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت