البوابة نيوز:
2024-07-08@07:26:28 GMT

الأب ألفونس الفرنسيسكاني ورؤيته للحبل بلا دنس

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

تحي اليوم الكنيسه الكاثوليكيه الأحتفال بعيد الحبل بلا دنس لمريم العذراء، فيقول في هذه المناسبة  الأب ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني:
إن الحبل بمخلوقة في هذه الدرجة من السمو، هي النقطة الجوهريّة في هذا البحث، لهو موضوع عيد خاص في الدورة الطقسيّة القبطية. 

 

 

والتقاويم القبطية تُحدّد هذا الحبل في تاريخيْن مختلفين: 7 مسرى  31 يوليو مصحح و13 أغسطس غير مصحح  و13 كيهك (=9 ديسمبر مصحح و22 ديسمبر غير مصحح).

 

 

وحسب اختلاف تاريخ الحبل، يختلف بالتالي تاريخ ميلاد العذراء فإذا كان الحبل 7 مسرى، يكون الميلاد أوّل بشنس (=26 أبريل مصححًا و8 مايو غير مصحح) وإذا كان الحبل 13 كيهك فالميلاد يكون في 10 توت (= 7 سبتمبر مصحح، 20 سبتمبر غير مصحح).

 


من هذين التاريخين فإنّ تاريخ 7 مسرى، الذي ربما باشر تأثيرًا إيرلندا وبلاد أوربيّة أخرى وهو المتبع حاليًّا. 

 

أمّا تاريخ 13 كيهك الذي يتأخر عن الأول أربعة شهور فهو المتبع لدى الأقباط الكاثوليك مع تقديمه يومًا واحدًا [حدث ذلك بِغيّة توفيقيّة مع التاريخ اللاتيني 8 ديسمبر على زمن الأنبا مرقس خزام في سنة 1936م وقد صدّق مجمع الكنائس الشرقيّة بروما في نفس السنة. راجع الأب جامبرارديني عن الحبل بلا دنس، ص101و 102] وكلا التاريخين مسجلين في الكتب الطقسيّة المعروفة حتى الآن ابتداءً من القرن الثالث عشر.


إنّ أقدم إشارة معروفة عن هذا العيد موجودة في قطمارس الأناجيل المخطوطة حاليًا في المعهد الكاثوليكي بباريس (lnstitut Catholique) [نشره NAU، Fفي P.O.  (الآباء الشرقيّون) ج10، ص195] ويحمل تاريخ 1250م، ومن الواضح أن هذا التاريخ ليس هو تاريخ إدخال العيد، بل تاريخ نسخ المخطوط. ومن الفحص الداخلي للمخطوط العربي المذكور[المرجع السابق، ج11، ص169] والذي نشره Selden [الطبعة الثانيّة De Sinedriis Veterum Haebraeorum فرانكفورت، 1696م، ص1335- 1343] فإن Kellner يستنتج أن قطمارس الأناجيل المذكور ربما يعود إلى القرن السادس أو السابع [السنة الكنسيّة وأعياد القديسين في تطورهم التاريخي، ترجمة إيطالية Aercati، A الطبعة الثانية روما 1914م، ص214 وما بعدها. والسبب في ذلك هو أن أحدث اسم مذكور في هذا القطمارس هو اسم البطريرك إسحق الأوّل].

 


إن موضوع العيد في كتاب القطمارس المذكور وفي التقاويم القديمة هو: حبل حَنّة بالسيدة 
وحَنّة تحبل بالسيدة.

 

 فهل المقصود بالعيد أو جوهر وموضوع العيد هو المعجزة التي حلّت بحَنّة، المرأة العاقر المتقدّمة في السّن وحبلت نتيجة لهذه المعجزة، أم هي المخلوقة الحبول بها؟ وغير خاف أن تحديد ذلك شغل ذهن اللاهوتيّين الغربيّين فيما يسمّى (الفاعل والمفعول) (conception active – conception passive).
فلننظر أوّلًا إلى نتائج المقارنة مع عيد ميلاد العذراء. نلاحظ أوّلًا تشابه في الكلمات والأفكار. 

 

فالسكنسار يستعمل في كلا العيدين نفس الكلمات: ميلاد البتول والحادثة المذكورة هي هي في العيدين. وكلتا الحظتان في حياة العذراء: لحظة الحبل بها ولحزة ميلادها أو لادتها تعتبران مقدستين، طاهرتين، وبريئتين من الدنس. 

 

إذا كان السنكسار القبطي يُكرّر ذات الحادث العجائبيّ للملاك وللوالدين، سواء في 7 مسرى(الحبل) سواء أوّل بشنس (الميلاد)، وإذا لم يفكّر أحد أن يوم أوّل بشنس يحتفل بولادة حَنّة بل بالأحرى بميلاد العذراء، فلا يوجد سبب لقلب الترتيب في احتفال 7 مسرى. ومن ناحيّة أخرى حينما يدور الحديث حول لحظة من حياة مريم العذراء مطلوب فيها بالضرورة تدخل الوالدين، فمن الطبيعي أنّه حينما يدور الحديث بالشكل الذي توحيه الطبيعة، أيّ أن الوالدين يلدان ابنه.
لهذه الأسباب نرى ضعف الدليل الذي يستند على الحبل في الفاعل (Conception active)  
من حَنّة والقرائن البعيدة تثبت هذا التفسير، حينما تقدم مريم في حالة القداسة سواء من لحظة الحبل بها سواء في لحظة ولادتها. 

 

 

وفي الواقع فالليتورجيا القبطية تُعلن مرارًا أن ميلاد مريم، في حد ذاته، تسيطر عليه صبغة القداسة. على سبيل المثال في كتاب الأجبيّة: «السموات تُطوّبك أيّتها الممتلئة نعمة، العروس بلا زواج ونحن أيضًا نمجد ميلادك يا والدة المسيح » [كتاب الأجبية، صلاة نصف الليل، الخدمة الثانيّة، القطعة الثالثة. 

 

وقد اعتادت بعض الطبعات الأخيرة للأجبيّة أن تُضيف تفسيرًا في الهامش على كلمة «ميلادك» كقولها: أيّ ولادتك للمسيح. لكن لا توجد تفسيرات في الطبعة القديمة. انظر مثلًا طبعة جرجس فيلوثاؤس عوض سنة 1630ش (= 1914م) ص233]. يا باب الحياة الحياة العقلي، يا والدة المسيح  المكرّمة، خلّصي الذين التجأوا إليك بإيمان من الشدائد، لكي نمجد ميلادك الطاهر في كلّ شيء من أجل خلاص نفوسنا [كتاب الأجبية، صلاة نصف الليل، الخدمة الثالثة، القطعة الثالثة].
 

 

وفي الأبصلمودية الكيهكية يُقال إن مريم كانت قدّيسة حتى قبل أن تُولد: «مختارة من بطن أُمّك. بحلول روح الله الجبّار المولود منك قدّوس. تسجد له الرؤساء والأجناد» [الأبصلمودية الكيهكية، طبعة أقلاديوس لبيب، سنة 1911، ص394، تذاكية عربي (2) على تذاكية يوم الأربعاء]. 
 

وهناك نصوص أخرى توصف الحبل بنفس الصفات المستعملة للميلاد: أي عجائبي، بالمعجزة غير مدرك. قدّوس. نورد على سبيل المثال هذا النص من الأبصلمودية السنويّة: «التابوت الغير المصفّح من كل ّناحية. والغطاء الكاروبي. القسط الذهب المنارة الذهب. المجمرة الهب. عصا هارون التي أزهرت. والزهرة المقدّسة التي للبخور. هذه جميعها معًا تدلنا على ميلادك العجيب يا مريم العذراء» [الأبصلمودية السنويّة، طبعة 1624 ش(=1908م) بمطبعة عين شمس بمصر، ص134و 136: ثاؤطوكيّة الأحد (4)].
 

 

قد يعترض البعض بالقول بأن الكنيسة القبطية تحتفل أيضًا بالحبل بيوحنّا المعمدان (26 توت)، فهل يوحنّا أيضًا بريء من دنس الخطيئة الأصلية؟ والكنيسة تحتفل بأليصابات، مع العلم بأن ابنها يوحنّا المعمدان ورث الخطيئة الأصلية وبالتالي لا يمكن الاستدلال على براءة مريم من دنس الخطيئة الأصلية بسبب التعييد لحبل حَنّة: تعيد الحبل بيوحنّا ويوحنّا ورث الخطيئة الأصلية. وتعيد الحبل بمريم. إذن مريم العذراء ورثت الخطيئة الأصلية.
وللجواب عن هذا الاعتراض يمكن استخدام نفس التشبيه كالآتي:


إذا كان الكنيسة القبطية تحتفل في 29 برمهات (=7 أبريل مصحح أو 25 مارس غير مصحح) ببشارة العذراء أي الحبل بالمسيح. وحيث أن المسيح بريء من دنس الخطيئة فالعذراء بريئة من دنس الخطيئة الأصلية.
 

لكن ربما هذا التشبيه يستند على التشابه الخارجي فقط لكن يجب التركيز على الخصائص الشخصية للأشخاص الذي يحتفل بالحبل بهم للوصول إلى معرفة الخصائص التي يختلف فيها الواحد عن الآخر. وبالفعل فإن درجة القداسة مماثلة وتوافق لكلّ شخص حسب كيانه ومهمته: فالمسيح تناسبه قداسة الإله المتجسد، ومريم العذراء تناسبها قداسة أُمّ الله، ويوحنّا تناسبه وتوافقه قداسة السابق.
وعند المناسبة فإن الأقباط يصفون مريم بصفات مختلفة تمامًا عن يوحنّا المعمدان. وبينما هم مقنعون أن يوحنّا تطهر في بطن أُمه يوم زيارة مريم لأليصابات فهم لا يضعون حدًّا زمنيًّا لقداسة مريم
[راجع، ألفونس عبد الله الفرنسيسكاني(الأب)، الحبل البريء من دنس الخطيئة الأصلية بمريم العذراء

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط مریم العذراء القبطیة ت

إقرأ أيضاً:

الأنبا فيلوباتير يترأس الفعاليات الروحية بكنيسة العذراء فلوريدا.. شاهد

ترأس نيافة الأنبا فيلوباتير أسقف أبوقرقاص وتوابعها، اليوم السبت، الفعاليات  الروحية خلال خدمة صلاة القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء مريم بمنطقة فلوريدا .

أحداث يسترجعها تاريخ الكنيسة.. ذكرى رحيل القديس أبانوب المعترف القديس بشاي أنوب.. سيرة أسهمت في ثراء التراث المسيحي

تخلل اللقاء اقامة الطقوس القبطية الأرثوذكسية، امتمثلة ف رفع البخور وتقديم الحمل وتلاوة القراءات السنكسار والقطمارس اليومية، وكانت هذه المراسم في ضيافة الأنبا يوسف مطران جنوبي الولايات المتحدة الأمريكية، وبمشاركة كل من القمص ميخائيل عزيز والقس ويصا كهنة الكنيسة وكذلك من كهنة الإيبارشية القس يوسف جاب الله.

يأتي اللقاء في إطار جولة الأنبا فيلوباتير الرعوية بالولايات المتحدة الأمريكية لمتابعة الفعاليات اللروحية  وتفقد أوضاع الأقباط في بلاد المهجر، التي يحرص  قداسة البابا تواضروس الثاني والآباء الأساقفة على متابعة أخبارهم بصورة مستمرة. 

 

 

الكنيسة القبطية حاليًا وهى فترة صوم الرسل التي بدأت عقب  احتفالية عيد العنصرة ذكرى حلول الروح القدس على التلاميذ والرسل الاوائل والسيدة العذراء مريم ومن المقرر أن تنتهي يوم الجمعة المقبل، بمناسبة عيد الرسل بمناسبة ذكرى استشهاد القديسين بطرس وبولس.

يحمل صوم الرسل العديد من الطقوس والرموز الروحية، وعادة يكون صوم الرسل بعد مرور 8 أسابيع من الاحتفال بعيد القيامة المجيد. يمتنع فيها الأقباط عن تناول اللحوم والدواجن والألبان ويسمح فقط بتناول المأكولات البحرية والأسماك، وهو من أصوام الدرجة الثانية حسب ترتيب العبادات والطقوس والأصوام داخل الكنيسة الأرثوذكسية، مثل "صوم الرسل، صوم الميلاد، صوم العذراء"، ويسمح بتناول الأسماك باعتبارها من الكائنات النقية وأيضًا لتخفف من كثرة أيام الصوم التي تعيشها الكنيسة. 

ويتمتع هذا الصوم بمكانة كبيرة لأنه من أقدم بل أول العبادات التي عرفتها الكنيسة الأولى على يد القديسين بطرس وبولس الذين ساهموا في نشر تعاليم السيد المسيح في مختلف بقاع الأرض وخاصة في روما. 

تربط الكتب المسيحية بين ذكرى حول الروح القدس بصوم الرسل، ذلك لأسباب روحية وأحداث تاريخية حيث كان هذا الصوم يمارس في الكنيسة الأولى على مدار 10 أيام المنحصرة بين صعود المسيح مباشرة حتى حلول الروح القدس، ومع مرور الوقت واختلاف الأحداث والأوضاع تغيرت مدة الصوم حتى جاء البابا خريستوذولوس بالقرن الحادى عشر  فى مجموعة قوانينه ووضع له قانون واضح، ومحدد أن تكون بدايته اليوم التالى لعيد العنصرة وهو تاريخ غير ثابت لارتباطه بعيد القيامة وهو غير ثابت بينما نهايته محددة بتاريخ محدد لذلك تتأرجح مدة هذا الصوم ما بين ١٥ و ٤٩ يومًا.

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 8 يوليو 2024
  • فتة شاورما الدجاج.. أسرار تحضيرها بنكهتها الأصلية
  • حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 7 يوليو 2024
  • التعليم العالي: قبول 3325 طالبا وطالبة في خطة البعثات الخارجية الأصلية لهذا العام
  • دعاء للوالد المتوفي في ليلة رأس السنة الهجرية
  • الأنبا فيلوباتير يترأس الفعاليات الروحية بكنيسة العذراء فلوريدا.. شاهد
  • حظك اليوم.. توقعات برج العذراء 6 يوليو 2024
  • حظك اليوم برج العذراء السبت 6-7-2024، على الصعيدين المهني والعاطفي
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يشهد يوم المكتب الوطني للمنشآت الرسولية البابوية
  • الاجتماع الشهري لـ "خورس الشمامسة" بكنيسة العذراء في أرض الجولف