مقال بفايننشيال تايمز: كلما طال أمد الحرب بين إسرائيل وحماس سيصبح السلام أبعد منالا
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
يؤكد مقال بصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أنه وبمجرد بدء الحرب في غزة، أصبحت العديد من بؤر التوتر بالمنطقة معرضة لخطر التسخين، وكلما طال أمد الحرب، أصبح السلام بعيد المنال، وحتى في غياب تصعيد واسع النطاق، فإن ما كان ممكنا قبل شهر، قد لا يكون ممكنا بعد شهر من الآن.
ويوضح كاتب المقال كيم غاتاس الزميل بمعهد جامعة كولومبيا للسياسة العالمية، أن المرحلة الثانية من حرب إسرائيل ضد غزة تجلب معها المزيد من الدمار والموت للفلسطينيين هناك، وتعرض المحتجزين الإسرائيليين الباقين لخطر كبير، وتزيد المخاطر المتجددة على الشرق الأوسط الأوسع.
وقال، إن الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أنه مع بدء الحرب، ودخولها الشهر الثالث، فإن العديد من بؤر التوتر الإقليمية معرضة لخطر التسخين، منها ما هو مدفوع مباشرة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي؛ مثل: الضفة الغربية التي يُخشى اندلاع انتفاضة فيها مع ازدياد عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين، والتوترات المرتفعة في القدس الشرقية.
ومن هذه البؤر، كما يقول الكاتب، ما هو مدفوع بحاجة إيران إلى الحفاظ على مصداقيتها مدافعة عن الفلسطينيين. وقد زاد وكلاء إيران في جميع أنحاء المنطقة من الضغط. فواجهت القوات الأميركية في العراق وسوريا أكثر من 76 هجوما منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول الأماضي. وأطلق الحوثيون في اليمن صواريخ على إسرائيل، وهاجموا السفن التجارية في البحر الأحمر. وسارت الولايات المتحدة، على خط رفيع بين الردع وإثارة القلق في طهران بشأن ضربة أوسع.
النقطة الأكثر إلحاحاوأكد الكاتب أن نقطة الاشتعال الأكثر إلحاحا هي الحدود اللبنانية الإسرائيلية، حيث يحاول حزب الله عمل كل ما هو ممكن لإظهار دعمه لحماس دون أن يتسبب في انفجار كبير بينه وإسرائيل، ومع ذلك لا يزال ما يفعله حزب الله أكثر مما تستطيع إسرائيل تحمله لفترة أطول.
واستمر غاتاس يقول، إن التصعيد المفاجئ لا يزال ممكنا على كل هذه الجبهات. وفي الوقت نفسه إن المعاناة في غزة تتجاوز كل ما يمكن تحمله، إذ حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء الماضي من "كارثة قد تكون لها آثار لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل، وعلى السلام والأمن في المنطقة".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الشرق الأوسط يترقب خطوات ترامب لوقف الحرب
تشكل عودة، دونالد ترامب، إلى الرئاسة نقطة تحول في السياسة الأميركية الخارجية، سيما في الشرق الأوسط خاصة مع نهجه غير التقليدي في التعامل مع القضايا المختلفة.
وفي ظل حالة عدم الاستقرار الإقليمي والتحديات العالمية، تثار تساؤلات بشأن كيفية تعامله مع النزاعات الكبرى في المنطقة، وسبل تنفيذ وعوده بحلها سريعا.
فالشرق الأوسط على موعد جديد مع ترامب العائد إلى البيت الأبيض بفوز لاقى احتفاء من زعماء المنطقة أملا بوضع حد سريع لحروبها واضطراباتها كما وعد على مدى الأسابيع الماضية.
في قطاع غزة، حيث تدور منذ أكثر من عام رحى الحرب الإسرائيلية، ينتظر الغزييون أسوة ببقية العالم كيف سيحقق ترامب تعهداته بعد أن استعصى السلامُ على مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين.
وترامب داعم قوي لإسرائيل لكنه أيضا شدد على ضرورة أن ينهي جيشها مهمته في القطاع سريعا.
رؤساء أميركيون حصدوا أكبر أصوات المجمع الانتخابي .. من هم؟ 10 رؤساء حصلوا على الحصة الأكبر من أصوات المجمع الانتخابي .. من هم؟وعلى غرار قطاع غزة، فإن ملف لبنان ينتظر هو الآخر على طاولة ترامب حلا للحرب الدائرة هناك بين إسرائيل وحزب الله اللبناني المصنف على لوائح الإرهاب الأميركية.
ومع وعود ترامب بإحلال السلام هناك، فإنه لم يعرض مقاربته لفعل ذلك. ومع احتدام النزاع فإن ثمة من ينتظر بفارغ الصبر تسلم الرئيس الأميركي السابق مهامه الرئاسية من جديد.
الصراع في غزة ولبنان على شفا الانزلاق لحرب إقليمية في ظل تبادل الهجمات الصاروخية بين إسرائيل وإيران.
التشدد أم الدبلوماسية.. كيف سيتعامل ترامب مع إيران؟ بعد إعلان فوز، دونالد ترامب، بانتخابات الرئاسة الأميركية، توقع خبراء أن يتبنى الرئيس الجديد نهجا أقل ميلا إلى الدبلوماسية مع إيران مقارنة بإدارة الرئيس الحالي، جو بايدن.وعلى الجبهة الإيرانية، من المتوقع أن يعود ترامب إلى سياسة "الضغط الأقصى" التي اعتمدها خلال رئاسته الأولى، سيما أنه كرر اتهامه لإدارة الرئيس جو بايدن بالتراخي مع إيران. هذا التوقع تُرجم سريعا بانخفاض العملة الإيرانية إلى أدنى مستوياتها فور اعلان ترامب فوزه بالانتخابات.
حرب غزة التي طار شررها إلى لبنان وإيران عرقلت مسارا أطلقه ترامب في ولايته الأولى لتطبيع إسرائيل مع السعودية تتويجا لاتفاقيات إبراهيم التي شملت عدة دول عربية.
هذه الحرب أيضا عصفت بجهود وساطة أميركية بين إسرائيل والفلسطينيين بما عرف بصفقة القرن. وتراقب الآن الجهات الفاعلة الإقليمية كيف سيتعامل ترامب مع هذه المتغيرات.
ورغم انتقادات معارضي ترامب، يجد مؤيدوه في سياساته الحزم اللازم لإعادة بناء النفوذ الأميركي، والضغط القوي من أجل السلام.