نحو صدام مباشر بين الشعب والملكية.. أزمة حكم تعصف بنظام المخزن في المغرب
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الجزائر عن نحو صدام مباشر بين الشعب والملكية أزمة حكم تعصف بنظام المخزن في المغرب، تعيش المملكة المغربية، أزمة حكم تاريخية وغير مسبوقة، في ظل الغياب شبه التام للملك محمد السادس، لتعوضه القبضة .،بحسب ما نشر الجزائر اليوم، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات نحو صدام مباشر بين الشعب والملكية.
تعيش المملكة المغربية، أزمة حكم تاريخية وغير مسبوقة، في ظل الغياب شبه التام للملك محمد السادس، لتعوضه القبضة الأمنية ومختلف تحالفاتها التي تزيد من تضييق الخناق على المغاربة في الجانب المتعلق بالممارسة الديمقراطية وحرية التعبير، خاصة وأن حدة الاحتجاجات الاجتماعية والفئوية تزداد يوما بعد يوم مع غلاء المعيشة وتراجع القدرة الشرائية والاحتجاج ضد التطبيع الذي عمق من أزمات المغرب.
وقد حذَّر الباحث في جامعة هارفارد، هشام العلوي، من تعاظم دور الأجهزة الأمنية المغربية في النسق السياسي الرسمي، معتبرًا أنّ المغرب على حافة “حدوث أزمة وطنيّة”، لا يستبعد العديد من المحللين أن تعصف بالقصر على أقل تقدير ويمكن أن تصل لدرجة إسقاط الملكية وإحداث تغييرات جوهرية في نظام حكم مملكة مراكش.
حديث هشام العلوي المعروف بتأييده للديمقراطية وثورات الربيع العربي – وهو ابن عم الملك محمّد السادس – يأتي في سياق يطبعه شبه غياب الملك عن المشهد السياسي المغربي لمكوثه الطويل خارج المغرب، حيث يتذكر المغاربة أن أمير المدمنين، خلال السنة الماضية، أمضى ما يقارب 200 يوم خارج مملكته، وفقًا لتقديرات مجلّة الإيكونوميست، حيث تم تسريب العديد من الفيديوهات التي تظهره في حالات غير طبيعية، وفي حالة سكر جد متقدمة.
كما أن محمد السادس قليلًا ما يتحدّث للشعب ونادرًا ما يتفاعل مع الأحداث السياسية والاجتماعية بشكل مباشر، بالإضافة إلى أنّه لا يحبّذ إجراء المقابلات الصحفية. فمنذ اعتلائه العرش سنة 1999، أدلى بنحو ست مقابلات صحفية، أغلبها لصحف دولية، كان آخرها في عام 2016، وهو ما يؤكد احتقاره للصحافة والإعلام في المغرب، ولا يقدر ولا يعير أي اهتمام لحرية التعبير.
ساهم غياب الملك في تراجع شعبية النظام على المستوى الداخلي، خاصة وأن الملك لا يستجيب نهائيا لأي انشغال يطرحه الشعب المغربي المطحون، حيث أن غالبية الشعب المغربي يشير إلى عدم تدخّل الملك لكبح الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، وما ترتّب عليها من ارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية والبترولية. وهكذا صارت تتآكل السردية الرسمية القائلة بأنّ “الملك طيّب، والطبقة السياسية سيّئة” وتفقد فاعليتها في تبييض وجه السلطة.
وفقًا لأستاذة العلوم السياسية بجامعة لوزان مونية بناني الشريبي، في تصريحات صحفية لها، فإنّ المغاربة في السنوات الأخيرة صاروا يؤكّدون وبصوت عالٍ على أنّ “زمام الحكم بين يدي الملك”، وبأنّ الحكومة ما هي سوى أداة تنفيذية – وأحيانًا شكليّة – لقرارات القصر الملكي. ولطالما أكّد رئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله بنكيران ذلك بقوله: “الذي يحكم المغرب هو جلالة الملك. رئيس الحكومة هو فقط مساعد له”.
صمت الملك وغيابه أدّى إلى بروز فاعل جديد/ قديم في مربّع الحكم، وهو الذي يُمكن تسميته بـ “التحالف الأمني” المكوّن من أجهزة الأمن والمخابرات ورجال الأعمال المنتفعين من الاقتصاد الريعي وأصحاب المصالح من الساسة وكبار الموظفين في مؤسسات الدولة. يُدار هذا التحالف من قِبَل مستشار ملكي مقرّب من محمّد السادس، وفقًا لما يقوله نقيب المحامين وزير حقوق الإنسان الأسبق محمّد زيّان (80 سنة)، الذي اعتقل مباشرة بعد حديثه عمَّا أسماه “شبكة الاستحواذ على الدولة.”
أشهُر بعد اعتقال المحامي زيّان بتهم سياسية، نشر الصحفي علي المرابط معلومات تتعلّق بما كان سيفصح عنه زيّان بشأن “شبكة الاستحواذ على الدولة”. استخدم المرابط مفهوم” البِنْيَة السريّة” في وصف هذه “الشبكة”. والمصطلح استخدم لأوّل مرّة من لدن المؤرّخ في جامعة محمّد الخامس في الرباط معطي منجب في نوفمبر 2020.
يهدف مفهوم “البِنْيَة السريّة” الذي صاغه منجب إلى توصيف “الدائرة الضيّقة في أعلى هرم السلطة في المغرب التي تدير الشأن السياسي والأمني والاقتصادي في البلاد، في إشارة إلى ما يعادل مفهوم الدولة العميقة”، كما يوضّح الصحفي علي أنوزلا. فمشكل هذه “البِنْيَة” يكمن في كونها تشتغل خارج إطار القانون والدستور، ولا تتمتّع بالمشروعية الشعبية ولها من الوسائل ما يجعلها فعّالة في مواجهة كلّ من يحاول أن يكشف عن أعضاءها. لقد تمّ اعتقال معطي منجب في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2020، أسابيع بعد كتابته مقالًا تحليليًا بشأن هذا الموضوع.
سبق لوزارة الداخلية المغربية أن أصدرت بلاغًا اعتبرت فيه أنّ الترويج لمفهوم “البِنْيَة السريّة” يهدف إلى “تضليل الرأي العام الوطني والدولي والمس بالصورة الحقوقية للمملكة”، وذلك في ردها على تصريحات أدلى بها منجب بعد خروجه من السجن في مارس 2021.
وتتوجّس السلطات المغربية من النقاش الدائر حاليًا في بعض الأوساط السياسية والحقوقية حول أزمة الحكم في المغرب وما يتفرّعُ عنها من أسئلة حول مفهوم “البِنْيَة السريّة” الظاهر للعلن حديثًا. ويظهر ذلك من خلال نفيها المتكرّر لوجود هذه “البِنْيَة”، مع مواصلة هجومها الإعلامي على كل من يحاول دراستها وفهم منهجية عملها، أو على الأقل الإشارة إليها.
ويتوقع العديد من المراقبين أن يؤدّي هذا الوضع المتأزّم والجديد مستقبلًا إلى مواجهة مباشرة بين الشعب والملكية، خصوصًا وأنّ الأخيرة بدت تفقد مشروعيتها الراسخة منذ قرون مع تراجع دور الملك، الفعلي والشكلي، في المجال العام.
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: مباشر موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس فی المغرب د السادس
إقرأ أيضاً:
لحظة صدام بين مليونير وإعلامية حول راتبها البالغ 405 ألف يورو
اندلع صدام بين مليونير تحول إلى مؤثر على يوتيوب يدافع عن العدالة الاجتماعية، والإعلامية فيونا بروس، في برنامج "وقت الأسئلة"، بعد أن هاجمها على خلفية راتبها المكون من ستة أرقام في بي بي سي.
وقدم غاري ستيفنسون، المتداول السابق في سيتي بنك، ادعاءاً في البرنامج بأن بروس التي عملت في بي بي سي لمدة 36 عاماً، وأعضاء آخرين في اللجنة، أصبحوا الآن أكثر ثراءً مما كانوا عليه في بداية الجائحة، وفق "دايلي ميل".
وسُئل أعضاء لجنة "دارتفورد" في افتتاح البرنامج من قِبل أحد الحضور، عمّا إذا كان ينبغي على مطالبي الإعانات أم المليارديرات، تحمّل عبء العجز، بعد الكشف عن تخفيضات الرعاية الاجتماعية في بريطانيا بقيمة 5 مليارات جنيه إسترليني في بيان الربيع.
ودارتفورد هي دائرة انتخابية في كينت، يمثلها جيم ديكسون من حزب العمال في مجلس العموم البريطاني منذ عام 2024.
وبدا ستيفنسون، الذي أصبح مليونيراً في وظيفته السابقة، وينتقد الآن ما يصفه بـ "الانحلال الأخلاقي" في البنوك، وكأنه يُشير إلى أن العجز قد ازداد، وأن مستويات المعيشة قد انخفضت، بسبب عدم فرض ضرائب على الأغنياء.
وقال في البرنامج: "هل يعلم أحدٌ ما هو إجمالي العجز الحكومي منذ بداية جائحة كوفيد؟.. بلغ الرقم الآن تريليون جنيه إسترليني، أي ما يعادل 20 ألف جنيه إسترليني لكل فرد بالغ في المقاطعة.. إذن، إذا لم يكن كل فرد منكم أغنى بـ 20 ألف جنيه إسترليني نقداً، فإن شخصاً آخر يملك أموالكم! هل يعرف أحد من يملك هذا التريليون جنيه إسترليني؟ إنهم أغنى الناس في البلاد، هذه مشكلة تزايد عدم المساواة في الثروة".
وأضاف: سأخبركم من هو على الأرجح أغنى، إنه كل فرد في هذه اللجنة". ولم يستثن نفسه من الأمر.
وبدت فينا بروس وقد شعرت بانزعاج كبير ورفعت يدعها، وقالت بصوت مسموع "لا"، بينما واصل ستيفنسون ادعاؤه بأن "الأثرياء يزدادون ثراءً".
وغادر ستيفنسون عالم البنوك عام 2014 بعد أن أنهكه التعب، آخذاً معه أسهماً مؤجلة في سيتي غروب بقيمة 1.5 مليون جنيه إسترليني على الأقل.
وفي البرنامج حين اندلع الصدام بين الاثنين، قالت بروس: "لا تشركني في كل هذا، لا أعرف إن كنتم قد رأيتم طريقة عمل هيئة الإذاعة، لكنهم لا يرفعون الرواتب حالياً".
وفيونا بروس هي سادس أعلى نجمة أجراً في هيئة الإذاعة البريطانية، حيث تتقاضى حوالي 405.000 جنيه إسترليني سنوياً، وقد خُفِّض راتبها في عام 2022 بعد أن انخفض من حوالي 410.000 جنيه إسترليني إلى 395.000 جنيه إسترليني.
وعندما سُئل عن الحل، قال ستيفنسون: "علينا تغيير النظام الضريبي. لدينا نظام ضريبي يُحصِّل ضرائب على العمال بنسبة 30، 40، 50، 60%، بينما يمكن لأشخاص مثل دوق وستمنستر أن يرثوا 10 مليارات جنيه إسترليني دون أن يدفعوا شيئاً، إذا فعلتم ذلك، فستُمتص الثروة من الطبقة المتوسطة، لقد أفلس هذا بالفعل الطبقة العاملة تماماً، وسيُفلس الحكومة، وسينتشر الفقر".
وحين قال ستيفنسون: "لماذا نفرض ضرائب على العمال أكثر من المليارديرات؟"، أشارت بروس إلى أن العديد من الدول ألغت ضرائب الثروة لأنها لا تُدرّ إيرادات كبيرة، وفق تعبيرها.
ذلك وتشير أرقام شركة التحليلات "نيو وورلد ويلث" إلى أن 10.800 مليونير و12 مليارديراً، غادروا بريطانيا العام الماضي وسط ارتفاع ضرائب الثروة.