عربي21:
2025-02-02@15:10:10 GMT

غزة تنشر الإسلام في الغرب

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

أعطى أحد المسلمين في أمريكا صديقه البحّار الأمريكي نسخة مترجمة من القرآن. وبعد أن فرغ البحّار من قراءة القرآن، ظَنّ أن مؤلف القرآن هو سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، وبحكم طبيعة عمله كبحّار يجوب البحار، استرعت انتباهه الآية (40) من سورة النور: "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ"، التي تتحدث عن أنواء البحار وعواصفها.



وحين التقى صديقه المسلم سأله: "?‏Is this Mohamed a sailor" (هل كان محمد هذا بحارا؟).. فأجابه المسلم بالنفي، بل أفاده بأنه لم يَرَ بحرا أصلا، وأنه ليس مؤلف القرآن، وأن هذا القرآن وحي من الله..

وكانت تلك إجابة صادمة مدهشة للبحّار؛ لأنه لا يعرف عواصف البحار المذكورة في الآية إلّا بحار؛ وما دام محمد ليس هو المؤلف، ولم يَرَ بحرا، فهذا يكفي دلالة على أن القرآن منزل من خالق الكون الذي يعرف كل شيء.. فأسلم الرجل.

وفي بحث أجريتُه قبل سنوات عن الأسباب التي تجعل مسيحيين كبارا في الكنيسة أو المجتمع في الغرب يسلمون، ونشرت خلاصاته في سلسلة مقالات بعنوان: "أقربهم مودة"؛ وجدتُ أن أهم سبب هو قراءتهم للقرآن.

والبحث دلّني على أسبابٍ أخرى.. إذ أحصيت ثمانية أسلموا فقط بتأثير الأذان.. وبعضهم أسلم بعد نطقه وفهمه للشهادتين: "أشهد ألّا إله إلّا الله وأن محمدا رسول الله".. وأسلم البعض تأثرا بِحُسْنِ معاملة مسلمين لهم.. وهكذا من أسباب.

لكن ظلت قراءة القرآن (حتى الترجمة) هي السبب الأبرز، وكانت آية واحدة أو بضع آيات كافية لتكون سببا في إسلام بعض نصارى الغرب.

كان كات استيفن (يوسف إسلام فيما بعد) الموسيقار البريطاني الشهير، قد أصبح لا دينيا.. وذات يوم أهداه أخوه القادم لتوه من زيارة القدس نسخة مترجمة للقرآن.. ولما قرأ سورة الإخلاص "قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد"، قال على الفور: هذه تطابق قناعتي تماما، هذا هو الدين الذي أريده، وأعلن إسلامه.

في عام 1995 كنت دبلوماسيا في سفارة السودان بواشنطن؛ وتحدثت في كنيسة في مدينة كولومبوس في ولاية أوهايو عن السودان.. ثم دعاني القسيس لوجبة في أحد المطاعم.. وجاورني في المطعم رجل عجوز، كان أحد قدامى المحاربين (Veteran) وكان يقاتل في فيتنام. وأثناء أُنْسِنا، حدثني بأنه يعاني من حالة نفسية، قال إن سببها هو ما ارتكبه من فظائع في فيتنام؛ وإن أشباح الذين قتلهم تطارده!!!

قلت له: إن علاجه في "إنجيل المسلمين" (Muslim Bible)، كما يسمي عامة الأمريكان القرآن.  وتلوت عليه سورة الإخلاص (قل هو الله أحد) وترجمتها له.

ولدهشتي انهمرت دموع الرجل، وقال لي في تأثر: هذا كلام حلو، لم يقله لي أحد من قبل.

قلت له: إن هذا ليس كلامي، بل هو كلام الله، كما أنزله في القرآن.

سُرّ الرجل منّي جدا. ثم سألني: ما هو أكثر شيء تحبه؟

فقلت له بعفوية: أُحب تاباسكو (Tabasco) هذه؛ مشيرا لقارورة شطة سائلة مشهورة في المطاعم الأمريكية؟ وظننت أن الحوار انتهى هنا. ولكني فوجئت بالرجل يأتيني بكرتونة مليئة بقوارير تاباسكو!!! قائلا: هذه هي هديتي لك بمناسبة الكلام الحلو الذي قلته لي!!!

وقد وجدت أن الآية "اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ ۗ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" (النور: 35)؛ هي من بين الآيات التي تسببت في إسلام البعض.

وقد أسلم أستاذ الرياضيات جيفري لانغ (Jeffrey Lang) الذي كان ألْحَد، بعد أن قرأ ترجمة للقرآن. وقال إن الذي أدهشه أنه حين أخذ يقرأ القرآن كان كلما تَعَمّق في قراءته يجد فيه إجابة لتساؤلاته؛ وأنه وجده منطقيا.. وقال: إن المنطق مهم له كأستاذ للرياضيات يهمه أن تكون الأشياء بمنطق: واحد زائد واحد تساوي اثنين.

وقال أيضا إنه اكتشف أن القرآن يسبر أغوار النفس الإنسانية، فهو يقرأ القارئ وليس العكس (This book is reading the reader).

قال بروفسر لانغ إنه قرأ كتب أديان عديدة، ولكنها لم تقنعه فألْحَدَ.. ولكنه حين أخذ يقرأ القرآن وجد فيه شيئا عجيبا مختلفا عن كل كتب الأديان (سماوية أو غير سماوية) وهو أنه يتميّز بوجود ما يسمى علميا "اختبار الخطأ"(Falsification Test)، الذي يتم عبره تقييم صحة النظريات العلمية.

وقد جد ذلك في الآية: "فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ" (الطور: 34)، والآية: "أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ" (هود: 13)، والآية: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافا كَثِيرا" (النساء: 82) التي تتحدى أي قارئ للقرآن أن يجد فيه تناقضا.

يلاحظ أن كل الذين يعلنون إسلامهم من الغربيين يبلغ بهم التأثر لحظة النطق بالشهادة أنهم يبكون فرحا، وهناك إجماع لدى كل الذين أسلموا بصدق أنه غمرهم إحساس بالراحة النفسية والطمأنينة والسكينة ما شعروا بها قَطُّ من قبل إسلامهم. وتجد كلمات: "PEACE" و"Tranquility Safety" هي الدارجة على ألسنتهم.

وبعد حرب غزة هذي؛ يخرج الفلسطينيون من تحت الأنقاض ليجدوا أنهم فقدوا أحباءهم، لكنهم يقولون بكل طمأنينة ورضى: "الحمد لله"!!! وقد أدهشت هذه الظاهرة كثيرا من شباب الغرب.. وفي بحثهم لأسبابها، وجدوها في القرآن.. فأسلموا ألوفا.

قال عبد الله بن منصور، رئيس المنظمات الإسلامية في أوروبا (وفقا لأحمد منصور؛ مذيع الجزيرة المشهور): إن عشرين ألفا أسلموا في فرنسا وحدها في هذين الشهرين، بعد أن قرأوا القرآن كرد فعل لما شاهدوه من فعل أهل غزة الذين فقدوا كل شيء، ونفس هذا حدث بعد 11 أيلول/ سبتمبر.

وصدق الله تعالى القائل: "وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْما غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه القرآن الغرب الاسلام الغرب القرآن الإيمان غز ة رياضة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

شبيه النبي الذي رآه ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بـ 5 كلمات

رحلة الإسراء والمعراج كانت مليئة بالآيات والمعجزات حتى قال عنها الله عز وجل {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.

وقال الدكتور أيمن أبو عمر، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة، فى فيديو منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، إنه فى رحلة الإسراء والمعراج التقى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يشبهه ، وحكى قائلاً:" أنه عندما تجاوز النبي السماء السادسة ووصل للسماء السابعة ومعه جبريل، فجبريل يستفتح قالوا من؟ قال أنا جبريل، قالوا ومن معكم؟ قال محمد، قالوا أو قد ارسل اليه؟، قال نعم، فدخل به جبريل للسماء السابعة فرحبوا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقالوا نعم المجيء جاء.

وتابع قائلاً:" ثم رُفِعَ النبي صلى الله عليه وسلم الى البيت المعمور، وهو بيت لله في السماء السابعة، أقسم الله تعالى به فى أول سورة الطور قال تعالى {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ}، والطور هو الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسي عليه السلام، والمسطور وهو القرآن الكريم فى رق منشور فى صحفا منشورة والبيت المعمور وهو البيت الذي فى السماء السابعة كالكعبة فى الأرض، وسمي بالمعمور لأنه يدخله فى كل يوم سبعون الف ملك يعبدون الله فيه ولا يعيدون اليه مرة أخرى، والسقف المرفوع وهو المساء، والبحر المسجور اى المملوء بالماء.

وقال أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى فيه رجلاً يسنده ظهره عليه يشبه جداً وهذا الرجل هو سيدنا إبراهيم عليه السلام يقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم “وكنت أشبه الناس به من ولده”، فكل الأنبياء أصلهم يعود لسيدنا إبراهيم فهو أبو الأنبياء وسيدنا إسماعيل ابن سيدنا إبراهيم هو جد النبي صلى الله عليه وسلم، فعندما سلم سيدنا إبراهيم على سيدنا البني صلى الله عليه وسلم قال له (أهلا ومرحبا بالنبي الصالح والأبن الصالح)، لأنه فى مقام البنوة من سيدنا إبراهيم عليه السلام.

وتابع قائلاً: أن سيدنا إبراهيم أوصى سيدنا النبي بوصية فى هذه الليلة قال له ((يا محمد اقرأ أمتك منى السلام، أخبرهم ان الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وانهم قيعان اى ارض متساوية، وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر)) وفى رواية ان سيدنا أبراهيم أوصى النبي ان تكثر الأمة من هذه الكلمات لأنها غراس الجنة (( سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والحمد لله والله اكبر)).

هذا هو الراجل الذي كان شبيهه سيدنا النبي، النبي العظيم القدوة والأسوة للأنبياء جميعا ولرسول الله سيدنا إبراهيم ووصيته لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

مقالات مشابهة

  • شبيه النبي الذي رآه ليلة الإسراء والمعراج وأوصاه بـ 5 كلمات
  • الأعياد في الإسلام
  • معارك ثقافية فى ذاكرة الكتابة المصرية.. «الشعر الجاهلي» و«الفن القصصي فى القرآن» و«أولاد حارتنا» كتب أثارت الجدل بأفكارها الجريئة
  • سر العلاقة بين الشوعيين واتباع محمود محمد طه
  • الفرق بين صيام الفرض وصيام التطوع وفضائل الصيام في الإسلام
  • «المفتي»: الأمن شرط أساسي لتحقيق البناء والإعمار
  • الفتوى توضح حكم الدم الذي ينزل بعد السقط في الإسلام
  • الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة اليوم كاملًا
  • بالبث مباشر.. مقتل العراقي الذي أحرق المصحف الشريف بالسويد (فيديو) 
  • نهاية مأساوية لـ سلوان موميكا العراقي الذي أشعل غضب المسلمين بحرق المصحف.. فيديو