هل سيكون عام 2024 "علامة فارقة في تاريخ المناخ"؟
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
من المتوقع أن يكون العام المقبل علامة فارقة مثيرة للقلق في تاريخ المناخ، وفقا لتوقعات مكتب الأرصاد الجوية في المملكة المتحدة.
وتتوقع النمذجة أن 2024 قد يكون العام الأول في تاريخ البشرية الذي يتجاوز حد الاحترار البالغ 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية).
ووُضع هذا الحد في اتفاق باريس، ويعتقد أنه النقطة التي قد يصبح عندها تغير المناخ غير قابل للتراجع.
وعلى الرغم من أنه من المقرر أن يصبح 2023 العام الأكثر دفئا حتى الآن، فمن المتوقع بالفعل أن يحطم عام 2024 الرقم القياسي.
ويقول مكتب الأرصاد الجوية إن تغير المناخ، إلى جانب ظاهرة النينيو الكبيرة، ساهم في ارتفاع درجات الحرارة.
ويقدر العلماء أن درجات الحرارة في العام المقبل ستكون بين 2.41 درجة فهرنهايت (1.34 درجة مئوية) و2.84 درجة فهرنهايت (1.58 درجة مئوية) أعلى من متوسط ما قبل الصناعة.
ويقول الدكتور دونستون، الذي قاد التوقعات: "إن التوقعات تتماشى مع اتجاه الاحترار العالمي المستمر البالغ 0.2 درجة مئوية [0.36 درجة فهرنهايت] كل عقد، وتعززها ظاهرة النينيو. نتوقع عامين جديدين من تسجيل درجات الحرارة العالمية القياسية على التوالي".
وفي عام 2015، اتفقت الدول على وقف ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما يتجاوز 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية)، لأن هذه هي النقطة التي يبدأ عندها المناخ في أن يصبح غير مستقر بشكل خطير.
إقرأ المزيدويشير دونستون إلى أن حدثا مؤقتا واحدا يتجاوز 2.7 درجة فهرنهايت (1.5 درجة مئوية) لن يعتبر انتهاكا لاتفاقية باريس.
ومع ذلك، فهو يقول إن هذا سيكون "بالتأكيد علامة فارقة في تاريخ المناخ".
وسترتفع درجات الحرارة في العام المقبل بسبب عدد من العوامل، بالإضافة إلى تغير المناخ الذي يسببه الإنسان.
وعلى وجه الخصوص، سيؤدي حدث النينيو إلى ارتفاع متوسط درجات الحرارة بشكل مؤقت.
ويعرف حدث النينيو بأنه تحول في توزيع المياه الدافئة في المحيط الهادئ. وهذا يسبب رياحا أضعف وبحارا أكثر دفئا لفترة قصيرة من الزمن.
وقال البروفيسور آدم سكايفي، من مكتب الأرصاد الجوية: "بالإضافة إلى ظاهرة النينيو، لدينا درجات حرارة مرتفعة غير طبيعية في شمال المحيط الأطلسي والمحيط الجنوبي، وإلى جانب تغير المناخ، فإن هذه العوامل مسؤولة عن درجات الحرارة العالمية المتطرفة الجديدة".
ويأتي هذا التوقع على خلفية سلسلة من الأحداث الجوية التي حطمت الأرقام القياسية.
وهذا العام، كان نوفمبر الأكثر سخونة في التاريخ، الشهر الخامس الذي يحطم فيه الرقم القياسي على التوالي.
ويقول مكتب الأرصاد الجوية إن عام 2023 تجاوز توقعاته لدرجات الحرارة، ومن المؤكد الآن أنه كان العام الأكثر دفئا على الإطلاق.
ووفقا لتوقعات المكتب، سيكون 2024 الآن العام الحادي عشر على التوالي الذي تصل فيه درجات الحرارة إلى 1.8 درجة فهرنهايت (1 درجة مئوية) فوق مستويات ما قبل الصناعة.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري الارض التغيرات المناخية المناخ مکتب الأرصاد الجویة درجة فهرنهایت درجات الحرارة تغیر المناخ درجة مئویة فی تاریخ
إقرأ أيضاً:
مؤشر تغير المناخ 2025.. مصر تحقق تقدما ملحوظا وسط تحديات الطقس والكوارث الطبيعية
في خطوة إيجابية على صعيد الجهود البيئية الدولية، أحرزت مصر تقدماً ملحوظاً في مؤشر أداء تغير المناخ (CCPI) لعام 2025، حيث احتلت المركز العشرين من بين 67 دولة شملها التصنيف، متقدمة مركزين عن ترتيبها في العام السابق 2024، الذي كانت تحتل فيه المركز الثاني والعشرين.
ويعكس هذا التقدم جهود الحكومة المصرية في مواجهة تحديات التغير المناخي والتقليل من آثارها السلبية، ويبرز تطور أدائها في السياسات البيئية.
حسب تقرير مؤشر أداء تغير المناخ 2025، الذي يعكس مواقف الدول تجاه تحديات تغير المناخ، نجحت مصر في تحسين تصنيفها على المستوى العالمي، متفوقة على عدد من الدول الكبرى في المنطقة مثل جنوب أفريقيا التي احتلت المركز 38، والجزائر التي جاءت في المركز 51، والإمارات العربية المتحدة التي احتلت المركز 65. هذا التقدم يعكس جدية سياسات مصر في التصدي للتغيرات المناخية والجهود التي تبذلها من خلال تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة والحفاظ على البيئة.
مؤشرات الطقس في مصر لعام 2023وفي سياق مرتبط، كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمناسبة اليوم العالمي للأرصاد الجوية عن أبرز التغيرات المناخية التي شهدتها مصر في عام 2023. وأظهرت البيانات أن درجات الحرارة في بعض المناطق سجلت مستويات قياسية، حيث سجلت محطة رصد أسوان أعلى متوسط شهري لدرجة الحرارة العظمى بمقدار 43.9 درجة مئوية في شهر أغسطس، بينما سجلت محطة رصد شرم الشيخ أدنى متوسط لدرجة الحرارة الصغرى بمقدار 30.1 درجة مئوية خلال الشهر نفسه.
من ناحية أخرى، كشف التقرير عن أعلى نسبة رطوبة شهدتها البلاد في مدينة بورسعيد، حيث بلغ متوسطها الشهري 77% في مايو، وهو ما يعكس تأثيرات التغيرات المناخية على الطقس في مصر، وزيادة درجات الحرارة والرطوبة بشكل ملحوظ.
التغير المناخي وتزايد الكوارث الطبيعيةلا تقتصر آثار التغير المناخي على الأرقام والإحصائيات فقط، بل أصبح واقعًا ملموسًا يؤثر بشكل مباشر على حياة الملايين حول العالم. ففي ظل ارتفاع درجات الحرارة، تزايدت نسبة الرطوبة في الغلاف الجوي، مما تسبب في تفاقم الظواهر الجوية المتطرفة مثل العواصف والأمطار الغزيرة.
كما شهد العالم خلال العقدين الماضيين زيادة بنسبة 134% في عدد الكوارث المرتبطة بالفيضانات، مقارنة بالفترات السابقة، وكانت قارة آسيا هي الأكثر تضررًا من حيث الخسائر البشرية والاقتصادية نتيجة هذه الظواهر. أما في قارة أفريقيا، فقد شهدت ارتفاعًا بنسبة 29% في حالات الجفاف، مما أثر بشكل كبير على العديد من البلدان وأدى إلى ارتفاع حالات الوفيات نتيجة الجفاف.
وبينما تسعى مصر إلى تعزيز مكانتها في مواجهة التغيرات المناخية، من خلال تحسين أدائها في المؤشرات العالمية، تواجه البلاد والمنطقة تحديات كبيرة نتيجة لتزايد تأثيرات التغير المناخي. في ظل هذه التحديات، يبقى من الضروري تعزيز التعاون الدولي وتطبيق استراتيجيات للحد من آثار التغيرات المناخية، من خلال تعزيز سياسات الطاقة المستدامة، وتقوية بنية البلاد التحتية للتعامل مع الكوارث الطبيعية، والعمل على تحسين قدرة المجتمعات على التكيف مع هذه التغيرات.