نصرة المظلوم حق محتوم
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
عندما يُقتل أطفال فلسطين وتُسفك دماءهم ظلماً وعدواناً بنيران جنود إسرائيل. يقول الإعلام الغربي: ان حماس كانت تستخدمهم كدروع بشرية. .
وعندما قتلوا المراسلة (شيرين أبو عاقلة) برصاصة من قناص إسرائيلي. قال الإعلام الغربي: انها كانت متواجدة في المكان الخطأ وفي الزمان غير المناسب. .
وعندما هرع المستوطنون اليهود نحو قرية (طنطورة) أو نحو قرية (حوارة) واحتفلوا بقتل الفلسطينيين وتعذيبهم ونهب ممتلكاتهم.
قبل بضعة ايام ظهر عضو الكونغرس الأمريكي (ماكس ميلر)، في ولاية أوهايو، بتصريح ارهابي متطرف، قال فيه. سنسحق الفلسطينيين، ونلغي وجودهم، ونحوّل ارضهم إلى مرآب لسياراتنا الفارهة. هكذا بكل وقاحة كان يتحدث هذا المعتوه من دون ان يعترض عليها دعاة (السلام والتحرر). .
صار واضحا الآن ان كل ما يرتكبه الجيش الاسرائيلي من انتهاكات إنسانية صارخة، تجد لها من يبررها في حظيرة القوى الدولية الراعية للارهاب، فجرائمهم مسموحة ومبررة ومدعومة ومؤَيدة. ولا يحق لأي جهة الاعتراض أو الاحتجاج أو التذمر. .
لقد خرجت الشعوب والامم في كل ارجاء الكون للإعلان عن رفضها للسياسة الأمريكية، التي تبرر قتل الأبرياء بلا ذنب، والتي تدعم الجيش الاسرائيلي الغاصب. وتضطهد الفلسطينيين. .
هل تعلمون ان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الاسبق اجرى مقارنة قبل بضعة اشهر عن أوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية، قال فيها: ان قسوة جنود بلاده تذكره بقسوة الجنود النازيين أيام هتلر. وقال: انهم يرتدون القمصان النازية الداكنة، ويعتدون على العرب بلا رادع، ويوفرون الدعم للمستوطنين المتهورين في حملاتهم الجماعية المسلحة لقتل الفلسطينيين، حتى قتلوا نحو 250 فلسطينيا قبل سبعة اشهر. وفيهم أطفال ونساء. .
في مدينة بيرلنتون بولاية فيرمونت الأميركية خرج احد المتصهينيين ببندقيته وأطلق النيران على ثلاثة طلاب لمجرد انهم كانوا يضعون الكوفية على أكتافهم، فأرداهم في الحال. اثنان منهم يحملون الجنسية الأمريكية، والثالث يحمل إقامة دائمة، وفي اليوم التالي طرق المحققون باب بيت الجاني (جيسون إيتون)، فخرج وهو يقول: (كنت بأنتظاركم)، وبدا انه كان فخورا بجريمته، كانت كراهية العرب هي الدافع وراء هذا الجرم المشهود. .
تعيش البلدان الغربية كلها الآن في اجواء مشحونة بالتحيز التام لإسرائيل، وهي التي تغذي خطابات الكراهية. وربما كانت الكوفية وحدها هي التي دفعت المستهترين للشروع بالقتل، فما بالك بالشعب الفلسطيني الذي يتخذ من الكوفية وشاحاً ورمزاً وبيرقاً وكفناً ؟. .
ختاماً: بعد انتشار مشاهد جثث الأطفال الرضع متحللة في مستشفى النصر بغزة. قال النائب السابق في البرلمان البريطاني كريس وليامسون: (يجب تفكيك إسرائيل بالكامل، ويجب محاسبة السياسيين البريطانيين الذين يؤيدون هذا الكيان الشرير). .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الإعلام الغربی
إقرأ أيضاً:
فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي
قالت صحيفة فايننشال تايمز إن للولايات المتحدة وأوروبا وجهات نظر مختلفة جوهريا من التهديد الروسي وحماية الديمقراطية، وبالتالي إذا حاولت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الآن إجبار أوكرانيا على القبول بهزيمة جزئية، فستنظر أوروبا إلى ذلك على أنه مكافأة منها للعدوان الروسي.
وأوضحت الصحيفة -في مقال للصحفي غدعون راشمان- أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) قام عام 1949 بين الولايات المتحدة وكندا وبعض الحلفاء الأوروبيين بسبب الخوف من موسكو، وأن هذا الخوف نفسه الآن يهدد بتفكيك هذا الحلف.
ومع أن التحالف الأطلسي صمد في وجه العديد من الخلافات العميقة على مر الزمن، من أزمة السويس عام 1956 إلى حربي فيتنام والعراق، بفضل بقاء الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين على الجانب نفسه، حسب الكاتب، فإن تحالفهم معرض الآن للخطر ما لم يستطيعوا الاتفاق على التهديد الذي يواجهونه، وكيفية التعامل معه.
وبالفعل أقيمت الشراكة الأميركية الأوروبية على أساس المصالح والقيم المشتركة، وكان الاهتمام طوال الحرب الباردة هو احتواء التهديد القادم من الاتحاد السوفياتي، والقيمة المشتركة هي الدفاع عن الديمقراطية، وحتى بعد انتهاء الحرب الباردة، كانت الحرب على الإرهاب وحماية الديمقراطيات الأوروبية الجديدة هدفا مشتركا، لكن هذا الفهم المشترك يتداعى الآن -حسب الكاتب- وأي نهاية كارثية للحرب في أوكرانيا سوف تنهيه تماما.
إعلانوها هي الولايات المتحدة وأوروبا تقدمان خطط سلام مختلفة لأوكرانيا لأن مفهوم الأمن الدولي ومصدر التهديد القادم لم يعد متفقا عليهما، إذ يعتقد الأوروبيون أن مكافأة العدوان الروسي في أوكرانيا ستزيد من احتمال مهاجمة بوتين بقية أوروبا، في حين ترى إدارة ترامب أن الولايات المتحدة يجب ألا تنجر في النهاية إلى حرب مباشرة مع روسيا.
معركة وجودوالحقيقة -حسب راشمان- هي أن الخلاف في الرؤى الأمنية يتجاوز الآن كيفية إنهاء حرب أوكرانيا، لأن حلفاء أميركا يواجهون تهديدا مباشرا من ترامب بضم أراضي عضوين في الناتو، وذلك بتحويل كندا إلى الولاية الـ51 من بلده، واحتلال غرينلاند التي هي جزء يتمتع بحكم ذاتي من الدانمارك.
وإذا جمعنا هذه الغرائز الاستبدادية لدى ترامب -كما يقول الكاتب- وتهديداته لحلفاء الناتو، وتعاطفه الواضح مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فلن يكون هناك مجال للقول إن الناتو ما زال تحالفا قائما على قيم مشتركة لأن صراع القيم أصبح الآن جليا.
ومع أن الولايات المتحدة والأوروبيين يدعون أنهم يدافعون عن الديمقراطية، فإن كل طرف يعتقد أن الديمقراطية مهددة على الجانب الآخر، وقد اتهم جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي، في خطاب شهير ألقاه في مؤتمر ميونخ للأمن، الأوروبيين بقمع حرية التعبير والخوف من شعوبهم، وهو ما قابلته أوروبا بغضب شديد، مع استحضار جهود ترامب لإلغاء الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2020 وهجماته على القضاء ووسائل الإعلام والجامعات.
وتبشر إدارة ترامب وأووربا الآن برؤيتين متضاربتين للقيم الغربية، رؤية ترامبية قومية عرقية، محافظة ثقافيا وغير ليبرالية، مقابل رؤية أوروبية أممية تستند إلى القانون والمؤسسات الليبرالية، وكلا الجانبين يعتقد أن هذه معركة وجودية من أجل البقاء السياسي.
وتريد إدارة ترامب العمل مع الشعبويين القوميين في أوروبا من أمثال فيكتور أوربان في المجر وروبرت فيتسو في سلوفاكيا ونايجل فاراج في بريطانيا، كما تعقد أوروبا من جهتها الأمل على الحزب الديمقراطي في واشنطن، وهي الآن تحسب الأيام بفارغ الصبر في انتظار انتخابات التجديد النصفي الأميركية.
إعلان