عدن (عدن الغد) خاص:

 

يرى 83% من الشريحة المستطلعة في استبيان أجرته منصتي 30 أن الرجال المساندين للمرأة هم “أبطال مجتمعيون” يحظون بالتقدير في المجتمع اليمني، بمقابل 14% نفوا ذلك.
الشريحة المستطلعة شملت  1384 شخص، من محافظات يمنية مختلفة، ضمن استبيان “الأبطال المجتمعيون” الذي هدف لجمع آراء المشاركين والمشاركات حول النظرة المجتمعية تجاه الرجال المتصفين بسلوكيات الذكورية الإيجابية، الذين يساندون حقوق المرأة، ويناهضون العنف والتمييز ضدها بمختلف أشكاله.

 

ويختلف رأي المشاركين والمشاركات في الاستبيان حول معاني مصطلح “الرجولة“، فيرى أغلبهم أنه يعني السند (78%)، والإنفاق وتحمل المسؤولية (76%)، والعدل (69%). وتكاد أن تكون هذه النسب متطابقة تماماً مع إجابات المشاركين لنفس السؤال في استبيان سابق، أجريناه العام 2022.

المشاركون أضافوا أيضاً معانٍ أخرى، بينها: (الاحترام، الأخلاق، التقدير، التعاون، الأمان، التفاهم، الحب، الحكمة، الدعم، الصبر، التسامح، الشهامة، الوفاء)، وغيرها، وهي مفردات متشابهة إلى حد كبير.

 

وهذا العام أيضاً، جاءت العائلة والتنشئة الأسرية في المرتبة الأولى بين العوامل التي تبني في الرجل الروح الذكورية الإيجابية في معاملة نساء العائلة (74%)، وبنفس الترتيب أيضاً جاءت التعاليم والتفسيرات الدينية في المرتبة الثانية (70%)، تليهما بنفس النسبة في المرتبة الثالثة كل من المناهج التعليمية في المدارس (29%)، والموروثات القبلية والمجتمعية (29%).

 

لمعرفة معمقة برأي الجمهور حول الرجال المتصتفين بالذكورية الإيجابية، قلنا في فرضية إنهم “خاضعون للنساء“، فرفض هذا الوصف 87%، بواقع 91% صوت رافض من إجمالي أصوات الإناث، و 85% من إجمالي أصوات الذكور.
وقلنا في فرضية ثانية إن “مفهوم الذكورية الإيجابية هو مفهوم غربي لا يناسب المجتمع اليمني“، فأيد هذا 14% فقط، بينما رفضه 69%. ومن حيث الفروقات النوعية، فإن أصوات الإناث كانت أكثر ميلاً لتوصيف المصطلح بأنه مفهوم غربي (83%)، بالمقارنة مع الذكور (62%).

 


في الفرضية الثالثة عكسنا السياق، فقلنا إن “الرجل الذي يدافع عن حقوق المرأة ويناهض العنف ضدها هو بطل مجتمعي“، فأيد هذا 91% من إجمالي الأصوات، ورفضه 5% فقط، بينما عدنا في الفرضية الرابعة لوصف الرجل الذي يشارك في الأعمال المنزلية والرعاية الأسرية بأنه “رجل ضعيف“، فرفض هذا الوصف 93% من المشاركين في الاستبيان، لا فرق كبير بين إناث (96%)، وذكور (91%).
ويبدو أن للأزمة اليمنية المستمرة منذ العام 2014 تأثيرات سلبية على حقوق اليمنيين عموماً، رجالاً ونساءً، بحسب رأي 93% من المشاركين، بصرف النظر عن عوامل النوع، العمر، والجغرافيا داخل الشريحة المستطلعة.

 

شارك في الاستبيان 1384 صوت، منها 67% ذكور، و 33% إناث، من محافظات مختلفة، بينها: صنعاء (29%)، تعز (23%)، عدن (18%)، حضرموت (7%)، إب (7%)، الحديدة (5%)، وغيرها من المحافظات (11%).
يأتي الاستبيان الحالي ضمن أنشطة مشروع “المرأة، السلام والأمن” الذي تنفذه منصتي 30 بإشراف من RNW Media، وبتمويل من وزارة الخارجية الهولندية.

 

المصدر: عدن الغد

إقرأ أيضاً:

الموتى أيضا يضحكون

بقلم : هادي جلو مرعي ..

تمر الشعوب بتجارب مرة واحدة منها تجربة الجوع، أو الحرمان من الطعام بمايكفي للطمأنينة. في سنوات مرت حوصر العراق بقسوة، كانت الأمور معقدة، وكان مايصل البلاد من مواد غذائية محدودا بفعل العقوبات والحرب، وكانت تلك المواد شحيحة وغالية، وقد لاتتوفر، وربما نسيناها، وفي مرة دعاني وصديق هاجر لاحقا الى كندا وبقي هناك صديق لنا كان يملك محلا تجاريا ليشتري لنا موزتين كأنها مزتين كما يطلق المصريون على المرأة المربربة والمليانة بمايكفي لملء العين، مع بقاء الرغبة الجامحة مع الحرمان، وأتذكر أن سعر الواحدة كان دينارا وربع الدينار من محل فواكه في منطقة الكسرة، وكان راتب بعض الموظفين ثلاثة آلاف دينار، ولم أعد استوعب فكرة كيف تجاوزنا تلك السنين، ثم علمت إن الموز في بعض بلدان الكاريبي التي زرتها يتكدس لكثرته ويفسد.
عرفت بعض الأصدقاء الذين كانوا يتلصصون في بعض الأحياء السكنية لمعرفة من الميت الجديد، فهناك مراسيم دفن، ورحلة الى المقبرة البعيدة، وتكريم لمرافقي الجنازة من المشيعين، ونوع الطعام الذي سيقدم لهم في طريق العودة، وكان معتادا وجود مطاعم تقدم وجبة كباب ليست إستثنائية، مع وفرة من مادة السماق الحامض التي تزيد من لذة الكباب، وبعض أرغفة الخبز الحار، ثم مراسيم تلقي العزاء، وهنا يختلف الطعام. فلم يعد الكباب مقبولا لأن عادة الناس تناوله في المطاعم، ويتم تقديم وجبات على الغداء والعشاء تتكون من الرز والمرق الأصفر الذي تضاف إليه مطيبات، والثريد وعادة مايتم وضع لحم الخروف عليه، وتكون رائحته شهية، ويغري المعزين بالبقاء سواء كانوا أغرابا، أو من المقربين.
صديق وأصدقاء كانوا يظهرون الحزن والفجيعة كذبا، ويسيلون دموعهم ليضللوا ذوي الراحل، ثم يصرون على مرافقة الجنازة حتى المثوى الأخير، وعادة لاتربطهم صلة بالراحل العزيز، وكان جل تفكيرهم تناول وجبة الكباب في طريق العودة، حيث يجلسون في أحد المطاعم، ويقدم لهم الكباب لتزداد كمية الحزن لديهم، ثم يشعر ذوي الراحل بالفخر والزهو إنهم لم يقصروا مع المرافقين قبل عودتهم، وعند الوصول الى الحي السكني يجدون سرادق العزاء نصبت، والعشاء مجهزا كما ينبغي. بالطبع كان الصديق وهو يظهر الحزن الشديد حريصا على تناول الكباب، وعدم ترك شيء منه على المائدة، ومعه الخبز، والبصل والطماطم المشوية والخضار، فيشعر الجميع إن الحزن قد ترسخ كما ينبغي، وتكون حالة الرضا كاملة.
في ظهيرة اليوم التالي يصر الصديق على الحضور مبكرا، ومعه مجموعة من الأصدقاء، فيشاركون ذوي الميت العزاء، ويجلسون ليشربوا الشاي، ويتحدثون في مواضيع شتى، ثم يدخنون السجائر المجانية، ويتجهزون لتناول الطعام، ويتفقون على التضامن معا للوقوف على طاولة واحدة يحيطونها من جهاتها الأربع، ويتسابقون على تناول الطعام، والحرص على عدم إبقاء شيء منه، في هذا الأثناء يكون الميت قد أنهى الليلة الأولى من التحقيق الذي خضع له من قبل الملائكة، وعندما يتحول الى عالم الإنتظار في البرزخ تنتابه نوبة من الضحك، وهو يرى مايفعله هولاء حيث يتناولون طعامهم، ويبتكرون حيلا جديدة للمشاركة في العزاء، وإظهار الحزن والتأثر، فكأن الميت يموت من الضحك وهو يتابع تلك المشاهد التي تختلط فيها الكوميديا بالتراجيديا..

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • مذكرة تفاهم تجمع اتحاد العمال والقومي لحقوق الإنسان.. هذه أهم أهدافها
  • ريال مدريد يودع دوري أبطال أوروبا على يد آرسنال الذي ضرب موعدًا مع باريس سان جيرمان
  • أبطال وادى دجلة يقتربون من حسم لقب بطولة الجونة للإسكواش بمنافسات الرجال والسيدات
  • مستوطنون يعتدون على فلسطيني ويسرقون 250 رأس غنم غرب أريحا
  • خامنئي: لسنا متفائلين بشكل مفرط بالمفاوضات ولا متشائمين أيضاً
  • (الشريحة)..!!!
  • تقني يوضح خطوات تحويل الشريحة العادية إلى إلكترونية .. فيديو
  • نينوى تعطل الدوام الرسمي يوم الأربعاء المقبل لهذه الشريحة
  • الهيئة العامة للمنافسة: إطلاق استبيان مستهلكي النقل الجوي الداخلي
  • الموتى أيضا يضحكون