عندما بدأت في قراءة صفيّة مصطفى أمين، كان ذلك بدافعٍ من الفضول، وسبب غامض من الشعور بالذنب. فقد كنت أشعر أنه لا بد لابنة مصطفى أمين أن يكون لديها ما تقوله، وفي أسوأ الحالات أن يكون لديها ما تنقله من إرث الأب الكبير، وتراثه النادر، وذكرياته البالغة الثراء في هذه المهنة.
وأما الشعور بالذنب فهو أن من أخطائي في هذه الحياة، وعلى رغم قلّة ما ظَلمتُ الآخرين، فإن حماقتي جعلتني ذات يوم أتسبّبُ بالأذى لعملاق الصحافة المصرية.
كان موقفي يستندُ إلى الكثير من التجنّي الذي أحاط بمصطفى أمين، وجعله يدخل السجن لسنواتٍ طويلة. وبدل أن أحاول معرفة الحقيقة، استندتُ إلى رأي صلاح نصر، الذي روّج الإشاعات وزوّر التهم، وترك بصمة شنعاء في حياة مصر السياسية. وقد اعتذرت لمصطفى أمين شخصياً ثم في هذه الزاوية. وكان كما توقعت، سريعاً في الغفران، بل تصرّف وكأنه لم يسمع بالخبر من قبل، أما أنا فلم أغفر لنفسي حتى اللحظة، الرعونة والحماقة، وسخافة الأخذ بأحكام رجلٍ مثل صلاح نصر.
بعد فترة من قراءة صفيّة مصطفى أمين، اكتشفتُ دون أن أدري أنني أقرأُ وبإعجابٍ أو إدمان، صفيّة مصطفى أمين. طبعاً كان هناك وبكل وضوح الأثر الكبير من الأب المعلّم، أولاً في الخلق، والإنسانية، والبساطة، والوداعة، والسماح، والعناية بقضايا وأشياء المستورين من البشر. وخصوصاً في الأسلوب الذي يبدو أنه وُلدَ معها، كما وُلد من قبل مع مصطفى وعلي أمين، التوأمين اللذين تخرّج في معهدهما جيل الكبار في مصر، وأولهم محمد حسنين هيكل.
هل يتعلمُ المرءُ الصحافة أم أنه يرثُها؟ غالباً لا هذه ولا تلك. كلاهما صعب، وكلما كان الإرث كبيراً كلما كانت الصعوبة أشدّ.
وهناك نوعٌ من الأسماء لا تُجيّرُ إلى خلفها مهما كان بارعاً، لأن الموهبة تتجاوز قدرات السعي. خسر مصطفى وعلي أمين دار «أخبار اليوم» لطغيان وسخافة التأمين الذي دمّر ما دمّر في مصر وسوريا والعراق. وعندما عادت الحريات إلى القاهرة عادت الحياة إلى الصحافة، لكنها كانت قد فقدت إلى غير عودة، مرحلة التعويض عن النجاح الأسطوري الذي حققهُ عمالقتها جميعاً، خصوصاً الشقيقين الأمينين.
تحيةً إلى صفيّة مصطفى أمين وسماحاً مرة أخرى.
(الشرق الأوسط)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الصحافة أدب صحافة شعر رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل يجب عليك شرب الماء الذي بقي طوال الليل؟
يستيقظ العديد من الأشخاص في الليل لشرب الماء، ومع ذلك في بعض الأحيان يمكن أن ننسى شرب كوب من الماء حتى الصباح، في مثل هذه الحالات، عليك أن تسأل نفسك ما إذا كانت المياه التي بقيت طوال الليل آمنة للشرب حقًا.
على الرغم من أن الإجابة هي نعم في الغالب، إلا أنه يجب عليك أن تضع بعض الأشياء في الاعتبار قبل أن تقرر شرب هذا الماء الفاتر، وهذا يعني أنه من الأفضل شرب الماء من الكوب في أقرب وقت ممكن.
ومع ذلك، فإن الأمر لا يتعلق بالسلامة بقدر ما يتعلق بالجودة، باستثناء الماء المنقوع، فإنه لا يحتوي على أي شيء يمكن أن يفسد، كما أنه من غير المحتمل أن تتكاثر البكتيريا بشكل كبير بين عشية وضحاها، مما يعني أن شرب الماء المتبقي لن يكون ضارًا بصحتك.
ويمكن أن يكون ضارًا لبراعم التذوق لديك. وبما أن الماء معروف بقدرته على امتصاص الروائح، فإن الطعم قد يتأثر بشكل كبير، وخاصة عندما ترتفع درجة حرارته إلى درجة حرارة الغرفة وتشتد الروائح.
ويمكن للماء أيضًا أن يكون له طعم قديم إلى حد ما بسبب سلسلة من التفاعلات الكيميائية، عندما نترك كوبًا من الماء بدون غطاء لعدة ساعات، فإن تركيبته تتغير إلى حد ما.
بعد بضع ساعات، سوف يمتص الماء ثاني أكسيد الكربون من الهواء، مما يسبب تفاعلًا يؤدي إلى انخفاض الرقم الهيدروجيني ويعطي السائل رائحة حامضة. علاوة على ذلك، فإن أي مواد كيميائية تضاف إلى كوب من ماء الصنبور، مثل الكلور ذي الطعم المر، يمكن أن تذوب بمرور الوقت، مما يؤثر بشكل أكبر على الطعم.
في حين أن ترك كوب من الماء خارجًا طوال الليل سيؤثر بالتأكيد على المذاق، فمن الجدير بالذكر أنه نظرًا لأن جميع أنواع المياه لا يتم الحصول عليها أو معالجتها بنفس الطريقة، فقد تكون تغييرات المذاق أكثر وضوحًا في بعض أنواع المياه.
على أية حال، طالما أنك موافق على التغيير الطفيف في الطعم، فإن شرب الماء الذي تم "غليه طوال الليل"، سواء كان ماء الصنبور، أو المياه المعدنية، أو المياه النقية، كل الخيارات مناسبة.
وهناك عامل آخر يجب مراعاته قبل أن تقرر تناول رشفة، وهو طريقة التخزين، نظرًا لأن أكواب المياه عبارة عن حاويات غير مغطاة، فقد يؤدي ذلك إلى تراكم الحطام وجزيئات الغبار، وربما حتى الحشرات. ولهذا السبب فمن المستحسن أن تلقي نظرة جيدة على ما يوجد في كوبك قبل أن تبدأ بشرب الماء.
المصدر: telegrafi