نشرت صحيفة "غارديان" مقالا عن موقف الشباب في بريطانيا تجاه الحرب الإسرائيلية في غزة، قائلا إنه بالنسبة لكثير من الشباب في البلاد الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما، ومن جميع الأعراق، فإن السحق اليومي لغزة هو القضية الدولية الرمزية في عصرهم، تماما كما كانت حرب العراق قبل 20 عاما أو الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

وأضاف المقال -الذي كتبه أديتيا تشاكرابورتي كاتب العمود بالصحيفة البريطانية- أن الحرب في غزة تعيد تشكيل السياسة والمجتمع في البلاد، وأن الأسابيع الأخيرة الماضية شهدت نموا لثورة الشباب من حيث الحجم والنطاق بحيث أصبحت الآن واحدة من أكثر القصص إثارة للاهتمام حول كيفية قيام حرب على بعد حوالي 4 آلاف كيلومتر بالتأثير على المشهد السياسي والاجتماعي في بريطانيا.

صورة واحدة

وأورد الكاتب تجربة واقعية عن كيفية تفاعل طلاب إحدى الجامعات بمنطقة لوتون شمال غرب لندن مع ما يجري في غزة، قائلا إنه وفي صباح يوم 17 نوفمبر/تشرين الثاني كانت هناك صورة لفلسطينيين يُقتلون في غزة تنتقل من هاتف إلى آخر دفعت بالطلاب إلى ترك مقاعد الدراسة والاحتشاد في فناء الجامعة ليهتفوا مطالبين بوقف المجازر التي تنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

كذلك، يقول الكاتب، تم تداول تغريدة تقول "تم ذبح أكثر من 10 آلاف فلسطيني بوحشية. لقد حان الوقت لنقف على الجانب الصحيح من التاريخ ونقاتل من أجل أولئك الذين ما زالوا على قيد الحياة".

أغلبية ساحقة

وأورد المقال أن دراسة مستفيضة صدرت هذا الأسبوع -من منظمي استطلاعات الرأي الأكثر شيوعا- تفيد بأن الشباب أكثر من غيرهم من فئات المجتمع البريطاني يشعرون بأنهم مجبرون على اختيار أحد أطراف الحرب في غزة، وأنهم يدعمون فلسطين بأغلبية ساحقة.

وأضاف أنه -رغم أن رئيس الوزراء ريشي سوناك، وكير ستارمر (زعيم حزب العمال) أكبر أحزاب المعارضة، يدعمان إسرائيل بحماسة، إلا أن ضاحية بوري بارك بمنطقة لوتون العمالية الفقيرة تبرز صورة أخرى. ففي كل مكان بها رُفعت الأعلام الفلسطينية، في محلات البرغر ومتاجر المجوهرات وملابس الزفاف والأثاث.

نفاق المؤسسة

ولكن نظرا لأن المؤسسة السياسية والإعلامية في بريطانيا وفي معظم أنحاء الغرب (ولكن ليس في أي مكان آخر) تدعم طرفا واحدا في أكثر الصراعات أحادية الجانب في العصر الحديث، فقد وُصف الشباب بأنهم وحوش، ومذنبون بالتعاطف مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى تثبت براءتهم.

وقال الكاتب إن الشباب في بريطانيا الآن يتعلمون أن النظام يفتقر للمصداقية، فقد جلس هؤلاء الطلاب أنفسهم قبل أسبوع أو نحو ذلك للاستماع لمحاضرة تمجد القيم البريطانية، وتؤكد أن حرية التعبير هي الأمر الرئيسي الذي يجد التقدير الكبير في بلادهم.

ومع ذلك، يقول الكاتب، إنهم يرون نفاق المدارس التي تقدم لهم تحديثات فورية حول أوكرانيا ولا تقول شيئا عن غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی بریطانیا الشباب فی فی غزة

إقرأ أيضاً:

غارديان: هل حان الوقت لتحصل كوريا الجنوبية على السلاح النووي؟

قال محلل الشؤون الخارجية سيمون تيسدال في مقال نشرته صحيفة غارديان إن الهدنة الهشة بين الكوريتين تتعرض لضغوط كبيرة، نظرا لتنامي جرأة كوريا الشمالية، والتوترات الداخلية التي تشهدها كوريا الجنوبية، مؤكدا أن ترسانة كوريا الشمالية النووية الضخمة وخطابها العدواني زادا من مخاوف نشوب صراع محتمل.

وحذر الكاتب من أن هناك شكوكا متزايدة في كوريا الجنوبية عما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل لحمايتها في حال وقوع هجوم نووي، وقد أدى ذلك إلى تزايد الدعم المحلي لضرورة الحصول على قوة ردع نووية يمكنها أن تضمن أمن البلاد بشكل مستقل عن التدخل الأميركي.

ووفق المقال، قد تضعف الاضطرابات الداخلية التي تعاني منها كوريا الجنوبية قدرتها على الرد على التهديدات الخارجية بفعالية، والتصدي لـ"طاغية آسيا"، وتشهد البلاد توترات في ظل مقاومة رئيسها المعزول يون سوك يول الامتثال لمذكرة توقيف صدرت بحقه بعد إعلانه الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر/كانون الأول.

ولفت المقال كذلك إلى أن "عشوائية" السياسة الخارجية التي يتبعها الرئيس المنتخب دونالد ترامب أججت شكوك كوريا الجنوبية، نظرا لتصريحاته حول ضرورة الحد من التدخلات العسكرية الأميركية في الخارج، ووعوده بالمباشرة في ذلك حال بداية ولايته.

إعلان

وأشار تيسدال إلى أن علاقات الزعيم الكوري كيم جونغ أون المتينة مع روسيا وإيران والصين منحت بلاده استقرارا اقتصاديا ومزايا عسكرية على مر السنين، رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وذكر الكاتب بالتحديد الغنائم التي حصدها كيم جونغ أون مقابل إمداد روسيا بالأسلحة والجنود أثناء الحرب الروسية الأوكرانية، وتضمنت أرباح كوريا الشمالية من هذه العلاقة المال والنفط والمساعدات الغذائية والأسلحة.

واختتم تيسدال مقاله بذكر المخاطر المتعلقة بالتسليح النووي، بما في ذلك زعزعة الاستقرار الإقليمي، وسباق التسلح المحتمل، والإضرار بالمعايير الدولية الرامية للحد من انتشار الأسلحة النووية، وخلص الكاتب إلى أن كوريا الجنوبية تواجه قرارا صعبا بين الاعتماد على حلفائها أو اتباع مسار مستقل لتحقيق أمنها.

مقالات مشابهة

  • مستقبل وطن: مبادرة مشوارك علينا خدمت أكثر من 45 ألف طالب
  • غارديان: هكذا غيرت المسيرات الحرب الروسية الأوكرانية
  • غارديان: هل حان الوقت لتحصل كوريا الجنوبية على السلاح النووي؟
  • في أكثر محافظات سوريا..الدفاع المدني يكشف 117 حقل ألغام
  • العائلات المالكة الأوروبية التي أنفقت أكثر على الملابس في 2024
  • بالفيديو.. “مُثقف” سعودي يطرب أحد أصدقائه بأغنية سودانية نادرة ويحكي قصة صاحبتها الفنانة الحسناء التي ولدت في العام 1920 وتغزل فيها شاعر الحقيبة بأغنية شهيرة وينشر صورة لها
  • رئيس الطائفة الإنجيلية: الكنيسة تتحدث اللغة التي يفهمها الشباب
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي … بغداد التي في ذاكرتي ماجدة
  • بفضل صورة قديمة.. الشرطة البريطانية تكشف مصير شيلا فوكس المفقودة منذ أكثر من 50 عامًا
  • رصد أكثر من ألف سيارة مفقودة خلال الحرب بمحلية بحري