تقرير: بوتين أصبح قريباً من النصر
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
الجمعة, 8 ديسمبر 2023 2:12 م
متابعة/ المركز الخبري الوطني
مع وصول الصراع الأوكراني إلى طريق مسدود، لا يمكن تجاهل احتمال خروج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتصرا من غزوه غير المدروس، مع كل العواقب التي قد تخلفها مثل هذه النتيجة على أمن أوروبا.
وبحسب صحيفة “The Telegraph” البريطانية، “أسكت فشل أوكرانيا في تحقيق اختراق حاسم في هجومها المضاد خلال الصيف التوقعات المتفائلة التي أطلقها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وكبار قادته بأن النصر كان في متناول كييف.
وتابعت الصحيفة، “من المؤكد أن الافتقار إلى التقدم العسكري، فضلاً عن اندلاع الأعمال العدائية بين حماس وإسرائيل في غزة، كان سبباً في تعميق الشعور بالشك بين بعض زعماء الغرب بشأن قدرة أوكرانيا على تحقيق النصر. وهناك شعور متزايد داخل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، على سبيل المثال، بأن مصالحها ستتحقق بشكل أفضل من خلال الضغط على زيلينسكي للمطالبة بالسلام، بدلا من الاستمرار في حملة عسكرية لا يملك سوى فرصة ضئيلة للفوز بها”.
وأضافت الصحيفة، “في غضون ذلك، يكثّف بوتين جهوده لاستعادة الميزة العسكرية، باستخدام عائدات النفط القوية في البلاد لعسكرة الاقتصاد الروسي، الأمر الذي أدى إلى زيادة كبيرة في إنتاج الأسلحة. كما وسمح بوتين بزيادة أعداد الجيش الروسي بمقدار 170 ألف جندي، ويأمل أن يساعد ذلك جهوده للاستيلاء على أهداف استراتيجية رئيسية، مثل بلدة أفدييفكا الشرقية في منطقة دونباس، والتي كانت مسرحاً للقتال العنيف الأخير بين القوات الروسية والأوكرانية”.
ورأت الصحيفة أن “فكرة أن الجيش الروسي سيظل قادرًا على شن هجوم، بعد 21 شهرًا من غزو روسيا لأوكرانيا، كانت تبدو غير واردة قبل بضعة أشهر فقط، بعد أن عانت موسكو من سلسلة من النكسات المدمرة. ورغم أنه لا يزال من غير المرجح إلى حد كبير أن يتمكن بوتين من تحقيق هدفه المتمثل في احتلال أوكرانيا بالكامل وإقامة نظام عميل في كييف، فإن أي استنتاج يؤدي إلى احتفاظ الكرملين بمناطق كبيرة من الأراضي الأوكرانية سوف يُنظر إليه باعتباره انتصاراً”.
وبحسب الصحيفة، “إن مثل هذه النتيجة من شأنها أن تشكل تحدياً كبيراً للتحالف الغربي، لأن قدرته على الصمود في وجه العدوان الروسي ستكون موضع تساؤل بعد كل الدعم العسكري الذي قدمه لأوكرانيا. كما ومن شأنه أيضاً أن يشجع بوتين على الاعتقاد بأنه قادر على القيام بمزيد من الأعمال العدوانية على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، معتقداً أن الغرب لا يملك الموارد ولا العزيمة اللازمة لمقاومة أهداف الكرملين التوسعية”.
وتابعت الصحيفة، “دفع احتمال قيام روسيا بتكثيف التهديد الذي تشكله على الأمن الأوروبي في حالة تحقيق بوتين لمكاسب متواضعة فقط في أوكرانيا، عدداً من الخبراء العسكريين الأوروبيين البارزين إلى التشكيك علناً في مدى استعداد حلف شمال الأطلسي لمواجهة مثل هذا التحدي. لقد تعامل مؤتمر الدفاع الأخير في برلين مع سيناريو يوم القيامة، والذي بموجبه تخاطر أوروبا بالمعاناة من نفس مصير الإمبراطورية الرومانية المقدسة تحت حكم نابليون، والتعرض “للجرف” في صراع مستقبلي مع روسيا بسبب عجز حلف شمال الأطلسي عن الدفاع عن الجناح الشرقي لأوروبا. وادعى سونكي نيتزل، أحد المؤرخين العسكريين البارزين في ألمانيا، أن الأمر قد يستغرق 15 عامًا قبل أن تصبح بلاده قادرة على الدفاع عن نفسها ضد روسيا، وما عزز مشاعره هو تحذير جاسيك سيويرا، رئيس مكتب الأمن القومي البولندي، من أن الناتو لم يكن لديه سوى ثلاث سنوات لإعداد نفسه لهجوم روسي على جناحه الشرقي”.
وأضافت الصحيفة، “مع ذلك، وعلى الرغم من التهديد الواضح الذي تفرضه موسكو، يبدو أن القادة الغربيين غير راغبين في أن ينسبوا إليها الجدية التي تستحقها. إن الحجة التي أثيرت خلال المراحل الأولى من الصراع الأوكراني، والمتمثلة في أن ضمان تعرض روسيا لهزيمة ثقيلة من شأنها أن تثني بوتين عن ارتكاب المزيد من أعمال العدوان، قد تم استبدالها بالتعب من الحرب، والرغبة في إنهاء الأعمال العدائية بأي ثمن، حتى لو أدى ذلك إلى زيادة جرأة روسيا. كما أن استجابة الغرب للصراع لم تولد تعاوناً أفضل في مجال الدفاع. وفي تعليقه على الجمود في الصراع الأوكراني، أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، مؤخرا عن أسفه للطبيعة المجزأة لصناعة الدفاع في أوروبا، وقال: “نحن لسنا قادرين على العمل معا بشكل وثيق كما ينبغي”، محذرا من أن عدم قدرة الدول الأوروبية على تجميع الموارد يمكن أن يقوض الجهود المبذولة للحفاظ على إمدادات الذخيرة إلى أوكرانيا”.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية: شمال الأطلسی
إقرأ أيضاً:
روسيا تُعلن سيطرتها على بلدتين جديدتين في أوكرانيا
أكدت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أنها سيطرت على بلدتين جديدتين في شرق أوكرانيا، في إطار عملياتها العسكرية المُستمرة.
اقرأ أيضاً.. عدوى النيران تنتقل إلى نيويورك.. إصابة 7 أشخاص في حريق هائل
وأشارت مصادر روسية إلى بيان وزارة الدفاع الروسية التي قال إن الجيش الروسي تمكن من السيطرة على "فريميفكا" و"بتروبافليفكا" في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا.
وذكر بيان الوزارة الروسية أن القوات الروسية تتقدم على محاور عدة في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وقالت الوزارة أيضا إن القوات الروسية هاجمت منشآت عسكرية أوكرانية بأسلحة عالية الدقة ردا على هجوم أوكراني باستخدام صواريخ "أتاكمز" الأميركية.
وكانت الوزارة أعلنت في وقت سابق عن سيطرة قواتها على بلدة سلافيانكا في دونيتسك، مشيرة إلى أنها واحدة من عدة بلدات تمكنت من السيطرة عليها، وهي شيفتشينكو، وبيشانوي، وأوكراينكا، وكلها في مقاطعة دونيتسك
اندلعت الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022 بعد تصاعد التوترات بين روسيا وأوكرانيا بسبب قضايا تاريخية وجيوسياسية. تعد أبرز أسباب الصراع رفض أوكرانيا التقارب مع روسيا وميولها نحو الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وهو ما تعتبره روسيا تهديدًا لأمنها القومي.
علاوة على ذلك، لعبت النزاعات حول شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، ودعم روسيا للحركات الانفصالية في مناطق دونيتسك ولوهانسك دورًا كبيرًا في تصعيد الأزمة. سعت روسيا إلى تحقيق أهداف استراتيجية، منها منع توسع الناتو شرقًا وضمان ولاء أوكرانيا كمجال نفوذ روسي تقليدي.
مع بداية الغزو، شهدت أوكرانيا هجومًا روسيًا واسع النطاق استهدف البنية التحتية المدنية والعسكرية، مما أدى إلى نزوح ملايين الأوكرانيين وأزمة إنسانية غير مسبوقة.
وعلى الرغم من تفوق روسيا العسكري، واجهت مقاومة شرسة من القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب. قامت دول الناتو والولايات المتحدة بتزويد أوكرانيا بأسلحة حديثة ودعم مالي ضخم، ما ساهم في استمرار الصراع وتصعيده.
امتدت آثار الحرب عالميًا، حيث تسببت في اضطرابات اقتصادية، بما في ذلك ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء، وأثارت مخاوف من تصعيد نووي. كما أعادت تشكيل الخريطة الجيوسياسية، إذ سعت الدول الأوروبية إلى تقليل اعتمادها على الغاز الروسي، وفرضت عقوبات غير مسبوقة على موسكو، مما زاد من عزلة روسيا على الساحة الدولية.