يتمسّك رئيس "التيّار الوطنيّ الحرّ" النائب جبران باسيل، ورئيس الجمهوريّة السابق ميشال عون، بعدم التمديد لقائد الجيش جوزاف عون، على الرغم من مطالبة أغلبيّة الكتل المسيحيّة، بالإضافة إلى البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، بالتجديد له. وحتّى الساعة، لا يزال هناك أخذ وردّ على الطريقة الأفضل لإنهاء هذا الملف الشائك، إنّ في مجلس الوزراء، أو في مجلس النواب، وسط تكتّم "حزب الله" بشأن الموضوع، وعدم كشفه عن خطوته المرتقبة أو نواياه تجاه قائد المؤسسة العسكريّة.


 
ولعلّ "حزب الله" بحسب أوساط سياسيّة ينتظر الإتّصالات بين الأفرقاء، حتى تتوضّح الصورة أكثر، في ملف التمديد للقائد، وهو يتريّث حصول أيّ توافق على الموضوع، ويُفضّل أنّ تنتقل المشكلة إلى مجلس النواب، كيّ لا يكون وزراؤه مشاركين بشكل مباشر في التجديد لجوزاف عون، أو عرقلته، لأنّه لا يُريد أنّ يُخالف بكركي، بعد إستئناف التواصل بينهما.
 
وتُضيف الأوساط أنّه إذا قرّر نواب حركة "أمل" الإنتقال لضفة بكركي و"الجمهوريّة القويّة"، وبقيّة الكتل النيابيّة، وصوّتوا لصالح إعادة تسمية عون لمدّة مؤقّتة، عندها، لن تكون كتلة "الوفاء للمقاومة" ملزمة بالإقتراع، وستكون قد وقفت إلى جانب باسيل، بحيث يكون تأمّن التمديد لقائد الجيش، من دون أنّ يكون نواب "الحزب" قد شاركوا بشكل مباشرٍ في الموافقة عليه.
 
ووفق مراقبين، فإنّ "حزب الله" يُريد ترميم علاقته بميرنا الشالوحي، بعدما ساءت على إثر مشاركة وزراء "الثنائيّ الشيعيّ" في جلسات حكومة تصريف الأعمال، كذلك، بعدما دعمت حارة حريك وعين التينة رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة، واستبعدا رئيس "الوطنيّ الحرّ" عن السباق الرئاسيّ، وبعدما تفرّملت المحادثات بينهما، التي تتعلّق باللامركزيّة الإداريّة والماليّة والصندوق الإئتمانيّ.
 
ويقول المراقبون في هذا السياق، إنّ "حزب الله" خذل باسيل كثيراً في السياسة، وقد يكون التمديد لقائد الجيش آخر فرصة أمام تحسين العلاقة بينهما، أو إنهائها، لأنّ فريق الرئيس ميشال عون يضع كلّ ثقله، ويخرج عن الإجماع المسيحيّ، كيّ لا يتمّ التجديد لجوزاف عون، خوفاً من حصوله على تأييد شعبيّ، وخصوصاً من العسكريين المتقاعدين، وغيرهم من داعمي مؤسسة الجيش، وهذا الواقع بدأ يظهر بعد انفصال النائب السابق شامل روكز عن "الوطنيّ الحرّ"، وخسارة "التيّار" لعدد مهمّ من مناصريه السابقين خلال الإنتخابات النيابيّة الأخيرة.
 
ويُوضح المراقبون أنّ لا علاقة بتاتاً بتذرّع "التيّار" بعدم دستوريّة طرح الملف في مجلس الوزراء، وحتّى لو نُقل إلى مجلس النواب، فهو سيضغط على حليفه "حزب الله" كيّ لا يُومّن النصاب، أو الطلب من حارة حريك التأثير على رئيس البرلمان نبيه برّي ونواب "التنميّة والتحرير" لعدم التصويت على إطالة ولاية القائد.
 
ويلفت المراقبون إلى أنّ "حزب الله" سيُوازن بين علاقته بباسيل، وبين صداقته بقائد الجيش. ويعتقد المراقبون أنّ التمديد قد يمرّ في البرلمان، لأنّ أغلبيّة النواب المسيحيين كما "اللقاء الديمقراطيّ"، وحتّى النواب السنّة الذين يطمحون لرفع سنّ تقاعد مدير عام قوى الأمن الداخليّ اللواء عماد عثمان، وغيرهم من النواب المستقلّين، والبعض في "المجتمع المدنيّ"، يرفضون العبث بمصير الجيش، في ظلّ الفراغ الرئاسيّ.
 
ويقول المراقبون إنّ ملف التمديد لقائد الجيش بالفعل هو نقطة فاصلة في تحديد مستقبل العلاقة بين "حزب الله" و"التيّار"، لأنّ تكتّل "لبنان القويّ" يعتبر أنّ نواب "الحزب" لم يكونوا إلى جانب باسيل وميشال عون، في أشدّ الظروف السياسيّة، وتمايزوا عنهما كثيراً، فيما يرى "التيّار" أنّ وجود جوزاف عون هو خطرٌ عليه، وسيسعى لتعيين شخصيّة مقرّبة منه مكانه.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش حزب الله التی ار

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: يجب أن يكون لدينا إخلاص لله ثم للوطن

أشاد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، بقرار محكمة الجنايات المختصة برفع أسماء 716 شخصا من قوائم الكيانات الإرهابية في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بمراجعة المواقف القانونية للمتهمين المدرجين على قوائم الإرهاب بعد رفع النيابة العامة طلبها للمحكمة في شأن تنظيم قوائم الكيانات الإرهابية. 

خالد الجندي يشكر الرئيس السيسي 

وقال عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، خلال حلقة برنامج «لعلهم يفقهون»، المذاع على قناة «dmc»: «لا بد من التحية العاجلة للرئيس عبد الفتاح السيسي على هذا القرار العظيم، برفع البعض ممن لم تتلوث أيديهم بدماء المصريين من قوائم الإرهاب، والحقيقة، بفضل الله سبحانه وتعالى، هذا القرار إن دل على شيء فإنما يدل على حالة من حالات السماحة التي يتسم بها، ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (لم يشكر الله من لم يشكر الناس)، نحن لا نريد أكثر من إعادة اللحمة الوطنية إلى أبناء الشعب مرة أخرى، نحن في حاجة إلى إعادة البناء، وإعادة تكوين المجتمع، والعودة إلى النسيج الواحد والبناء الواحد، إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص».

وتابع: «عندما تعرف أن هناك حالة من عدم التربص، وليست هناك حاجة إلى تصفية حسابات، عندما تعرف أنه ليست هناك أحقاد مدفونة وغل مكبوت عند بعض الناس ضد الآخر، حالة السماحة، حالة التجرد من الأنا والضغينة والعداوة والثأر المبيت، الحقيقة حالة مشرفة للغاية، ولعل هذا ما حدا بالإمام الأكبر إلى التعليق على هذا القرار، وأبدى ترحيبه العميق بتوجيهات الرئيس التي مهدت الطريق لاستبعاد مئات الأشخاص، يجب أن نأخذ بالنا أن المسألة لا تعني أي مخالفة للقانون أو للدستور، كل الصلاحيات الممنوحة تُستخدم لصالح الوطن، ويستخدمها الرئيس لصالح الوطن، وبذلك انتهت القصة».

وأضاف: «لا علاقة لنا إلا بمن تلوثت أيديهم بدماء المصريين، هؤلاء لا يقبل أي قانون في العالم العفو عنهم بأي حال من الأحوال، أما بعد ذلك، فهناك متسع للاعتبارات الفكرية والذهنية والجدلية، يبقى المجال مفتوحًا للحوار. قد نتفق أو نختلف، لكن في النهاية يجب أن يكون لدينا إخلاص لله ثم للوطن، وانتهت القصة على ذلك».

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يقر تقريراً حول الأضرار التي لحقت بشركة النفط جراء العدوان الصهيوني
  • خالد الجندي: يجب أن يكون لدينا إخلاص لله ثم للوطن
  • رئاسة البرلمان تناقش القوانين التي يهدف المجلس لتشريعها
  • التمديد لقائد الجيش وقادة الاجهزة الخميس وملف العُمداء قيد التشاور
  • تكثيف عمليات القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله
  • قصف متبادل هو الأعنف بين إسرائيل وحزب الله.. هل يكون تمهيدا لاتفاق؟
  • دعوات غربية للتمديد لعون والجلسة متوقعة الاربعاء او الخميس
  • “الشويهدي” يناقش الصعوبات التي تواجه عمل منظمات المجتمع المدني
  • الشويهدي يناقش الصعوبات التي تواجه منظمات المجتمع المدني
  • محاولات لتعطيل التمديد لقائد الجيش