حكم الشرع في الرهان على الألعاب وهل يعتبر قمار؟.. دار الإفتاء ترد
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
ورد سؤال لدار الإفتاء لسائل يسأل (أدخلت مال معين في لعبة ووضعت هذا المبلغ من باب الرهان حرام أم لا؟
حكم بيع وشراء العملات داخل الألعاب الإلكترونية.. دار الإفتاء ترد امتنع عن سداد نفقة الألعاب والترفيه لأطفاله فحبسته الزوجةأجابت دار الإفتاء خلال بث مباشر علي صفحة التواصل الاجتماعي فيسبوك هذا قمار وميسر والله عز وجل نهانا عن فعل هذا الميسر وحرمه تحريم المؤكدا فقال عز وجل "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ"
وعلى ذلك فهي معاملة محرمة شرعا لما تحتوي عليه من القمار الذي يحمل الضرر والغرر بالغير
حكم الرهانوقالت الإفتاء في ردها على السائل، إن الله سائلٌ كلَّ إنسانٍ عن ماله: من أين اكتسبه، وفيمَ أنفقه، مشيرة إلى أن الرهانات ضياع للمال الذي جعل الإسلام الحِفاظُ عليه وإنفاقُه في الوجوه المشروعةِ من الضروريات في الإسلام
واستشهدت الدار بقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: 188]، وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا﴾ [النساء: 29-30]، وقال عز وجل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ﴾ [المائدة: 90-91].
قال أهل الفقه بلغة العرب: إن اسم الميسر في أصل اللغة إنما هو للتجزئة، وكل ما جزَّأْتَه فقد يسَّرْتَه، ويقال للجازر: الياسر؛ لأنه يُجَزِّئُ الجَزُور، والميسر: الجَزُور نفسه إذا تجزأ، وكانوا ينحرون جزورًا ويجعلونه أقسامًا يتقامرون عليها بالقداح على عادةٍ لهم. انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (1/ 388).
وتابعت: قالوا إن اشتقاق لفظِ الميسر من اليُسْر بمعنى السهولة؛ لأنه أخذُ الرَّجُل مالَ غيره بيُسرٍ وسهولةٍ من غير كدٍّ ولا تعبٍ. أو من اليسار؛ لأنه سَلَبَ يسارَه. انظر: "الكشاف" للزمخشري (1/ 261)، موضحة أن الذي يؤخذ من هذا أن اشتقاق لفظ الميسر إما من يَسر إذا وجب، أو من اليُسر بمعنى السهولة؛ لأنه كسبٌ بلا مشقة، أو من اليَسار وهو الغِنى؛ لأنه سببٌ للرِّبح، أو من اليسر بمعنى التجزئة والاقتسام، قال أهل اللغة: كل شيءٍ فيه قمارٌ فهو من الميسر. انظر: "لسان العرب" (5/ 298)، يقال: قامر الرجل مقامرة وقمارًا: راهنه، وهو التقامر والقمار والمقامرة، وتقامروا: لعبوا القمار. انظر: "لسان العرب" (5/ 115)، ويقال في اللغة: الرهان والمراهنة المخاطرة، وقد راهنه وهم يتراهنون … وراهنت فلانًا على كذا مراهنة: خاطرته، والمراهنة والرهان: المسابقة على الخيل، وغير ذلك. أما الرَّهن: فهو ما وضع عند الإنسان مما ينوب مناب ما أخذ منه. انظر: "لسان العرب" (13/ 188).
وأضافت: قد اتفقت كلمة فقهاء المسلمين على أن الميسر وكلَّ قمارٍ محرَّمٌ؛ بالآية الكريمة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [المائدة: 90]، المرقومة أخيرًا إلا ما أباحه الشَّرع -على ما يأتي بيانه.
حكمة تحريم الميسر والقماروبينت دار الإفتاء، أن تحريم الميسر والقمار بعمومه لما فيه من المضارِّ النفسية؛ إذ يعمل على إفساد التربية بتعويد النفس الكسلَ والقعودَ عن طلب الرِّزق والسعي في سبيله انتظارًا لقدومه بأسبابٍ موهومةٍ، وإضعافِ القوة العقلية بترك الأعمال المفيدة في طُرُقِ الكسب الطبيعية، وإهمال المُقامرِين للزراعةِ والصناعةِ والتجارةِ التي هي أركانُ العمران، ولما فيه من المضارِّ المالية؛ إذ يؤدي الميسرُ والقمارُ إلى تخريبِ البيوتِ والإفلاسِ فجأةً بالتحوُّل من الغنى إلى الفقر، والحوادثُ الكثيرةُ في المجتمع شاهدةٌ على ذلك، ولقد نقل المفسرون عن ابن عباس رضي الله عنه وقتادة ومعاويةَ بنِ صالحٍ وعطاء وطاوس ومجاهد أن الميسر: القمار. انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (ج 2 ص 566)، وأن كل ما كان من باب القمار فهو ميسرٌ بهذه الآية
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء لعبة دار الإفتاء ال م ی س ر ال خ م ر
إقرأ أيضاً:
هل يقبل الله توبة الملحد؟.. الإفتاء توضح
تتعدد الأسئلة المتعلقة بالتوبة، ومن أبرزها: "هل يقبل الله توبة الملحد؟" بناءً على التفسير الشرعي، أكدت دار الإفتاء المصرية أن الله تعالى يقبل توبة كل من تاب، حتى وإن كان قد ارتد عن الإسلام أو ألحد، شريطة أن يكون التوبة نصوحة وصادقة.
شروط توبة الملحد
من جانبه، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن التوبة تقبل من كل شخص خرج عن الدين وارتد، لكن يجب أن يتوافر فيها عدة شروط، منها الإقلاع عن الذنب، والندم على ارتكابه، والعزم على عدم العودة إليه. كما أكد أن الشخص الذي يعترف بذنبه ويتوجه إلى الله بصدق، يكون باب التوبة مفتوحًا له، بغض النظر عن حجم الذنوب التي ارتكبها.
أوضح الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أنه بمجرد أن يبادر الشخص بالندم، ويعقد العزم على التغيير، تقبل توبته من الله. وأضاف أن التوبة من الكفر والمعصية تعتبر واجبة شرعًا، وهي من أعظم القواعد التي يبنى عليها الإسلام، مشيرًا إلى أن التوبة لا تحتاج إلى عامل الزمن بل إلى صدق التوجه إلى الله.
أشار العلماء إلى أن باب التوبة يغلق في وقتين محددين. الأول عندما "يغرغر" الإنسان، أي عندما تبلغ روحه الحلقوم. الثاني عندما تشرق الشمس من مغربها، وهو من العلامات الكبرى للساعة.
حدد العلماء عدة شروط لقبول التوبة، من أهمها:
1. إخلاص النية لله.
2. الإقلاع عن الذنب نهائيًا.
3. الندم على ارتكاب الذنب.
4. العزم على عدم العودة إلى المعصية.
5. رد الحقوق إلى أصحابها إذا كان الذنب يتعلق بحقوق الناس.
فضل التوبة
التوبة لها العديد من الفضائل، أبرزها:
سبب لمحبة الله وغفران الذنوب.
سبب للنجاة من النار ودخول الجنة.
سبب لنيل رحمة الله ومغفرته.
سبب للأجر العظيم.
دعاء التوبة النصوح
وقد أورد العلماء العديد من الأدعية التي يمكن للإنسان أن يرددها عند التوبة، ومنها دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم:
"اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت، ظلمت نفسي فاغفر لي، إنك لا يغفر الذنوب إلا أنت".
ختامًا، تبقى التوبة من أعظم أبواب الرحمة التي يفتحها الله لعباده، ولكنها لا تقبل إلا بشرط أن تكون صادقة، مليئة بالندم والعزم على التغيير.