مشاهير هوليوود في وسط التجاذب بين داعمي إسرائيل ومؤيدي الفلسطينيين
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
متابعة بتجــرد: يتّخذ مشاهير هوليووديون على إنستغرام مواقف مؤيدة للفلسطينيين، أو داعمة لإسرائيل، منذ بداية الحرب، غير آبهين بالتبعات التي قد يواجهونها بسبب ذلك.
أعربت الممثلة الإسرائيلية غال غادوت، المعروفة بتأديتها دور “ووند وومن”، عن دعمها الثابت لإسرائيل على إنستغرام، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، وهو اليوم الذي نفّذت “حماس” هجوماً على إسرائيلي قتل خلاله 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، بحسب السلطات الإسرائيلية، واختطف حوالى 240 آخرين، وأخذوا كرهائن إلى قطاع غزة.
وكتبت غادوت على حسابها في إنستغرام، حيث يتابعها 109 ملايين مستخدم: “أنا بجانب إسرائيل، عليكم أن تكونوا أيضاً كذلك”. ومذاك، تنشر الممثلة، أو تشارك بانتظام محتوى يطالب بإعادة “المدنيين الإسرائيليين” المحتجزين لدى “حماس”، وهو أمر لقي استحسان البعض وغضب البعض الآخر.
وكتب أحد المستخدمين، على غرار مئات آخرين: “أشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء موقفك المؤيد للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”.
ورداً على هجوم “حماس”، تقصف إسرائيل قطاع غزة بشكل متواصل، وشنت هجوماً برياً، في 27 تشرين الأول/أكتوبر، استؤنف الجمعة، بعد أسبوع من الهدنة. ووفقا لحكومة “حماس”، قُتل حوالى 16248 شخصاً منذ بدء الحرب، 70 % منهم من النساء والأطفال.
من جهة أخرى، تحدّثت العارضة الأمريكية من أصل فلسطيني جيجي حديد، على إنستغرام (79 مليون متابع)، في الأسابيع الأخيرة، عن “سوء المعاملة الممنهجة للشعب الفلسطيني التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية”.
وردّت عليها إحدى مستخدمات الإنترنت المؤيدات لإسرائيل: “تقبلي حقيقة أن عائلتك على الجانب الخطأ من الإنسانية”.
يمكن أن يكون المشاهير، الذين يثيرون مشاعر قوية بالدعم أو النفور، محفّزين للانفعالات، خصوصاً إذا كانوا يتحدثون في مواضيع مثيرة للخلاف.
قبل وقت طويل من ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، كان الملاكم محمد علي والممثلة جاين فوندا والمغني بوب ديلان محبوبين بقدر ما كانوا مكروهين بسبب معارضتهم حرب فيتنام.
وأخيراً، أظهر بن ستيلر وأنجلينا جولي وشون بن دعمهم لأوكرانيا بالذهاب إليها.. مدعومين بمعجبيهم الغربيين الذين يدعمون كييف.
لكن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يثير استقطاباً شديداً، ما يعرّض النجوم في بعض الأحيان لردود عنيفة.
مثلا، شاركت كايلي جينر مع متابعيها، البالغ عددهم 398 مليوناً على إنستغرام، رسالة من مجموعة مؤيدة لإسرائيل، بُعيد هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، لكنها أزالتها بعد تعرّضها للشتم، وفقاً لوسائل إعلام أمريكية.
من جهتها، خسرت الممثلة الحائزة جائزة أوسكار سوزان ساراندون، في تشرين الثاني/نوفمبر، دعم وكالة المواهب التي مثّلتها، بحسب الصحافة المتخصصة، بسبب تصريحات مثيرة للجدل أدلت بها خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، اعتذرت عنها بعد ذلك على إنستغرام.
أما الممثلة ميليسا باريرا، بطلة الجزأين الخامس والسادس من سلسلة أفلام “سكريم”، فلن تشارك في الجزء السابع منها بقرار من دار الإنتاج التي بررت قرارها بـ “عدم التسامح مطلقاً مع معاداة السامية والتحريض على الكراهية”.
فقد نددت باريرا، عبر إنستغرام، بحصول “تطهير عرقي” في غزة.
وقال المتخصص في مجال التواصل نيكولا فاندربيست من بروكسل، إن المشاهير الذين يتّخذون موقفا في هذا الصراع المثير للخلاف “يخاطرون بالكثير ولا يكسبون إلا القليل”.
وبالتالي، من أجل الحصول على راحة البال، يمكن للمشاهير أن يختاروا التزام الصمت. لكن، في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حيث “يشعرون بأن عليهم التعبير عن النفس”، فإن هذا لا يجنّبهم التعرض للانتقاد، كما قال جميل جان-مارك دخلية، الأستاذ في جامعة سوربون- نوفيل الباريسية.
وأضاف: “لكن حتى الصمت يعدّ اعترافات”.
وتعرّضت الممثلة والمغنية الأمريكية سيلينا غوميز، التي لديها 430 مليون متابع على إنستغرام، لانتقادات بسبب صمتها حول الموضوع.
ومثل مئات الأشخاص، بمن فيهم المغنية جينيفر لوبيز والممثل خواكين فينيكس وجيجي حديد، اختارت غوميز الطريق الوسط: توقيع عريضة “فنانون من أجل وقف إطلاق النار الآن”، في نهاية تشرين الأول/أكتوبر.
View this post on InstagramA post shared by Gigi Hadid (@gigihadid)
main 2023-12-08 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: تشرین الأول أکتوبر على إنستغرام
إقرأ أيضاً:
هكذا يمكن مساعدة الفلسطينيين الذين يتحدون حماس
لفت حسين إبيش، كبير الباحثين المقيم في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، إلى أنه بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات الشعبية في شمال غزة ضد حماس، يبدو أن قبضة الحركة هناك تتلاشى. فقد شارك في كل احتجاج مئات الفلسطينيين، ويعكس ذلك فهماً واضحاً بأن حماس، وليس إسرائيل فقط، مسؤولة عن محنتهم. وقد تكون هذه نقطة تحول، لكن الكثير يعتمد على كيفية رد القوى الخارجية.
آلاف الفلسطينيين الوطنيين في غزة يريدون بصدق إنهاء الحرب
كتب إبيش في شبكة "إم إس إن بي سي" الأمريكية أن الانتقادات العلنية لحماس في غزة ليست نادرة، كما يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وحتى خلال الحرب التي شنتها إسرائيل بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل، اندلعت احتجاجات أصغر وأكثر تفرقاً بشكل دوري.
يبلغ الإحباط من حماس بين سكان غزة العاديين ذروته. ولكن ما يميز الاحتجاجات الأخيرة هو حجمها واستمرارها. ففي الأيام القليلة الماضية، تجمع آلاف الفلسطينيين لحث حماس على التخلي عن السلطة، وإطلاق سراح الرهائن، والمساعدة في وقف هجمات إسرائيل المتواصلة التي أودت بحياة أكثر من 50 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين. أما نتانياهو فهو مخطئ في الاستشهاد بالاحتجاجات، وبطريقة ساخرة وكاذبة، بصفتها دليلاً على أن سياسات إسرائيل "تنجح". لكن حماس مخطئة أيضاً في ادعائها أن تلك الاحتجاجات مُصنعة وموجهة من "قوى خارجية"، وليست تعبيراً عفوياً عن غضب مستحق بقوة.
غضب على إسرائيل وحماس
وأضاف الكاتب أنه لطالما أعرب عن رأي مفاده أن على الفلسطينيين ألا يسامحوا حماس على استفزازها المتعمد لإسرائيل، ودفعها إلى رد فعل مبالغ فيه. ولطالما اعتمدت السياسة الإسرائيلية على الانتقام غير المُتكافئ. إن شدة الوحشية الإسرائيلية في غزة متوقعة بقدر ما هي مروعة. والفلسطينيون يدركون ذلك بشكل شخصي.
ثمة غضب واسع ضد حرب إسرائيل على المجتمع الغزي بشكل عام، وهو غضب لا يقتصر على حماس فحسب. وجادل العديد من الباحثين والمؤرخين حول الإبادة الجماعية، بما في ذلك عدد من الإسرائيليين، وقالوا إن الكلمة تنطبق بشكل معقول على استخدام الجيش الإسرائيلي للغذاء، والدواء، والماء، والنزوح الروتيني، أسلحة حرب ضد المدنيين.
Analysis | Anti-Hamas demonstrations in Gaza have shown rare defiance against Hamas and longevity—but without leadership, regional backing, or media coverage, their path forward remains uncertain.
✍️@sfrantzmanhttps://t.co/ZhavPPUuH7
ومع ذلك، لا يزال الإحباط من حماس بين سكان غزة العاديين في غليان. ومن المتوقع أن تتركز الاحتجاجات في شمال غزة، وهي أول المناطق التي دمرت بعد 7 أكتوبر (تشرين الأول)، حيث تركزت أشد أعمال العنف والحرمان من الضروريات الأساسية.
لم تسأل مليوني فلسطيني
على عكس مزاعم نتانياهو، تجري هذه الاحتجاجات رغم وحشية إسرائيل المستمرة، وليس بسببها. فقد أظهر استطلاع للرأي للباروميتر العربي، نشر في 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أن 29% فقط من الفلسطينيين في غزة لهم مواقف إيجابية من حماس. واليوم، قد تكون النسبة أقل من ذلك.
ليس للمتظاهرين أوهام حول إسرائيل. فقد أعرب جميع من قابلتهم وسائل الإعلام العربية والغربية تقريباً عن غضبهم من وحشية إسرائيل، بوضوح تام.
The group will be forced to either meet the people’s demands or violently suppress the demonstrations. Either outcome weakens Hamas, explains @AhmadA_Sharawi: https://t.co/3VZMgqzc9y
— FDD (@FDD) March 29, 2025لم تهتم حماس بمصير أكثر من مليوني مدني فلسطيني جندتهم "للاستشهاد" دون أدنى استشارة أو تحذير أو تحضير. كما أنها لا تهتم كثيراً بمد وجزر الرأي العام. لا تزال حماس تحتفظ بقاعدة دعم شعبي، وسيواصل جزء كبير من السكان تركيز غضبهم بشكل مفهوم على إسرائيل، في الحد الأدنى حتى ينسحب الجيش الإسرائيلي نهائياً من غزة. لكن اليأس والغضب أججا هذه الاحتجاجات الكبيرة والمستمرة على نحو غير معتاد ضد حماس، ونصيبها الواضح من المسؤولية.
فرصة مهمة
وبالنسبة إلى القوى الخارجية المهتمة بصدق برؤية نهاية سلطة حماس في غزة، تمثل هذه الاحتجاجات فرصة مهمة. ليس واضحاً كيق يكون نتانياهو من بينهم حقاً، بعد عقود من ضمان بقاء الفلسطينيين منقسمين بين الحكم الإسلامي في غزة، والسيطرة القومية العلمانية في المناطق الصغيرة ذات الحكم الذاتي في الضفة الغربية. وكما هو متوقع، يبذل نتانياهو قصارى جهده لتدمير وتقويض مصداقية الاحتجاجات، وإمكاناتها السياسية بتصويرها دليلاً على حكمة سياسة الأرض المحروقة الإسرائيلية.
مع ذلك، يعلى الدول العربية ذات التوجه البناء، مثل مصر، والسعودية، والإمارات، أن تبذل، بحذر لكن بشكل عمدي، كل ما في وسعها لدعم قادة الاحتجاجات ومنظميها. وبإمكانها توفير عناصر أساسية لسلطة مدنية فلسطينية بديلة في غزة لتتولى مسؤولية الحكم، بدل الاحتلال الإسرائيلي وحماس.
لا شك أن المصالح التجارية الباقية، وزعماء العشائر وكوادر فتح المتبقية في غزة، إما مرتبطون ارتباطاً وثيقاً بحركة الاحتجاج ومنظميها، أو يجب أن يصبحوا كذلك، بغض النظر عن مدى عفوية المظاهرات. هناك بالتأكيد تنسيق كبير قائم بالنظر إلى حجمها وانتشارها واستدامتها.
خطة الجامعة أمر حيوي
على إسرائيل التزام الصمت عن الاحتجاجات لأغراضها السياسية، ويُحتم استئناف وقف إطلاق النار على الدول العربية الرائدة أن تتقدم وتأخذ زمام المبادرة، وعلى الولايات المتحدة والدول الغربية، أن تدرك أن الاحتجاجات تظهر أن خطة جامعة الدول العربية التي نسقتها مصر لوقف هذا الجنون نهائياً وبداية إعادة الإعمار في غزة أمر حيوي، بل هو الإطار الحقيقي الوحيد القادر على إنهاء الحرب، وحكم حماس في غزة.
يُظهر المتظاهرون بشجاعة أن آلاف الفلسطينيين الوطنيين في غزة يريدون بصدق إنهاء الحرب وهم يُطلقون عليها عادة اسم "الإبادة الجماعية"، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المتبقين وتنحي حماس.
هذا بالضبط ما تريده الدول العربية والغربية، والإسرائيليين. لم يعد هناك أي أساس للقول إنه لا يوجد ما يمكن فعله عملياً وسياسياً مع فلسطينيي غزة. فالواضح أن هناك الكثير، إذا كان هناك من يهتم حقاً.