NYT: حرب غزة توسع الفجوة بين الحكام العرب والمواطنين
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا صحفيا قالت فيه إن المتظاهرين في عاصمة البحرين المنامة لوحوا بالأعلام الفلسطينية وهتفوا بأعلى أصواتهم مطالبين حكومتهم الاستبدادية الموالية للولايات المتحدة بطرد السفير الإسرائيلي الذي تم تعيينه قبل عامين، بعد أن أقامت البحرين علاقات دبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وهتفوا: "لا سفارة صهيونية على الأرض البحرينية"، و "لا قواعد عسكرية أميركية على الأرض البحرينية".
وعلى بعد أقل من أربعة أميال، تجمع رجال أمريكيون وأوروبيون يرتدون الزي العسكري الكامل لحضور حوار المنامة، وهو مؤتمر سنوي يجمع كبار المسؤولين من القوى الغربية والشرق الأوسط لمناقشة الأمن الإقليمي.
وتجولوا حول قاعة احتفالات مذهبة في فندق ريتز كارلتون الخاضع لحراسة مشددة بعد ساعات فقط من الاحتجاج - غير مدركين إلى حد كبير أنه كان هناك مظاهرة.
إن الحرب في غزة التي أعقبت الهجوم لم تكشف عن الهوة بين العديد من الزعماء العرب وشعوبهم فحسب، بل وسعتها، بحسب الصحيفة.
وشهدت البحرين، وهي دولة خليجية يبلغ عدد سكانها حوالي 1.6 مليون نسمة، تدفقا من الدعم الشعبي للفلسطينيين وتصاعدا في التنديد في مجازر الاحتلال في غزة.
رد الجيش الاحتلال الإسرائيلي على عملية "طوفان الأقصى" بقصف غزة وفرض حصار عليها في حملة عسكرية أسفرت عن استشهاد أكثر من 16 ألف شخص، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وفي حين كان هناك انفصال منذ فترة طويلة بين العديد من الدول العربية ومواطنيها بشأن نهجها تجاه القضية الفلسطينية، فقد سلطت الحرب الضوء على هذه الفجوة بشكل أكثر حدة منذ سنوات.
وفي العديد من الاحتجاجات في جميع أنحاء المنطقة، ذهب الناس إلى ما هو أبعد من إدانة الاحتلال إلى الهتاف الداعم للمقاومة الفلسطينية وانتقاد حكوماتهم.
وفي المغرب والأردن، تظاهر الآلاف لمطالبة دولهم بقطع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي القاهرة، تجمع المتظاهرون المؤيدون للفلسطينيين في ميدان التحرير، حيث بدأت انتفاضة الربيع العربي في مصر، وأحيوا الصرخة الثورية من أجل الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية.
وفي البحرين، قال المتظاهرون إنه بالإضافة إلى الشعور العميق بالهوية العربية والإسلامية المشتركة، فقد رأوا روابط بين التحرير الفلسطيني وتحررهم من القمع السياسي.
وقالت فاطمة جمعة، وهي امرأة بحرينية تبلغ من العمر 22 عاما شاركت في الاحتجاج في المنامة: "أتطلع إلى أن نكون أشخاصا أحرارا. إن وجودنا وحريتنا مرتبط بوجود فلسطين وحريتها".
لعقود من الزمن، رفضت معظم الحكومات العربية إقامة علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي قبل إنشاء الدولة الفلسطينية.
لكن هذه الحسابات تغيرت في السنوات التي سبقت الحرب، حيث قام القادة الاستبداديون بموازنة الرأي العام السلبي تجاه إسرائيل مقابل الفوائد الاقتصادية والأمنية للعلاقة – والتنازلات التي قد ينتزعونها من الولايات المتحدة، الحليف الأكبر للاحتلال الإسرائيلي.
وقالت إلهام فخرو، الزميلة المشاركة في تشاتام هاوس، وهي مؤسسة بحثية: "تريد حكومة البحرين أن يُنظر إليها على أنها صوت الاعتدال في الولايات المتحدة، وهي تستخدم بشكل متزايد علاقتها الجديدة مع إسرائيل لتشكيل هذا التصور في واشنطن. لكن في الوطن، فإن لذلك تأثير مختلف".
وفي عام 2020، أقامت البحرين والإمارات العربية المتحدة والمغرب علاقات مع الاحتلال في صفقات توسطت فيها إدارة ترامب والمعروفة باسم اتفاقيات أبراهام.
لتنضم بذلك إلى مصر والأردن، اللتين أبرمتا اتفاقيات سلام مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عقود.
وقد احتفلت الحكومات الغربية التي طالما دعمت العائلات المالكة في المنطقة بهذه الصفقات، وفي أيلول/ سبتمبر، وقعت الحكومة البحرينية اتفاقية أمنية شاملة مع إدارة بايدن.
لكن استطلاعات الرأي أظهرت أن معظم المواطنين العرب العاديين لا يتقبلون بشكل متزايد إقامة علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي.
وفي البحرين – مع عائلتها المالكة المسلمة السنية وأغلبية سكانها من المسلمين الشيعة – أعلن المسؤولون أن الاتفاقيات تشجع على التسامح والتعايش. لكن ذلك كان بمثابة كلام فارغ بالنسبة للعديد من المواطنين مع استمرار الحكومة في قمع المعارضة الداخلية.
إن القضية الفلسطينية ومعارضة الاحتلال توحد البحرينيين عبر الخطوط الطائفية والسياسية – السنة والشيعة، واليساريين العلمانيين والإسلاميين المحافظين، صغارا وكبارا.
وعندما سُئلوا في استطلاع للرأي قبل الحرب عن تأثير اتفاقيات أبراهام على المنطقة، أجاب 76% من البحرينيين بأنها سلبية.
وقال عبد النبي العكري، الناشط البحريني في مجال حقوق الإنسان البالغ من العمر 60 عاما، إن الاتفاقات "تم فرضها ضد إرادة الشعب".
وقالت إلهام فخرو من تشاتام هاوس إن البحرين كانت على حافة الهاوية لسنوات عديدة بسبب التوترات بين الحكومة وحركات المعارضة.
وقالت: "هذه الأزمة تزيد من اتساع هذا الصدع".
وسحقت البحرين انتفاضة الربيع العربي عام 2011 بمساعدة القوات السعودية والإماراتية. كما أنها تستضيف إحدى أهم القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.
قال المتظاهرون البحرينيون إنهم ينظرون إلى الاحتلال الإسرائيلي على أنها قوة احتلال على الطراز الاستعماري ومشروع مدعوم من الغرب يهدف إلى السيطرة على المنطقة، وقال البعض إن الاحتلال لا ينبغي أن يوجد أصلا.
وقالت فاطمة جمعة إن الفلسطينيين وبقية شعوب المنطقة يعيشون تحت سيطرة القوى الغربية.
وأضافت: "حتى الآن نرى أنه لا يمكننا التحرك دون موافقة أميركية".
وبالعودة إلى فندق ريتز كارلتون في صباح اليوم التالي للاحتجاج، عاد كبار المسؤولين العرب والأمريكيين إلى القاعة الجذابة لمناقشة الطريق إلى الأمام في غزة.
وردا على سؤال حول الرأي العام السلبي تجاه اتفاقيات أبراهام، قال بريت ماكغورك، أحد كبار مسؤولي البيت الأبيض في الشرق الأوسط، إنه يركز على الأزمة الحالية. ولكن أبعد من ذلك، قال، إن صناع السياسة الأمريكيين ما زالوا ملتزمين بـ "دمج" إسرائيل وجيرانها.
قبل الحرب، كان البيت الأبيض يجري محادثات مع السعودية حول صفقة معقدة تعترف بموجبها المملكة، أقوى دولة عربية، الاحتلال الإسرائيلي.
وقال ماكغورك: "لا يمكننا أن نسمح لما فعلته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر بأن يعرقل هذا المسار بشكل دائم".
لكن بعض الفلسطينيين يخشون من أن يؤدي الاتفاق" السعودي الإسرائيلي "إلى تقويض نضالهم من أجل إقامة الدولة.
وقال مسؤول بحريني كبير إن حكومته تعتقد أن إسرائيل موجودة لتبقى، وأن شعوب المنطقة يجب أن تتعايش.
وأضاف أن البحرين تشعر بالقلق من تأجيج الحرب للغضب والتطرف، متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع. وقال إنه يجب حماية اتفاقيات أبراهام كأداة لإحلال السلام.
ولكن عندما سئل عن الفجوة بين القادة العرب والرأي العام، لم يتناول المسؤول السؤال بشكل مباشر. وبدلا من ذلك، قال إن البحرين تعتقد أن الوضع في غزة كارثي وتبذل كل ما في وسعها لتعزيز السلام.
وجاءت الاتهامات الأكثر قسوة للاحتلال الإسرائيلي في المؤتمر من وزير الخارجية الأردني – حيث معظم السكان من أصل فلسطيني – وأحد كبار أفراد العائلة المالكة السعودية، الأمير تركي الفيصل، الذي دعا إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
ورفض الأمير تركي – رئيس المخابرات السعودية السابق – فكرة أن بناء العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل من شأنه أن يحقق السلام، واصفا إياها بـ "الوهم الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي".
وبينما كان الأمير تركي يتحدث، كانت هناك احتجاجات أخرى تتجمع على بعد حوالي ستة أميال، وتمتد لمسافة عدة شوارع عبر شوارع المحرق الضيقة - وهي بلدة بها مباني منخفضة الارتفاع بظلال من اللونين الأبيض والبيج.
وكانت رائحة البنزين تنبعث من السيارات المتوقفة في الهواء بينما عرقلت مجموعات من الناس حركة المرور، ولوحوا بالأعلام الفلسطينية وحملوا الأطفال على أكتافهم.
لا تزال حرية تكوين الجمعيات والتجمع مقيدة بشدة في البحرين. لكن العديد من الاحتجاجات الأخيرة حصلت على تصاريح حكومية، مما يوفر مساحة شبه خاضعة للعقوبات للتنفيس عن غضبها.
وهتف آلاف المتظاهرين باللغتين الإنجليزية والعربية حتى بُحت أصواتهم،"تسقط، تسقط إسرائيل".
"أمريكا رأس الحية"، وهتف البعض مؤيدين المقاومة، وحثوها على قصف تل أبيب.
وفي خطابه في اليوم السابق، أعرب ولي عهد البحرين عن أسفه لـ "القصف المستمر" في غزة، ووصفه بأنه وضع لا يطاق.
وقال: "اسمحوا لي أن أكون واضحا للغاية بشأن ما يهم مملكة البحرين"، واضعا قائمة من "الخطوط الحمراء"، بما في ذلك التهجير القسري لسكان غزة، وتقليص أراضي غزة أو إعادة احتلال تلك الأراضي. "ومن ناحية أخرى، يجب ألا يكون هناك إرهاب موجه من غزة ضد الجمهور الإسرائيلي".
ولم يصل إلى حد التهديد بقطع دبلوماسي مع الاحتلال ووصف الولايات المتحدة بأنها "لا غنى عنها" في أي عملية سلام.
وعندما انتهى، تناول ضيوفه العشاء من الخوخ المسلوق بالزعفران وصدور الدجاج المحشوة بالخضار المشوية. وفي حديثهم على هامش المؤتمر، أخبر المسؤولون البحرينيون المشاركين أنهم مصممون على حماية اتفاقهم مع الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البحرين الفلسطينية غزة السلام فلسطين غزة البحرين السلام الشعوب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مع الاحتلال الإسرائیلی العدید من فی غزة
إقرأ أيضاً:
منصور عباس: هذه مواصفات نتنياهو ومتطلبات المرحلة الحالية
قال منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة بالكنيست الإسرائيلي، إن "المطلوب في الوقت الحالي ترتيب البيت الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة لما لذلك دور كبير في إنهاء الحرب".
وذكر عباس في لقاء خاص مع عماد الدين أديب على قناة "سكاي نيوز عربية": "العرب الفلسطينيون في إسرائيل تعدادهم يتجاوز 2 مليون إنسان، ينقسمون إلى قسمين، القسم الأول هم المواطنون العرب الفلسطينيون في إسرائيل وتعدادهم حوالي مليون و600 ألف، هؤلاء عرب فلسطينيون هم البقية الباقية من شعبنا الفلسطيني الذي هُجر في العام 1948، نسبتهم من مجموع الفلسطينيين في عام 1948 كانت حوالي 15 بالمئة، بمعنى من مليون ونصف فلسطيني بقي حوالي 150 ألف فلسطيني في مناطق الـ48".
وتابع: "بقاؤهم في أرضهم في وطنهم دفعوا ثمنه بالمواطنة بمعنى وضعوا أمام معادلة، إما أن تقبل المواطنة الإسرائيلية وتحمل الهوية وجواز السفر الإسرائيلي، أو أن ترحل من بلادك، كما رُحل وهُجر 85 بالمئة من الشعب الفلسطيني في العام 1948".
وأكمل قائلا: "كانت هذه هي المعادلة التي اضطرت العرب المقيمين في إسرائيل أن يقبلوا من أجل المحافظة على وجودهم في أرضهم ووطنهم، ويبقوا هذه البقية اللي اليوم تطورت وتضاعفت عشر أضعاف من الناحية السكانية".
وتابع: "أما القسم الآخر من العرب في إسرائيل هم العرب الفلسطينيين سكان مدينة القدس، التي تم احتلال الجزء الشرقي منها في العام 1967، إسرائيل ضمت في قانون خاص ضمت القدس إليها وإلى السيادة الإسرائيلية بخلاف الضفة وغزة، منحت السكان الفلسطينيين في القدس الهوية الزرقاء يعني الإقامة صفة الساكن في إسرائيل ولكن لم تمنحهم المواطنة وبالتالي أيضا العرب الفلسطينيون في مدينة القدس وضعوا أمام خيار إما قبول الهوية الزرقاء وتبقى القدس أو أن ترفض هذه الهوية الزرقاء وتصبح مهددا بالتهجير والترحيل من القدس".
وأوضح: هذا التعقيد الفلسطيني نحياه بشكل يومي يفرض علينا الكثير من الخصوصية من جهة والصعوبة من جهة أخرى في حرب قائمة في قطاع غزة، نتألم ونتضامن لأجل شعبنا، ولكننا مواطنون في إسرائيل نلتزم بقوانين المواطنة، لأننا تريد أن نبقى في أرضنا".
الصوت العربي داخل المعادلة السياسية الإسرائيلية
ذكر منصور عباس: "كل مشروعنا السياسي في داخل مناطق الـ48 أو في داخل إسرائيل كمواطنين وعرب فلسطينيين؛ ينصب في مصلحة تحقيق تسوية سياسية ضمن دائرة حل الدولتين وإحلال السلام والأمن والاستقرار لشعبنا الفلسطيني، ودولته المستقلة ذات السيادة في غزة والضفة والقدس ولنا مواطنة كاملة الحقوق ومساواة بين المواطنين في داخل دولة إسرائيل".
وأضاف: "الكتلة السياسية العربية التي تصل في حدود 15 بالمئة، حوالي مليون و600 ألف صوت الآن، هي بيضة القَبَّان بين اليمين وبين المركز واليسار، في الانتخابات الأخيرة وقبلها، القائمة العربية الموحدة التي أرأسها هي القائمة العربية الأولى والوحيدة التي استطاعت أن تخترق صفوف الأحزاب اليهودية، وأن تفرض نفسها كشريك وكلاعب سياسي في الملعب السياسي الإسرائيلي".
وأكمل: "في حكومة التغيير السابقة التي كنا شركاء فيها نحن كنا حزب من ضمن 8 أحزاب ولنا حضورنا ولنا تأثيرنا واستطعنا أن ننجز العديد من الإنجازات لصالح مجتمعنا العربي في عدة مرافق، كاعتراف بقُرى غير معترف بها، ميزانيات اقتطعناها لصالح مجتمعنا العربي، ومجموعة قوانين تخفف من وطأة العنصرية ضد المواطنين العرب، وأيضاً حكومة التغيير انفتحت في علاقتها أيضا على المستوى السياسي مع السلطة الفلسطينية".
ولفت إلى أن "المشاركة في الكنسيت ثم المشاركة في الائتلاف والحكومة؛ ليست خيانة للقضية الفلسطينية، أو للصوت العربي أو للحقوق العربية؛ بل بالعكس هي وسيلة من أجل تمكين المواطن العربي في داخل إسرائيل وأيضاً هي وسيلة من أجل تعزيز فرص السلام وإحقاق الحق للشعب الفلسطيني".
كيف تدار المفاوضات في الكنيست؟
وبهذا الخصوص، قال عباس: "التجربة التي خضناها في المرة السابقة، لأول مرة يكون حزب عربي شريك في إدارة مفاوضات ائتلافية، ونقطة القوة التي كانت بين أيدينا أننا أدرنا مفاوضات مع أكثر من طرف، يعني كان في شخصيتين أو ثلاث شخصيات مرشحات لرئاسة الحكومة السابقة فالقائمة العربية الموحدة أدارت مفاوضات مع بنيامين نتنياهو، ومع يائير لبيد ومع نفتالي بينيت، كلما كانت لك مساحة مناورة وخيارات أكثر كلما كانت فرصتك لإنجاز أكثر في المحصلة في الاتفاق الائتلافي".
ماذا قال عباس عن شخصية نتنياهو؟
وعلى اعتبار أن عباس فاوض نتنياهو، فقال عنه: "نتنياهو حالته معقدة جدا، من تجربتي الشخصية هو شخص يمكن أن تأخذ وتعطي معه ويمكن أن تصل إلى حلول معه، المشكلة في نتنياهو بالائتلاف المحيط به، بمعنى عندما تكون في حكومة شركاؤك فيها من أقصى اليمين يعني متشددين أكثر فيضعون له القيود والخطوط الحمراء التي يتحرك فيها، والحرب في غزة دليل على ذلك".
وتابع: "نتياهو الحدث المركزي بالنسبة له هو المحافظة على رئاسة الحكومة، أيضا لأجل الأوضاع الخاصة به خوفا من أن يقف أمام المحاكم في إسرائيل، وموقع رئيس الحكومة يعطيه نوعا من القوة في مواجهة المحاكم في إسرائيل، فبالتالي التعامل مع نتنياهو يجب النظر إلى البعد الخاص الشخصي وما هي محركاته الذاتية الشخصية ويجب أن تنظر إلى التركيبة السياسية التي حوله".
وأكمل: "يستطيع نتنياهو أن يدير ظهره للحلفاء الطبيعيين في اليمين، وفعل ذلك في 2020 عندما ائتلف مع بيني غانتس في ظل جائحة كورونا، وفعل ذلك من قبل في العام 2013 عندما اختلف مع يائير لبيد، فالرجل لديه براغماتية يتمتع بها وهو من فصيلة الواقعية السياسية".
وأشار إلى أن "نتنياهو لو منهجه السياسي الدوغمائي فما طالت فترة حكمه لإسرائيل والتي وصلت إلى 16 سنة وما زالت، حتى أنه تفوق على مدة حكم بن غوريون نفسه، البراغماتية السياسية التي يتحلى بها تغطيه الفرصة للمناورة بين القوى السياسية في اليمين واليسار".
إلى أين تأخذنا صورة الائتلاف اليوم؟
قال رئيس القائمة العربية الموحدة بالكنيست الإسرائيلي لـ"سكاي نيوز عربية": "القوى السياسية المشكلة الآن للائتلاف متماسكة إلى حد كبير لأن مصلحتها مع بعضها البعض، هناك مجموعة قضايا تحدث شروخا بين الفصائل السياسية في إسرائيل.. إحدى هذه القضايا هي مسألة إيقاف الحرب أو عدم إيقافها.. واضح تماما أن الصهيونية الدينية بقيادة سموتريش وبن غفير لا تريد إنهاء الحرب في غزة ولا في لبنان مما اضطر نتنياهو إلى أن يذهب لمعادلة وقف مؤقت لإطلاق النار لمدة 60 يوما".
وأكمل: "في حين توجد قوى سياسية في داخل الحكومة الإسرائيلية تريد إيقاف الحرب وهم الحريديم وهم يوازون الصهيونية الدينية في القوة، يريدون إنها الحرب ليس لإنهاء الحرب بل لكي يستطيعوا إقرار قانون يعفيهم من الخدمة العسكرية الإجبارية فهم لا يستطيعوا تمرير القانون في ظل استمرار حالة الحرب".
وأكد على أن "المطلوب في هذه المرحلة حتى نستطيع أن نتقدم في مسار وقف الحرب، إيجاد حلول سياسية أوسع من فكرة صفقة التبادل يعني مطلوب ترتيب البيت الفلسطيني خاصة في قطاع غزة هذا له دور كبير في إنهاء الحرب".