سودانايل:
2025-05-01@11:29:59 GMT

هل من حراك يمحو العار وينقذ ما تبقى من وطن؟

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

محو العار الذي الحقته سلطات الامر الواقع المنقلبة علي مجمل الأوضاع في السودان في 25 اكتوبر 2021 كتتويج للتامر المستمر علي ثورة ديسمبر، تلك السلطات المنشقة علي نفسها والمكونة لطرفي الحرب العبثية المدمرة، يحتاج لفعل عاجل ومؤثر علي الارض.الحقت تلك السلطات بتحالفاتها العار بالشعب السوداني ومرغت كرامته في التراب العطن، بين قتل وحرق وتنكيل ونزوح وهجرة ونهب ممتلكات وتدمير منشات ، لكنها لم تكتفي بذلك بل وامعانا في الذل والمهانة أصبحت تفرض الرسوم والجبايات والاتاوات التي لم تسبقها عليها التركية السابقة.


فوق ذلك فهي لم تعبأ بالدفاع عن المواطنين في الداخل والخارج فحسب بل تتامر و (تبدع) و تبدع في اجتراح كل ما هو مهين، حتي وصل الأمر كما ورد في الأخبار لفرض رسوم علي عذرية البنات كشرط لاكمال بعض الاجراءات (كما ورد في مقال صحفي تناقلته الاسافير)..فهل هناك عار اكبر من هذا؟
ان سكوت الشعب السوداني علي مخازي هذه السلطات لهو انعكاس علي الازمة القومية الشاملة التي يعيشها المجتمع السوداني وهي أزمة اضافة لجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهي ايضا تتحول لازمة قيم وعجز عن الفعل، مما يعني ان الأوضاع في السودان قد وصلت لدرك سحيق من الانحطاط يهدد بشكل جدي تماسك السودان ووجوده كدولة.
صحيح ان ما حدث في البلاد مروع وقد احدث صدمة اجتماعية ونفسية عظمي، لكن اذا لم تبقي هناك قوة حية لاستنهاض الهمم والشروع في مقاومة شعبية حيوية شاملة ضد الظلم والعار الذي يلحق بالبلاد ومواطنيها فعلي الدنيا السلام، فما حدث ويحدث هو اقصى درجات التردي الذي يمكن ان يحدث لشعب ما.
هناك العديد من الدعوات والبيانات والاجتماعات والمؤتمرات التي تمت وعقدت في الداخل والخارج فيما يتعلق بالازمة السودانية، لكن اي منها لم يحقق اي اختراق مهم في طريق مسار مقاوم فعليا لافعال لوردات الحرب من الجانبين، بل ان الأحوال تتدهور يوماً بعد آخر والحرب تزداد ضراوة وتدميرا وأصبحت الحلول الفردية هي الخيار الاول حتي ان تهريب البشر اصبح تجارة رابحة.
لقد وصل الكثير من الناس الي حالة اليأس ما عدا استثناءت مشرقة هنا وهناك معظمها ذا طالع فردي أو تطوعي، أما الفعل المنظم المنتج الفعال علي الارض من القوى السياسية والمدنية فهو في حدود الكلام والنوايا الحسنة ان لم نقل انه منعدم التأثير، والدليل علي ذلك تمادي سلطات الامر الواقع في تدمير البلاد عبر الحرب والامعان في اهانة الشعب السوداني وافقارة وابتزازه بالرسوم والجبايات مقابل احتكار للخدمات الاساسية حتي في المأكل والمشرب والصحة والتعليم وغيرها. ان الوضع لا يطاق وقد فاق حدود الممكن والمستحيل والصمت عليه يعني موت البلاد أو كما قال تقرير للاكونميست البريطانية (ان السودان قد مات ولم يجد من ينعيه)...البلاد تحتاج لصيحة عالية وصحوة كبرى لكي تفيق من نومتها الحالية التي أرجو ان لا تكون نومة ابدية.
اقتراب ذكرى اندلاع ثورة ديسمبر سيعطي مؤشرا علي إتجاه سير الامور خاصة وسط الشباب والنساء العناصر الأكثر فعلا في الثورة، فاذا قام حراك نشط فيما يسمي بالولايات الامنة فسيعطي ذلك أمل في طريق الخلاص الشاق المليء بالمخاطر والتضحيات، اما اذا لم يحدث فهناك ما يدعو للقلق والخوف العظيم.
7ديسمبر 2023

mnhassanb8@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

بين لساتك الدقير وبندقية البرهان..!

ليس ما نطرحه مجرد مقاربة توفيقية عابرة، بل خلاصة تجارب متراكمة، ورؤى متأنية، وحقائق مرصودة بدقة، تؤكد حقيقة واحدة بالغة الخطورة والأهمية:

إن الفوضى المصاحبة للاحتجاجات — من حرق الإطارات، وقلع بلاط الأنترلوك، واستخدام أعمدة الكهرباء في إغلاق الطرق، والإفراط المتكرر في الإضرابات كوسائل ضغط سياسي — هي ممارسات لا رشيدة، لا تخدم مصلحة وطن، بل تفتح الأبواب لرياح مدمّرة قد تقتلع البلاد من جذورها، بعنف بالغ وقسوة مريعة.

وفي المقابل، فإن استخدام البندقية كأداة لفرض الإرادة، أو لقهر الآخر، أو لابتزاز سلطة قائمة من أجل مطامع سياسية أو مكاسب مالية، لا يُنتج إلا مزيدًا من العنف المتصاعد، ويؤدي إلى تراكم كثيف لغاز “ثاني أكسيد الاحتباس السياسي”، الذي يخنق الأشجار المثمرة، ويحوّل الأرض إلى قفر لا تنبت فيه سوى أشواك المسكيت، التي تمتص بجشع كل خيرات البلاد.
السودان — هذا الوطن الجميل، بثقله التاريخي، وعمقه الجغرافي، وثرائه الإنساني — يحتاج إلى حرية حقيقية، تبدأ بصون كرامة الإنسان، وتضمن له حق الاختيار، والتعبير، والعيش الكريم، وتنتهي عند حدود صارمة تمنع الإضرار بالآخرين، وتوقف تمامًا تلويث المناخ العام بغاز أول أكسيد الكربون، ذلك الغاز السام، الذي لا يُرى ولا يُشم، لكنه يفتك بالمجتمع بهدوء قاتل.

السودان، بثرواته الوفيرة، وموارده النادرة، وسكانه الكُثُر، وبنيته الاجتماعية المعقدة، وتناقضاته الداخلية المتفاعلة، وجيرانه المتحفزين على طمع ونهم، لا بد له من بندقية وطنية، ذات كفاءة قتالية عالية، وعقل استراتيجي مدرك، وسند شعبي راسخ، تحرس تلك الخيرات، وتغلق المنافذ الخفية التي يتسلل منها دعاة الفوضى، ومهندسو الخراب، وتجار التمزق والانهيار.

فحماية الوطن — هذا الوطن العزيز المُنهك — لا تُنجز بالعبث، ولا بالابتزاز، بل بالوعي الكامل، والانضباط الصارم، والبصيرة النافذة، التي ترى بوضوح ما بعد دخان اللساتك وحرائق البنادق.

ضياء الدين بلال

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • بين لساتك الدقير وبندقية البرهان..!
  • الدُّب … الذي بكته السماء !
  • ???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
  • دفع الله الحاج علي عثمان رئيس الوزراء السوداني المكلف
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • أشرف زكي: هناك بعض الصور التي لا نرضى عنها جميعا في تغطية الجنازات
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • البرهان في القاهرة… دلالة الزيارة ومآلاتها والرسائل التي تعكسها
  • الإمارات: التزام راسخ بتخفيف معاناة الشعب السوداني
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية