ثقافة الاحتراف والمهنية العسكرية لدي الجيش في السودان (2/3)
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
فيما مضي قد مرت مرور الكرام بتاريخ الجندية السودانية وجاءت بطرح غير دقيقة ودخلت في سجال التاريخ والتدوين التاريخي مسئوليات الكاتب كيقية أستنبط الحقائق التاريخية ولكن خرجت عليهم أن اكتب بحدود معرفتي ولست بالعالم الكامل او من المؤرخين الثقاة في تاريخ السودان , علهم بما قلت يقنعون , وصادق بحثت بجد في تاريخ الجندية السودان ووجدتها خليط من بين الولاء القبلي وتعزيزاللانتماء الديني بكل حقب تاريخها في السودان , و المراحل التاريخية للجندية والجيش يمكن تقسيم تاريخ الجندية والجيش في السودان إلى أربع مراحل رئيسية المرحلة الأولى وهي العصور القديمة (قبل الميلاد)في هذه المرحلة، كانت هناك جيوش منظمة في العديد من ممالك وسلطنات السودان القديمة، مثل مملكة كوش ومملكة مروي وكانت هذه الجيوش تستخدم الأسلحة التقليدية، مثل الرماح والسيوف والدروع والمرحلة الثانية الحكم الإسلامي (القرون الوسطى في هذه المرحلة، استمرت الجيوش السودانية في لعب دور مهم في الدفاع عن البلاد وقد استخدمت هذه الجيوش الأسلحة التقليدية، بالإضافة إلى الأسلحة النارية التي تم إدخالها إلى السودان في القرن السادس عشر وفي المرحلة الثالثة الحكم الاستعماري (القرن التاسع
عشر)
في هذه المرحلة، تم تشكيل الجيش السوداني الحديث بعد احتلاله من قبل البريطانيين في عام 1898 وقد تم تدريب هذا الجيش و على أحدث الأساليب العسكرية، وشارك في العديد من الحروب والمعارك ضد المتمردين المرحلة الرابعة السودان المستقل (القرن العشرين وما بعده) في هذه المرحلة، لعب الجيش السوداني دورًا مهمًا في الدفاع عن استقلال السودان ووحدة أراضيه , و شارك في العديد من العمليات العسكرية في أفريقيا والعالم في الآونة الأخيرة، شهد الجيش السوداني بعض التحديات التي أثرت عليه فعلا وهي منها علي سبيل المثال لا الحصر أكثر من خمسة عشرة مخاولة أنقلابية والتي نجح في حكم السودان أربعة هن بقيادة هؤلاء عبود ونميري والبشير والبرهان الذي يقاتل للبقاء ومن اكثر التخديات تعقيدا منها وأهمها كيفية السيطرة علي بلد تعدد فيه الجيوش والمليشيات , ولقد لم يشهد السودان انقلابًا عسكريًا، مما أدى إلى تغيير القيادة العسكرية التزام فيه الجيش السوداني وذلك لعدم اليقين بالقيم الديمقراطية والمدنية ومع ذلك، هناك أيضًا مؤشرات على أن الجيش السوداني لا يسعى لتاسيس أو إلى تعزيز ثقافة الاحتراف والمهنية العسكرية تم إطلاق عملية وإصلاح الجيش السوداني، والتي تهدف إلى تعزيز الكفاءة والنزاهة في المؤسسة العسكرية.
العسكرية في السودان تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون من المهم تعزيز
الديمقراطية وسيادة القانون في السودان، حيث إن ذلك سيساعد على ضمان عدم تدخل السياسيين في الجيش , إصلاح المؤسسة العسكرية من المهم إجراء
إصلاحات شاملة للمؤسسة العسكرية، بهدف تعزيز الكفاءة والنزاهة , تعزيز
التعليم والتدريب العسكري من المهم تعزيز التعليم والتدريب العسكري، بهدف بناء قدرات عسكرية احترافية ختامًا، فإن ثقافة الاحتراف والمهنية العسكرية هي عنصر أساسي لاستقرار السودان وتطوره. ومن المهم تعزيز هذه الثقافة من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة لمعالجة التحديات التي تواجهها وضع قيم مهنية للجيش في بلد تعدد فيه الحركات المسلحة والمليشيات هو أمر صعب ومعقد، ولكنه أمر ضروري لاستقرار البلاد وحماية شعبها. وفيما يلي بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها
لوضع هذه القيم وعلينا أولًا، يجب أن تستند القيم المهنية للجيش إلى
القيم الديمقراطية والمدنية. وهذا يعني أن الجيش يجب أن يحترم الدستور
وسيادة القانون، وأن يكون ملزمًا بحماية حقوق الإنسان , ثانيًا، يجب
أن تكون هذه القيم واضحة ومفهومة لجميع أفراد الجيش وهذا يعني أن الجيش يجب أن يصدر وثيقة مكتوبة تحدد هذه القيم وتكون جزء من قسم الولاء للوطن والدولة ، ويجب أن يتم تدريب جميع أفراد الجيش على هذه القيم و ثالثًا، يجب أن يكون هناك نظام صارم لمراقبة تنفيذ هذه القيم وهذا يعني أن الجيش يجب أن يكون لديه نظام يسمح برصد السلوكيات المخالفة لهذه القيم، واتخاذ الإجراءات اللازمة ضد المخالفين ومن المهم أعلاء القيم المهنية المحددة التي يمكن أن توضع للجيش في بلد تعدد فيه الحركات المسلحة والمليشيات , أهم الولاء للوطن يجب أن يكون أفراد الجيش مخلصين للوطن، وأن يدافعوا عنه
ضد أي تهديد وعقوبة عدم الالتزام بهذا الاعدام وحتي الترويج لغيرها
نفس العقوبة , والالتزام بالديمقراطية والمواطنة يجب أن يحترم أفراد الجيش الدستور وسيادة القانون، وأن يكونوا ملزمين بحماية حقوق الإنسان , النزاهة والشرف ويجب أن يكون أفراد الجيش صادقين ونزيهين، وأن يتصرفوا وفقًا للمعايير المهنية ولابد من الحديث عن الكفاءة والاستعداد القتالي يجب أن يكون أفراد الجيش مؤهلين تدريبيًا، وأن يكونوا قادرين على أداء مهامهم العسكرية بكفاءة , احترام حقوق الإنسان يجب أن يحترم أفراد الجيش حقوق الإنسان، وأن يتصرفوا وفقًا للقوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان وهذه القيم ليست نهائية، ويمكن تعديلها حسب الظروف السياسية والأمنية في البلد , ولست سابحا في خيال ولكن هذه ضرورات أن نبني دولة قانون ومؤسسات ومن المهم أن يتم وضع هذه القيم بمشاركة جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومة والجيش والمجتمع المدني , بالرغم أن احتمالية انهيار الدولة السودانية بسبب الصراع الدائر بين الجيش والحركات المسلحة والمليشيات واردة، ولكن ليس بالضرورة أن يحدث ذلك, هناك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على مسار الصراع وإمكانية انهيار الدولة، منها قوة وقدرات كل طرف في الصراع الجيش السوداني هو الطرف الأقوى من الناحية العسكرية، ولكن الحركات المسلحة والمليشيات لديها دعم شعبي كبير في بعض المناطق، مما قد يسمح لها بمقاومة الجيش لفترة طويلة ,الموقف الدولي من الصراع ونعلم نفاقهم إذا تدخل المجتمع الدولي بشكل قوي لدعم جهود السلام، فقد يساعد ذلك على إنهاء الصراع وتجنب انهيار الدولة والقدرة على إيجاد حل سياسي للصراع و إذا تمكنت الأطراف المتنازعة من إيجاد حل سياسي يلبي مطالب كل منها، فقد يساعد ذلك على إنهاء الصراع دون انهيار الدولة وهذا هدف بعيد المنال لتمزق القوي الوطنية ,في الوقت الحالي يبدو أن الصراع في السودان يميل لصالح الجيش، حيث تمكن الجيش من تحقيق بعض الانتصارات العسكرية في الأسابيع الأخيرة. كما أن الحركات المسلحة والمليشيات تعاني من انقسامات داخلية، مما يضعف من قدرتها على الصمود في وجه الجيش ,ومع ذلك، لا يزال هناك احتمال أن يتحول الصراع إلى حرب أهلية شاملة، خاصة إذا تدخلت الحركات المسلحة الأخرى في الصراع. كما أن استمرار الصراع لفترة طويلة قد يؤدي إلى انهيار الاقتصاد السوداني، مما قد يتسبب في اضطرابات اجتماعية وسياسية واسعة النطاق وفي النهاية، فإن احتمالية انهيار الدولة السودانية بسبب الصراع الدائر تعتمد على عدة عوامل، ومن الصعب تحديدها بشكل دقيق في الوقت الحالي.
zuhairosman9@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الجیش السودانی وسیادة القانون فی هذه المرحلة انهیار الدولة حقوق الإنسان العسکریة فی أفراد الجیش هذه القیم یجب أن یکون فی السودان من المهم أن الجیش
إقرأ أيضاً:
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
عمار نجم الدين
تصريحات وزير الإعلام السوداني لقناة الجزيرة اليوم خالد الإعيسر تعكس بوضوح استراتيجية النظام في الخرطوم التي تعتمد على تكرار الكذبة حتى تصير حقيقةً في نظر مُطلقيها. عندما يصف الوزير الدعم السريع بـ”الخطأ التاريخي” ويزعم تمثيل السودانيين، فإنه يغفل حقائق دامغة عن طبيعة الصراع وأدوار الأطراف المختلفة فيه.
في خضم هذه الدعاية، يُظهر الواقع أن الانسحاب الأخير لقوات الدعم السريع من سنجة، تمامًا كما حدث في انسحاب الجيش في مدني وجبل أولياء وانسحاب الدعم السريع من أمدرمان، ليس إلا فصلًا جديدًا من فصول التفاوض بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. هذه الانسحابات لم تكن وليدة “انتصار عسكري” كما يدّعي النظام، بل هي نتيجة مباشرة لمفاوضات سرية أُجريت بوساطات إقليمية، خاصة من دول مثل مصر وإثيوبيا وتشاد، وأسفرت عن اتفاق لتبادل السيطرة على مواقع استراتيجية وضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة.
ما حدث في سنجة هو نتيجة لتفاهمات وُقعت في أواخر أكتوبر 2024 في أديس أبابا تحت ضغط إقليمي ودولي. الاتفاق، الذي حضرته أطراف إقليمية بارزة، مثل ممثل رئيس جنوب السودان ووزير خارجية تشاد، شمل التزامات متبادلة، من بينها انسحاب الدعم السريع من مواقع محددة مثل سنجة ومدني، مقابل:
ضمانات بعدم استهداف القوات المنسحبة أثناء تحركها من المواقع المتفق عليها. تبادل السيطرة على مناطق استراتيجية، حيث التزم الجيش السوداني بانسحاب تدريجي من مناطق مثل الفاشر، مع الإبقاء على وحدات رمزية لحماية المدنيين. التزام بوقف الهجمات لفترة محددة في المناطق المتفق عليها لتسهيل التحركات الميدانية وإعادة توزيع القوات.انسحاب الجيش السوداني من الفاشر سوف يكون تدريجيًا، يُظهر أن الطرفين يعيدان ترتيب أوراقهما ميدانيًا وفق التفاهمات السرية، لا على أساس أي انتصارات عسكرية كما يدّعي النظام.
النظام في الخرطوم، كعادته، يسعى إلى تصوير هذه التطورات الميدانية كإنجازات عسكرية، معتمدًا على خطاب تضليلي يخفي حقيقة أن ما يحدث هو نتيجة لاتفاقات سياسية تخدم مصالح الطرفين أكثر مما تحقق أي مكاسب للشعب السوداني.
ادعاء الوزير بأن النظام يمثل السودانيين، في مقابل القوى المدنية التي “تتحدث من الخارج”، هو محاولة أخرى لإقصاء الأصوات الحقيقية التي تمثل السودان المتنوع. هذه المركزية السياسية، التي لطالما كرست التهميش ضد الأغلبية العظمى من السودانيين، تعيد إنتاج نفسها اليوم بخطاب مكرر يفتقر لأي مصداقية.
الحديث عن السلام وفق “شروط المركز” هو استمرار لنهج الإقصاء، حيث يرفض النظام الاعتراف بالمظالم التاريخية، ويمضي في فرض حلول تخدم مصالحه السياسية دون النظر إلى جذور الأزمة. السلام الحقيقي لا يتحقق بشروط مفروضة من الأعلى، بل بإعادة بناء الدولة السودانية على أسس جديدة تضمن العدالة والمساواة.
خطاب النظام حول “الانتصارات العسكرية” و”مواجهة المؤامرات الدولية” ليس سوى وسيلة لتبرير القمع الداخلي وتحريف الحقائق. الحقيقة الواضحة هي أن الانسحاب من سنجة وستتبعها الفاشر وغيرها من المناطق تم نتيجة مفاوضات سياسية بوساطة إقليمية، وليس نتيجة “نصر عسكري” كما يزعم النظام. هذه الممارسات تفضح زيف الرواية الرسمية وتؤكد أن الأزمة الراهنة ليست صراعًا بين دولة ومليشيا، بل هي امتداد لصراع مركزي يهدف إلى تكريس الهيمنة والإقصاء.
إذا كان النظام السوداني يسعى حقًا لإنهاء الحرب وبناء السلام، فعليه أولًا التوقف عن الكذب والاعتراف بمسؤولياته في خلق هذه الأزمة. السودان اليوم أمام مفترق طرق حاسم، والاختيار بين الحقيقة أو الكذبة سيحدد مصير البلاد لسنوات قادمة.
الوسومالفاشر حرب السودان سنجة