أثنى مكتب اليونسكو بالقاهرة على جهودهيئة الشارقة للآثار التي تقود توثيق تاريخ البشر في جنوب شبه الجزيرة العربية وإعجابها بموقع الفاية وأهميته الأثري.

جاء ذلك خلال زيارة الدكتورة نوريا سأنز المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة لموقع الفاية الأثري بالشارقة الذي أُدرج مؤخراً ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي في اليونسكو وذلك في إطار استراتيجية الهيئة لاستدامة وصون التراث الثقافي المادي للإمارة ومشاركته مع العالم بما يسهم في تسليط الضوء على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك تعريفاً بالقيمة الثقافية وأهميتها الأثرية على المستوى العالمي.

وأكدت سأننزأكدت ضرورة تنظيم مثل هذه الزيارات التي تسهم في تعزيز وتوطيد التعاون الثقافي المثمروالعلاقات الطيبة مع كافة الجهات عالمياً والاستفادة من تجاربها وخبراتها.

و تأتي هذه الزيارة في إطار مشاركة هيئة الشارقة للآثار في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “ cop28 ” وضمن اهتمام اليونسكو بالتراث الثقافي والطبيعي للبيئات القديمة في المنطقة العربية حيث ستقدم موقع الفاية ضمن جلسة “التراث الطبيعي والثقافي للواحات في مصر” كجزء من دراسة المقارنة وذلك في 10 ديسمبر الجاري ضمن جلسات اليونسكو في الجناح المصري.

ويُعتبر موقع جبال الفاية مثالاً استثنائياً للبيئة الصحراوية خلال العصر الحجري والذي يؤرِّخ للاستيطان البشري المبكر في المنطقة إلى بدايات العصر الحجري الأوسط وحتى العصر الحجري الحديث خلال ظروف مناخية متغيرة في شبه الجزيرة العربية ووثقت الدراسات الأثرية والبيئية للطبقات التاريخية في الموقع استمرارية الاستيطان البشري منذ 210.000 سنة.

وتؤرخ المكتشفات الأثرية بالموقع تطور الاستيطان والمستوطنين من جماعات الصيادين إلى جماعات الرعاة الرحل الذين كان لهم شعائر جنائزية خاصة مما ساعد العلماء لوضع تصور جديد لطبيعة تكيف الإنسان مع المشهد الطبيعي للمنطقة في ظروف مناخية قاسية أدت دورات التغيرات المناخية كل 20000 عام إلى تأرجح المنطقة بين صحراء قاحلة وبيئة غزيرة المياه حيث تتجمع المياه في البحيرات وتتدفق على طول قنوات الوادي الممتد من جبال الحجر وحتى الفاية وتوثق السمات الجيومورفولوجية على طول نطاق الفاية هذه الأحداث والتغيرات مما ساعد على فهم هذه الحقبة الزمنية الهامة من تاريخ المنطقة فيما ساهم المزيج الاستثنائي لتوافر مصادر المياه والمواد الخام والكهوف التي تم استيطانها في جعل الفاية أقدم مشهد صحراوي مأهول بالسكان في العالم مما يسد فجوة معرفية لفهم التطور البشري المبكر وتكيفه في صحراء شبه الجزيرة العربية.

وتضمنت الجولة أيضاً زيارة مركز مليحة للآثار والاطلاع على العروض التفاعلية والآثار المعروضة التي يقدمها بهدف التعرف بشكل أوسع على البيئة الفريدة لمنطقة مليحة والمواقع التي تم العثور فيها على المكتشفات والمقتنيات الأثرية.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مراسل الجزيرة يوثق معاناة العائدين إلى منازلهم المدمرة في خان يونس

ويسعون إلى إيجاد وسائل لاستمرار الحياة، على الرغم من عدم توفر المياه والكهرباء وتدمير كامل للبنية التحتية. مراسل الجزيرة غازي العلول رصد هذه المعاناة ونقل الصورة من هناك.

Published On 19/10/202519/10/2025|آخر تحديث: 11:45 (توقيت مكة)آخر تحديث: 11:45 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة عين شمس تستقبل المدير الإقليمي لفرع الجامعة السويسرية بأسبانيا
  • وزير العدل يستقبل سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالقاهرة
  • حريق هائل يلتهم مخزن خردة في أبو العلا بالقاهرة دون خسائر بشرية
  • الجزيرة ترصد أوضاع الجرحى بمستشفى شهداء الأقصى
  • ضبط تشكيل عصابي للنصب علي راغبي شراء العملات الأجنبية والقطع الأثرية 
  • حبس وغرامات لمتسلقي المواقع الأثرية دون ترخيص وفقا للقانون
  • عجائب القمر.. فيلم علمي مدهش وممتع من الجزيرة الوثائقية
  • مراسل الجزيرة يوثق معاناة العائدين إلى منازلهم المدمرة في خان يونس
  • «هياف» يتصدر «كسر الكيلو» في «الشواحيف التراثية» بالشارقة
  • مناقشة تطوير واستثمار حارة الرمل الأثرية بعبري