المدير الإقليمي لليونسكو بالقاهرة يطلع على عدد من المواقع الأثرية بالشارقة
تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT
أثنى مكتب اليونسكو بالقاهرة على جهودهيئة الشارقة للآثار التي تقود توثيق تاريخ البشر في جنوب شبه الجزيرة العربية وإعجابها بموقع الفاية وأهميته الأثري.
جاء ذلك خلال زيارة الدكتورة نوريا سأنز المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو بالقاهرة لموقع الفاية الأثري بالشارقة الذي أُدرج مؤخراً ضمن القائمة التمهيدية للتراث العالمي في اليونسكو وذلك في إطار استراتيجية الهيئة لاستدامة وصون التراث الثقافي المادي للإمارة ومشاركته مع العالم بما يسهم في تسليط الضوء على تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك تعريفاً بالقيمة الثقافية وأهميتها الأثرية على المستوى العالمي.
وأكدت سأننزأكدت ضرورة تنظيم مثل هذه الزيارات التي تسهم في تعزيز وتوطيد التعاون الثقافي المثمروالعلاقات الطيبة مع كافة الجهات عالمياً والاستفادة من تجاربها وخبراتها.
و تأتي هذه الزيارة في إطار مشاركة هيئة الشارقة للآثار في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي “ cop28 ” وضمن اهتمام اليونسكو بالتراث الثقافي والطبيعي للبيئات القديمة في المنطقة العربية حيث ستقدم موقع الفاية ضمن جلسة “التراث الطبيعي والثقافي للواحات في مصر” كجزء من دراسة المقارنة وذلك في 10 ديسمبر الجاري ضمن جلسات اليونسكو في الجناح المصري.
ويُعتبر موقع جبال الفاية مثالاً استثنائياً للبيئة الصحراوية خلال العصر الحجري والذي يؤرِّخ للاستيطان البشري المبكر في المنطقة إلى بدايات العصر الحجري الأوسط وحتى العصر الحجري الحديث خلال ظروف مناخية متغيرة في شبه الجزيرة العربية ووثقت الدراسات الأثرية والبيئية للطبقات التاريخية في الموقع استمرارية الاستيطان البشري منذ 210.000 سنة.
وتؤرخ المكتشفات الأثرية بالموقع تطور الاستيطان والمستوطنين من جماعات الصيادين إلى جماعات الرعاة الرحل الذين كان لهم شعائر جنائزية خاصة مما ساعد العلماء لوضع تصور جديد لطبيعة تكيف الإنسان مع المشهد الطبيعي للمنطقة في ظروف مناخية قاسية أدت دورات التغيرات المناخية كل 20000 عام إلى تأرجح المنطقة بين صحراء قاحلة وبيئة غزيرة المياه حيث تتجمع المياه في البحيرات وتتدفق على طول قنوات الوادي الممتد من جبال الحجر وحتى الفاية وتوثق السمات الجيومورفولوجية على طول نطاق الفاية هذه الأحداث والتغيرات مما ساعد على فهم هذه الحقبة الزمنية الهامة من تاريخ المنطقة فيما ساهم المزيج الاستثنائي لتوافر مصادر المياه والمواد الخام والكهوف التي تم استيطانها في جعل الفاية أقدم مشهد صحراوي مأهول بالسكان في العالم مما يسد فجوة معرفية لفهم التطور البشري المبكر وتكيفه في صحراء شبه الجزيرة العربية.
وتضمنت الجولة أيضاً زيارة مركز مليحة للآثار والاطلاع على العروض التفاعلية والآثار المعروضة التي يقدمها بهدف التعرف بشكل أوسع على البيئة الفريدة لمنطقة مليحة والمواقع التي تم العثور فيها على المكتشفات والمقتنيات الأثرية.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
أشاد بدور مصر في التوصل لاتفاق غزة.. تفاصيل لقاء مدبولي ورئيس وزراء العراق بالقاهرة
أعرب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، عن تقديره وترحيبه بالدكتور مصطفى مدبولي، والوفد المرافق له والحضور، في بلدهم الثاني العراق، مؤكدا أن العلاقة بين الشعبين المصري والعراقي ترجع إلى امتداد حضارة بلاد الرافدين ووادي النيل، ومن الطبيعي أن يكون هناك أرض خصبة لكل أنواع الشراكة والتعاون والتبادل التجاري والاقتصادي والتنموي والثقافي والعلمي بين البلدين.
كما أشار السوداني، إلى أن عقد الاجتماع الثالث اليوم للجنة الوزارية المشتركة بين العراق ومصر، يؤكد كونها من أنجح اللجان الوزارية، واليوم يتم تعزيز هذا المسار بتوسعة مذكرات التفاهم وتنوعها؛ حيث تم توقيع 12 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة، إلى جانب المحضر المشترك للجنة العليا بين البلدين.
وأوضح السوداني، أنه سيكون هناك تفاهم في مجال النقل البري بين البلدين، ومجال لتعزيز المنافسة في مجال مكافحة الاحتكار، وأيضاً التعاون بين أمانة بغداد ومحافظة القاهرة، وكذا التعاون في مجال الآثار والمتاحف، وتكنولوجيا الاتصالات والاعلام، وتبادل الخبرات في شئون تخزين الحبوب وإدارة الصوامع، ومجالات أخرى كثيرة.
وأضاف رئيس وزراء العراق، أن المنهج الإصلاحي الذي تبنته الحكومة طيلة عامين، هو الذي مكّن الشركات المصرية من دخول السوق العراقية بشكل تخصصي وواسع، ولدينا بالفعل عدد كبير من هذه الشركات تسهم في تنفيذ الكثير من مشروعات البنى التحتية والدخول في إطار الاستثمار والفرص المتاحة له في مختلف المجالات، لافتاً إلى أن التعاقدات مع الشركات المصرية لتنفيذ مشروعات البنى التحتية وصلت إلى أكثر من 600 مليار دينار عراقي"، مضيفاً أن العديد من الجهود التي بذلها العراق ساهمت في تحويل العراق إلى الفرصة الأولى للاستثمار في المنطقة، وهذا ما تثبته الأرقام والوقائع.
وقال رئيس وزراء العراق، إن البيئة الاستثمارية جاذبة، والقوانين والتشريعات الصديقة للعمل، والإصلاحات في القطاع المالي والمصرفي والضريبي، كلها كانت خطوات مدروسة لجعل العراق ساحة تنموية واعدة، مضيفًا أن الشركات المصرية مدعوة للاستفادة من هذا النجاح، مُنوهاً إلى أن التكامل هو مفتاح الحلول بين البلدين في ظل التحديات الاقتصادية والمناخية وحتى المجتمعية، فكلها تحديات متشابكة بين البلدين ودول المنطقة.
وأضاف: "تفاهماتنا الحالية خلال زيارة أخي دولة رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، تأتي بالتأكيد في إطار التعاون والشراكة الثلاثية بين العراق ومصر والأردن، فتاريخنا الاقتصادي والتنموي هو طريقُ واحد، ولا مجال إلا للشراكة والتكامل والمضي بالتفاهمات الثلاثية بين العراق وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية".
ولفت إلى أن هذا التنسيق بالتأكيد يأتي في أوضح صورة فيما يتعلق بالقضايا الراهنة في المنطقة، وفي مقدمتها العدوان على غزة ولبنان، وعمليات إغاثة أهلنا الفلسطينيين وإيصال المساعدات لهم.
وفي هذا الصدد، أشاد رئيس الوزراء العراقي بالدور الكبير لمصر في العمل الدبلوماسي المتواصل مع الأشقاء في دولة قطر والأصدقاء في الولايات المتحدة الذي أسفر عن الوصول لتفاهم وتحقيق هذه الهدنة التي نأمل أن تستمر وتتوقف هذه الحرب المدمرة، مؤكداً دعمه لكل الجهود الإقليمية التي تستهدف ترسيخ الاستقرار والوقف الشامل والمُستدام للحرب وعدم السماح بتوسيع نطاق الحرب، بما يؤثر على الاستقرار والأمن لدول المنطقة.
وشدد على موقف العراق الثابت تجاه القضية الفلسطينية والرفض القاطع لأي دعوات أو محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى البلدان المجاورة، كما أكد على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وفي ختام المؤتمر، رحب رئيس الوزراء العراقي مرة أخرى برئيس الوزراء والوفد المرافق له متمنياً له التوفيق وإقامة سعيدة في بلدهم الثاني العراق.